• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : الرد المفصل على بيان الضحايا من بني مالك (7) .

الرد المفصل على بيان الضحايا من بني مالك (7)

معنى التوحيد
هذه الردود المقصود منها أن تكون ( مدرسة) في أيدي كل من يعاني من هؤلاء الذين يتكلمون بما لا يعرفون.. وهم في جميع أصقاع الأرض.

هذه الردود ستعلمكم الوقوف أمامهم، وتقلل من التعصب والتطرف والاغتباط بالجهل... وهي للشباب الباحث على وجه الخصوص.


ثم قال الضحايا أصحاب البيان:

((وإن مما يؤسف له أن أحد هؤلاء الأعداء: من أبناء قبيلتنا وهو المدعو: (حسن بن فرحان حسن المالكي) وهو من أشدهم انحرافاً وأكثرهم زيغاً وضلالاً، وأجرأهم عداوةً وحرباً على السنة وأهلها.وقد تنبه كثير من العلماء لشروره وضلالاته، فقاموا بالرد عليه وهتك أستاره وكشف عواره وبيان انحرافه عن سبيل أهل الحق، موضحين ما وقع فيه من ضلالات وانحرافات، وما أورد من شبهات ومنكرات مبينين منهج الحق في ذلك فجزاهم الله خيراً عن الإسلام وأهله )) اهـ.

التعليق:

أيضاً اللغة المرسلة سهلة، وأنتم لا تعرفون معنى واحد من معاني الألفاظ التي أوردتموها، أعني المعنى الصحيح لغة أو شرعاً، أما المعنى الذهني فليبق في أذهانكم.

وهذه الألفاظ التي ترسلونها على عواهنها استعداء وحماقة مثل : ( الأعداء/ الانحراف/ الزيغ/ الضلال/ السنة/ أهل السنة/ العلماء/ الشرور/ أهل الحق/ شبهات/ منكرات/ الإسلام وأهله) كل هذه الألفاظ لا تعرفون معانيها الشرعية ولا اللغوية.

عندكم معان في أذهانكم لا تلزمنا، أو معاني حركية أو مذهبية، لا تلزمنا أيضاً/ نحن يلزمنا الشرع فقط، فمن وصفه الشرع بأنه ضال نقول ضال، ومن قال بأنه مصيب أو مهتدي نقول مصيب أو مهتدي، أما الأحكام البشرية من مجموعة من الحمقى، فهذه أبرد على قلوبنا من الماء الزلال.

هل صدقتم الآن بأنكم ضحايا؟!

إنكم ضحايا لهذه اللغة الإنشائية التي لا زمام لها ولا خطام، وهي لغة مذهبية قديمة للأسف، وقد تمددت عبر مناهج التعليم، ولذلك اقترحت على وزارة التربية من زمن أن تعمل ما نستطيع أن نسميه ( المعجم اللغوي للطالب السعودي).

ولغتكم الإنشائية هي تلك اللغة التي ورثتموها عن السلف المغالي الذي كفر أبا حنيفة واتهم الشافعي بالرفض والبخاري ومسلم بالجهمية فليس غريباً مثل هذه الألفاظ ولا تخفينا لا منكم ولا من غيركم، وقد اعتدت على شتائم الأطفال ولم تعد لها تلك السوق الرائجة اليوم.

ثم قالوا:

((( وإن من أخطر ما جاء به هذا الأفـَّاك الضال على سبيل الإيجاز ما يلي:

1-  تهوينه من شأن التوحيد والتقليل من خطر الشرك بالله عز وجل))) اهـ.

التعليق:

ليتكم تعرفون معنى ( التوحيد والشرك)، ولو عرفتم لأمكن الحوار معكم، فما معنى التوحيد؟ وما معنى الشرك؟ هل يستطيع أحد منكم الجواب؟

من يرفع أصبعه؟؟!

ربما يقوم أحدكم ليقول: التوحيد عبادة الله وحده!

والشرك: عبادة الأصنام والقبور!

والسؤال:

هل هذا التعريف جامع مانع؟ ومن اين أخذتموه؟ وماذا ينقصه؟ وماهي أدلته؟ ومامعنى أن توردوا داخل كتب التوحيد موضوعات شتى من الإيمان بالملائكة والجن إلى فضائل رجال الحسبة، فما دخل هذه بالتوحيد؟؟

نعم قد تدخل في تعريفات أخرى كالإيمان وبعضها يدخل في الثقافة الإسلامية العامة وبعضها في التربية الوطينة..الخ.

لكن معرفة كلمة ( التوحيد) غائب عن أذهانكم، نعم في أذهانكم معنى شعبي مذهبي ساذج لا يصمد أمام الأسئلة، وإنما يتحول إلى سراب.. وهذا ليس من العلم، العلم يحتاج أن تعرف أنت ماذا تقول، حتى تستطيع أن تعلمه الآخرين، أما تعلمون الناس ما لا تعرفون أصلاً، فهذه طريقة مبتكرة في التعليم لم ينتبه لها علماء التربية ولا علماء النفس والاجتماع.

منهج معرفة اللفظة قرآنياً:

إذا أردتم أن تعرفوا  معنى كلمة (التوحيد) مثلاً، فلابد أن تجمعوا كل الكلمات القرآنية التي تعود للجذر اللغوي ( و ح د)، وتتدبرون تلك الآيات، وتنظرون سياقاتها وتجمعون بين معانيها.

ثم بعد ذلك تعطون تعريفاً للتوحيد، بحيث يكون هذا المعنى القرآني كاشفاً عن الأحاديث التي وردت فيها هذه الكلمة، مع معرفة ما يتفق مع القرآن وما يختلف معه، فيصبح كل معنى حديثي لا يسير وفق االمعنى القرآني باطلاً، وتتعلموا عندئذ  أنه حديث مكذوب على رسول الله أو أخطأ الرواة في نقله أو رووه بالمعنى أو كان أثراً فتم رفعه وغير ذلك من علل الرواية الشفوية الأولى.

كما يكشف المعنى القرآني للتوحيد كل أخطاء التعريفات المذهبية للسنة والشيعة والوعاظ والدعاة ...الخ، وكل المعاني الذهنية والشعبية والخطابية والإنشائية.

هذه هي أصول البحث لمن يؤمن بالبحث، ويؤمن بأن ( القرآن يهدي للتي هي أقوم)،

أما الذين يظنون أن مذاهبهم وغلاتهم ومجانينهم هم من يهدون للتي هي أقوم فلا حوار معهم، حتى ينطقوا بالشهادتين ويغتسلوا ويتوضؤوا ويصلوا ركعتين مستقبلين القبلة.

إذن إذا جمع أحدكم المادة القرآنية التي تعود إلى الجذر اللغوي ( و ح د) فليخبرني لنتحاور في التوحيد، وأما إن اكتفيتم بأخذها ممن لم يبحثها فهذا  من عبث المذهبية.

والمفترض أن الدراسات الجامعية تقوم على هذا الأساس، على تحكيم القرآن ورفعه فوق المذاهب، وليس أن يجعلوه تبعاً للمذاهب، فهذا استهتار بكتاب الله، والغلاة غالباً لا يهتمون بأخذ المعنى من القرآن، فالقرآن عندهم كتاب ثانوي، يأخذونه وقت الحاجة ويتركونه متى شاءوا، فهم يتجنبونه إذا تلي حق تلاوته، ويأخذونه إذا حُرِّف عن مواضعه، ولايكون في صدورهم ككتاب فلان ولا فتاوى فلان، وهذا مرض عام في المذاهب جميعاً للأسف إلا ما ندر.

طريقة بحث معنى (التوحيد) مثلاً:

وأقول للشباب الباحث، من جميع أبناء المسلمين،  إذا أردتم بحث معنى ( التوحيد) مثلاً، فابدءوا ببحثه في القرآن الكريم، ثم يكون بحثكم على مراحل:

1- جمع المادة العلمية

2- ثم تصنيفها بين محكم ومتشابه إن لزم.

3- ثم تحليلها وتدبرها بجمع المحكم والاستعانة به في كشف معنى المتشابه

4- ثم صياغة التعريف النهائي.

فمثلاً التوحيد لم يرد في القرآن الكريم اوإنما ورد المشترك الجذري اللغوي مثل (وحده، واحد) لتدل على الله الواحد، واستحقاقه للعبادة (وحده) في آيات كثيرة مثل:

- ( ..لنعبد الله وحده..).

- (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده..).

- (وإذا ذكر الله وحده...)

-      (ذلك بأنه إذا ذكر الله وحده كفرتم..)

-      (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده)

-      ( ...حتى تؤمنوا بالله وحده..)

-      (وإلهكم إله واحد..)

-      (..إنما الله إله واحد..)

-      (..وما من إله إلا إله واحد..)

-      (قل إنما هو إله واحد..)

-      (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار..)

-      (قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار)

-      (وبرزوا لله الواحد القهار)

-      (..وليعلموا إنما هو إله واحد..)

-      (إلهكم إله واحد..)

-      (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد)

-      ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد)

-      (فإلهكم إله واحد فله أسلموا..)

-      (وإلهنا وإلهكم واحد..).

هذه هي كل الآيات التي تتعلق بالله إلهاً واحداً مستحقاً للعبادة وحده.

الخطوة الثانية:

أن تذكروا الآيات كاملة مع سياقها التام إن كان السياق مؤثراً في المعنى، ثم تعرفون معنى ( التوحيد) ومواطنه وأحواله وشوائبه ..الخ.

وبعد ذلك ستكتشفون أن أكثر موضوعات التوحيد لا علاقة لها بالتوحيد، مثل الإيمان الرسالة واليوم الآخر  والملائكة والقضاء والقدر والجنة والنار والقرآن ...الخ هذه الأمور كلها لها علاقة بالإيمان لا بالتوحيد، فالتوحيد جزء من الإيمان ولا وعكس، فكيف وقد حشروا في التوحيد كل خصوماتهم من (خطورة المذاهب الهدامة) إلى ( فضائل رجال الحسبة)..ولا حول ولا قوة إلا بالله!

والغريب أن مناهج التعليم عندنا من عقود لم تكتشف معنى ( التوحيد) وقد كتبت في هذا المعنى لوزير التربية الأسبق والحالي، وطالبت بضرورة أن نعي معنى الألفاظ التي نتكلم بها، وكان موقفهما إيجابياً ولكن لا أظن أن الغلو سيتركنا نتعلم كما تتعلم شعوب الدنيا.

ولكن هذا لا يجعلنا نحبط، وسنجاهد حتى ندفع مؤسسات التعليم لتعليم أطفالنا معاني الألفاظ حتى لا تستمر معهم الطفولة إلى نهاية العمر، وحتى لا تدخل معهم في قبورهم ثم يقول الواحد منهم: ( ها ها، لا أدري،  سمعت الناس يقولون فقلت)!.

فيصعق بالجواب: ( لا دريتَ ولا تليتَ ولا اهتديتَ).


(يتبع)

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=125
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19