• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : مساكين الناس؛ عندما يظنون الكذب صدقاً؛ والجهل علماً؛ والغباء ذكاءً؛ وقتل البريء جهاداً! .

مساكين الناس؛ عندما يظنون الكذب صدقاً؛ والجهل علماً؛ والغباء ذكاءً؛ وقتل البريء جهاداً!


مساكين الناس؛ عندما يظنون الكذب صدقاً؛ والجهل علماً؛ والغباء                              ذكاءً؛ وقتل البريء جهاداً!


المسلمون؛ بشكل عام؛ من المزكين أنفسهم؛ كل فريق يررون أنهم أهل الحق والإيمان والجنة؛ واختصت فرقة بأنهم يحسبون كل صيحة عليهم؛ والاستثناء منهما قليل.. المزكون أنفسهم لا يعلمون أنها من صفات المشركين؛ والذين يحسبون كل صيحة عليهم لا يعرفون أنها من صفات المنافقين. وقد يجتمعان في بعضهم.

مساكين الناس؛ تعرضوا لغسيل دماغ وتعبئة بكثافة؛ فهم: لا يعقلون؛ ولا يبصرون؛ ولا يسمعون؛ ولا يبحثون؛ ولا يتدبرون.. كالأنعام؛ ويظنون أنهم عظماء جداً!
مساكين الناس؛ عندما يظنون الكذب صدقاً؛ والجهل علماً؛ والغباء ذكاءً؛ وقتل البريء جهاداً؛ والأكثرية دليلاً؛ والقلة مذمة؛ والأخ عدواً؛ والعدو صديقاً!
إذا وصل الإنسان إلى هذا المستوى في العناد، بحيث يجعل الشيء ضده؛ فهو الضلال البعيد الموصوف في القرآن: (ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً)؛ لكن؛ من المسؤول عن جهل الإنسان ومكابرته في الجهل والعناد وعبادة الذات والعمى؟
المسؤولون اثنان:
1- الإنسان نفسه.
2-  وقيادات الرأي العام.
أما كون الإنسان مسؤول عن نفسه؛ فالقرآن لم يعفِ المنافقين، مع أنهم: لا يعلمون؛ لا يشعرون؛ لا يفقهون؛ لأنهم يستطيعون أن يعلموا؛ لكن لا يريدون للأسف.. وأما كون قيادات الرأي العام مسؤولة؛ فالقرآن خصص حيزاً كبيراً للذين يضلون الناس؛ وللذين يصدون عن سبيل الله؛ وللسادة والكبراء؛ والأحبار والرهبان..
لا يدخل أحد النار إلا وقد فرط في الأمرين معاً:
1- لم يضبط هواه (اتخذ إلهه هواه).
2- اتخذ من دون الله أنداداً يحبهم كحب الله.
من نجا منهما نجا؛ إذا ذممت أمراً ما فإنه يهلك فيه اثنان؛ الأول؛ يظن أنك تقصد آخرين؛ فيكون من المزكين أنفسهم؛ الثاني؛ يظنك تقصده؛ فيكون من الذين يحسبون كل صيحة عليهم..
المسلمون؛ بشكل عام؛ من المزكين أنفسهم؛ كل فريق يررون أنهم أهل الحق والإيمان والجنة؛ واختصت فرقة بأنهم يحسبون كل صيحة عليهم؛ والاستثناء منهما قليل.. المزكون أنفسهم لا يعلمون أنها من صفات المشركين؛ والذين يحسبون كل صيحة عليهم لا يعرفون أنها من صفات المنافقين. وقد يجتمعان في بعضهم.
مناهج التربية فاسدة لأنها لا تعلم الطلاب هذه الأمور؛ هي تربية مذهبية (جاهلية) متكبرة تحب الروايات وتهجر القرآن؛ لأن القرآن لا يشبع غرورها؛ لذلك؛ تجد أكثر الناس قد سمحوا للشيطان؛ من قديم؛ أن يوصلهم للضلال البعيد. ذلك الضلال البعيد الذي يجعل الكذب صدقاً والصدق كذباً.. ضلال بعيد حقاً! أي؛ أن الرجوع يصبح صعباً جداً؛ فهم يرون أن لو رجعوا لوضع الصدق صدقاً والكذب كذباً؛ فهذا  يعني أنهم يخسرون ثقافتهم. وهذا يعني أنهم يعبدونها هي!
عبادة الثقافة هي عبادة الرأي العام والسائد؛ وهو ما يسمى في القرآن (الطاغوت) = من الطغيان.. أي؛ أن كل شيء يطغى عليك بحيث تعمى عن الحق فهو طاغوت!
لو عرف الناس معنى النفاق وخفائه؛ والشرك وصلته بقلة العقل؛ والكفر وصلته بالهوى؛ لما برأ أحد نفسه من شيء من هذه الأنواع ولتواضع؛ ولطلب المغفرة بصدق.
كل ما ذمه القرآن الكريم من الخصال ما زال حياً في المسلمين؛ ولكن؛ لا ينتبه له أكثرهم.. لماذا؟ لأن الشيطان خدعهم وجعلهم يطمئنون ويزكون أنفسهم بثقة.
مناهج التعليم لا تعلمك مراقبة الله؛ ولا التواضع لتفتش عن نفاقك وشركك؛ وربما كفرك؛ إنما تعلمك التفاخر بأنك المطهر منها؛ وأن الآخرين فقط يتلبسونها.
لا أعلم من فرق المسلمين - كفرقة - من يهتم بالإنكفاء على الذات ومراقبة أدواء النفس إلا عارفي الصوفية، ولهم محاسبات شديدة لها وفلسفة في معرفتها..
نعم؛ في المتقدمين - من صالحي أهل البيت والمهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان - من له ثقافة في مراقبة النفس وأدوائها، لكنهم قليل وسط هذه الهيصة؛ مناهج الفكر اليوم كلها متعالية تقريباً؛ إسلامية أو علمانية؛ والتعالي طابع الجهل وخاتمه ودليله؛ ولن تجني من الشوك العنب؛ فأين المخرج؟

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1448
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 19