• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الشيطان ينوّع في المدافعين عن أوليائه؛ بين جاهل ومتحذلق! .

الشيطان ينوّع في المدافعين عن أوليائه؛ بين جاهل ومتحذلق!


    الشيطان ينوّع في المدافعين عن أوليائه؛ بين جاهل ومتحذلق!


اإذا رأيتم شدة اختلاف أهل العلم مع المعلومات الموحدة - خاصة في عصرنا هذا - فلا تظنوا أن العقل هو سبب الخلاف؛ إنما المشكلة في القلوب والمصالح؛ هذا القلب هو مشكلة إبليس نفسه؛ وإلا فلا ينقصه العلم إنما تنقصه النية الصادقة؛ لقد أفسدها بالكبر والعصبية؛ وسيحرص على بث ذلك في أهل العلم.

اعطني أكبر متطرف؛ وفي كل شيء؛ تكفيراً ودموية وكذباً ومغالطة ونشراً للبغضاء الخ؛ وقد تجد من يعتذر عنه بأن ما اجتمع فيه قد تفرق في غيره!
العصبية للأشخاص ليس بالضرورة أن تكون من الجاهل المقلد؛ قد تكون من باحث؛ بل معظم الدفاعات عن المتطرفين تأتي من اهل علم؛ الضمير هو المشكلة.
يحتاج المسلمون لحياة القلوب قبل حياة العقول؛ فالعقل قد يغشك ويغش الآخرين؛ والذين أفسدوا الرسالات كانوا أهل علم:
(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)){آل عمران}
إذا رأيتم شدة اختلاف أهل العلم مع المعلومات الموحدة - خاصة في عصرنا هذا - فلا تظنوا أن العقل هو سبب الخلاف؛ إنما المشكلة في القلوب والمصالح؛ هذا القلب هو مشكلة إبليس نفسه؛ وإلا فلا ينقصه العلم إنما تنقصه النية الصادقة؛ لقد أفسدها بالكبر والعصبية؛ وسيحرص على بث ذلك في أهل العلم؛ ولذلك؛ تجد من أهل العلم والبحث من إذا رأى منكراً أمام عينيه؛ يبقى يتحكحك ويتملص بأنواع المخارج والتشتيتات ولا يكاد يبين؛ بهذا فسد أهل العلم.
هذا التملص والمراوغة والتشتيت هو الذي زهدني في كثير من أهل العلم والبحث من أيام دراستي في جامعة الإمام قبل ثلاثين سنة؛ بلاء أهل العلم قلوبهم.
هذا التملص هو سبب تأخر إسلام بعض عقلاء قريش؛ الذين تأخر إسلامهم إلى فتح مكة؛ وإلا فالبينات واضحة من أول البعثة؛ هو مرض قلوب لا شك في صدق محمد.
إبليس هو إبليس؛ ما استقال ولا أقيل؛ سيبقى ينفخ الكبر والعصبية في القلوب بالدفاع عن رموز التطرف؛ حتى يتم قتل أكبر قدر ممكن من الأبرياء.
الشيطان له أولياء؛ مشروعهم مشروعه = (عداوة + بغضاء+ سوء+ فحشاء+ قول على الله بغير علم)؛ وسيحرص على حماية حماة مشروعه؛ بتوضيف من يدافع عنهم؛ الشيطان لا يهزمه العلم فقط فهو أعلم منك؛ أنما تهزمه من جهة القلب - لأن بلاءه في الكبر - تهزمه بالنية الصادقة والشهادة لله دون تملص ومراوغة؛ ليست المشكلة في المعلومات وإدراك العقل لها؛ المشكلة في هذا القلب اذا استولى عليه الشيطان؛ فإنه يعلمه كيف يميت الحق أكثر من إماتته الباطل؛ ما يجري من فساد ومظالم وقتل وترويع وبشاعات ودماء ودموع وأيتام وثكالى .. هو بسبب هذا القلب وليس بسبب العقل؛ فالقلب هو من يقود العقل إلى هاويته؛ لذلك؛ نصيحتي لنفسي ولأهل العلم ألا يتحذلقوا ولا يتملصوا من قول كلمة الحق لله ؛ شهادة له؛ لا لرموزهم ولا مصالحهم ولا مغرياتهم؛ لا تغرنكم الكثرة؛ فالمدافعون عن عبادة الفأر والصرصور في الهند أكثر منكم؛ اخلصوا نياتكم؛ وإياكم ومخادعة الله والذين آمنوا؛ فهذا عند الله عظيم.
لا نغفل دور العقل؛ ولكن العقل بلا قلب لم يفد إبليس؛ فالقلب له السيطرة على كل الملكات؛ وبه يتم الحساب..
اقرءوا:
(يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)){ألشعراء}
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)){ألحج}

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1336
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29