• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ماذا أضاف لي محمد - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله - ؟؟ .

ماذا أضاف لي محمد - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله - ؟؟



                        ماذا أضاف لي محمد                                              - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله - ؟؟




محمد علم ما سيحل بأهله من بعده؛ هذا يُحرم؛ وهذا يُلعن على المنابر؛ وهذا يُذبح؛ وهذا يشرد.. الخ؛ والمنافقون حوله؛ وكان يعرف أن الله سيخرج أضغانهم؛ محمد كان يعرف أن المسلمين - في معظمهم - سينسون ما لقيه من أذى وتعب في نفسه وفي قرابته، وستنعقد القلوب على النفاق بدينه! أي بالكذب عليه!



لمطالعة "أشد الناس ابتلاءً الأنبياء فما هي ابتلاءات النبي؟!" على هذا اللرابط «««

والذين يرون أنه أضاف لهم العداوة والبغضاء عليهم مراجعة أنفسهم!
ماذا أضاف لي محمد؟!
النبي كالقرآن؛ هو هدى للمتقين؛ ولا يزيد الظالمين إلا خسارا؛ يحتج به الصادق لصدقه صادقاً؛ والظالم يحتج به على ظلمه كاذباً.
علمني محمد: أنه ليس كل محتج بمحمد مصيباً؛ مثلما ليس كل محتج بالقرآن مصيباً؛ فالمخذول قد يستدل بالقرآن ومحمد على العداوة والبغضاء والكبرياء.
علمني محمد ألا أغتر بكثرة ولا رأي عام؛ وأن الحجة في البرهان؛ لا في الناس؛ وأن مراقبة الله وخشيته هو السر كله؛ وأنك لا تكون عبداً لله بدونه.
علمني محمد وأضاف لي؛ أن أحب الخير للناس كلهم؛ وأن يكون قلبي سليماً مع كل الناس؛ إلا الظالم والمعتدي والباغي؛ من أي دين ومذهب وقومية.
ماذا أضاف لي محمد ؟
أضاف لي محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله؛ كيف أستثمر نعم الله عليّ ، تلك النعم الأولى، من حس وعقل وقلب. محمد صلوات الله عليه علمني كيف أحتفظ بنفسي لنفسي، ثم أجعلها لله؛  للحق؛ للشهادة له؛ مستمتعاً بالبلاء والتمحيص، ومازالت أضعف عن هذا العلم.
أضاف لي محمد صلوات الله عليه قيمة الإنسان؛ وأن أحب الإنسان،  أي إنسان؛ وأن ابرأ من الظالم والمتكبر والمعتدي والمغرور والكاذب؛ من أي فئة كان.
علمني محمد؛ عبر ما تركه لي من كتاب وهو القرآن، ألا أصدق الكاذبين عليه؛  ألا أصدق من قلب رحمته إلى عذاب، وعقله إلى بلاده، وسلمه إلى عدوان.
علمني أنه لا يمكن أن يكذب على الله من جعل الكذب على الله أبلغ الظلم؛ علمني أن القرآن هو المنار والمرجع الذي استطيع به معرفة سيرته وسنته. علمني من سيرته، أن الشيطان يجمع أحزابه ليميت به الحق والعدل والرحمة والصدق وإكرام اليتيم والحث على طعام المسكين والعقل والتفكر  ..الخ
علمني محمد صلوات الله وسلامه عليه، أن أحب المسكين واليتيم والفقير والمستضعفين، وأن أتجنب أهل الكبر والعلو والاستكبار والكذب على الله.
علمني محمد صلوات الله عليه وسلامه، أن هدفه الأكبر وواجبه  الأول كان البلاغ فقط؛ ليبلغ رسالة ربه؛ وكان يطلب الحماية ليبلغ الرسالة فقط؛ لا غير.
أضاف لي محمد صلوات الله عليه التسامح؛ وأنه ليس لي عقوبة الناس على أفكارهم وأديانهم؛ ولذلك عمل وثيقة المدينة مع اليهود، ولم يقاتل إلا المعتدي.
تعبت كثيراً حتى عرفت بعض محمد الأول؛ فالكذب على سيرته وسنته كثير جداً من الشيطان وأوليائه والمنافقين والسماعين لهم.. ومازالت أجهل الكثير.
علمني محمد الحب والسلام والعقل وألا أكون أمعة؛ ولا أحرص على ثناء الناس وعبادتهم؛ وألا أخشى ممن خالف؛ ولا أفرح بمن أقبل؛ فالهدف الحقيقة فقط.
وعندما أقول أنه علمني ذلك، لا يعني أنني قد اتبعت ما علمته؛ فقد علمني ألا أزكي نفسي  أيضاً؛ وأن أطلب رحمة الله وغفرانه وتوفيقه وعونه.
أضاف لي محمد صلوات الله عليه وآله أشياء كثيرة، لا أرى أن أحداً سيضيفها لي في هذا العالم؛ هكذا أحس بعظمة ما تعلمته منه، وإن عجزت عن أكثره؛ لأني أحب محمداً وأعرف سيرته وما كابده من تعب وشدة وأكاذيب وتشويه وأذى.. أصبحت لا أبالي بقليل الابتلاء الذي أجده، لأنه لا شيء أمام ما لقيه.
محمد الصادق كان يقال في وجهه: أنت كاذب؛ محمد الموحى إليه كان يقال في وجهه: أنت كاهن؛ فما نسبة صدقي إلى صدقه حتى أحزن لمن يكذبني مثلاً؟
محمد الذي حوصر مع قرابته وأهله في الشعب، ثم لم يحدث معي ذلك لا شخصياً ولا مع أهلي؛ فلماذا الحزن على براءة مجموعة خبلان بلا حصار ولا شيء؟
محمد سبقنا إلى التضحية والبلاء في نفسه وأهله وأبنائه وقرابته والمستضعفين من أصحابه.. نحن لم يجر معنا شيء من هذا؛ فلماذا نمن بقليل البلاء؟
محمد الرؤوف الرحيم بالمؤمنين؛ كان يرى عذابات المؤمنين أمام عينيه؛ كان يسمع أذيته في أهل بيته؛ كابد الحزن على أقرب الناس إليه.. فالمنة لله.
محمد طرد من الطائف؛ ولحق به السفهاء يرمونه بالحجارة؛ حتى أدموا قدميه؛ وأنت قد تُفصل من عمل أو تطرد من قناة سفيهة؛ فما نسبة هذا إلى ذاك؟
محمد كان يؤذى في أهل بيته طوال السيرة؛ قتلاً وسخرية وبغضاً من الكفار والمسلمين على حد سواء؛ إلا الصالحين؛ وقليل ماهم؛ وأنت لم يحصل لك ذلك.
محمد كان يؤذى، وصرح القرآن بذلك، وقال هو (لم يؤذ نبي مثل ما أوذيت)؛ ولكن الثقافة النفاقية كتمت ما لقيه من أذى، لأنها هي كانت المؤذية. بينما أنت وصل أذية الناس لك إلى الآفاق؛ وعظمك الناس بسبب هذه الأذية، وأعطوك أكثر مما تستحق، فمن أنت؟
فمعظم الأذى في حق محمد لم يصلنا. بسبب ثقافة النفاق وأحاديثها أصبح محمد عند كثير من الناس في العالم، قاتل ، يعذب الناس، وصاحب كذا وكذا؛ وأنت حي تصحح ما كذبه الناس عنك. أنت حي تعطي للناس صورة  عنك أفضل من واقعك.
ومحمد ميت لا يستطيع أن يقول لهؤلاء الكذبة عليه لعنكم الله. لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
أنت لم تعانِ من جوع في حياتك؛ ولا فقر؛ ولا حصار؛ ولا هجرة؛ ولا حرب؛ ولا أذية أهل ولا ولد؛ ومحمد كابد كل هذا! ثم تهتم لقول سخيف هنا أو هناك؟
محمد علم ما سيحل بأهله من بعده؛ هذا يُحرم؛ وهذا يُلعن على المنابر؛ وهذا يُذبح؛ وهذا يشرد.. الخ؛ والمنافقون حوله؛ وكان يعرف أن الله سيخرج أضغانهم؛ محمد كان يعرف أن المسلمين - في معظمهم - سينسون ما لقيه من أذى وتعب في نفسه وفي قرابته، وستنعقد القلوب على النفاق بدينه! أي بالكذب عليه!
نحن لا نحشى أن ينقل الناس عنا الكذب؛ لأن تراثاً مدوناً يستطيع أي محب أن يدافع عنا؛ لكن محمد! هجر الناس قرآنه ووضعوا عليه؛ فمن أين يدافع؟
أتصور لو أن أشخاصاً أحرقوا كتبي ثم وضعوا باسمي كتباً ضد أفكاري ثم ألقموها من يحبني بالغصب! كيف سيكون شعوري وهمّي؟
اللهم خفف عن نبيك محمد!
أتخيل لو أن بعض خصومي جاملني في حياتي وجالسني؛ ثم بعد موتي نقل عني الأكاذيب والأباطيل وصدقه الناس؛ وقالوا قد صحبه ولقف عنه.. ! ماذا أفعل؟ فكيف إذا زاد من كان يجاملني  ثم كذب علي بأن يروي عني صدقاً في التحذير من الكذب عليه ووالخ؟!
مكر تزول منه الجبال! هموم محمد ملء الدنيا!
محمد صلوات الله عليه وعلى آله، ارتفع عند المؤمنين رغم كل هذا التشويه النفاقي لسيرته والشيطاني لرسالته، الشيطان والمنافقون أخذوا من يستحق. الشيطان وأولياؤه والمنافقون والسماعون لهم، أخذوا من لا يعقل ولا يبصر ولا يسمع، أخذوا فقط من ارتضى الكبرياء والتقليد للسادة والكبراء. وبقي لله ولرسوله ناجون؛ عرفوا غايات القران، واتبعوه؛ وأخذوا ما يشبهه من السيرة والسنة؛ وتواضعوا؛ وعظموا ما عظمه الله؛ وصغّروا ما صغره الله.
بقي لله ورسوله هؤلاء المُخلَصون، الذين حماهم الله من إبليس؛ حماهم بتواضعهم؛ بتفعليهم لعقولهم، بحبهم لغايات القرآن، باستجابتهم لفطرة الله.. الخ
الله لا يبحث عن الأكثريات، ولا يحب المباهاة كما تزعم الثقافة النفاقية، ترك أكثر الناس لإبليس بنص القرآن، الله يريد النوعية فقط، وقليل ما هم.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1295
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 19