• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (الجزء التاسع){الأولياء المعبودون} .

سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (الجزء التاسع){الأولياء المعبودون}



سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (الجزء التاسع)
                            {الأولياء المعبودون}



أن لبس الدين على الناس هو نتيجة (إشراك الأولياء في التفسير والتشريع)؛ وليس إشراك الأصنام، لأن الأصنام لا يستطيعون فعل هذا.

لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الأوّل)" {ألمقدِّمة}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الثاني) { مفتاح الأنداد }" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الثالث) { جُنْدٌ مُحْضَرُونَ }" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الرابع) { الذنوب بأسماء مزخرفة }" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الخامس) {خاص بالسلف}"" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء السادس) {أنتم قدمتموه لنا}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء السابع) {هل هؤلاء أصنام؟!}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الثامن)" {المستكبرون والضعفاء}" على هذا اللرابط «««

الولي في القرآن له استعمالات متعددة؛ قد يأتي الولي بمعنى المحب؛ ويأتي بمعنى السيد المطاع؛ وهذه هي الآية كاملة:
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)} [الزمر: 3]

فمن هم المعبودون هنا؟ هل المراد الزعماء المطاعون أم الأصنام الصماء؟
لا يمكن الجواب على هذا إلا باستعراض كلمة (ولي - أولياء) في القرآن الكريم؛ ثم الفصل بين الأولياء بالمعنى الإيجابي، والأولياء بالمعنى السلبي؛ ثم النظر بعد ذلك في الأولياء بالمعنى السلبي؛ وهل المراد بهم الأصنام أم بقية الأصناف المعبودة ( الشركاء/ المستكبرون/ الذين ظلموا/ ..الخ) ؟ والأهم هنا أن الله ذكر الأولياء ولم يذكر الأصنام؛ فالأولياء المتبوعين - على الأقل - أشمل من الأصنام؛ فلماذا أريد لنا أن نحذر من  الأحجار فقط؟ والمتبعون للقادة من السادة والكبراء  ..الخ يرونهم أولياء؟ وأنهم يقربونهم إلى الله زلفى؟!  وهذا المعنى أولى من ظنهم أن الأحجار تقربهم زلفى. وقد أوضح القرآن الكريم  في أكثر من موضوع، أن المتَّخَذين (أولياء) هم بشر معظَّمين وليسوا أصناماً؛ ومن ذلك قوله تعالى:
{تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وفي الْعذابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ  وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)} [المائدة: 80، 81]

إذاً؛ فالذين يتخذهم الأتباع أولياء هنا؛ هم أشخاص وليسوا أصناماً.
وكذلك وصيته بالقرآن ونهيه عنهم:
{ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (3)} [الأعراف]
وقد اقترن ذم اتخاذ الأولياء من دون الله بإخلاص الدين لله؛ وهذا يدل على أن الأتباع يجعلون الأولياء شركاء لله في الدين. راجعوا آية الزلفى. وهذا يعني أن لبس الدين على الناس هو نتيجة (إشراك الأولياء في التفسير والتشريع)؛ وليس إشراك الأصنام، لأن الأصنام لا يستطيعون فعل هذا.
ومن الآيات:
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)} [الأنفال]
أي بعضهم يتولى بعضاً.. ضعفاء يعبدون كبراء، هذا معنى أصح؛ كذلك:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23)} [ألتوبة]
وكذلك:
{ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113)} [هود]
وقال عن إبليس:
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)} [ألكهف]
وقال :
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } [العنكبوت: 41]
ومن هذا
{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } [ألزمر : 3]
فلماذا جعلتم (الأولياء) في هذه الآية الأخيرة خاصة بالأصنام؟ هي كغيرها في السادة والكبراء والزعماء والمتبوعين والمطاعين والشياطين.. الخ.
وذكر الله بالظالمين أيضاً:
{ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)} [ألجاثية]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)} [ألممتحنه]
الخلاصة: أن هناك إصراراً على حصر الشرك في الأصنام فقط؛ فهم المعبودون فقط؛ وهم المطاعون فقط؛ وهم المضلون فقط؛ وهم وهم.. وهذا تلبيس شيطاني.
وخلاصة الخلاصة:
لا تطمئنوا أنكم تعبدون الله فقط مخلصين له الدين؛ فقد تكونون من العابدين لتلك الأصناف التي ذكرها الله - وما أكثرها – فاصحوا! فكثير من المسلمين - إن لم يكن أكثرهم - قد تجدهم يقتلون ويكذبون ويظلمون ويشوهون دينهم ويخسرون دنياهم وآخرتهم من أجل عبادة مخلوقين بشر.
وخاتمة أبحاث (القادة والأتباع) يكمن في فهم معنى العبادة؛ الشيطان حصرها في الصلاة والسجود والركوع؛ وطمأننا بأنها لا تشكل التشريع والطاعة الخ.



- تمت -

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1248
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29