• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الفُرُق الاحتياطية للشيطان! .

الفُرُق الاحتياطية للشيطان!


                      الفُرُق الاحتياطية للشيطان!

كل نادٍ رياضي يتكون من تشكيلتين، أساسية واحتياطية فقط؛ لكن؛ الشيطان له فريق أساسي وعشرات من الفرق الاحتياطية!..
الفريق الأساسي للشيطان؛ هو من يدعو لمشروعه الخماسي (العداوة والبغضاء والسوء والفحشاء والكذب على الله)؛ ويكون متديناً وبلحية وهيئة وعبادة ! والفرق الاحتياطية؛ هي كل من يدعو لهذا المشروع من تخصصات أخرى: سياسيين؛ إعلاميين؛ اقتصاديين؛ أدباء .. وتنتهي بالملحدين.
راقبوا العداوة فيهم فقط؛ لماذا وضع الشيطان هذه (الفرق الاحتياطية)؟ لأن الفريق الأساسي (المتدينين الغلاة) ينقصهم المنطق والإقناع والحذلقة والعبارات الجميلة..الخ؛ فيقوم الشيطان بإنشاء هذه الفرق الاحتياطية للدعم اللوجستي والعلمي والمنطقي واللغوي.. ليستمر مشروعه في العداوة والبغضاء والكذب على الله.
الشيطان أذكى من المدربين كلهم؛ لا يبلغ ذكاءه  هيلينو هريرا ولا زاجالو ولا بيكنباور... يعمل على فرق احتياطية؛ ظاهرها مختلف؛ لكنها داعمة للأساسي.
المدرب الرياضي لا يستطيع أن يلعب إلا بالأساسي؛ وله ثلاث تغييرات فقط؛ أما الشيطان؛ فيلعب بكل الفرق الأساسية والاحتياطية دفعة واحدة.
مدهش !!
من عبقرية الشيطان أنه يبقي (عدو الدين) داعماً (للدين) الذي يريد الشيطان؛ فرؤيته للدين هي رؤية الفريق الأساسي (الغلاة أصحاب اللحى والدماء)؛ وبذلك؛ يمسك الشيطان بجميع الخيوط،  ويتحكم بمصير الجميع، ولا يسمح بأي فكر يمكن أن يتم به معرفة دين الله الأول ، دين العقل والسلم والعدالة.
نعم؛ الشيطان يبقي على ألفاظ الدين؛ ولكن بشرط؛ أن يكون معناها على الضد؛ فيصبح الكذب هو الصدق؛ والصدق هو الكذب! بهذا المعنى فقط يسمح بها الشيطان..
الشيطان لا يهمه التدين اللفظي؛ إنما يخشى المعنى. هو يرضى أن يكون لله الألفاظ وله الأفعال؛ فهي قسمة تناسبه جداً، وتتفق مع كبره وغروره وتلبيسه؛ والشيطان يعرف أعداءه تماماً؛ وهم كل من يحاول إعادة الأفعال للألفاظ القرآنية؛ هنا يحاربه بكل قوة؛ ويستنفر لحربه الفرق الأسايسة والاحتياطية.
الشيطان له حاسة شم تفوق حاسة شم النسور! يشتم من بعيد من يكون خطيراً على مشروعه؛ ويعرفه؛ فهو يعيش معه ومع الجميع؛ فينبه عليه ويحرض الفرق كلها؛ فيتفاجأ المسكين - عدو الشيطان - والناس ترميه عن قوس واحدة؛ ألفاظهم موحدة؛ وعداواتهم موحدة؛ وأكاذيبهم موحدة! فيستغرب؛ كيف اجتمع هؤلاء المتناقضون؟
ثم بالعودة إلى القرآن ينحل اللغز؛ فهؤلاء ليسوا متناقضين إلا ظاهرا؛ فهم فريق واحد، إلا أن أنهم فريق أساسي واحد، وعدد لا نهائي من الاحتياطيين!
من يرجع للقرآن يكتشف أن الشياطين يوحون إلى أوليائهم؛ ورأس الشياطين إبليس، هو المدرب الأكبر؛ مدرب الفرق كلها، الشياطين والأساسي والاحتياطيين؛ وهو سر اتفاق هذه الفرق (الأساسية والاجتياطية) التي تظن لأول وهلة أنهم (مختلفون).. نعم؛ يمكن أن يختلفوا؛ إلا في النظرة المشوهة للدين الأول؛ فإذا أردت العودة للدين الأول؛ ثم وجدت الملحد يظلمك كالمتطرف؛ ويشنع عليك بالأكاذيب نفسها؛ والأساليب والشكوك نفسها؛ فاعلم أن المصدر واحد! وستعرف أولياء الشيطان من غيرهم بموقفهم من مشروعه الخماسي:
بـ ( العداوة والبغضاء)  وبــ (السوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) .
وأما الدليل على وحدة المصدر (وهو الشيطان)؛ فقوله تعالى:
{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} .
إذاً؛ فهناك وحي شيطاني حقيقي يمد به كل أولياءه؛ وأولياء الشيطان - كما قلنا - كل من كان مع مشروعه الخماسي؛ سواء كان طويل اللحية أو محلوق الشنب. ولو واصلنا قراءة الآيات؛ ستدلنا أكثر على صفاتهم؛ وقد حذرنا الله من الشرك بهم، فقال:
{وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)}
فإذا كنت ترى الصدق؛ مثلاً؛ لفظاً ومعنى؛ ثم أطعتهم في معنى الصدق؛ بأنه التعصب للكذب؛ فهنا تكون قد أشركتهم واشركت بهم في إفساد ألفاظ الدين = شرك.
ثم نواصل قراءة الآيات، التي فيها بيان امتنان الله عليك بأنه أحياك وجعل لك نوراً .. فيجب أن تذكر هذا؛ ولا تتخلى عن هذه النعمة، قال تعالى:
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}
هنا كفر نسبي؛ فمن جعل الصدق كذباً فقد كفر بمعناه؛ ثم يبين الله في الآيات اللاحقة بما لا يدع مجالاً للشك، بأن إذنه بوجود (الكذب = وحي الشيطان) بجانب الصدق لفظا ومعنى، هو سنة إلهية للتمحيص؛ فيقول:
((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا))
ومادة المكر هي الكذب = وحي الشيطان قطعاً.
يم يخبر الله بالنتيجة:
{وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)}[ألأنعام]
فعلاً؛ والله لا يشعرون؛ أقسم بالله لا يشعرون!

مواضيع أخرى:
لمطالعة "الشيطان يحتج بالقرآن!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما معنى كيد الشيطان؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الشيطان يُعلّمنا الخشوع..."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الإسلام البشري (3)"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "العقل الشيطاني وموضوع الصحابة!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الشيطان.. يجعلك تتعبد إلى الله بأبشع معاصيه!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الثالث) { جُنْدٌ مُحْضَرُونَ }"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1555
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18