• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : اغتيال الحقوقي الحر والمناضل الكبير والثائر الأول بالقلم والكلمة في اليمن: عبد الكريم الخيواني .

اغتيال الحقوقي الحر والمناضل الكبير والثائر الأول بالقلم والكلمة في اليمن: عبد الكريم الخيواني



ليس في الشرع قتل على الرأي؛ إنما العقوبات الشرعية في الجرائم المعروفة المحددة شرعاً؛ الغلاة يرون القتل على الرأي ولو كان سياسياً؛ عجينتهم هكذا؛ لذلك يخشى الأوادم من مسلمين وغيرهم من الغلاة والإخوان؛ لماذا؟
لأنهم يرون أنه ما دام فلان قال كذا وكذا فيجب قتله!
.



اغتيال الحقوقي الحر والمناضل الكبير والثائر الأول بالقلم والكلمة في اليمن:
عبد الكريم الخيواني؛ رحمه الله رحمة واسعة؛ وعزاؤنا لأسرته ومحبيه.
عارض الخيواني نظام علي صالح قبل الثورة الإخوانية بسنوات؛ وسجن سنة ٢٠٠٨؛ ونال وهو في السجن جائرة منظمة العفو الدولية للصحفيين المعرضين للخطر!
كان الخيواني صحفياً شجاعاً وحقوقياً صادقاً؛ يحمل روحه على كفه من أكثر من عقد.
الخيواني كان أبرز من عارض التوريث؛ ثم غطى حروب صعدة وكشف حقائقها؛ عبد الكريم الخيواني نبتة يمنية أصيلة؛ كنا نسمع به وبتضحياته وسجنه قبل الربيع العربي؛ كان نموذجاً للصحفي الحر؛ وكان سفيراً للنويا الحسنة بعد؛ ونختار لكم كلمته في مؤتمر أوسلو عن حرية الصحافة

https://www.youtube.com/watch?v=_8ijHKYAjnA&app=desktop
ليس بيني وبينه معرفة ولا تواصل؛ إنما تاريخه وتضحياته تملأ الدنيا.
عندما نتألم لاغتيال رجل حقوق وصحافة لا ننظر لانتمائه المناطقي ولا المذهبي أو السياسي؛ نحن نتحدث عن الإنسان كإنسان؛ بما يحمل من قيم؛ لذلك لا ينتظر منا أصحاب النظارات المذهبية ألا نرثي إلا من هو من عجينتهم؛ ممن يحبون الموت لكل من خالفهم الرأي؛ ويحرمون رثاءه.. عجينتنا مختلفة!
شهيد الحرية والصحافة عبد الكريم الخيواني فوق التصنيف المناطقي والمذهبي؛ هو سبق الربيع العربي كله في النضال الحقوقي؛ هو أبو الأحرار في اليمن.
الخيواني هو من فتح حرية الصحافة والتعبير في اليمن إلى أبعد مدى؛ وتم اختطافه وتغييبه ٩ أشهر؛ لا يدرى أين هو؛ وذاك أيام حكم صالح.
كان رجلاً بأمة!
كل اغتيال مدان؛ من أي تيار كان؛ لا يقنعكم الغلاة بمحبة قتل من لا يتفق معهم في الرأي؛ ولا بإدخال التصنيف في ضحايا الاغتيال..
هذا عيب!
ليس في الشرع قتل على الرأي؛ إنما العقوبات الشرعية في الجرائم المعروفة المحددة شرعاً؛ الغلاة يرون القتل على الرأي ولو كان سياسياً؛ عجينتهم هكذا؛ لذلك يخشى الأوادم من مسلمين وغيرهم من الغلاة والإخوان؛ لماذا؟
لأنهم يرون أنه ما دام فلان قال كذا وكذا فيجب قتله!
عقيدة دموية وتشريعات وضعية.
لذلك يجب أن يتعلم الناس وجوب إدانة الاغتيالات؛ دون أن تشير إلى منطقة الشخص أو تياره السياسي؛ لأن هذا كما قلت؛ أقل أحواله أنه عيب وقلة مروءة!
عندما نذم عبث الغلاة بالدماء واغتيالاتهم لا نفرق بين حسن شحاتة الشيعي ولا البوطي السني ولا الخيواني الزيدي.. الخ؛ نستحي أن نفرق مذهبياً..عيب!
بعض الحمقى يشوهون صورتنا؛ يقولون: "يستحق فلان الاغتيال لأنه كان ينوي الحج"! أو أنه يرى كذا وكذا؛ الحج مفتوح لكل المسلمين؛ مهما اختلفت آراؤهم؛ الغلاة إذا أحبوا قتل مخالفيهم يكونون قد جهزوا للضحايا أقوالاً مزورة حتى يشوشوا على الحدث ويدافعوا عن الجريمة؛ كل الأمرين حرام؛ الكذب والاغتيال.
مما يدل على أن القاتل واحد، أنه ما أن يتم اغتيال حقوقي كالخيواني أو شيعي كشحاتة او سني كالبوطي حتى ينبري الغلاة لتبرير هذه الفعلة! هذا يدل على أن الغلاة يرون اغتيال الجميع؛ السنة والشيعة والحقوقيين والصحفيين.. الخ.
يتفرق الناس في المذاهب؛ ويجتمع الغلاة في مذهب؛ وهو قتل المخالف؛ وهذا يؤكده تراثهم وتطبيقهم وتبريرهم وانتحالهم الأقوال التي - صحت أو لم تصح - لا تصلح مبرراً شرعياً للقتل؛ إنما نعم؛ هي مبرر وضعي مزاجي فحسب.
تيار الاغتيال تمدد عبر العالم بسبب التهاون في نقد التراث وفرز ما كان منه شرعياً عما هو جاهلي مزاجي؛ شرع الله ليس بالمزاج؛ الدين كله لله؛ كله.
القرآن  وكل العالم متفقون على أن الفكر يتم مواجهته بالفكر؛ إلا الغلاة؛ مذهب الغلاة الفكرة تواجه بالقتل؛ مذهبهم (إن زعلتٓ من كلمة فاقتل صاحبها)!
النبي صلوات الله عليه وسلامه لم يكن مذهبه مذهب الغلاة (من أغضبك بكلمة أقتله)؛ هذا مذهب شرك الهوى؛ قال المنافقون الكثير في حق النبي ولم يقتلهم؛ لابد أن يتعلم الغلاة أن الدين كله لله؛ وليس لهم؛ حتى النبي ليس له؛ النبي كرر الله عليه (ليس لك من الأمر شيء)؛ لكن مذهب الاغتيال لا يفهم هذا؛ لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون كل أمره لله؛ ويعترف بأن الدين كله لله؛ هذا الاعتراف لو حصل من الغلاة لانتهت كل جرائمهم؛ لكنهم لا يعترفون صادقين.
الغلاة مذهبهم (الدين لي عندما أغضب وعندما أرضى)! وعندما أكره وعندما أحب! وبقيته لله!
المؤمن الحق يقول : الدين كله لله؛ فيما أحب وأرضى.
الدين صعب على أصحاب القلوب المريضة بالأحقاد والكراهية؛ يريدونه لهم؛ وهو صعب على المنافقين وثقافة النفاق؛ لكنه برد وسلام على النفوس المطمئنة؛ صعوبة الدين على المنافق سببه الكبر؛ لذلك لا يرضى المتكبر أن يخضع لدين الله؛ وإنما يريد إخضاع دين الله له؛ وقد حزن النبي لوجود هذه الثقافة مبكرا؛ كان النبي في آخر حياته حزيناً من الذين يأبون أن يكون الدين كله لله؛ كانوا يشترطون أن يؤتون منه ما يحبون! كالغلاة اليوم:


۞ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ( آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)
[ألمائده]

الشرط الذي أحزن النبي هو: (إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا)؛ هذا شرط ملعون؛ مفاده الاشتراط على الله ورسوله.
قتل الإنسان ما أكفره!
الإسلام تسليم؛ تسليم كامل لله ؛ دون قيد أو شرط؛ لأن هذا معناه الثقة بالله وبعدله وبحكمته وبعلمه؛ أما الشرط فهو ضعف ثقة بالله في كل هذا؛ وكفر به؛ لذلك لا تظنوا أن هذه الظاهرة جديدة؛ ولا تظنوا أننا فقط من نحزن عندما يجعل الغلاة دين الله لهم لا لله؛ هذه الظاهرة قد أحزنت النبي من قبل.
القتلة أيضاً يخادعون الله والذين آمنوا بأن قتلهم هو للمذهب؛ اسألوا الكبيسي عن قتلهم من خالفهم من السنة؛ اسألوا الصوماليين؛ اسألوا الليبيين.. الخ
بقي أن ندعو للمغفلين أن ينجيهم الله من خداعهم؛ فاللهم كن في عون من لم يعرفهم عن علم؛ كن في عون الشباب الغر وأمهاتهم؛ ونجهم من مكرهم وكيدهم

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1066
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19