• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : كلمات حول "الثورة السورية"! .

كلمات حول "الثورة السورية"!


                      كلمات حول "الثورة السورية"!

في بداية أزمة سوريا؛ كان لي حوار مع أحد الأخوة الحمصيين. كنت أخبره بما نراه اليوم تماما.. والله ليس علماً بالغيب؛ لكنك ترى السيل في أعلى الوادي؛ والله ما قلنا يوماً بأن النظام السوري عادل وبريء؛ ووصفناه بالاستبداد؛ ولكن؛ كنا ترى أن استبداد العلماني أخف ألف مرة من استبداد الطائفي.
أخطأت مع الأخ الحمصي في توقع واحد؛ توقعت أنه في حالة انتصارهم سيتقاتلون؛ لكنهم تقاتلوا قبل النصر وأثناء الهزيمة!

قارنوا الاتجاه المعاكس الآن عن سوريا وتلك الاتجاهات المعاكسة الأولى التي أسهمت في دم السوريين! الآن ركدوا؛ وصار فيصل القاسم أعقل.. صح النوم!
الكذب والكبر؛ هما فساد هذا العالم الإسلامي؛ بل الفساد في الأرض كلها..
يا الله.
كم سفك الكاذبون المتكبرون! كم شردوا؛ كم خدعوا؛ كم جوعوا؛ كم ظلموا !؟
لا أبريء طرفاً دون آخر؛ لكني؛ أعرف أن بعضهم أسوأ من بعض.. وأسوأ الأطراف من قتل باسم الله؛ وزاد الظلم باسم الله؛ وربطه بدين الله.. هؤلاء ظلمهم مضاعف.
في بداية أزمة سوريا؛ كان لي حوار مع أحد الأخوة الحمصيين. كنت أخبره بما نراه اليوم تماما.. والله ليس علماً بالغيب؛ لكنك ترى السيل في أعلى الوادي؛ والله ما قلنا يوماً بأن النظام السوري عادل وبريء؛ ووصفناه بالاستبداد؛ ولكن؛ كنا ترى أن استبداد العلماني أخف ألف مرة من استبداد الطائفي.
أخطأت مع الأخ الحمصي في توقع واحد؛  توقعت أنه في حالة انتصارهم سيتقاتلون؛ لكنهم تقاتلوا قبل النصر وأثناء الهزيمة!
إنها لعنة التطرف والعمى.
أفضل  ما يراه الطائفي هو إجبار الشعب على عقيدة تفصيلية واحدة بالسيف؛ وهذا لا يعرفه الطائفيون أنفسهم..
جهلة حمقى.
الطائفية هي سفينة الهلاك الحتمي؛ تجنبها القرآن مع المنافقين؛ تجنبها رسول الله في وثيقة المدينة؛ لكن؛ الطائفيين متكبرون؛ لا يهمهم الا عقائدهم.
الطائفيون مساكين؛ لا يفهمون دين الله ورسوله؛ ويكرهون نصيحة الناصحين؛ ويحبون وعود الشيطان؛ وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.. يغرهم عن عقولهم وضمائرهم.
الطائفي مسكين؛ يريد أن يحكّم (شرع الله) وهو لا يعرف شرع الله؛ يريد القضاء على الظالمين وهو أكبر الظالمين؛ يريد التنمية ولا يحمل إلا الخراب.. الخ
صحيح أن النظام الفلاني - سورياً أو غيره - مستبد ظالم؛ ولكن؛ أنت أيها الطائفي؛ ألست أكثر استبداداً وظلماً؟
اعقل. تذكر أخاك الطائفي الذي قتلك بمنهجك.
الطائفيون أعرفهم عن قرب؛ هم لا يحملون مشروعاً علمياً ولا حقوقياً ولا تنموياً؛ عندهم مشروع مذهبي؛ لا يعرفون إلى أين سيقودهم.. مشروعهم هو ما ترون.
لذلك؛ فالثورات الطائفية ظالمة حتماً؛ وستنتهي بالتقاتل حتماً؛ لماذا نجزم بهذه الأمور؟
أبداً.
كواحد في آخر الوادي وهو يرى السيل على بعد 100 م.
لأننا نعرف عقائد الطائفيين؛ وجمهورهم لا يعرفونها. جمهورهم مع المختصرات والمواعظ السريعة؛ لم يقرءوا المطولات.. المطولات فيها البلاء والفناء.
لو استشاروني في ثورة سوريا مثلاً؛ لأشرت بالنقاط التالية ليعلونها:
1- هذه الثورة للإنسان نفسه، لا تفرق بين مسلم وغير مسلم.
2- هذه الثورة  لا تفرق بين مذهب ومذهب. فلا فرق بين سني ولا شيعي ولا أشعري ولا درزي ولا علوي ولا مسيحي ولا صابئة ولا ملحدين الخ.. كلهم إخوة.
3- هذه الثورة ليس المقصود بها تغيير النظام، وإنما التعاون معه على الإصلاح.
4- نرفض العنف والسلاح.
5- نصبر على الأذى والقتل إن حصل؛ ولا نرد.
6- سنبقى معتصمين في الميادين والساحات.
7- نطالب فقط الجهات الحقوقية بتبني مطالبنا.
8- نرفض تدخل أمريكا وإيران وقطر ومصر وحزب الله وروسيا.
9- نرفض الغلو والتطرف، سلفياً كان أو شيعياً أو علمانياً.
10- وندين كل راية طائفية.
11- نرفض بشدة تحريض قنوات الفتنة في التفريق بين السوريين.
12- نناشد قنوات الجزيرة والعالم والعربية والمنار؛  وكذلك كل القنوات الطائفية، التوقف عن تغطية أحداث سوريا.
13- السوري أخي مهما كان دينه ومذهبه.
وهكذا؛ لو فعلت الثورة السورية هذا من البداية، لما سيطر عليها أحد؛ ولما تفرقت وتقاتلت وتفرقت عملاء هنا وهناك؛ ولكانت معبرة عن الثقافة السورية.
كلنا تابعنا المسلسلات  والفن السوري؛ والرياضة أيضاً؛ منذ الصبا؛ لم نكن نعرف دين ولا مذهب غوار ولا أبو عنتر ولا ميادة الحناوي ولا نزار محروس.. كان الشعب السوري مثالاً في التسامح؛ لا تعرف المسيحي من المسلم؛ ولا السني من العلوي.. كانوا أمة واحدة بحق؛ كانوا يمثلون وثيقة المدينة النبوية؛ لكن؛ لما رأيت في تسارع هذا القرضاوي وجزيرته؛ وهذا العرعور وجريرته؛ وهذا البريك وعويله؛ وهذا الدمشقية وسفاهته.. هنا؛ رأيت السيل في أعلى الوادي؛ وحاولت أن أحذر مما سيحصل؛ وأن أكشف للناس خطورة هذا الخطاب.
لكني فرد ضعيف؛ ليس لي قوة هؤلاء ولا قنواتهم لا أموالهم ولا ألاعيبهم؛ فكان ما كان.
والذي ساعد الطائفية وشجعلها وجعلها تتنمر، هو ركوب الدول العربية هذه الموجة الطائفية؛ إلا ما ندر؛ فالجامعة العربية كانت تشعل الحريق ولا تصلح.
يا إخوان الله يهدينا جميعاً. أما آن الوقت للدين والعقل؟ أما حانت الوقت للنظر في صلح ذات البين؟ لماذا المكابرة؟ لماذا التضليل؟ أما اكتفيتم؟
صوت العقل لا يستجاب له؛ لأن أصحابه (شرذمة قليلون) كما يرى فرعون.. حاولوا أن تتخلصوا من هذه النظرة الجاهلية؛ انظروا للبرهان بعيداً عن التكبر..
تدخل الطوائف الشيعية كحزب الله أيضاً مدان؛ لكن؛ بالله عليكم تذكروا؛ متى تدخل هؤلاء؟ أأنتم أسبق في جمع التبرعات وتوزيع الطائفيات والذبح أم هم؟
كل الأطراف غير السورية مدانة؛ لكن؛ بعضها دخل قبل بعض؛ بعضها ذبح قبل بعض؛ بعضها أفتى قبل بعض؛ بعضها حرض قبل بعض..
أتنسون؟
أيضاً؛ لماذا المكابرة؟
الخطاب؛ إذا كان لله وللحق؛ اخترق الطرف الآخر وضعضعه.. خطابكم ( الإنكاري التكبري ) هو من أهم أسباب تكبر الآخر وشد عزيمته وزيادة طائفيته..
اعقلوا.
قال الإمام علي: (حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذّب الله ورسوله)؟
أي؛ إذا أتيت الإنسان بما لا يعرف رفضك؛ حدثوا السوريين بما يعرفون!
من أراد أن يكسب أي شعب فلا يكذب عليه؛ لا يستغفله؛ لا يخونه.. قولوا : نتفق معكم على كذا وكذا وكذا ...  طمنوهم يثقوا فيكم وتخترقوا قناعاتهم.
تعرف سوء وعاظ  الثورة السورية من كذبهم عليك؛ أنت
تنصحهم فيصنفونك مباشرة! أنت مع النظام؛ مع القتل؛ مع إيران الخ
ما هذا؟
هذا الظلم لن ينصره الله.
الخطاب الطائفي في ثورة سوريا لم نشهد له مثيلاً؛ وكان لابد أن يخسر؛ كان يحمل من الأحقاد والأكاذيب ما لم نره؛ لا في ثورة تونس ولا مصر ولا اليمن!
الكلام كثير؛ وقد سكتنا سنوات؛ ولكن؛ لما رأيت فيصل القاسم ((يحش)) في فصائل المعارضة  السورية؛ وأنهم مرتزقة متطرفون؛ استفزني هذا التنصل البارد؛ وتذكرت أن ما كنا نقوله في البداية من نصائح؛ وكانوا يجرموننا بسببه، ويرموننا بكل طامة ؛ أصبحوا يقولونه الآن براحة تامة.
أليس هذا مستفزاً؟
مسكين هذا الإنسان؛ يذوب القوي؛ وإن كان كاذباً ماكراً ويقسو على الضعيف؛ وإن كان صادقاً ناصحاً.
أنا أشفق على الإنسان الذي لا يستطيع التفكير بحرية.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1497
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29