• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : في مناظرة د. عدنان إبراهيم ود. حاتم العوني! .

في مناظرة د. عدنان إبراهيم ود. حاتم العوني!


          في مناظرة د. عدنان إبراهيم ود. حاتم العوني!
    - هذه رؤيتي لموضوعات المناظرة ومنهجها ...، والرأي لكم -


وكل قنوات العالم - سوى القنوات السلفية والإخوانية - ستكون محايدة، حتى لو كانت قنوات يهود أونصارى أو بوذيين أو ملحدين، فلا يوجد اليوم قنوات متعصبة ثقافياً إلا قنوات السلفية والإخوان فقط!

قرأت موافقة الدكتور الشريف حاتم العوني في مناظرة د عدنان إبراهيم، وكانت لغته أهدأ وأفضل من طلبه السابق الذي كان استعلائياً لا يليق، ولكن خطابه الأخير جيد، وهذه نقطة إيجابية وتدل على أن الدكتور العوني - إن شاء الله - من الذين يراجعون أنفسهم ويعدلون من أسلوبهم، فأشكره نيابة عن كل الأخوة الذين امتعضوا من لغته الأولى.
ويجب التأكيد على هذه (الإيجابيات)، والتشجيع على الاعتدال.
أما منشور الدكتور عدنان إبراهيم فقد كان من البداية سليماً هادئاً يحمل لغة أهل العلم - إلا بذكره الدكتور حاتم حافاً بلا شيخ ولا دكتور - ولعله معذور؛ لأن لغة الدكتور حاتم الأولى كانت خشنة جداً.
على كل حال، هذه نقاط سريعة إذا شئتم:
أولاً: رسالة لجمهور الأخوين الفاضلين - فهم من سيساعد على نجاح المناظرة - أن تكون عصبيتهم للحق أولاً، وأن يذكّروا الأخوين الفاضلين بضرورة أن تكون (الشهادة لله)؛ لا للذات ولا للمذهب ولا لانتصار شخصي، فإذا شعر أي منهما بأن خاصته توصيه بالحق والصبر والشهادة لله وقتل الهوى والعصبية وتثني على إنصافه وخلقه، فهذا سيساعد الأخوين في أن تكون المناظرة مفيدة للمسلمين في العالم كافة، فالمسلمون؛ وخاصة الشباب منهم؛ متعطشون لحوار فكري جاد يتدارك ما فرط فيه السلف والخلف؛ إلا من رحم ربك.
والمسلمون بشكل عام، يحتاجون لفتح باب المناظرات والحوار الإيجابي الذي يستهدف المعلومة بشقيها، فينصر المعلومة الصحيحة شهادة لله، ويرد المعلومة الباطلة شهادة لله أيضاًُ، ولعلي أقترح أن يكون موضوع الحلقة الأولى (الشهادة لله) لأنه موضوع إيماني وأخلاقي، فيتم الاتفاق على رؤى الأخوين الكريمين حول هذا الموضوع أولاً، أعني الشهادة لله، ليكون مفتاح بركة وعلم وهدى، ومادة الشهادة لله في القرآن الكريم غزيرة ومركزة،
وهي تساعد طالب العلم في تكوين مراقبة ذاتية لنفسه، وتطرد عنه الجاهليات المستثارة أو الكامنة في النفوس؛ من الكبر والغرور وحب الغلبة ..الخ.
ثانياً:
حيادية القناة والمذيع محل اتفاق، وموافقة الأخوين على قنوات روتانا جيد، وهذه المجموعة (مجموعة روتانا في هذه الموضوعات من القنوات المنصفة)؛ وكل قنوات العالم - سوى القنوات السلفية والإخوانية - ستكون محايدة، حتى لو كانت قنوات يهود أونصارى أو بوذيين أو ملحدين، فلا يوجد اليوم قنوات متعصبة ثقافياً إلا قنوات السلفية والإخوان فقط.
ثالثاً:
أرى أن حسن انتقاء الموضوعات سيكون الخلاف فيها كبيراً، وأوصي بتجنب الحوار في موضوعات ليس لها ذلك الأثر على المسلمين، وسأضرب أمثلة على الموضوعات المهمة والموضوعات الفرعية غير المهمة، فالموضوعات الرئيسة المهمة مثل:
1- مركزية القرآن الكريم في تكوين ثقافة المسلمين ومسألة هجر المسلمين له من عدمها ، والطريقة المثلة للتدبر والالتفاف حول الكتاب، أظنهما متفقان من حيث النظرية؛ لكن الواقع قد يختلف..
2- وموضوع السنة والحديث والجرح والتعديل وفتنة الحديث والرواية وغلبة الثقافة الحديثية على الثقافة القرآنية - ولكن أظن أن الأخوين مقصران في هذا الباب معاً للأسف، وإن كان حاتم أعلم بالعمق تخصصاً وعدنان أرحب أفقاً .
3- الوعي التاريخي وضرورته في كشف جذور انحراف المسلمين عن رسالة الإسلام الأولى (يشمل الظروف السياسية والثقافية ..الخ)، مع التركيز على استعادة الثقافة القرآنية المهجورة؛ وأن تكون هي الحاكمة على السنة وليس العكس، وباستعادة الثقافة القرآنية سيتم استعادة الإسلام الإلهي الأول، وزحزحة الإسلام البشري الزاحف، الذي تغلب على الإسلام الإلهي بالسيف والمنبر وليس بالحجة ولا البرهان - وعدنان هنا أقوى .
4- الموقف من الحقوق والحريات (سواء الإلحاد أو العلمانية أو المذهبية ..الخ)، وأهمية بحث حرية الاعتقاد بين القرآن والأحاديث والفقه والواقع... (هذا موضوع مهم؛ وأظن أن الأخوين فيه على خلاف واضح).
5- أحكام التكفير والردة وصلتها بحقوق الإنسان (والتفريق بين الردة الجماعية والفردية، وتوسع التكفير في السلف حتى شمل تكفير أئمة مثل أبي حنيفة، وكذلك تكفير الطوائف لبعضها ومن أين أتاها الخلل ..الخ) - والأخوان عددنان وحاتم متقاربان هنا.
6- موضوع الصحابة و تصنيفهم ودراسة ما يثار حول هذا الموضوع، من كونهم عدولاً - كما يقول الفكر السلفي - أم أن فيهم جميع ألوان الطيف كما نفهم من آيات القرآن الكريم والحديث والسيرة والتاريخ، وهو موضوع كبير؛ وله أثره - مع أني أرى أن الأخوين متقاربان هنا إن بقي د عدنان على أغلاق ملف الصحابة، لابد من أعادة فتحة على مصراعيه للبحث بالدليل والحجة.
7- موضوع ما يسمى بالسلف الصالح، وما معيار هذا الصلاح، هل هو شرعي أم مذهبي، وهل الصلاح كلي ( عبادة وثقافة ) أم كان السلف فيهم أيضاً جميع ألوان الطيف أيضاً، وأنهم محكومون بثقافة محدودة لم تستوعب سعة القرآن الكريم وعمقه، والشواهد على ذلك..
8- الفقه القديم ومدى إجابته على أسئلة العصر وتلبيته لحاجات الإنسان ودعمه لحرية والعدالة ..الخ
9- كذلك قضايا الإيمان والإلحاد وأسئلة الشباب.
10- وكذلك قضايا العلمانية والديمقراطية والحكم الرشيد..
11- وكذلك بعض قضايا الأسرة والمجتمع التي تدفع بعض الشباب للشك في الدين، مثل قضايا الفتوحات والسبي والرق وملك اليمين والزواج من غير المسلمين وزواج غير المسلمين من المسلمين .... الخ، وهل لها ظروفها، وماذا كان عليه آخر الأمر الرسالي؛ وهل أسهم المسلمون الأوائل في إخفاء بعض الحكام الحقوقية حباً في الدنيا على حساب الدين، .. وما ألحقه السلف من تشويه لسيرة النبي صلوات الله عليه وآله حتى وصلت سيرته إلينا قريباً مما يدعي المبطلون؛ من عنف وظلم ونحو ذلك مما لا أحب ذكره (هذه القضايا الأخيرة وأشباهها هي أسئلة الشباب اليوم).
فهذه موضوعات تستحق الحوار ومعرفة الحق فيها أو في الموقف منها ومن أصحابها.. ولا أرى أن يضيع الأخوان الكريمان في موضوعات جزئية ليس لها أثر على ثقافة المسلمين وواقعهم، كقضايا الدجال والمهدي وعلامات الساعة والكرامات والغناء والموسيقى والحجاب .. الخ وغير ذلك من الموضوعات المملة، التي لا تعدو أن تكون حقاً ليس له أثر أو قناعات شخصية أو اختلافات فقهية شبعنا منها.. فهذه الأمور لا تهم أكثر الناس .. على ما في بعضها من رجم بالظنون والأوهام.
نعم؛ هناك موضوع الناسخ والمنسوخ الذي طرحه د. حاتم مهم؛ ولكنه أيضاً يبقى فرعياً؛ فيأتي ضمن موضوع أهم؛ وهو (القرآن والثقافة القرآنية المهجورة)، وهل تضخيم النسخ محاولة حديثية روائية لمزيد من (محاصرة القرآن وهجره، أم أن هناك أشياء محددة نسخت ولحكمة، بدلاً مما يزعم الروائيون من نسخ كل آية رحمة بآية السيف زعموا)..
وفق الله الأخوين الكريمين د حاتم العوني، ود عدنان إبراهيم لمناظرة هدفها الحق وثمارها البركة والبصيرة والمعرفة.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1427
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19