• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الخصومة! .

الخصومة!


                              الخصومة!


الناجحون في نبذ كل العنصريات هم غير المسلمين للأسف. قلما تجد مسلماً يتخلص من عنصرية إلا ويبقى فيه عنصريات؛ والسبب؛ التعليم وبنية التخلف كلها؛ لكن؛ أيضاً من العدل أنك إذا رأيت من يحمل قدراً من الإنسانية أن تفرح بذلك!

الخصومة؛ لعلها أكبر صنم معبود عند المسلمين؛ يستبيحون في سبيلها كل ما حرمه الله؛ من كذب وقتل وتضحيات جسيمة. لا يبذلون لله ما يبذلونه لها.
أكبر الخصومة وأطولها مدة وأشدها فتكاً وأكثرها تدميراً؛ هي تلك الخصومة التي يستطيع الشيطان ربطها بالدين! هنا يكون نجاح ابليس مكتملاً!
هناك شعوب ؛ أُشرِبت في قلوبها عبادة الخصومة كما أُشرب العجل في قلوب بني إسرائيل؛ يعبدون الخصومة حقيقة؛ ويعبدون الله شكلاً. هم مفخرة الشيطان.
الشيخ سلمان العودة - مهما اختلفت معه - يجبرك على حبه، لما داخله من إنسانية!
- مقطع جميل له مع ابنته في نبذ العنصرية -


لمشاهدة  "سلمان العودة | صديقتي السوداء" على هذا اللرابط «««

العنصرية ليست عنصرية اللون فقط؛ بل لها أشكال متعددة، وأخطرها على مر التاريخ هي (العنصرية المذهبية)؛ ثم تأتي أشكال أخف فتكاً؛ لكنها كلها جاهليات.
الناجحون في نبذ كل العنصريات هم غير المسلمين للأسف. قلما تجد مسلماً يتخلص من عنصرية إلا ويبقى فيه عنصريات؛ والسبب؛ التعليم وبنية التخلف كلها؛ لكن؛ أيضاً من العدل أنك إذا رأيت من يحمل قدراً من الإنسانية أن تفرح بذلك؛ ولا تبخسه حقه؛ فأنت أيضاً قد لا تعرف بعض العنصريات الكامنة داخلك؛ كلنا في ورطة التنشئة والتعليم والرأي العام؛ وأخف العنصريين من يرى (أن المسلم أفضل من غيره)؛ وهو لا يعرف  الإسلام الذي عند الله.
هذا أخفهم.
المسلمون معبئون بعنصريات أكثر من غيرهم في كل هذا العالم؛ ودينهم بريء من هذا تماماً؛ والخلل في فهمهم المشهوه لمعنى (الإسلام) ومعنى (التقوى).
تصوروا هذين اللفظين البسيطين ( الإسلام) و (التقوى)؛ لو فهمه المسلمون لتأنسنوا وتسامحوا وزال عنهم ركام من الحرج الشيطاني الذي لا شرعية له. حجة الله عليك في الواضحات؛ كالإسلام والتقوى؛ وليست حجته عليك في الغامضات ولا المشتبهات. عد إلى تحرير ما تظنه من الواضحات المحكمات وستعرف هذا.
الواضحات تكون مع فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ لا تخالف عقلاً ولا ضميراً. لكن؛ الشيطان شبه علينا المحكمات وأحكم الغامضات؛ فكان الضلال الممتع!
أعرف كثيراً من الناس يدعون (اللهم ثبتنا على الحق)؛ مع أن الحق الذي يدعو الله أن يثبته عليه هو مشروع الشيطان؛ من العداوة والبغضاء.
فتنة عميقة!
ومن العدل أن تثني على أي جانب إنساني جاد، تراه في شخص كنت تسيء به الظن؛ وهذا أوجب  في حقه ممن أنت تحبه. لا تحاسبه على ما مضى؛ فلك ماضيك أيضاً.
لا تطلب من خصمك الكمال؛ فأنت غير كامل. له قناعاته كما هي لك. ولكن؛ حث نفسك وإياه على مزيد من استشراب الإنسانية التي هي جوهر الواجب عند التحقيق؛ لأن أعلى غاية قرآنية - فوق العبادة والتقوى - هي الشكر: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3))[ألإنسان] ومن عرف معنى الشكر - التفعيل - عرف هذا.
المهم؛ شهر رمضان قادم؛ احرص على ألا تختم القرآن؛ فختم القرآن حيلة شيطانية حتى لا تتدبره؛ تدبر ولو سورة واحدة، وستجد أثرها أفضل من ختمات المباهاة.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1385
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19