• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : بين الاعتماد على الله ومخادعة النفس! .

بين الاعتماد على الله ومخادعة النفس!


بين الاعتماد على الله ومخادعة النفس!




الاعتماد على الله؛ والاستعانة بالله؛ والتوكل على الله؛ ليست كلمات من باب العادة وجبر الخواطر؛ إنما تعني أن تراقب الله من نية فعل إلى خطواته؛ بعض الناس يخطط للظلم وارتكاب المعاصي؛ ولا يخطر الله له على بال؛ حتى إذا بدأ التنفيذ يقول: نحن بعون الله؛ وبتوفيقه؛ سنقوم بكذا وكذا؛ والله معنا!



يكتب الله لك بصدق النية ما لا تستطيع جلبه لنفسك بالحيلة؛ تعبد إلى الله بالصدق في الشدة والرخاء؛ واترك الباقي على الله؛ وسترى عجائب عمله لك!
لا تغتر بنجاح الحيلة في البداية؛ فما هذا الذي تراه من نجاح إلا حبال مكر تتسع؛ وستعود وتضيق شيئاً فشيئاً؛ حتى نلتف على رقبتك.
صحح علاقتك بالله.
أصعب الإيمان وأجمله يكون في أوقات الصحة والقوة والنشاط؛ أما الإيمان ساعات الضعف والمرض  فهو تحصيل حاصل؛ وإلّا؛ ما معنى (وعن شبابه فيما أبلاه)؟
من استغنى عن الله أيام قوته؛ تركه الله أيام ضعفه؛ من رضي أن يحتفظ لنفسه ببركة قوته؛ ويبقي لله أوقات ضعفه؛ فهو يعبد نفسه في الحالتين!
يظن بعض الناس أن العبادة أن تعطي الله صلاة وصوماً وحجاً؛ ثم لك الحق بعدها أن تكذب وتظلم وتقتل؛ لا تخدع نفسك؛ ما شرع الأولى إلا من أجل الثانية!
الاعتماد على الله؛ والاستعانة بالله؛ والتوكل على الله؛ ليست كلمات من باب العادة وجبر الخواطر؛ إنما تعني أن تراقب الله من نية فعل إلى خطواته؛ بعض الناس يخطط للظلم وارتكاب المعاصي؛ ولا يخطر الله له على بال؛ حتى إذا بدأ التنفيذ يقول: نحن بعون الله؛ وبتوفيقه؛ سنقوم بكذا وكذا؛ والله معنا!
هؤلاء(يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) بأنهم يخادعون؛ لأن تسطيح المعرفة بالله يجعلهم يصدقون أنفسهم أنهم في طاعته؛ عمل الحق لا تكفي فيه الألفاظ والأدعية؛ إنما يحتاج لنية وصدق ومراقبة وعلم وإيمان.
لا يرضى الله أن تعبده كما تريد أنت؛ وإنما كما يريد هو؛ لا تخادع؛ الأعمال بالنيات؛ هذا صحيح؛ ولكن بشرط أن تكون هذه النية مصاحبة لك من البداية؛ من بداية التفكير بالعمل؛ وإلا لكانت أعمال داعش مشروعة؛ كانت نيات الخوارج وداعش سيئة في البدايات؛ فلم ينفعهم إخلاصها في النهايات؛ لو أحسنوا النية؛ في العلم والتعلم؛ لأحسنوا النية في العمل.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1126
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28