• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الاستبداد الأول والثاني: نظرة مقارنة! .

الاستبداد الأول والثاني: نظرة مقارنة!



                الاستبداد الأول والثاني: نظرة مقارنة!



نصيحتي لأخواني الشباب: اخرجوا من ثياب آبائكم؛ وقنوات إعلامكم؛ وتربية محيطكم؛ وجنون مذاهبكم؛ وتدربوا على معرفة الحقيقة كما هي؛ فأنتم آخرالأمل.
ونصيحتي للآباء والدعاة والمعلمين الخ: ساعدوا أبناءكم؛ لا تورثوهم أمراضكم؛ اتيحوا لهم فرصة أن يصعدوا أعلى منكم؛ أتيحوا لهم الشهادة لله وحده.
.



الاستبداد الأول والثاني:

يقر بعض الغلاة بأن بني أمية كانوا مستبدين؛ وهذه خطوة إيجابية؛ بغض النظر عن تهوينهم من هذا الاستبداد لعدم بحثهم له؛ الاستبداد الأول (الأموي والعباسي) هو أعظم بكثير مما يظنه الغلاة؛ من حصره في القتل ونهب المال وكتم الحريات؛ هذا هو الاستبداد الذي يعترفون به.
الاستبداد الأول (الأموي والعباسي) كان أكثر واعمق مما يعترف به الغلاة؛ ( أو لنقل معتدلي الغلاة؛ لأن اعترافهم بذلك الاستبداد اعتدال نسبي)؛ الوهم الذي يقع فيه معتدلو الغلاة؛ أنهم يظنون أن الاستبداد الأول يشبه استبداد الحكومات العربية اليوم؛ هذا وهم كبير؛ نتيجة ضعف البحث التاريخي؛ الاستبداد الأول هو أقرب لاستبداد داعش والنصرة (استبداد متدين؛ يتدين إلى الله بذبح الحسين وهدم الكعبة وانتهاك الأعراض عن طريق السبي الخ)؛ فالذين لا يعرفون إلى أي حد وصل الاستبداد الأول قد يظلم استبداد الحكومات؛ ويغفل عن الاستبداد المتدين الذي يشبه الأول؛ وربما يقف معه نفسياً؛ أما غلاة الغلاة فيقفون مع الاستبداد الأول؛ ويرون شرعيته ويطبقونه؛ فتفجيرهم المساجد ليس أسوأ من تفجير الاستبداد الأول للكعبة مرتين الخ.
عندما تقول عن بعض الحكام؛ اليوم؛ أنهم مستبدون كاستبداد بني أمية مثلاً؛ فأنت تظلم الحكام العرب؛ رغم استبدادهم؛ لأنه لا يقارن بذلك الاستبداد؛ ولكن لو تقول أن استبداد داعش والنصرة يشبه الاستبداد الأموي؛ فهذا أقرب إلى الصحة؛ لاشتراكهما في التدين بالجريمة ونوعيات الجرائم وكثافتها؛ فالتشابه بين الاستبداد الأول واستبداد داعش والنصرة - دون القاعدة - هو الذي يجب أن يدركه الباحثون الشباب؛ وليس قياسهم بالحكومات العربية؛ والأدلة على ذلك كثيرة جداً؛ منها:
أوّلا: أن داعش وأخواتها هي نتيجة الاستبداد الأول؛ وهي من تنادي بأنها ستعيد (مجد بني أمية)! وليس الحكومات.
ثانياً: داعش وأخواتها هي من تقتل على المذهب كالاستبداد الأول تماماً؛ وليس الحكومات المستبذة؛ التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي ولا سني وشيعي لخ.
ثالثا: داعش وأخواتها هي من تستبيح تفجير المساجد؛ كما فجر بنو أمية الكعبة - بعكس الحكومات العربية رغم استبدادها وظلمها - إلا أنها لا تفعل ذلك.
رابعاً: داعش وأخواتها كالاستبداد الأول؛ لا يؤمنون بالدولة الحديثة ولا المواطنة ولا الحدود الخ؛ بعكس الحكومات العربية؛ فهي تعترف بذلك.
خامسا: داعش وأخواتها من أطياف الاستبداد الحديث؛ تشبه الاستبداد القديم لبني أمية وأضرابهم؛ في الاعدامات الجماعية على الرأي والعقيدة؛ والتدين بذلك؛ بينما الحكومات العربية لا تقوم بذلك؛ فلم أشاهد مقطعاً لنظام عربي مستبد يصف الناس صفوفاً ليضرب اعناقهم لاختلاف دين أو مذهب؛ فاستبدادها أخف.
التفنن في القتل؛ من الدفن حياً إلى الإلقاء من أعلى المباني إلى نيش القبور إلى أكل الأكباد الخ؛ من خصائص الاستبدادين؛ لا الحكومات غالباً.
موضوع سبي النساء المسلمات من القضايا التي انفرد بها الاستبداد الأول والثاني دون الحكومات؛ فيما نعلم؛ قصة بسر نموذجاً - راجع تراجمه.

إدارة الموقع: "لمطالعة سيرة بسر بن ارطأه كما وردت في الموسوعة الحرة (ويكبيديا) " على هذا اللرابط «««


التدين بلعن الصالحين على المنابر انفرد بها الاستبداد الأول عن داعش والحكومات معاً؛ فداعش لم تستوعب؛ بعد؛ كل الاستبداد الأول؛ الفجور بالنساء (الاغتصاب) موضوع يتشابه فيه الاستبدادان (ذكر ابن كثير أنه حملت الف بكر في استباحة الأمويين للمدينة النبوية من غير زواج).
المشكلة اذاً ليس في تشابه استبداد الحكومات العربية مع الاستبداد القديم؛ فهي؛ على سوئها؛ أكثر انسانية وحقوقاً ومساواة من الاستبدادين؛ والمشكلة الأكبر؛ أن الذين يتسترون على الاستبداد القديم هم أنفسهم الذين يتسترون على الاستبداد الحديث المتمثل في داعش والنصرة وأضرابهم؛ ومن أجلى صور التستر أنهم يركزون على الاستبداد الأصغر (الحكومات)؛ ويسكتون عن الاستبداد الأكبر(داعش والنصرة نموذجاً)؛ ولهم حيلة في التزين! ومن حيلهم؛ في التزين بالحقوق؛ أنهم يصنفون من حذر من الاستبداد الأكبر -والمتفق مع الاستبداد الأموي القديم - بأنه مع الاستبداد الأصغر الحديث! فكل من قال بأن البديل - داعش وأخواتها - أخطر وأكثر دموية؛ فهو عندهم من مناصري الاستبداد الثالث - استبداد الحكومات - وهذه مغالطة وظلم بيّن؛ مع ان الاستبدادين الحديثين (الأكبر والأصغر) هما نتيجة الاستبداد القديم (وخاصة الأموي والعباسي)؛ فالابناء؛ من أب واحد؛ يتقاتلون ويتظالمون؛ وكان الأحرى بهم أن ينقلوا الواقع كما هو؛ بأن يقولوا: لا أحد من خصومهم مع استبداد الحكومات؛ ولكن هؤلاء فقط يقولون بأن استبداد داعش أسوأ فقط! ولو كانت معاييرهم ثابتة؛ لكتبوا الجرائم مرتية؛ الأسوأ فالأقل سوءاً؛ ثم يجربون إنصاف خصومهم؛ وهل هم مع الاستبداد أياً كان؛ أم هم مبصرون ؟
بل هم يصنفون من كان معهم تماماً في الحملة على الحكومات؛ ثم تراجع نتيجة الاستبداد الأسوأ؛ ولا يحفظون له تاريخه؛ ولا يكشفون سبب تراجعه؛ المشكلة عندهم معيارية.
أعن؛ي معاييرهم فيها خلل؛ ولا يجرءون على كتابة المعايير التي تطبق على الجميع؛ إنما يريدون إبقاءك معهم سياسياً فقط! وفقط.
فتدمير مئذنة مسجد؛ نتيجة اشتباك مسلح؛ هو عندهم أسوأ من تفجير المسجد بمن فيه من الركع السجود! فلا يعطون الحدث الثاني ما يعطونه للأول؛ وللاسف؛ بعض الباحثين الشباب هم نتيجة تربية سياسية ومذهبية؛ وليسوا نتيجة معرفة؛ فما ضخمه آباؤهم ضخموه؛ وما هونه شيوخهم هونوه..
للمعرفة لغة أخرى!
سياسة!
نصيحتي لأخواني الشباب: اخرجوا من ثياب آبائكم؛ وقنوات إعلامكم؛ وتربية محيطكم؛ وجنون مذاهبكم؛ وتدربوا على معرفة الحقيقة كما هي؛ فأنتم آخرالأمل.
ونصيحتي للآباء والدعاة والمعلمين الخ: ساعدوا أبناءكم؛ لا تورثوهم أمراضكم؛ اتيحوا لهم فرصة أن يصعدوا أعلى منكم؛ أتيحوا لهم الشهادة لله وحده.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1187
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29