• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : هل كان (صفوة الصحابة) يكتمون بعض العلم؟! وما الحكمة في ذلك؟ {ألجزء الرابع} .

هل كان (صفوة الصحابة) يكتمون بعض العلم؟! وما الحكمة في ذلك؟ {ألجزء الرابع}


هل كان (صفوة الصحابة) يكتمون بعض العلم؟! وما الحكمة في ذلك؟
                              {ألجزء الرابع}


(أن الإسرار ببعض العلم لمن يستحقه ويفهمه..
وكتمه عن من لا يعقله ولا يفهمه أمر معقول.
حدثوا الناس بما يعرفون!
لا تفجروا عقولهم!


لمطالعة "هل كان (صفوة الصحابة) يكتمون بعض العلم؟! وما الحكمة في ذلك؟ {ألجزء الأول}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل كان (صفوة الصحابة) يكتمون بعض العلم؟! وما الحكمة في ذلك؟ {ألجزء الثاني}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل كان (صفوة الصحابة) يكتمون بعض العلم؟! وما الحكمة في ذلك؟ {ألجزء الثالث}" على هذا اللرابط «««

الأخوة جميعاً...
أهم شيء ألا نكره البحث... وألا نتدلل بأنه يجب أن يكون كل شيء واضحاً؛ فهذا الدلال هو الذي منعنا من اكتشاف الداء القديم؛ حتى وصلنا لنا ترون..
ابحثوا؛ ولكل قناعته...
أنا لا أدين أفراداً ولا أحدد أفراداً - إلا في أضيق نطاق وأوضحه -
أدين وضعاً عاماً؛ من هجر القرآن وتحريق السنة؛ والتوسع في التحريم والقتال؛ مما جعل الإسلام البشري يزحف على الإسلام الإلهي مع الوقت؛ حتى لا يكاد يبقى لنا من الإسلام الأول إلا الألفاظ.
وضعنا اليوم جاهلي بامتياز؛ إلا ما رحم ربك؛ لكن؛ بالبحث التاريخي؛ بل؛ والقرآني؛ نعرف أن هذا البلاء قديم؛ وقد عانى منه النبي نفسه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله..
والفتنة فتنة؛ ليس كل شيء فيها واضحاً. فتن كوجوه البقر؛ لا يدرى أيها من أي.. كما قال حذيفة.
أبو هريرة ماذا روى عنه البخاري ومسلم؟
صحيح البخاري (1/ 35)
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: "حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ: فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا البُلْعُومُ ".
السلطة صعبة! قد تقتل على بث العلم؛ ومن قديم...
من الذي كان سيقتل أبا هريرة لو حديث بالوعاء الثاني؟ أليست دولة معاوية؟ ابحثوا واعرفوا زمن قوله لهذا الحديث..
ابحثوا.. اتركوا الدلال..
ولذلك؛ تناقص العلم شيئاًٍ فشيئاً بالقتل والإهمال؛ وتضعيف الثقات وتوثيق الضعفاء؛ حتى عم البلاء.... وأصبح التصحيح الثقافي في غاية الصعوبة.
لا نستطيع اليوم تبرئة النبي صلوات الله وسلامه عليه من كثرة الروايات التي تشوه صورته، لأنهم سيقولون أنت تطعن في الحديث، أنت تسب الصحابة..
يعني ماذا؟
لا تنفوا الكذب والتشويه الذي افتراه أقوام على رسول الله. لأنهم يمنعون نقد السلطات القديمة التي حرفت الإسلام عن مساره؛ وهذا الحرف عن المسار لابد له من مبررات؛ وهذا المبررات لابد لها من تأصيل شرعي؛ إما بتوظيف نصوص أو بترها عن سياقها أو وضعها مباشرة..
فتنة كوجوه البقر لا يدرى أيها من أي..!
نترك سيرة النبي مشوهة والتطرف يتمدد دون أن نستطيع عمل شيء، لأنه ممنوع..
الأعمى لا يتركك .... حتى يعميك معه... فتكونون سواء!
الإسرار بالحديث مشروع؛ لحكمة يعلمها الله؛ ليس كل الناس يتحمل بعض الأخبار؛ فهاهو النبي نفسه يسر بعض الأحاديث من باب النصيحة؛ أي أنها لا تصلح للنشر العام.
هناك نصائح خاصة؛ تحذيرات خاصة؛ وصايا خاصة ..الخ
الدليل:
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)}[التحريم: 3]
عندما تجدون أن فلاناً الصحابي كان يكتم بعض الحديث؛ فالذي يكتمه غالباً, هو غير ذلك الحديث الذي يكتمه صحابي آخر؛ وغير  الذي يكتمه ثالث؛ وهكذا..
الذي كتمه حذيفة وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وأبو ذر ....  متشابه؛ وأغلبه خطير!
والذي كتمه أبو هريرة وأنس وابن عمر ..... متشابه؛ وليس بخطير.
والإمام علي يقول: (ولقد اندمجت على مكنون علم، لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة)!
الأرشية: الحبال.
الطوي: البئر!

الخلاصة:
أن الإسرار ببعض العلم لمن يستحقه ويفهمه..
وكتمه عن من لا يعقله ولا يفهمه أمر معقول.
حدثوا الناس بما يعرفون!
لا تفجروا عقولهم!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1413
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28