• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : مفتاحا الجنة والنار! صدق الآية ثم ابحث عن معناهما؛ ولا تكرر ندم أصحاب السعير! .

مفتاحا الجنة والنار! صدق الآية ثم ابحث عن معناهما؛ ولا تكرر ندم أصحاب السعير!




مفتاحا الجنة والنار! صدق الآية ثم ابحث عن معناهما؛ ولا تكرر ندم أصحاب السعير !



يسوقهم الشيطان للعجلة عن تدبر ما عظمه الله؛ فيسمعون سماع الذين قالوا (لو كنا نسمع أو نعقل) تماماً! ويظهر أن شر الدواب سيبقون مستهترين بالسمع والعقل كما استهتر سلفهم الذين ظنوا أن السمع والعقل معنيان تافهان بدهيان!

لا يقودك إلى السعير إلا التفريط في واحدة من خصلتين أو كلاهما وهما: السمع؛ والعقل؛ فعّلهما بصدق تنجو؛ فرط فيهما تهلك:
(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾) [سورة الملك]
مادام أن السمع والعقل هما مفتاحا الجنة والنار - بحسب التفعيل - كان من الواجب على المسلمين أن يخصصوا دراسات في السمع والعقل؛ ولكن لم يفعلوا!
مثلاً؛ ليطرحوا اسئلة؛ ما معيار السمع حتى نسمع؟ وما معيار العقل حتى نعقل؟ أليس الكفار قد سمعوا الأنبياء مثلاً؟ ما الفرق بين سماعهم وسماعنا؟ هل السمع هو مجرد أن تكون حاسة السمع سليمة؟ هل هو مجرد أن تسمع القرآن والأنبياء؟ ما علامات السمع السليم المنجي من السعير؟ وهكذا؛ دون استهتار.
تذكروا أن هاتين الخصلتين (السمع والعقل)؛ رغم أنهما مفتاحا الجنة والنار؛ ليس فيهما مؤلف ولا كتاب ولا دراسة ولا محاضرة - هذا عند الأكثرية - بينما عشرات الكتب والدراسات عن أمور تافهة جداً؛ وغالباً تنتصر تلك الدراسات لتحريم الحلال أو تحليل الحرام؛ أما السمع والعقل فلا دراسة ولا شي؛ وهذا يعني أنهم لم يسمعوا لأنهم لم يهتموا بمعنى السمع في الآية؛ ولا العقل؛ وإنما استهتروا بهما؛ وظنوا أنهما أمور عادية لا يستحقان أي اهتمام.
هذا شأن أكثر المسلمين للأسف؛ لا يعظمون ما عظمه الله؛ ولا يهونون ما هونه الله؛ وإنما يعاكسون ذلك؛ بتهوين ما عظمه وتعظيم ما هونه؛ وهذا مثال؛ ولو أن المسلمون اهتموا بهذين المفتاحين؛ ولم يستهتروا بهما؛ ربما لكنا سادة العالم علماً وعقلاً وتفعيلاً وخيراً واكتشافاً لسنن الله الخ.
نبدأ بالسمع مثلاً؛ كيف نعرف السمع الذي اكتشفه أصحاب السعير بعد فوات الأوان؟! هل سيقودنا الشيطان للاستهتار به حتى يفوتنا الأوان أيضاً؟!
أول الجدية أن تسمع الآية نفسها؛ فإنك لم تسمعها:
( َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ(20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21() [سورة الأنفال]
فالسمع ليس مجرد سلامة حاسة السمع كالحيوان.
ثانياً
أن تجمع كل ما ذكره الله في كتابه عن السمع؛ حتى تعرف أي سمع يريد منك؛ قطعاً لا يريد سمع الحيوانات ولا الكفار؛ يريد سمعاً آخر؛ ابحث عنه؛ والآيات في التحذير من الاستخفاف بالسمع مخيفة جداً؛ إذ تجعل المستهتر من شر الدواب التي خلقها؛ اقرأ الآية وسياقها!
(إِنَّ شَرَّ الدَّوابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ البُكمُ الَّذينَ لا يَعقِلونَ ﴿٢٢﴾) [سورة الأنفال]
نعم
شر الدواب يزعمون أنهم قد سمعوا؛ ولم يسمعوا شيئاً؛ لم يسمعوا منطق الهدى ليهتدوا؛ ولم يسمعوا منطق الضلال ليحذروا؛ تواضع وابحث؛ والسر في عدم سماعهم (أي شر الدواب) أنهم يعبدون غير الله في الحقيقة؛ إما غرورهم؛ أو هواهم؛ أو قياداتهم؛ فتكون قلوبهم ممتلئة بهذا لا بالله.
سمعوا الألفاظ ولم يسمعوا؛ ماذا تعني؟
يسوقهم الشيطان للعجلة عن تدبر ما عظمه الله؛ فيسمعون سماع الذين قالوا (لو كنا نسمع أو نعقل) تماماً! ويظهر أن شر الدواب سيبقون مستهترين بالسمع والعقل كما استهتر سلفهم الذين ظنوا أن السمع والعقل معنيان تافهان بدهيان؛ وأن (لو كنا) ستتكر معهم؛ والخوف على أهل العلم أكثر من الخوف على العامة؛ لقدرتهم على البحث والتعمق في المعنى؛ مع أن العامة مكلفون ايضاً؛ وقد يقولون (لو أن لنا كرة)! والله عدل؛ لا يكلف نفساً إلا وسعها؛ فالعامة مراتب؛ وأهل العلم مراتب؛ لكن الخوف على أهل العلم أكثر بلا شك؛ لا تكاد تجد فيهم معذوراً ابداً.
لا تستهينوا بما تظنونه من البدهيات؛ كالسمع والعقل والإسلام والشرك والنفاق والعبادة الخ؛ فقد يستقر في عقولكم المعنى الناقص أو الخاطيء؛ وبناء على هذا المعنى - الناقص أو الخاطيء - قد تزكي نفسك وتتهم غيرك؛ ويطمئنك الشيطان؛ فلا تخشى عقوبة ولا محاسبة؛ ثم تكثر يومئذ من كلمة ( لو)!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1202
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29