• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : نعم هم شر الدواب... وهذه هي الأسباب! .

نعم هم شر الدواب... وهذه هي الأسباب!

كنت قديماً لا أفهم الآية:.
(۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)) [ألأنفال]

الحمد لله الذي عركنا بالناس حتى فهمناها تماماً!.



هؤلاء الدواب لماذا لا يعقلون؟!
الجواب واضح، لأنهم صم بكم، فلا يستطيعون سماع حجة كاملة ولا ينطقون صدقاً كاملاً، وعلى نفسها جنت كل البراقش!
هؤلاء الدواب تسبقهم البغضاء الى التصرف في المسموع والمنطوق، فالذنب ذنبهم وليس ذنب الله، الله أعطاهم اسماعاً وابصاراً وأفئدة لكنهم لا يشكرون، وبغضاؤهم سبقه تشكيل مذهبي/ حزبي/ عصبي/ سياسي/ الخ، هذا التشكيل هو الذي يزرع البغضاء، والبغضاء تعمي وتصم، فالنتيجة: صم بكم.
والمجموع: لا يعقلون.
وهذا التشكيل الحزبي سبقته خطة شيطانية لمسخ هذا الإنسان بأقوى ما يطمئن إليه:
(فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ(30)) [ألأعراف]
وإذا ضمن الشيطان أنك لن تدخله في فرض الفروض فلا حذر ولا مراقبة ولا دراسة؛ فهو ضامن لنجاح خطته؛ لأن (فرض الفروض) أهمل أهم الأسباب لهذا المسخ!
هي سلسلة محكمة جدا، من الشيطان إلى شر الدواب، لا يناقشها المتدينون ولا غير المتدينين، يهملون الشيطان جهلاً او تكبراً او استجابة للشيطان فيخفقون.
القرآن يعالج مشاكلنا ببساطة ووضوح، ونحن لتكبرنا نحاول أن نكتشف غير ماذكره، فنلف وندور دون فائدة، ومن أعرض عن الأصل لن يجد الحل في الفروع.
كل الدول والأحزاب والأحلاف والمذاهب والأديان تعقد مؤامرات عن الأعداء والأخطار.. الخ، هل سمعتم بمؤتمر عن الشيطان واتخاذه عدواً كما أمر الله؟؟
هذا يدل على تمكن الشيطان من بني آدم، مع أن الله عهد إليهم بمعاداته، فبث كبره فيهم وأنساهم هذا العهد، وسيذكرونه يوماً ما:
(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(60)) [يس]
لو أن المسلمين يعقدون مؤتمراً إسلامياً عن (الشيطان في القرآن) لضعف كيده ولتساقطت الشياطين الصغرى ولوضعوا أقدامهم على أول الطريق.
لكنه الكبر.
كيف يتخذون الشيطان عدواً مع أن الأسلاف لم يتخذوه عدواً؛ وإنما اتخذ بعضهم بعضاً عدواً وألفوا في ذلك مطولات العقائد؟
فقط الله من أمر بذلك!
أتلحظون مدى استهتار المسلمين بما أمر الله؟
احسبوا كم كتاب في اتخاذ بعضهم بعضاً عدواً وكم كتاب في اتخاذ الشيطان عدواً؟
قتل الإنسان ما أكفره!
محل الاستغراب كونهم شر الدواب عند الله، هذا إخبار شديد، لكن عندما تراهم يعادون ويبغضون في كل اتجاه بلا فهم ولا عقل تعرف حقيقة الآية، فلو سمعوا جيداً وأبصروا جيداً لعقلوا جيداً، وضياع العقل متعب لهم وللآخرين، لذلك هم شر من يدب على الأرض، ويؤثرون سلباً حتى على خصومهم..
الأمر ببدايته!
وقبل العقل والقلب هناك سمع وبصر ينقل لهما العلم، والصمّ لا يحسن السمع، والبكم لا يحسن النطق، فتصل المعلومات عمياء فتعمي.
من تكبر عن البداية (إجادة سمع وبصر)رسب في النهاية ( عقل وضمير)
وانتج سلوكاً شيطانياً ( بغضاء/ قتل/ كذب / الخ).
راقبوا البداية!


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1037
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28