• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : خدعة السلف .

خدعة السلف

السلف, السلف! كنت أصدقهم وأنا غرّ؛ بأنهم فعلا على منهج الصحابة والتابعين فوجدتهم ينتقون منهم الفسقة والجهلة بل وأكثر من ذلك أنهم لا ينتقون بأنفسهم فهم ليسوا أصحاب بحث وإنما ينتقون ما انتقاه لهم اللالكائي وابن بطة وابن تيمية الخ... وللأسف أنهم قد أقنعوا أكثر الناس وعامتهم بأنَّ شرع الله يؤخذ من بعض السلف ولا يؤخذ من كتاب الله ولا السنة الصحيحة.
هم غير جادين في طرح الكتاب والسنة كمصدرين شرعيين فهما تحت رحمة بعض سلفهم يأذنون لله ورسوله متى يشاؤون فقط, فصار شرعُنا ليس مصدره الله وخاصة في جانب العقيدة وإنما الأشخاص هؤلاء الأحبار والرهبان اتخذناهم أربابا سنن من كان قبلنا. لذلك يكرر هؤلاء ما لا يفهمون السلف السلف وهم لم يبحثوا شرعية هذا التشريع المبتدع ولا يعرفون السلف مجرد نقولات تقليدية.

لذلك أعيد وأكرر جعل السلف ولو صالحا مصدرا للتشريع بدعة من البدع الشركية وليست من البدع العملية, فلا تقاوموا بدعتي الظنية في نظركم ببدعتكم الحقيقية الواقعية الشركية على الأقل البدعة لا تقاوم ببدعة أخرى.

والخلاصة هنا عظّموا الله في قلوبكم لا تُكّفروا للمذهب وتُدافعوا للمذهب كفّروا لله ودافعوا لله بمعنى ليكن في نيتكم عند الحكم الله فقط. وهؤلاء الذين يذُّمون غيرهم من المذاهب بأنهم يدعون غير الله هم غير عادلين وغير صادقين أما كونهم غير صادقين فتكفيرهم مذهبي قبلي وليس لوجه الله, بدلالة أنهم لم يقعدوا هذا شرعًا وإنما ينطلقون خلف أحبارهم بأن هذا شرك وذاك كفر! فليس عندهم تقعيد شرعي يراد به وجه الله, ثم لو يكتشفون ولو يعرفون بأنهم يكفرون الصوفية بأمور فعلها سلفهم فماذا يفعلون؟! سيجعلون سلفهم مجتهدين في دعاء غير الله والصوفية مشركون في ذلك.

إذًا عدنا للقضية نفسها في معاوية هو مأجور على لعن الصحابة والشيعة كفروا بسب الصحابة! هنا نجدهم يعبدون الذاتية والمذهبية ولا يعبدون الله.

وهذه مسائل علمية دقيقة وحاسمة متى ما فهمها الجمهور السلفي الطيب فسينفض عن أحباره ورهبانه لأنهم سيكتشفون الازدواجية والمتاجرة بهذا الدين,

فلو وجدوا أن ابن تيمية كان يجيز الدعاء ( يا محمد) وأن أحمد كان يجيز ( أعوذ بسيد هذا الوادي) والحربي الحنبلي كان يجيز التبرك بقبر الكرخي,

هل يستطيعون لو يكتشفوا هذه الأمور أن يكون حكمهم على الشيعة والصوفية واحمد بن حنبل وابن تيمية واحدا؟! هل سيجعلون الجميع مشركين؟!

أظن الجواب واضحا أنهم لن يجرؤوا أن يصموا ابن تيمية ببدعة فضلا عن شرك حتى لو سجد للأصنام فالقضية إذن هي عبادة المذهب وليس عبادة الله !

لذلك نصيحتي لهؤلاء الطيبين اتركوا كل أمر لا تبحثونه وتعرفون حكم الله فيه احكموا بالاسلام لكل من تلفظ بالشهادتين لا تحملوا ذمتكم ذمة غيركم.

أنا كنت مخدوعا مثلكم هل تظنون أن خروجي من هذا القمقم كان سهلا؟! إنها سنوات طويلة من البحث الجاد عن الحق والحيرة الخ , لكن في النهاية المذاهب كلها متشابهة, وكل من أخلص لله في المذاهب قليل وكل من أخلص للمذهب كثير وعبادة المذهب خفية ويُسهم عبدة المذهب في تزيين المذهب وتنزيهه وإماتة الضمائر به, والخلاصة من أراد وجه الله فإنه بصدق النية يستطيع لكن بعد تركه للكبر والمزايدة الجاهلة ومن اراد عبادة المذهب فليصُّمَ أُذنيه عن كل نصيحةٍ ويستمر.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=103
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29