• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : من بلاءات ثقافتنا؛ اهمال الربط بالغايات؛ كيف؟ .

من بلاءات ثقافتنا؛ اهمال الربط بالغايات؛ كيف؟


            من بلاءات ثقافتنا؛ اهمال الربط بالغايات؛ كيف؟


إلى الآن والمسلمون - وخاصة أهل العلم في معظمهم - لا يعلمون لماذا طلب الله منهم أن يعبدوه وحده لا شريك له! إلى الآن لم أجد من يعرف!
تصوروا!


لمطالعة  "من ذمتي لذمتكم .. الزكاة القرآنية غير الزكاة المذهبية والسلطانية" على هذا اللرابط «««
لمطالعة  "من ذمة (أبي ذر) لذمتكم.. (الكنز) من كبائر الذنوب!" على هذا اللرابط «««

الزكاة؛ الصدقات؛ إنفاق (العفو)؛ الخمس؛ الفيء... الخ. ألفاظ قرآنية كثيرة لابد من  الإيمان بها وتحرير معانيها معرفة كيفية تطبيقها، ومن سخر كفر. وقد زين الشيطان لكثير من حمقى السلفية السخرية من (الخمس)؛ وهذا كفر لا ريب.
الخمس في القرآن؛ وإنما لك الحق في مناقشة تطبيقه ومتى؟ وكيف؟ كل سخرية من أي أمر شرعي - بعد العلم أنه أمر شرعي - يكفر صاحب السخرية؛ التواضع أول الإسلام = الإقبال الصادق على المعلومة. والكبر أول الكفر.
((۞ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)))(الانفال:41)
((وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)(ألتوبة:65)
الحمقى يعبدون الخصومة المذهبية والسياسية؛ قد أكلتْ عقولهم؛ فلا تلتفتوا إليهم؛ ربكم الله. لا الخصومة ولا السنة ولا الشيعة ولا السعودية ولا إيران.
معنى الإيمان بالله واليوم الآخر: الإيمان بالله واليوم الآخر يعني الاستشعار؛ لا مجرد الاعتراف. هاهم المسلمون يعترفون ويفجرون؛ لأنهم لا يستشعرون!
من استشعر الإيمان بالله يعني أن الإيمان بالله يخالط وجدانه؛ يرى الله أمامه في كل فعل. وهذا صعب؛ لا يدعيه أحد. لكن؛ سددوا وقاربوا وحاولوا وجربوا.
إذا رأيت المسلمين وكيف يستسهلون كبار الموبقات، تعلم تماماً أنهم يعترفون بالله واليوم الآخر فقط؛ ولا يستشعرون! أي يرمون له الاعتراف رمياً !
لا يقبل الله أن تستهين بالإيمان به وتحصره في الاعتراف النظري؛ لا يقبل أن تعطيه الكلام وتعطي الشيطان العمل. عظم ربك وعظمه واعطه القول والعمل. الاستهتار بالله يكون واضحاً في من يقول : الله ربنا وهو يعبد غيره، ويحقق معنى العبودية تماماً؛ بخلاصتها من خضوع وخشوع واستسلام .. هذه لله فقط.
مقام العبودية لله ليست بالكلام؛ هو مقام كبير جداً، لا يجوز لأحد  اليوم أن يدعيه - فيما أرى - وأنما يرجو فقط. وليت  هذا الرجاء يسلم من الكذب.
العبودية لله أشرف وظائف وصفات الأنبياء والصالحين؛ لا يدل عليها صلاة ولا صوم، وإنما استسلام وخضوع وخشية وإخبات؛ هذه التي يهرب منها المنافقون.
الشعائر (من صلاة وصوم وحج وزكاة) هي شعائر توصل للعبادة؛ وليست العبادة نفسها؛ فالمنافقون كانوا يقومون بكل هذه الشعائر؛ ولكنهم لم يحققوا العبادة.
ما فرض الله الشعائر (من صلاة وصوم وحج ..) إلا لغايات ذكرها الله في كتابه؛ فمن اكتفى بالوسيلة وترك الغاية - استهانة بها - فهو كالمنافقين؛ فالمنافق يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض (الكفر هنا تغطية، صدوف، إهمال)؛ وإهمال الغايات لا شك أن فيه استهتاراً بالربط الإلهي بين الوسيلة والغاية.
علمتنا الثقافة النفاقية أن تصلي وتصوم لله لأنه يحب هذا فقط! وليس لأن الصلاة غايتها كذا؛ والصوم غايته كذا.. الخ؛ لا يعترفون بالربط الإلهي! ولذلك؛ قد تجد أكثر الناس صلاة وصياماً هو أكثر الناس أذية وفحشاً وعداوة... لأنه لا يفهم الربط بين الوسيلة والغاية.
عندنا بلاء في أصل تديننا! التدين الشيطاني = عبادة  - غايتها. التدين الرحماني = عبادة + غايتها. الأول تدين شيطاني يعطي الضد من الغاية؛ الثاني تدين رحماني يعطي الغاية.
العامة أكثر استفادة من الشعائر لأنهم أكثر ربطاً لها بالغايات؛ فيكفون أذاهم في الغالب. أهل العلم كلا! لا يسلم الناس من الواحد منهم حتى يلحد!
البلاء في أهل لعلم؛ والمخرج من أهل العلم. إذا صلح أهل العلم واستشعروا الإيمان بالله واليوم الآخر وربطوا الشعائر بغاياتها، صلحوا وصلح بهم الناس. تخيلوا !!
إلى الآن والمسلمون - وخاصة أهل العلم في معظمهم - لا يعلمون لماذا طلب الله منهم أن يعبدوه وحده لا شريك له! إلى الآن لم أجد من يعرف!
تصوروا!
الأغلبية الساحقة من المسلمين - وخاصة أهل العلم منهم - يظنون أن العبادة هي الغاية النهائية! ثم يفسرون العبادة بالشعائر مفصولة الغايات! وأغلب المسلمين يظنون أن الله فرض العبادة (الشعائر عندهم) لأنه يريد أن يتحكم في هذا الإنسان للفخر فقط! لا يعرفون لماذا شرع الله العبادة! ولذلك؛ كان سلوك المسلمين نتيجة لتكبرهم عن معرفة الغايات ما ترونه؛ فهم لا يعرفون العبادة أصلاً حتى يعبدون. يظنونها أشياء أخرى ليست من العبادة.
إلى هذا الحد زين لهم الشيطان أعمالهم. وعندما عبدوه في زحلقة المعاني عما أراده الله وبينه، سيعبدونه في المشاعر والسلوكيات!
هي أمور مترابطة.
والحل: تواضع وابحث. لا يمكن أبداً أن تعرف شرع الله بلا تواضع؛ لا يهدي الله المتكبرين ، ولو حازوا أعلى الشهادات العلمية. التواضع سر هداية كبير. أخرج الآلهة من قلبك تتواضع تلقائياً. أخرج منه الخوف من الناس. اخرج حب ثنائهم أيضاً. اخرج الأنداد. كل هؤلاء يمنعونك من الهداية والتعلم.
إذا بحثت مسألة؛ لا تنظر من يوافق أو يخالف؛ انظر المسألة نفسها؛ تجرد ما أمكنك؛ ابحث عن أدلتها وكأنك في جزيرة وحدك؛  بعيداً عن هذا العالم كله.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1386
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19