• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المشكلة الأزلية بين السنة والشيعة! .

المشكلة الأزلية بين السنة والشيعة!



              المشكلة الأزلية بين السنة والشيعة!



كل من ترونه من كائنات شتامة وسبابة وسفاكة للدماء ومفرقة عن الاعتصام بحبل الله؛ كانوا أطفالاً رائعين!


المشكلة الأزلية بين السنة والشيعة أن السنة يرون أن الشيعة أحدثوا  في الدين؛ والشيعة يرون أن الخلفاء أصحاب السلطة - إلا علياً - أحدثوا في الدين؛ ولن يتفق الفريقان إلا بحوار أخوي على طاولة واحدة - بين العقلاء فقط - في دراسة نصوص ووقائع الإحداث في الدين، ما هي وما دلائلها التاريخية؟ الخ
هذا اللقاء البحثي - الأخوي الصادق - فيه رحمة بعوام السنة والشيعة من هذا الضيق النفسي والعداوة والبغضاء؛ بشرط؛ أن تحضر معهم المشتركات  أيضاً.
أقول هذا الكلام  لأنه كلما حاول باحث أو كاتب أن يكتب في مجال بعيد، يقوم العامة بجره إلى تلك المشكلة الأزلية! يعني ليس لنا انفكاك إلا بهذا؛ لذلك نقول: رحمة بهؤلاء العامة من سنة وشيعة لابد من حوار العقلاء والعلماء من السنة والشيعة، وليس كأؤلئك الموتورين الذين تجمعهم قناة المستقلة.
الحوار والمعرفة لا تقتصر على الموتورين.. والقنوات ليست مقتصرة على قنوات الغلو؛ من هذا الطرف أو ذاك.
أريحوا العامة ببيان المشتركات ثم الحوار؛ أنا أحزن عندما أرى عامياً قرأ أوراقاً؛ أو سمع موتوراً؛ ثم يجوب الحسابات من حساب لحساب يمدح ويذم ولا يعرف تحديد معنى لفظة واحدة مما يقول؛ كارثة!
لابد من التدين بإراحة العامة، هم في ذمة العقلاء؛ أريحوهم بالمشتركات والحوار الذي يرتقي بعلومهم وعقولهم ونفسياتهم؛ وليس بزيادتهم كرباً وجهلاً.
العامة هؤلاء قلوبهم طيبة؛ ولكن قدراتهم الإدراكية محدودة؛ يضخمون ما ضخمه الغلاة؛ وينسون المشتركات إذا نسيها الغلاة؛ ويهونون ما يهونون الخ
اهتموا بأطفالكم؛ علموهم الصدق والمحبة ومكارم الأخلاق؛ لا تغتروا ببراءتهم في وقت الطفولة؛ ففرعون كان طفلاً؛ وأبو جهل كان طفلاً؛ ومسليمة كان طفلاً!
كل من ترونه من كائنات شتامة وسبابة وسفاكة للدماء ومفرقة عن الاعتصام بحبل الله؛ كانوا أطفالاً رائعين!
ستحلق ذنوبهم آباءهم وأمهاتهم ومعلميهم؛ وكل الذين حرفوا رسالة الإسلام الإلهي من قديم؛ وتآمروا على الدين وأهله؛ وضربوا الدين بعضه ببعض؛ والمسلمين بعضهم ببعض!
كانوا أطفالاً أيضاً.
ما أضاع المسلمون مكارم الأخلاق؛ إلا عندما تساهلوا مع أهل النفاق - رغم توسع القرآن فيهم - ومن لم يحذر مما حذره الله منه يستحق العقوبة بخصالهم!
حتى الشيطان لم يحذر المسلمون – غالباً - منه؛ فاعتمدوا إغراءه (العداوة والبغضاء) بعد مشروعه (السوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)؛ فالعداوة والبغضاء هي مشروع الشيطان (العملي)الاجتماعي؛ ويأتي  بعد اعتماد مشروعه (النظري) الفكري؛ السوء والفحشاء والقول على الله بغير علم؛ وأنتم ترون اليوم أن المشروعين الشيطانيين (النظري والعملي) قائمان؛ وبنجاح لم يتوقعه حتى النبي نفسه! ولا أحد يتصدى له؛ لا نظرياً ولا عملياً؛ ودليلي بأن النبي نفسه لم يتوقع هذا النجاح الشيطاني في أمته؛ ذلك حديث الصحيحين (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)!
كان نجاحاً غير متوقع؛ حتى من نبي!
صحيح أن النبي قد قال (لتتبعن سنن من كان قبلكم)؛ لكن كأن مفاجأته كانت أكثر مما كان يعلمه بطريق الغيب! كان النجاح الشيطاني الكاسح مذهلاً! وقد أدرك النبي صلوات الله عليه بعلمه وفطرته بعض أو معظم هذا؛ وسجل القرآن حزنه في آخر حياته - كما في سورة المائدة؛ وهي آخر سورة نزلت - فتذكروها؛ وهذا تسجيل قرآني كامل وصريح  ومفصل؛ لحالة الحزن التي كان عليها رسول الله في آخر حياته وسببه؛ فتدبروها إن شئتم النجاة:

(۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)
[سورة المائدة]
انظروا صفات القوم الذين كان يحزن النبي بسببهم ويتوقع ضعف الإسلام الأول على أيديهم؛ إنهم فريقان - وفق الآية -
فهل عرفتموهم؟!
وهل عرفتم نفسيتهم؟
والسؤال الثالث: ماذا ترى أنه تحقق فيهم من مشروع الشيطان النظري؟! وماذا تتوقع أن يترتب عليه من مشروعه العملي؟!
تدبر يا فهيم تفهم!
والسؤال الرابع: إذا كان هذا حزن رسول الله على هذا النجاح الشيطاني أثناء نزول الوحي وحياة النبي؟! فكيف تتوقع ان يكون النجاح بدونهما؟!
والسؤال الخامس: هل نجح الشيطان في اقناع اتباعه بتحميل الله ورسوله وكتابه المسؤولية؛ أم مازال اناس يحملون الشيطان ومشروعه وأوليائه المسؤولية؟
وبصيغة أخف وأوضح: هل المسلمون اليوم - لو حصل للإسلام ضعف؛ وللمسلمين جهل وتخلف وتنازع - هل سيحملون الشيطان المسؤولية أم لا يخطر لهم على بال؟
اطرح على نفسك هذه الأسئلة بصدق؛ حتى لا تتفاجأ بأنك من جملة الذين نسوا هذا العهد في الآية!
وكيف تعلم أنك على العهد؟

۞) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60)
[سورة يس]

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1214
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18