• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : - محاولة قريش نبش قبر أم النبي - .

- محاولة قريش نبش قبر أم النبي -


                - محاولة قريش نبش قبر أم النبي -


ليس من لعن الصحابة على المنابر ، كمن اشتبه عليه نصب فظنه سنة؛ وكذلك في الجانب الشيعي؛ فالحل هو تقييم (معنى اللقب) شرعاً وليس اللقب - فالألقاب محدثة وفضفاضة - ثم الالتزام بالتقييم الشرعي النصي لمعنى اللقب ومستوياته؛ هذا هو الحل..
لكن بشكل عام؛ ليس المهم اللقب؛ إنما المهم العمل؛ سواء أنصفك الناس أو ظلموك.. التزم بالحق ثم لا عليك؛  حتى لو كفروك؛ فأنت المفلح إن كنت محقاً..!


لمطالعة "إخراج الموتى من قبورهم وحرقهم.... أيضاً منهج أموي لا خارجي!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عن قريش والعرب والإسلام مرة أخرى (1)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل الدين أفسد العرب؛ أم العرب أفسدوا الدين؟! «««


سنة نبش القبور أموية من أيام الجاهلية لم يعرف ذلك العرب؛ نبش النواصب من السلفيين لقبور الصحابة الصالحين وأهل البيت والصالحين أو تفجيرها - وتجنبهم قبور الظالمين والمفسدين - كما فعلوا مع قبر حجر بن عدي وعمار بن ياسر وأويس القرني والعسكريين ,,, وآخرها قبر السيد جمال الدين الجنيد... وقبل ذلك نبش المتوكل (الناصبي) لقبر الإمام الحسين وحرثه؛ وقبله نبش معاوية (الناصبي) لقبر سيد الشهداء حمزة ورفاقه..
كل هذا سبقه محاولة قريش وبني أمية خاصة ، وهند وأبو سفيان بوجه أخص؛ أن ينبشوا قبر أم النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله، أثناء مسيرهم من مكة إلى المدينة لمحاربة النبي والمؤمنين ... أيام أحد..
توثيق القصة:
في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي (4/ 183) وهو يتحدث عن مسير كفار قريش إلى أحد ومرورهم بالأبواء : ((وهمّت قريش وهي بالأبواء بنبش قبر آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كفّهم الله تعالى عن ذلك.
روى أبو الوليد الأزرقي عن هشام بن عاصم الأسلميّ، قال: لما خرجت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد فنزلوا بالأبواء قالت هند بنت عتبة لأبي سفيان: لو بحثتم قبر أمّ محمد فإنها بالأبواء، فإن أسر أحداً منكم فديتم كلّ إنسان بارب من آرابها، فذكر ذلك لقريش وقال: هذا الرأي، فقالت قريش: لا تفتح هذا الباب لئلا تفتح بنو بكر موتانا)).
فهند بنت عتبة أم معاوية وزوجها أبو سفيان والد معاوية، رأوا أن نبش قبر أم النبي رأي صحيح، بل اقتراح هند هو تقطيعها أرباباً، بهذه البشاعة، ولولا أن قريشاً عارضت لفكانت أم النبي قد نبشت وقطعت أعضاء .. ,استنكار قريش ليس للمروءة للأسف، وإنما خشية أن يفعلها بقبورهم بنو بكر بن كنانة، ففي أراضيهم قبور لقرشيين من ايام حرب الفجار، فليست معارضتهم لآكلة الأكباد ولا زوجها أبي سفيان لمروءة أو شرف أو حياء.. كلا؛ وإنما مصلحة فقط؛ كما هو ظاهر.
وقد أخفى الإخوان السلفيون هذه الرواية رغم اعترافم بها، في كتابهم المشهور عن السيرة؛ وهو الرحيق المختوم (ص: 226) إذ فيه: (( وتابع جيش مكة سيره على الطريق الغربية الرئيسة المعتادة، ولما وصل إلى الأبواء اقترحت هند بنت عتبة - زوج أبي سفيان - بنبش قبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيد أن قادة الجيش رفضوا هذا الطلب، وحذروا من العواقب الوخيمة التي تلحقهم لو فتحوا هذا الباب)) اهـ
وهذه عبارة خفيفة، إذ لم يبين أن تلك العواقب ليس خشية أن يعيرهم الناس أو يتنازع القرشيون؛ وإنما حتى لا تقوم بنو بكر بن كنانة بنبش قبور القرشيين فقط..
هذه هي العلة الحقيقية..
وقال أحمد غلوش في كتابه:السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (ص: 326) (( تابع جيش مكة سيره على الطرق الغربية الرئيسية المعتادة، ولما وصل إلى "الأبواء" اقترحت هند بنت عتبة - زوج أبي سفيان - أن ينبش القرشيون قبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة رضي الله عنها، بيد أن قادة الجيش رفضوا هذا الطلب، وحذروا من العواقب الوخيمة التي تلحقهم لو فتحوا هذا الباب، فلعل الدارة تكون عليهم؛ ولأنه عمل يجلب الخزي والعار لفاعله))
وهذا ليس صحيحاً، ليس بسبب خشية العار – يا ليت – وإنما؛ ذكروا العلة السابقة.
المقصود هنا؛ أن سنة نبش القبور واستخراج الموتى سنة قرشية ثم أموية تلبست بالكفر قبل الإسلام وبالنفاق في أول الإسلام وبالنصب في أيام المتوكل وبالسلفية اليوم، ظلمات بعضها من بعض.
وليس كل سلفي هكذا؛ ولا كل ناصبي؛ ولا كل أموي؛ ولا كل قرشي.. لكنه النسب الثقافي .... والشيطان حريص على العداوة والبغضاء من جهة؛ وعلى مسخ النفس البشرية من جهة ثانية، وعلى تشويه صورة الإسلام بوحشية أصحابه من جهة ثالثة.
ثلاثة عصافير شيطانية بنصب واحد!
العباسيون ظلمة كبني أمية؛ وهم قرشيون أيضاً.. ولا يمثلون الإسلام وليسوا من أهل البيت؛ بل؛ قد شاركوا في نبش قبور أهل البيت كما فعلت بنو أمية.
الشباب السلفي الطيب يتفاجأ جداً من هذه المعلومات..
إخواني؛ هذا ليس ذنبي؛ هذا ذنب شيوخكم الذين يخفون عنكم هذه الحقائق وينافحون عن قريش وبني أمية..
الخلاصة هنا؛ أن كثيراً مما يحمله السلفيون للخوارج لم يفعله الخوارج؛ لابد من كشف الجذور الحقيقة للتطرف والغلو والنصب. وإذا تحرجوا من كلمة (نواصب) فلا بأس؛ قولوا (الروح الأموية)؛ ثم لا يخاف من كلمة (النواصب) إلا (ناصبي) غالباً..
نحن نذم النواصب؛ فما دخلكم؟
صحيح أن بعض الشيعة يعمم  لفظة (النواصب) على أهل السنة؛ مثلما  بعض السلفية  تعمم لفظة (الروافض) على كل محب لأهل البيت.. لسنا في وارد هذا ولا ذا؛ كل باحث له مراده من اللفظة؛ أي لفظة؛ فهذا قد يمدد اللفظة؛ وهذا يقلصها؛ وهذا يهملها ..الخ
ليست ألفاظ النواصب والروافض فقط؛ وإنما أكثر الألفاظ.
إما أن نهمل الألقاب كلها ، أو نستخدمها كلها؛ أما أن يتهمنا النواصب بالرفض جهلاً؛ ويمنعوننا من اتهامهم بالنصب معرفةً وتحقيقاً؛ فهذا نصب  مزدوج.
وعلى كل حال: نحن نرى التعايش وتوظيف المشتركات بين الروافض والنواصب؛ والسنة والشيعة؛ والمؤمنون والمنافقون؛ والمسلمون غير المسلمين..
هذا هو المهم.
النواصب فقط - من بين فرق المسلمين والكفار - لا يرون التعايش؛ لم يتعايشوا مع قبور الشهداء؛ فكيف يتعايشون مع سائر الناس؟
المشكلة في النواصب فقط..
نعم؛ اليهود والنصارى والشيعة والسنة لهم مظالمهم وذنوبهم؛ ويمكن التعايش معهم؛ ولكن النواصب شيء ثانٍ تماماً؛ لا يتعايشون معك؛ لا حياً ولا ميتاً..
أنا أفرق بين السنة والنواصب؛ السني ملتزم بكتاب الله وسنة رسوله ومحب للخير لكل الناس؛ والناصبي ملتزم بهذا ظاهراً وببني أمية باطناً..
نفاق.
أهل السنة يجب أن ينطقوا؛ فسكوتهم قد أشعر النواصب أنهم الممثلون للسنة والإسلام.
النصب نفاق بالنص؛ والمنافقون لا يعلمون؛ لا يشعرون؛ لا يفقهون.
لست مسؤولاً عن استخدامات الآخرين - سنة أو شيعة - لألفاظ النصب والرفض والتشيع والتسنن.. الخ..
لي معاييري الخاصة في هذه المسميات جميعاً؛ وبعد بحث؛ لو يستعرض الباحثون إطلاق أهل الحديث لألفاظ السنة والشيعة والنواصب والروافض؛ لوجدوا لكل محدث مصطلحه الخاص؛ وكذلك رجالات المذاهب؛ وكذلك نحن وأنتم.. وكل لفظة ( ناصبي / شيعي) لها مراتب ومستويات؛ فمثلاً:
ليس من لعن الصحابة على المنابر ، كمن اشتبه عليه نصب فظنه سنة؛ وكذلك في الجانب الشيعي؛ فالحل هو تقييم (معنى اللقب) شرعاً وليس اللقب - فالألقاب محدثة وفضفاضة - ثم الالتزام بالتقييم الشرعي النصي لمعنى اللقب ومستوياته؛ هذا هو الحل..
لكن بشكل عام؛ ليس المهم اللقب؛ إنما المهم العمل؛ سواء أنصفك الناس أو ظلموك.. التزم بالحق ثم لا عليك؛  حتى لو كفروك؛ فأنت المفلح إن كنت محقاً..
الذين يخافون أن يكونوا مقصدوين عند ذكر كلمة (ناصبي/ منافق/ مجرم)؛ هؤلاء الخوافون متكبرون يعبدون أنفسهم وسمعتهم؛ هذا خلل في الإيمان..
طنّش..
والمهم ألا تنسَ أن هذه الألقاب تأتي عرضاً؛ وغالباً يكون المقصود غيرك ... فلماذا تحشر نفسك؛ ركز على الموضوع؛ وذم نبش القبور وتحريق أصحابها.
خلاصة:
من قال أن الخوارج (أمة خلت) فقد صدق؛ من قال إن بني أمية (أمة خلت) فهو واهم؛ ما زالوا يسفكون الدماء وينبشون القبور  ويصدرون الفتاوى.
ينسبون الأشاعرة إلى الجهمية وليس بينهم وبينه رابط؛ وينسبون الزيدية إلى الجارود وليس بينهم وبينه رابط؛ بينما بينهم وبين بني أمية روابط فولاذية!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1457
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16