• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} .

{هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم}




السابقون مسؤولون عن تصفية الكذب القديم حتى لا يتراكم بعضه على بعض؛ لذلك أخشى على العلماء الذين دفنوا كتبهم إن كان فيها صدقاً لم يقووا عليه.
.



(هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) دليل على تأثير الصدق في حصول كل خير وفضل؛ وأثر الكذب في كل ذنب وفساد. لو التزم الناس الصدق والبحث عنه لأفلحوا؛ وعلى هذا فكل ما ترونه من فساد في الأرض فللكذب أثر فيه؛ سواء كان الكذب قديماً أو حديثاً؛ كل ما ترونه من تخلف المسلمين وجهلهم للكذب نصيب فيه؛ لذلك كرر الله في القرآن (وضل عنهم ما كانوا يفترون).
سيذهب كل افتراء وكذب؛  وكل أعمال أو عقائد مبنية على ذلك؛ قد تتبخر أكثر العقائد والأعمال!
ما أكثر الافتراءات القديمة؛ وما أكثر من صدقها وزاد عليها وتعبد بها؛ وما أكثر الكذب الذي يقود المغفلين؛ وما أدق الكذب الذي يقود الأذكياء.
السابقون مسؤولون عن تصفية الكذب القديم حتى لا يتراكم بعضه على بعض؛ لذلك أخشى على العلماء الذين دفنوا كتبهم إن كان فيها صدقاً لم يقووا عليه.
لو قام السابقون برد كل الكذب ولم يضعفوا؛ وأصروا على الصدق ولم يفرطوا في نصرته؛ لكنا اليوم أكثر راحة في تنقية ما استجد؛ لكن الحمل ثقيل جداً!
أمامنا حل واحد فقط؛  أن نبدأ من الصدق القطعي وبنية صادقة؛ من محكمات القرآن؛ فهو الصدق المهجور الذي سنُسأل عنه (ألم تكن آياتي تتلى عليكم)؟
لن يقال لك :
ألم تكن أحاديث البخاري تتلى عليكم؛ ولا أحاديث الكليني؛ ولا أحاديث فلان وفلان؛ بل حتى متشابه القرآن لن تسأل عنه؛ إنما المحكمات منه.
ابدأ بالمحكمات؛ العدل والصدق والشهادة لله وفعل الخيرات وإكرام اليتيم وبر الوالدين والإنفاق.. الخ؛ واستشعار حقيقة الإيمان بالله واليوم الآخر؛ مَن تكبر عن تثبيت المحكمات أضله الله في التفصيلات؛ ثبت المحكمات أولاً؛ استشعرها؛ لا تستهن بها؛ فالاستهانة بما عظمه الله أكبر فتنة وأعظم جريمة.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1059
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28