• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : هل أنتج الإسلام ظاهرة النفاق؟! - رداً على د إياد جمال الدين- الجزء الاول .

هل أنتج الإسلام ظاهرة النفاق؟! - رداً على د إياد جمال الدين- الجزء الاول



هل أنتج الإسلام ظاهرة النفاق؟!
- رداً على د إياد جمال الدين-
ألجزء الأوّل



نعم؛ تحرص السلفية (الأموية - القرشية) لنفي النفاق عن قريش ( المكيين)؛ حتى بعد فتح مكة، وتصر على إلصاقها بالأنصار، فمفهوم إياد للنفاق سلفي. والسلفية الأموية القرشية - المتأثرة بسلطة قريش الطويلة - لا تعول على القرآن الكريم في وعي التاريخ، إنما تعول على تدوين السلطة القرشية فقط. لذلك هم؛ إلى اليوم؛ لا يصدقون بأن في مكة (منافقون ولا أناس في قلوبهم مرض)؛ فهذا عندهم غير صحيح؛ حتى لو ذكرته السور المكية، لا يثقون إلا بقريش!



الأخ د إياد جمال الدين رجل شجاع؛ ومن أنصار الدولة العلمانية؛ وأنا معجب به من جوانب عدة؛ ولكن آخذ عليه  ردة الفعل الحادة التي قد تدفعه لأفكار قبل أن يبحثها، ومن تلك الأفكار زعمه بأن الإسلام هو من أنتج ظاهرة النفاق.
وفي أول دقائق من هذا المقطع كلام د. إياد؛ وسأرد عليها:

https://www.youtube.com/watch?v=zV2HXydtT-k&feature=youtu.be

آملاً أن يقرأ الرد بصدر رحب؛ فلست خصماً؛ بل محب.
أولاً:
تصور الأخوة العلمانيين عن الإسلام هو التصور الروائي عامة، والسلفي خاصة، من حيث الجملة، لذلك لا يتعبون أنفسهم في البحث والتدقيق.
وملخص كلام الأخ إياد :
1- أنه لا يوجد منافقون في الجاهلية.
2- ولا في العهد المكي.
3- النفاق إنتاج دولة الإسلام في عهد النبي نفسه = ردة فعل.
الخطأ الأول:
أن مفهوم الأخ إياد عن النفاق هو المفهوم التراثي؛ الذي يدينه كثيراً؛ ومعه الحق في إدانته، وليس ذلك المعنى القرآني، فلم يبحثه.
ثانياً:
النفاق لفظة قرآنية وصفية لحالة لا يخلو منها زمان ولا مكان؛ مأخوذ من النفق؛ والنفق لا يمكن أن تظهر في طرفيه في وقت واحد؛ إنما صاحب النفاق كصاحب النفق، يظهر من هذا المخرج مرة ومن ذاك أخرى.
وهذا كثير في العرب؛ وفي كل زمان ومكان؛ لكن اللفظة جديدة (لفظة قرآنية)؛ فعدم وجود اللفظة في الجاهلية لا يعني عدم وجود السلوك في الجاهلية.
النفاق سلوك لبعض الناس، وهو يختلف عن (الذين في قلوبهم مرض)؛ مثلاً؛ فالذين في قلوبهم مرض  يلتقيون مع النفاق في صفات ويخالفونهم في صفات؛ الذين في قلوبهم مرض حالتهم عامة، وأما المنافقون فيظهرون الإخلاص هنا وهنا.
سأعطي مثالاً للأخ إياد:
رجل يظهر لصدام الإخلاص إذا وجده، ويظهر للخميني الإخلاص إذا وجده؛ لكنه لا يستطيع الإظهار للاثنين معاً!
هذا منافق.
المنافق تذكر به النفق (وهو مأخوذ من نفق اليربوع)؛ لا يستطيع اليربوع أن يخرج من المخرجين في وقت واحد؛ بعكس الذين في قلوبهم مرص؛ هؤلاء ممكن.
المرجف قد يدخل في النفاق النسبي؛ والمرض النسبي؛ المتربص يدخل في المنافق دون الذي في قلبه مرض؛ وهكذا؛ هناك ألفاظ كثيرة؛ في القرآن؛ يجب تحريرها.
الذين في قلوبهم مرض هم مشتركون مع المنافقين؛ ولكن في بعض الصفات، وقد يشملهم اسم النفاق إذا ذكروا وحدهم. إذا اجتمعا افترق معناهما.
ألم يجد الأخ إياد في أخبار دول العرب والفرس؛ مثلاً؛ من كان يظهر للملك أنه معه ثم يقتله؟
ألم يجد من اغتالوا ملوكاً أو وزرا ؟
سيقول بلى!
حسناً. فهل كان هذا الرجل القاتل؛ أو الغادر بالقتل أو السم لملكه أو وزيره أو تاجره ..الخ؛ هل كان يظهر له الحقد أم يشعره بالثقة؟
إذاً هذا هو النفاق.
صحيح أن اللفظة (النفاق) لفظة إسلامية؛ غير معروفة من قبل؛ لكن السلوك نفسه لا يخلو منه زمان ولا مكان؛ ولا عرب ولا عجم؛ فهو موجود في الجاهلية!
أيضاً الأخ إياد يقول لم يكن في مكة (ًمنافق واحد)! لأن النبي لم يكن معه سيف ولا مال؛ وهذه قراءة سلفية وقع فيها الأخ إياد؛ فالنفاق مكي أيضاً؛وإذا استثنينا (الذين في قلوبهم مرض)؛ ولهم ذكر في أوائل القرآن المكي - سورة المدثر - فماذا تفعل بذكر المنافقين لفظاً في سورة العنكبوت المكية؟
نعم؛ تحرص السلفية (الأموية - القرشية) لنفي النفاق عن قريش ( المكيين)؛ حتى بعد فتح مكة، وتصر على إلصاقها بالأنصار، فمفهوم إياد للنفاق سلفي. والسلفية الأموية القرشية - المتأثرة بسلطة قريش الطويلة - لا تعول على القرآن الكريم في وعي التاريخ، إنما تعول على تدوين السلطة القرشية فقط. لذلك هم؛ إلى اليوم؛ لا يصدقون بأن في مكة (منافقون ولا أناس في قلوبهم مرض)؛ فهذا عندهم غير صحيح؛ حتى لو ذكرته السور المكية، لا يثقون إلا بقريش! وقريش حريصة على أن ترفع نفسها فوق الأنصار؛ فليس فيها منافق؛ والخلافة في قريش؛ وقوة القرشي قوة رجلين؛ ونساؤهم الأحدب على ولد..
روايات موضوعة.
لذلك؛ لن تجد اليوم سلفياً - من الغلاة فقط وهم الأصل - يقر بما ذكره الله في سورة المدثر والعنكبوت؛ من موجود منافقين ومرضى قلوب في العهد المكي.
لذلك أخي الكريم إياد، حرر معنى النفاق - كسلوك واترك اللفظ -وستجده في الجاهلية سلوكاً، وفي القرآن المكي لفظاً وسلوكاً ، هذا جواب على 1، 2
أنا أعرف أن الأخ إياد شجاع وقادر على بحث هذا - السلوك النفاقي ولفظ النفاق - والقرآن بين يديه، كما أن التاريخ الجاهلي بين يديه؛ لكنه استعجل.

يتبع في القسم الثاني والتطرق للمساله الثالثه "وهو قول الاخ الكريم اياد جمال الدين بان الاسلام انتج الظاهره النفاقيه" والموضوع طويل بعض الشيء. ««


رد وتعقيب حضرة الدكتور اياد جمال الدين على ما تقدم من تعقيب لفضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي:


شكرًا لكريم نقاشك ..سأحاول الان بعض التوضيح ..
لا استقي فهمي لحال العرب؛ قبل الاسلام؛ من احاديث رواة المسلمين. وإنما من " الشعر العربي الجاهلي" ..فهو الحاكم على ما يردده الرواة المسلمون؛ ولذلك قال الحسين ع يوم كربلاء ؛ إن لم يكن لكم دين ، فآرجعوا الى أحسابكم؛ إن كُنْتُمْ عربا كما تزعمون ثم انظروا أيحل لكم قتلي ؟؟؟!!
أي ان الحسين ع أحتكم معهم الى الاعراف العربية الجاهلية التي تأبى الغدر ومنع الماء عن الاطفال والاعتداء على الضعاف ..،
الخلاصة ؛ إن النفاق والتقية .. آليات يستعملها الانسان لطلب شيء
او دفع شيء من قوة قاهرة .وإذ لم تكن قوّة قاهرة قبل الاسلام تكسر إرادة العرب البداة الجاهليين فلم يكن عندهم نفاق ولا تقية ولا غير ذلك .
التشوّهات التي حدثت في شخصية العرب ، إنما حدثت بسبب
" الدولة الاسلامية " وليس بسبب الدين الاسلامي . ولكن .. وكما في سائر امّم الانبياء ع ..استغل الساسة ايمان الناس ليقيموا دولا دكتاتورية ، وبها حوّلوا الدين من آية للحرية الى آية الدكتاتورية.
وللاخ المالكي جزيل الشكر لمروره الكريم ..
تحياتي ومودتي.


للانتقال الى "اهل أنتج الإسلام ظاهرة النفاق؟! - رداً على د إياد جمال الدين- الجزء الثاني!" على هذا اللرابط «««



  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1161
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20