• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : في بيتك داعشي?! كيف تتحاور معه!? .

في بيتك داعشي?! كيف تتحاور معه!?


                في بيتك داعشي?! كيف تتحاور معه!?           


وحاول أن تضبط نفسك في الحوار؛ حاور برحمة وحلم وصبر؛ قل لهم لنشهد لله؛ قل لا تستعجلوا؛ فالله قد ذم العجلة - والنهي عنها شرع أيضاً - فاستجيبوا له..
حاول أن تغرس فيهم أخلاق البحث، أخلاق المعرفة، قبل أن تقنعهم أو يقنعوك؛ كن صادقاً أيضاً؛ الشيطان يحرص على العجلة حتى لا نتدبر القرآن الكريم.


لمطالعة "بمناسبة العيد ذكريات الشيخ حسن المالكي مع إخوانه!" على هذا اللرابط «««

صل أفراد أسرتك؛ فحقوقهم عليك عظيمة؛ واترك لهم حق الاختيار في سماع غناء من عدمه؛ أو اعتناق فكرة من عدمها؛ إلا التطرف؛ حاول..
بمعنى؛ إذا وجدت في إخوانك أو أخواتك من هواه مع داعش مثلاً؛ وأنهم أهل الدين الحق؛ فحاول تناصحهم بهدوء وحب؛ إذا كان عندك علم؛ فالدعشنة خطيرة جداً.
طبعاً؛ ستواجه مشكلة أحياناً؛ وهي؛ أن بعض الفقهاء يتفقون مع داعش في كثير من الأفكار؛ فإذا احتج عليك أخوك أو أختك بهؤلاء؛ فماذا تفعل وقتها؟
لابد أن تصارح أخاك أو أختك بأن بعض الفقهاء يمثلون كاسحات ألغام لداعش؛ وقد التحق بهم بعض الخطباء والمنشدين؛ وسجن بعض المحرضين الخ؛ إيتهم من هنا.
بمعنى؛ إذا كان احتجاجهم بالدولة وهيئة كبار العلماء؛ فقل لهم؛ إن الدولة ترى أن المواطنين كلهم مسلمون؛ وأنها ضد هذا الفكر والقتل ..الخ؛ ولكن؛ قد لا يجدون من العلماء فتوى مع أو ضد؛ بل؛ قد يجدون في بعض الدعاة  المشهورين فتاوى بالتحريض على الشيعة مثلاً؛ فإذا وقع عليهم تفجير فرحوا..
هنا لابد أن تقول لهم: أن من تسمى بالإسلام - ولو كاذباً - فدمه معصوم؛ وله نفس الحقوق التي لنا، وحسابهم على الله..
ذكرهم بسيرة النبي مع المنافقين.
طبعاً؛ أنا أعتذر هنا للأخوة الشيعة؛ فلا أراهم منافقين؛ حاشا وكلا؛ لكن؛ هنا نصيحتي لكل من يجد دواعش في بيته؛ ماذا يفعل؟ لابد من التنزل لهم لتفهيمهم؛ وأما إذا وجدت في بيتك داعشياً يكفر الدولة وعلمائها؛ فكيف تحتج عليه بالدولة والعلماء؟
هنا لابد من سؤالهم عن الدليل؛ ما الدليل على كفر الدولة؟
فإذا قالوا: هم لا يحكمون شرع الله.
فقل لهم: هل أنت تحكم شرع الله في سيرتك مع أولادك وأهل ييتك وجيرانك؟
فإذا قال: نعم.
فذكره بإثم تزكية النفس؛ وإذا قال: لا أزعم أني أطبق شرع الله كاملاً في أسرتي أو أولادي أو مدرستي أو عملي ..
فقل: وكذلك الدولة.. لماذا هي كافرة  هنا وأنت لا ؟؟!
ثم إذا كانوا أعلى علماً؛ تستطيع أن تثبت لهم جرائم داعش؛ أعني؛ جرائم تفجير المساجد والأسواق التي فيها الشيخ والطفل والمرأة ..الخ؛ وعظم حرمة الدم؛ وإذا كانوا أكثر جدلاً؛ فقل لهم: أنا لا أزعم أني أطبق شرع لله في كل شيء؛ فهل أختبر تطبيقكم لشرع الله الذي تطالبون به الآخرين؟ هل أنتم مستعدون؟
فإذا قالوا : نعم؛ فنحن مع كتاب الله وسنة رسوله؛ وإذا قضى الله ورسوله أمراً لن يكون لنا الخيرة من أمرنا.
فقل لهم: تعالوا يا شطار لنرى ونتأكد!
السؤال الأول: هل قال الله (وإذا قلتم فاعدلوا)؟
هل قال الله (ولا تقف ما ليس لك به علم)؟
فإذا قالوا: نعم..
قل لهم: هل تطبقون شرع الله هنا؟ بمعنى؛ عندما تقولون عن الدولة أو رجال الأمن أو الشيعة أنهم كذا وكذا؛ هل حقاً تلتزمون بالآيتين: (وإذا قلتم فاعدلوا) و (ولا تقف ما ليس لك به علم)؟
هل قولكم بأن "الدولة عبيد أمريكا" من العدل في القول؟ هل قولكم بأن عند الشيعة قرآناً آخر؛ وأنهم مجوس؛ من العدل في القول؟ أين وإذا قلتم فاعدلوا؟
تستطيعون أن تقولوا أن الدولة تخاف من امريكا؛ أو أن فيها بعض المخالفات الشرعية مثلما في بيوتنا؛ وأن تنقدوا المظالم؛ ولكن بعدل وصدق؛ فقط اعدلوا..
وتستطيعون أن تقولوا أن بعض الشيعة يرى وجود تحريف في القرآن؛ وأن بعضهم يكفر الصحابة؛ وبعضهم يسب عائشة؛ ولكن اعدلوا.. هل هؤلاء أقلية أم أكثرية؟
فإذا وجدتهم يسارعون في الجدل؛ فأوقفهم عن أكبر تهمة سواء للدولة أو الشيعة أو رجال الأمن؛ وطالبهم بالدليل على هذه الأمور الكبيرة وسيتعبون جداً؛ مثلاً:
قول لهم بأن الشيعة عندهم قرآن ثانٍ؛ وأنهم يقولون أن جبريل غلط فأعطى الرسالة محمداً بدلاً من علي؛ اسألهم هنا بالله: أهذا عدل في القول؟
فإذا حاولوا الانتقال لفكرة أخرى لا تطاوعهم؛ قل: دعونا نحسم هذه الموضوعات واحدة واحدة؛ لأن الله يقول (ولا تقف ما ليس لك به علم)؛ وأنتم قفوتم..
قل لهم: قد نصل نحن وإياكم إلى تكفير الشيعة؛ لكن بالصدق وليس بالكذب؛ وإذا لم تثبتوا ما قلتم، فأنتم عندي لم تلتزموا بشرع الله؛ فأنتم بمنهجكم كفار..
قل: إنكم تتوهمون أنكم تطبقون الشرع؛ والله شرع لكم التبين؛ ونهاكم عن قول الزور؛ لكنكم تستخفون بأوامر الله إذا خصتكم؛ وتتشددون فيها إذا خصت الآخرين.
فإذا قالوا له: أنت تكفرنا.
قل : معاذ الله؛ أنا لا أكفركم؛ ولكن قلت منهجكم في فهم (تكفير من لم يطبق شرع الله )؛ فهم مذهبي لا شرعي؛فهمٌ أناني فقط؛ وهذا يعني أنكم تتفقون في المنهج مع من تكفرونهم؛ من دولة أو علماء أو شيعة.. ألستم تقولون (بأنهم يأخذون من الدين ما يشاؤون ويتركون ما يشاءون)؟ ألستم مثلهم؛ تأخذون ما في صالحكم مما يدل على كفرهم؛ ولا تأبهون بما هو عليكم من الأمر بالعدل والصدق وألا تقفوا ما ليس لكم به علم؟ ما الفرق؟
وحاول أن تضبط نفسك في الحوار؛ حاور برحمة وحلم وصبر؛ قل لهم لنشهد لله؛ قل لا تستعجلوا؛ فالله قد ذم العجلة - والنهي عنها شرع أيضاً - فاستجيبوا له..
حاول أن تغرس فيهم أخلاق البحث، أخلاق المعرفة، قبل أن تقنعهم أو يقنعوك؛ كن صادقاً أيضاً؛ الشيطان يحرص على العجلة حتى لا نتدبر القرآن الكريم؛ فإذا اعترفوا - بعد تذكيرك لهم
بأن من شرع الله، الصدق، والتبين، وألا نقفوا؛ نتبع - ما ليس لنا به علم، وألا نتنقى من الشرع، فالدين كله لله.
إذا اعترفوا؛ مثلاً؛ بأنهم تجاوزوا في زعمهم أن عند الشيعة قرآناً آخر؛ أو أن جبريل غلط؛ أو أنهم مجوس؛ فهذا جيد. حتى لو بقوا على تكفير الشيعة - حتى لو بقوا على تكفير الشيعة لأسباب أخرى يرونها مثل: تحريف القرآن؛ أو تكفير الصحابة؛ أو قذف وسب أم المؤمنين عائشة - هذه لها الحوار التالي:
قل لهم: لنأخذ هذه الأفكار واحدة واحدة؛ وأنا أعاهدكم  إن وجدتكم تطبقون شرع الله في (وإذا قلتم فاعدلوا) و (ولا تقف ما ليس لكم به علم)؛ سأتبعكم..
ولكن انتبه! لا تعاهد وأنت ضعيف علمياً؛ فقد يغلبونك؛ وكن صادقاً إذا عاهدت؛ والأفضل ألا تعاهد..
قل: تعالوا نناقشها فكرة فكرة؛ فربما أخطأتم فيها أيضاً؛ فإذا أخذتم الفكرة الأولى مثلاً (قضية تحريف القرآن) قل لهم: هل تقصدون أن القرآن الموجود اليوم عند الشيعة غير قرآننا؛ أم أن عندهم روايات فقط؟
فإذا قالوا: لهم قرآن غير قرآننا.
فقل: هل تتذكرون أن الله قال (ولا تقف ما ليس لك به علم) أم لا؟
ما أسرع ما تنسون! (مالكم لا ترجون لله وقاراً)؟ لكم ما تطلبون؛ إن أتيتموني بقرآن عند الشيعة غير قرآننا - وهنا كن واثقاً؛ أجعل لهم اي رهن مهما وعليهم مثله إذا فشلوا)؛ فلن يجدوا عند الشيعة ذلك.
وإذا قالوا: إنما عندهم كتب في تحريف القرآن ككتاب (فصل الخطاب)؛ وكثير من الروايات في كتبهم الأصلية تقول بالتحريف؛ هنا ذكرّهم؛ أنك سألتكم  قبل؛ قل: ألا تذكرون أنني قلت لكم؛ هل تقصدون كذا أم كذا؟ كم مجموع الأقوال التي تركتموها حتى الآن؟ بأن:
1- جبريل غلط عندهم.
2- عوندهم قرآن.
3- ومجوس.
قل لهم: قبل أن نكمل، ألا تتقون الله بأنكم قلتم ما ليس لكم به علم؛ ولم تعدلوا في قولكم؛ هل تظنون أن الله لن يحاسبكم على هذه المفتريات الكبيرة؟
لابد هنا أن تأخذوا استراحة؛ لتقرءوا جميعاً الآيات التي تأمرنا بالصدق والعدل؛ وألا يجرمننا شنآن قوم على أن نظلمهم؛ وأن تكون شهاتدتنا  خالصة لله..
لابد أن تستحضروا هذه الآيات الكريمة؛ لعلها ترقق القلوب من هذه القسوة التي تجعلنا ننسى ذنوبنا ونحسبها هينة وهي عند الله عظيمة..
ثم واصلوا..
قل لهم: الان أنتم قلتم لا تعلمون أن معهم قرآناً آخر؛ ولكن لعلهم يخفونه؛ لكن هذا من الغيب؛ لم يثبت أن عندهم هذا الذي تشكون فيه؛ فابنوا على الظاهر - وسيأتي الكلام على تكفيرهم الدولة؛ ولكن نكمل في موضوع تكفير الشيعة .
إذاً قل: تعالوا للروايات التي تفيد أن الشيعة يرون تحريف القرآن؛ قل لهم: هل كل الشيعة يقولون بتلك الروايات؟ أم بعضهم؟ ثم ما حكم الذي يرى تحريف القرآن؟ وما حد التحريف؟ وهل هذا حكم شامل أم هو للشيعة فقط؟
إذا قالوا: لا ندري، لكن عند القوم تقية، وقد يظهرون لنا أنهم لا يرون التحريف، بينما نراهم يثنون على من قال بالتحريف، فهذا يجعلنا في شك.
قل لهم: تعالوا نتفق على قبول الظاهر وترك الباطن لله؛ فنبيكم يقبل من قال: لا إله إلا الله؛ ولو كان كاذباً؛ كالمنافقين؛ فلا نزايد على رسول الله؛ والعدل يملي عليكم أن تفرقوا بين من يرى أن التحريف قد حصل والذي لا يرى ذلك؛ فللقوم أيضاً مؤلفات في صيانة القرآن من التحريف.. اقبلوا الظاهر.
إن قالوا: ننتقل لمن صح عنهم اعتقاد التحريف.
قل لهم: أجيبوني قبل، ما حكم من يرى التحريف عندكم، هل هو كافر أم لا؟ واي حد يصل هذا التحريف المكفر؟
قل لهم: هل تعتقدون بكفر من اعتقد تحريف القرآن كله؛ أو نصفه؛ أو ربعه؛ أو كثيره؛ أو قليله؛ أو كلمة؛ أو حرف الخ؛ فالتحريف كلمة عامة جداً؛ حددوا..
فهنا قد يختلفون ويتلعثمون؛ لكن حاول أنت أن تلقنهم الحجج؛ وقل: تعالوا نبحث من الأقل فالأقل؛ مثلاً؛ من زعم أن حرفاً زاد أو نقص؛ هل ترونه كافراً؟
قد يقول بعضهم "نعم"؛ وبعضهم "لا". إذهب إلى الذين يكفرون من اعتقد زيادة حرف أو نقصانه من القرآن؛ وقل له: هل حكمك هذا عام للسنة والشيعة؟ أم لا؟
فإن قال: "أهل السنة لا يرون نقص حرف ولا زيادة حرف؛ فلا تفتري عليهم"؛  قل له: أنا أفترض الآن فقط؛ والفرض لا محذور فيه، حتى فيما يتعلق بالله نفسه؛ وذكره ببعض الافترضات القرآنية؛ مثل
(قل لو كان فيهما آلهة لفسدتا)؛ وقوله (قل إن كان للرحمن ولد)؛ فكيف تحمي المذهب مما أجازه الله في حق نفسه؟ فالله يجيز في حق نفسه أن تقول: هل له ولد؛ هل معه إله؛ ثم ترد ذلك؛ ونقول في الحوار مع الملحدين: الله موجود أو غير موجود؛ النبي صادق أم لا.. الخ
نعيد السؤال: من قال بتحريف القرآن؛ بأقل التحريف؛ من زيادة حرف أو نقص حرف؛ فهل هو عندك كافراً؛ سواء كان سنياً أم شيعياً؟
فإن قال "نعم"؛ قل: تعال؛ قل له:افتح المصحف عندك على أول آية مرقمة في القرآن - واحرص عليه أن يفعل ذلك فعلاً ليتأكد - قل له: ما هي أول آية في القرآن؟ سيقول البسملة؛ قل له؛ عد حروفها؛
سيقول 19 حرفاً؛ قل له: هل ابن تيمية مثلاً يراها آية أم لا؟ فإن قال: لا أدري؛ فانقل له قول ابن تيمية في مجموع الفتاوى (22 /440) وهو في (الفتاوى الكبرى لابن تيمية (2/ 183)؛ (إنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ الْفَاتِحَةِ، كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ غَيْرِهَا، وَهَذَا أَظْهَرُ).
الآن؛ ابن تيمية يقول البسملة ليست من الفاتحة؛ ولا غيرها، وأنها ليست قرآناً؛ وهذا يعني أنه يرى نقص  19 حرفاً وليس حرفاً واحداً؛ فهل تكفره؟
وانقل له أن هذا ليس قول ابن تيمية وحده؛ بل يراه كثير من علماء أهل السنة؛ فهل هم كفار بهذا؟ ألا يخالفون ما تراه في المصحف بين يديك؟
افتح واقرأ.
فإذا قال: هذا أمر بسيط؛ وفيه خلاف؛ وهذا يختلف عن رأي الشيعة في تحريف معظم القرآن وعدم الوثوق فيه...
قل له: أعرف؛ ولكننا اتفقنا أن نبدأ من الحرف..
قل: لا أقول هذا من باب تبرئة الشيعة؛ فقد نتفق أنا وأنت في الأخير على تكفيرهم؛ ولكني أريد أن نحقق شرع الله في قوله؛ (وإذا قلتم فاعدلوا) و (ولاتقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا). علمه أنك بهذا الحوار إنما تريد أن تنقذ نفسك وتنقذه من مخالفة أمر الله لنا؛ بالصدق؛ والتبين؛ وألا نتبع ما ليس لنا به علم؛ وأن نكون مع الصادقين.
قل له: قبل أن ننقذ الشيعة من الكفر والشرك؛ أو ننقذ الدولة من مخالفة شرع الله؛ علينا أن ننقذ أنفسنا نحن من مخالفة ما شرع الله والتفلت عن أمره. لماذا الله يقول لنا (عليكم أنفسكم) ونحن نعاند ونقول "كلا(علينا بالآخرين)؟". لماذا يقول الله (ليس عليك هداهم) ونعاند ذلك ونرى أنه علينا هدايتهم؟
قل له: الله يقول (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)؛ أنت اهتد أولاً؛ اصدق؛ اعدل؛ تثبت؛ احم نفسك قبل حماية الآخرين..
ثم قل له: فتوى ابن باز وابن عثيمين أيضاً أن البسملة ليست من الفاتحة؛ والمصحف يقول أنها من الفاتحة؛ فما حكمك على ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين؟
فإن كفر ابن باز وابن عثيمين - والغلاة يكفرونهم - فلن يستطيعوا تكفير ابن تيمية، وإن كفروه؛ فله حوار آخر أيضاً سيضيق عليهم الدائرة شيئاً فشيئاً؛ وليس هدفنا هنا أن نخطيء من لا يرى البسملة أو نصوبه؛ هذا موضوع آخر؛ هدفنا أن نعلم المتطرف الاعتدال والعقل والهدوء؛ وألا يرمي الأقوال كيفما اتفق؛ فالغلاة يجهلون تراثهم؛ لأن دعاتهم الكبار يزايدون ويكفرون الشيعة أو الدولة بأمور يراها سلفهم؛ فلا بد من تفهيم العامة ما أخفاه عنهم المحرضون.
إذاً؛ فالمتوقع عندما تحاور بعض أهل بيتك ممن تأثر بداعش، أن يكابروا ويتهمونك بالدفاع عن الدولة أو الشيعة؛ وأن هؤلاء يستحقون القتل الخ؛ فما العمل؟
هنا حاول أن تذكرهم؛ بأننا اتفقنا على أن نطبق شرع الله في أنفسنا؛ وأن نترك العجلة؛ وأن نلتزم بالصدق والعدل .. وأنه لا يضركم إن طال الحوار؛ ثم قل: الآن؛ إذا لم تكفروا ابن تيمية ولا غيره ممن يرى أن البسملة ليست من الفاتحة؛ ليست آية أصلاً؛ فهذا اعتدال وورع منكم؛ وأشكر لهم هذا الرجوع؛ لأنك قد تفسد الحوار بلو تشنع عليهم بأنهم يجهلون تراثهم وفتاوى علمائهم؛ وأنهم وأنهم؛ فيدخل الشيطان هنا وينفخ فيكم جميعاً وتذهب فائدة العلم. فإذا عجزوا عن تحديد حد للتحريف ، به يكفر من اعتقده؛ فقل لهم: ما رأيكم لو نؤجله حتى نتدبر وننظر ما هو الحد الذي به نستطيع أن نطلق عنده الكفر؟ لأنه ليس بالضرورة أن تنهوا كل مسألة إلى نهايتها؛ يكفي أنكم خرجتم بنتائج مهمة جداً؛ أن قرآن الشيعة كقرآننا؛ وأنه ليس عندهم قرآن آخر؛ ثم اتفقتم على أنه؛ ما كل من اعتقد نقص آية أو زيادتها – والبسملة آية - يكون بالضرورة كافراً؛ وأنه يجب البحث عن حد آخر يوجب التكفير.
هذه نقاط مهمة!
ثم؛ إذا احتج عليك بالآية (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)؛ قل هذه الآية على العين والرأس؛ لكن؛ لماذا خالفها سنة وشيعة؟ وهل حكمهما واحد؟ وأخبره أن بعض الصحابة التابعين وبعض كبار أهل السنة كانوا يختلفون في بعض الحروف والكلمات؛ بل والآيات ، وبعضهم يروى عنه وقع نقص؛ فماذا نفعل؟
حتى وإن قال بعضهم أن القول بالنقص عند الشيعة أكثر؛ فقل: لم نحدد القدر الذي يكفر به القائل بالنقص أو التحريف!؟ فلنترك تكفيرهم حتى نحدد ذلك؛ فإذا انتقلتم لقضية أم المؤمنين عائشة وتكفيرها؛ أو تكفير الصحابة؛ فاطلب منه تحديد ألفاظه من باب تطبيق شرع الله؛ (وإذا قلتم فاعدلوا).. هل يعمم؟
بمعنى؛ إذا وجدته يقول: الشيعة يكفرون الصحابة ويقذفون عائشة ويكفرونها ..الخ؛ فقل: أيضاً (وإذا قلتم فاعدلوا)؛ لا تقل الشيعة؛ قل بعضهم؛ هذا أولاً؛ لأنك عندما تقول (الشيعة) فهذا يعني أنك تفرح بكل تفجير يقع في مساجد الأحساء أو القطيف في بلدك، وقد يكون كل هؤلاء الشهداء لا يقولون ذلك..
حدد.
فإذا قال: أما مسألة تكفيرهم للصحابة ولأم المؤمنين عائشة فهذا لا تجادلني فيه، لأن مقاطعهم ومواقعهم وقنواتهم شاهدة حية على ذلك.. قل له: تذكر ذم الله للعجلة؛ ذم الله لقول الزور؛ أمره (وإذا قلتم اعدلوا)؛ أمره (ولا تقف ما ليس لك به علم)؛ ليس كل الشيعة؛ ولا كل الصحابة..
أعني؛ لا يكفر الشيعة (الصحابة) كما تقول، وإنما بعضهم؛ وربما لا يتجاوز الذين يصرحون بأسمائهم العشرة إلى العشرين؛ وليس كل الشيعة أيضاً يفعل هذا.
فإذا قال لك: فهل تكفير أبي بكر عمر وعثمان وعائشة وحفصة سهل ...الخ؛ قل له: تمهل؛ لم أقل هذا أبداً، أريد أن أنصحك أنت قبلهم حتى تتقي الله في قولك؛ فعندما تقول : الشيعة؛ فهذا يفهم منه التعميم؛ والتعميم كاذب؛ وعندما تقول الصحابة؛ فهذا يفهم منه التعميم؛ والتعميم كاذب؛ والله نهاك عن الكذب والزور؛ هل تستهين بأوامر الله لك بالصدق واجتناب قول الزور؟ هل تستهين بذم الله للكذب والظلم؟
يا أخي؛ أنا أخاف عليك أنت أولاً؛ فأنت أخي؛ أريدك خالصاً؛ ليس من الدين أن تهمل نفسك وتترك لها الهوى وكأن الله قد أباح لنفسك الكذب والتعميم؛ كأنك غير مخاطب بهذه الآيات السابقة.. من التثبت والعدل..
صدقوني- أخي وأختي - أني معكم في بشاعة ما تنسبونه للشيعة؛ وسترون كيف ننكر معكم بعلم؛ لكن؛ كلماتكم التعميمية ظالمة كاذبة؛ فتجنبوا الظلم والكذب.
بمعنى؛ قل: والله العظيم لو أنا أعلم أن الشيعة يكفرون الصحابة كما تقولون؛ أي مطلقاً؛ لكفرتهم معكم؛ ليس لحماية الصحابة؛ وإنما لأن هذا معاندة للقرآن..
كيف ترتضون هذا التعميم؟ أليس علياً والحسن والحسين والزهراء وخديجة وسلمان وأبو ذر والمقداد في المئات على الأقل؛ أليسوا صحابة؟ هل يكفرهم الشيعة؟ أليس لكم عقول؟ أليس معكم ضمائر؟ أترتضون أن تأثموا بتجنب الصدق والعدل من أجل الهوى والخصومة والقنوات؟
أول ما يجب عليكم (وإذا قلتم فاعدلوا). قولوا : بعض الشيعة يكفرون بعض الصحابة - ولو كانوا بدريين أو طلقاء أو أعراب – قولوا؛ بعض الشيعة يتهم عائشة بالزنا والعياذ بالله؛ نقول لكم صدقتم؛ قل لهم؛ أنا أريد أن أجدكم أنتم قبل أن أجد الشيعة؛ أن أفهمكم أنتم؛ أن أثق فيكم أنتم؛ أن أجنبكم ونفسي ما نهى الله عنه؛ عليك هداية نفسك أولاً.. الخ
لا تظنوا أن دين الله - الذي ترون أنكم تدافعون عنه - لا تظنوا أنه محتاج لزور ولا ظلم ولا كذب ولا جهل ولا عجلة؛ ما ذمه الله لن يحتاح إليه دينه.
إذاً؛ إذا استعطت أن تقنعهم بأن يتقوا الله في كلماتهم وألفاظهم؛ وأن تكون دقيقة جداً؛ ليس فيها (كل ولا حتى أكثر)؛ وإنما (بعض)؛ فهذا فتح عظيم؛ لأن الشيطان من منهجه (إغراء العداوة والبغضاء) بين بني آدم كافة؛ وليس بين السنة والشيعة فقط؛ ولا بين الدولة والمواطنين فقط؛ ومادته الكذب والظلم..
الشيطان ينسيك نقصك؛ ينسيك ظلمك؛ ينسيك كذبك؛ ينسيك الله نفسه: { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} [المجادلة]
احذر أن يستولي الشيطان على سمعك فلا تسمع الحجة؛ احذر أن يستولي على بصرك؛ على قلبك؛ على عقلك.. هو أخبر بضعفك منك؛ وتستطيع المواجهة بأمر بسيط جداً؛ ما هو؟
تستطيع مواجهة كل مكايد الشيطان ومكره وتزيينه وإغرائه العداوة والبغضاء من مكان قريب جداً منك؛ من نفسك أنت؛ اصدق واعدل..
صدقني لا تحتاج لغير هذا؛ الله ما قال أن الشيعة عدوك؛ ولم يقل للشيعي أن السنة عدوك؛ قال (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً)؛ أطيعوا الله في اتخاذه عدوا؛ تتقاربوا تلقائياً؛ وكذلك؛ ينطبق الأمر بين أي حكومة ومواطنيها؛ أو بين أي حكومة ومعارضة؛ أو بين حزب وحزب..
أنت راجع نفسك واهتم بها لتنفذ أوامر الله بصدق وتصميم وبس.
سنكمل لاحقاً الحوار مع أفراد الأسرة وتعليمهم كيف يطبقون أوامر الله؛ وما زلنا في موضوع الشيعة والتكفير والصحابة؛ وستكون شهادتنا لله بإذن الله.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1437
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29