• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : بداية الانحراف الأول عن الإسلام الأول ..متى كان؟! {الجزء الرابع} .

بداية الانحراف الأول عن الإسلام الأول ..متى كان؟! {الجزء الرابع}



      بداية الانحراف الأول عن الإسلام الأول ..متى كان؟! 

                          { الجزء الرابع }



لأن الإسلام بحسب حامله في الواقع وعند الناس، وليس بحسب الأفكار المجردة عن الحامل، فالمسلمون ينظرون للحامل وليس للثقافة؛ ولذلك يردون صريح القرآن بالثقافة السائدة؛ كما هو معلوم عند من بحث ودقق  ..والإسلام حمله خلطاء كثير، ولكن أبرزهم قريش بلاشك.

لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء الثاني}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الثالث}" على هذا اللرابط «««
-
- الآيات في أغلبية قريش ودلالتها-
ذكرنا في الأجزاء السابقة، أنه من المهم دراسة الشخصية القرشية من القرآن الكريم؛ وهل لها أثر في إنتاج السلطات والفقهاء الذين أنتجوا هذا الفهم للإسلام، أم أنه ليس لكفار قريش أي دور ..الخ؛ وأن بداية الانحراف يجب دراسة من بيان القرآن له، وليس من سقوط الدولة العثمانية كما يزعم البعض، لأن الدولة والعثمانية وما قبلها من الدول كانت تحمل الانحراف كله، سياسياً كان أو ثقافياً أو حقوقياً أو معرفياً..الخ، لم يأت العثمانيون بشيء جديد..
من هنا تكون أهمية دراسة بدايات الانحراف عن الإسلام، لماذا؟ ومن هم أبرز حملته؟ وهل كان معظمهم من الخلصاء للدين أم منافقون أم بمتأثرون بقريش الكافرة وأحلافها فضلاً عمن تأثر بهم؟ ..الخ؛ لأن الإسلام بحسب حامله في الواقع وعند الناس، وليس بحسب الأفكار المجردة عن الحامل، فالمسلمون ينظرون للحامل وليس للثقافة؛ ولذلك يردون صريح القرآن بالثقافة السائدة؛ كما هو معلوم عند من بحث ودقق ..والإسلام حمله خلطاء كثير، ولكن أبرزهم قريش بلاشك؛ سلطة وثقافة، - وهنا نكرر؛ لا نتهم كل قرشي؛ وإنما كلامنا عن الغالب= الأكثر -  وهذا الحامل القرشي للإسلام هل كان صلبه ومعظمه محارباً الدين والنبوة من قبل أم لا؟ وهل كان له أثر على آخرين يسرون إليه بالمودة أيام النبوة أم لا؟ وهل حاولت قريش - بعد إسلام هذا الأكثر - الالتفات على الإسلام الأول وتطويعه؟ لماذا ذكره الله عنها من كبر وكذب ومكر وطمع ..الخ أم لا؟
وهل كان إسلامها صحيحاً من الأصل؟ أم أنه نتيجة لما ذكر الله عنها من مكر وكيد أم لا؟
وهل ذكر الله عن أكثرهم أنهم سيسلمون فعلاً؟ أم ذكر عن أكثرهم أنه قد حق عليهم القول ولن يؤمنوا أبداً حتى لو تظاهروا بالإسلام؟ وإذا علم الله - من القرآن أنهم لن يؤمنوا - فلماذا قبل إسلامهم الظاهري؟ وهل أذن الله لرسوله في الكشف عن القلوب والمحاسبة بالباطن؟ أم أن الله أبقى كثيراً من المنافقين على ظاهر ما يقولون فتنة وابتلاء كما أبقى الشيطان نفسه فتنة وابتلاء وتمحيصاً للناس؟ وغيرها من الأسئلة التي يجب أن نطرحها ونبحث عن إجاباتها من القرآن الكريم فقط في المرحلة الأولى.
لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة إلا بمعرفة قريش نفسها، وما ذكره الله عن نفسيتها ومكرها وكبرها وحبها للدنيا وحميتها وماضيها ومستقبلها وتحالفاتها وأحوالها ..الخ؛ وهذه المادة هائلة جداً؛ لذلك سنقتصر على (الأكثر) فقط؛ وهي هائلة أيضاً؛ ولكن أقل؛ أي الصفات التي ذكر الله أن أكثر قريش تتصف بها، إذ لا يمكن تثبيت صفة في قريش إلا إذا نسبها الله إلى أكثر قريش، فما الآيات التي فيها وصف أكثر قريش؟
هنا لابد من استعراض الآيات التي تتحدث عن (أكثر قريش) ؛ فقد نجد في هذا الأكثر السر الأول للتبديل الأول لدين الإسلام، وقد نجد أننا اليوم نتيجة من نتائج مكرهم وكبرهم ومصالحهم؛ ليش لا؟
المهم ألا نستعجل في نقد ولا تبرئة؛ دعونا نسمع الله أولاً؛ ماذا قال في أكثرية قريش من خصائص؛ وماذا قال عن مستقبلهم أيضاً. وبعد أن نعطي (قريشاً) حقها من البحث سننظر في حلفائهم؛ من اليهود والأعراب والمنافقين وبعض المسلمين.. ؛ ونتلمس أثرهم السيء في الصالحين أيضاً؛ ولو الصالحين نسبياً أو ظاهراً، أي أثرهم في ثقافتهم وسلوكهم، ثم ما مدى هذا الأثر في هذا الإنتاج الضخم من الحديث والفقه والتفسير والعقائد التي بدورها صاغت الشخصية المسلمة صياغة قرشية خالصة، وقد كان هذا من مكرهم الذي ذكر الله أنه تزول منه الجبال!- هذا في الأعم الأغلب حسب ما توصلت إليه؛ وستاتي البراهين إن شاء الله.
وهنا أوصيكم بترك العجلة.. فهي من آثار قريش علينا، ولولا العجلة لأبصرنا الطريق من قديم، فاصبروا عليّ ولا تستعجلوا النتائج أو تسابقوا إلى ذكر نتائج مهتزة غير محكمة قرآنياً..
وعذراً في إطالة المقدمات سأدخل في الآيات مباشرة في الجزء القادم.


لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الخامس}" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1254
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28