• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : داعش تستمر في إرواء الغليل! .

داعش تستمر في إرواء الغليل!

لن يروي غليل الغلاة كداعش حتى الآن، قتلاً وتدميراً للآثار وحرقاً وذبحاً واغتصاباً، أكملت المشهد الأموي تقريباً، بقي من أفعال الأمويين مما لم تطبقه داعش الكثير، كإدخال الناس داخل الحيوانات ثم حرقها، وهدم الكعبة، ولعن مخالفيهم على المنابر، وقطع الألسنة الخ.


بقي لداعش مخزون كبير من الوحشية في التراث وسيرة السابقين، لا ادري هل تتمكن من استكمالها لتثبت أنها على عقيدة صلبة أم ستزول قبل تطبيق ذلك

هذه مشاركة سابقة لي عن تعليق النساء بأثدائهن

http://store1.up-00.com/2015-02/1425053112011.jpg


https://www.facebook.com/hasanalmaliki/posts/10151423679538001

مما فعله السلف ولم تطبقه داعش حتى الآن
وبقي الكثير جداً مما لم تطبقه
إذا لم تشهد لله فالله قادر على أن يحرجك بما تعاميت عنه، السكوت عن الجريمة له عقوبة قد لا تراها إلا لاحقاً، الساكت شيطان فكيف بالمحب للمجرمين؟
كما قلت وأكرر، لو أننا نقدنا التراث والسلف بالشرع من قديم، وكانت شهادتنا لله؛ لما خرجت داعش أصلاً، ولكن الغلاة لهم مكر والساكتون عندهم حماقة، نحن ندفع ثمن الحماقة والغلو معاً. فالغلاة يطبعون الكتب ويوزعون ويفتون، والأحمق يقول : هذا تاريخ وانتهى لن يعود!
داعش نتيجة الاثنين!
اللهم لا تجعلني من المحبين للمجرمين، ولا من الساكتين عنهم كالشياطين، ولا من الحمقى الذين يقولون: هؤلاء ماتوا وشبعوا موت ليش تنقدهم؟!

أكثر التوثيق والتضعيف عند أهل الجرح والتعديل مذهبي مزاجي وليس علمياً؛ لذلك نجد الذهلي شيخ البخاري يضعف أبا قدامة السرخسي لأنه لم يقم له!
في  التهذيب: ترجمة أبي قدامة السرخسي، قال الحاكم : روى عنه محمّد بن يحيى ثمّ ضرب على حديثه ... وسبب ذلك أنّ محمّدا دخل عليه فلم يقم له! ومالك لم يروي عن سعد بن إبراهيم لأنه وعظه، ففي ترجمته تهذيب التهذيب لابن حجر: قال الساجي : يقال : إنّه وعظ مالكا فوجد عليه فلم يرو عنه!. وأحمد نهى عن  الرواية عن يحيى بن معين وابن المديني وعلي بن الجعد وأمثالهم لأنهم أجابوا في فتنة خلق القرآن؛ وهذه سماها المقبلي (خيانة للسند). وقصص أهل الحديث ومزاجيتهم في التوثيق والتجريح كثيرة جداً؛ استوعب أبرزها كتاب : العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل، حملوه واقرؤوه تهتدوا.

رابط تصفح وتحميل كتاب " العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل" هنا.

لذلك إن صححوا حديثاً فهو نتيجة توثيقهم رجال سنده، وتوثيقهم رجال سنده إنما هو مزاج في الغالب، كانتمائه للرأي العام أو تبجيل الشيخ والقيام له، وإذا ضعفوا رواة فالغالب على ذلك عدم توافقه مع الرأي العام أو لموقف شخصي أو رأي مذهبي.. الخ، هذا في الغالب، فمعيارهم شخصي أو مذهبي وليس علمياً، ومن الرأي العام الذي تزامن مع أهل الحديث حب قتال الآخرين واضطهادهم وتمجيد الفتوح والغلبة وحب أهل القوة ولو مجرمين.. لخ، كل هذه معايير غير علمية.
بمعنى أن الصدق والكذب والوهم في الحديث لا علاقة له بالقوة المادية أو انتشار الرأي أو المذهب أو حتى الدين.. الخ، إنما له علاقة بالدقة والتحري، وهذا يعني أيضاً أن رحمة الإسلام وعدله لم تكن رأياً عاماً يومئذ، لذلك سيصبح من روى شيئاً من ذلك محل تهمة ويتم هجر أحاديثه لأنها تخالف السائد! ومن هذا الباب سنفهم كثرة الأحاديث المحرضة على العنف وتوثيق رواتها ولو علقوا النساء بأثدائهن،  وقلة أو انعدام أحاديث الرحمة والعدل والعقل، فالقضية مزاجية وليست علمية، فمن روى ما يتوافق مع الرأي السائد السياسي والاجتماعي فسيكون ثقة، ومن روى ضد ذلك فسيكون ضعيفاً أو مبتدعاً شعوبياً، لذلك تجد داعش مخزوناً كبيراً من الأحاديث والفتاوى والعقائد تسهل لها التوسع والانتشار بسهولة؛ وجمهورها يطالبونها بمزيد من ارواء الغليل!
هي قصة مزاجية تحولت لحالة مرضية تجتاح كثيراً من المسلمين؛ فكل من صدق التراث ورجاله سيتنفسون الصعداء ويقولون:
الآن رأينا الدين الصحيح!
هي قضية معقدة جداً.
ولولا العصبية والتمذهب والسياسة والحماقة والمجاملات لما انتشر هذا الفيروس المرضي في بلاد المسلمين، هو عملية تراكمية انفجرت.
من حجة الله على الناس أنه ما من مجلس إلا وأكثر السوالف فيه عن الدين، حتى لو اجتمع مجموعة من الأطباء أو الرياضيين لكان أكثر حديثهم عن الدين، وموطن الحجة هنا أن السامع لابد أن يسمع اختلاف أهل الدين، وإذا سمع وجب عليه أن يقارن ويبحث ويسأل.. الخ، الحجة قائمة عليك بقدر فهمك لا حسب هواك.



  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1043
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28