• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : التطرف الفكري والسلوكي - التطرف في الحوار - ألجزء الثاني. .

التطرف الفكري والسلوكي - التطرف في الحوار - ألجزء الثاني.


                  التطرف الفكري والسلوكي

                    - التطرف في الحوار -

                                      - ألجزء الثاني -


لمطالعة " - ألجزء الأوّل - التطرف الفكري والسلوكي - التطرف في الحوار -" على هذا اللرابط «««

س: ماذا تعني بالتطرف في الحوار؟
ج: كل مساويء الحوار تطرف فيه، اتهام النيات، الشتم، رفع الصوت الخ.
س: أنت تقول أنك تتبع القرآن، وفي القرآن اتهام لنيات المنافقين والمعاندين؟

ج: الله يعلم النيات، ونحن لا نعلمها، وليس هنا خلافنا، قد نتهم النيات.
س: كيف؟ مرة تجعل اتهام النيات من التطرف في الحوار ومرة تقول قد نتهمها؟
ج: الأصل هو عدم اتهام النيات، ولكن؛ مع القرائن؛ قد تجزم باتهام النيات.
س: أي قرائن؟
ج: عندما ترى المكابرة واضحة والتهرب جلي والمقاطعة واالتشويش ورفع الصوت والكلام في الشخصي دون الفكرة ..الخ؛ هذه قرائن فساد النية.
س: ألا تحدث هذه القرائن منك عند الحوار؟
ج: قد تحدث؛ وأعترف بهذا؛ وأحاول تجنبها لاحقاً، أجدد نفسي؛ لكن؛ متى رأيت هؤلاء الغلاة يعترفون أو يتطورون؟
س: في موضوع النية مثلاً، الناس يقولون أنهم يعرفون نيتك بقرائن، ويجدون عندك تشيعاً وهجوماً على السنة، وميلاً لإيران وأذنابها؛ وهجوماً على السنة؟
ج: ذكرتني بواحدة من أهم مساويء الحوار؛ وهو حشر كل المواضيع دفعة واحدة؛ سياسية؛ دينية؛ مذهبية؛ اجتماعية.. وعليك أن ترد عليها دفعة واحدة !
س: ولماذا لا ترد عليها دفعة واحدة؟
ج: هذا عبث؛ فبعضها يحتاج فهماً للألفاظ؛ كالتشيع؛ وبعضها غير صحيح؛ وبعضها إلزامات.. الهجوم سهل؛ ويمكن رده بمثله.
س: هذه حيدة منك، تبرأ من التشيع  وأهله وإيران وأذنابها، وقل بعدالة كل الصحابة والثناء على علماء السنة  وخلاص ... نتفق بسرعة دون لف ولا دوران.
ج: ما تقوله هو نتيجة لف ودروان؛ أنا أحب أن تكون شهادتي لله، وليس للناس؛ لذلك؛ هذه المطالبات بالبراءة المطلقة والموافقة المطلقة نوع من الاستعباد.
س: نوع من الاستعباد؟ إلى هذا الحد؟
ج: نعم؛ من طالبك أن ترى ما يرى؛ وأن تكون أصم أبكم بلا عقل ولا قلب؛ فقد استعبدك.
س: هذا تعريف جديد للعبودية.
ج: تكلمنا سابقا عن معنى العبادة، فلا نشتت الحوار؛ حدد موضوعاً معيناً ثم اختبرني؛ هل أكون فيه منصفاً معتدلاً أم متطرفاً أهوج؟
س: المسائل السابقة.
ج: المسائل السابقة دفعة واحدة من مساويء الحوار.
س: خذها مسألة مسألة بالترتيب.
ج: حسناً؛ أول مسألة ذكرتموها هي وجوب التبرؤ من التشيع وأهله؟
س: نعم.
ج: أنا هنا أرفض ذلك؛ لا أتبرأ من المذاهب؛ ولا حتى الأديان، إنما أتبرأ من الأخطاء والجرائم؛ صدرت من عندهم أو من عندنا؛ وأرى مطالبتك من التطرف.
س: ولماذا؟
ج: لأمور كثيرة؛ لا أحب أن أكون عبداً لأحد إلا لله؛ ولا أحب الظلم والجهل؛ والشيعة والسنة وكل المذاهب والأديان فيهم كل ألوان الطيف.
س: صحيح أن في الجميع المذنب والبريء، العاصي لله والمطيع؛ ولكن أصل التشيع خطأ وضلالة، وهذا ما يطالبك الناس به.
ج: وما هو أصل التشيع عندك وعندهم؟
س: هو تكفير الصحابة وتحريف القرآن والكيد للمسلمين ...الخ
ج: هذا كلام مذهبي لا علمي؛ وسيأتي؛ قلت لك ما هو (أصل التشيع)؛ لماذا سمي الشيعة شيعة؟
س: أنت ترواغ.
ج: سيتبين لاحقاً من المراوغ؛ عرف الشيعة ولماذا سمي الشيعة شيعة؟ أول الحوار في تحرير المصطلحات؛ حوار بلا تحرير للمصطلحات عبث وجهل.
س: حسناً. الشيعة سموا شيعة لمشايعتهم علي بن أبي طالب وأهل البيت.
ج: حسناً؛ هل هذا الأصل صحيح أو باطل؟
س: ماذا تقصد؟
ج: هل تشايع علياً وأهل البيت؟
س: لكني لا أقول بالعصمة ولا الولاية التكوينية ولا اللطم ولا ...
ج: لا تستعجل، فأنا أيضاً أرى ما تراه، وقد نتفق، لكن لماذا هذا الخوف والهلع؟
س: اي خوف؟
ج: أنت تسارع بالكلام في المسائل التفصيلية؛ التي قد أتفق معم في معظمها؛ أريد فقط أن تعلم أن أصل التشيع من حب علي وأهل بيته ليس بدعة.
س: لكن الشيعة ..
ج: لكن الشيعة عندهم أخطاء مثل غيرهم، ليس هذا كلامي
كلامي على تحرير المصطلح؛ أن نتفق ما هو التشيع حتى تعلم لماذا لا أتبرأ منه.
س: أنا كلامي على أخطائهم؛ لا ما أصابوا فيه.
ج: إذاً قل لي تبرأ من أخطائهم؛ لا ما أصابوا فيه.
س: وأنا لم أطالبك إلإ بهذا.
ج: ؟؟؟ لماذا تنسون بسرعة؟
س:  ليس مهماُ، تذكرت..
ج: بلى هذا من المهم؛ لأنك كنت تنطق باسم الناس ثم أصبحت تنطق باسمك؛ والناطقون باسم الآخرين هم من أسباب تردي الحوار.
س: لم أكن أنطق باسم أحد.
ج: بلى؛ لكنك لا تشعر؛ كنت تنقل الرأي العام المحيط بك وتتبناه؛ ثم اكتشفت أن فيه خللاً؛ فأردتَ الانسلال بهدوء. لماذا لا تعترف؟
س: أعترف بماذا؟
ج: بأن مفهومك للمصطلح كان مفهوماً عامياً عاماً ضبابياً ظالماً؛ ثم بدأت تكتشف هذه الضبابية وهذا الظلم شيئاً فشيئاً؛ طمني بإنصافك.
س: طيب، كنتُ مقصراً في التصور، وكان الأولى أن أبحثه بنفسي.
ج: لا بأس، نواصل؛ هل تصحح عندك أصل التشيع؟ وهل ما زلت تطالب التبرؤ من التشيع وأهله؟
س: أطالب بالتبرؤ من التشيع المعاصر وليس القديم؟
ج: وهل تعرف التشيع القديم ما هو؟ وفي أي زمن كان؟ وما هي خصائصه ومن هم أعلامه؟ لم تحرر المصطلح.
س: لماذا تركز كثيراً على إشغالنا بالفلسفة في معاني الألفاظ؟ لماذا لا تأخذ الأمر بسهولة وتلقائية؟
ج: حتى نعي ما نقول؛ حتى نعرف ما يخرج من رؤوسنا.
س: لا أرى لتحرير الألفاظ هذه الأهمية مع حسن النية.
ج: الجمع بين الأمرين هو الواجب؛ وكلاهما يحتاج للآخر. تحرير الألفاظ والمفاهيم يحتاج لنية صادقة؛ والدليل على هذا؛ أن الغلاة والمتطرفين - من أي طرف كان - يكون أغلب تطرفهم  تبعاً (للجهل)؛ إذ يتكلمون بما لا يفهمون؛ فكيف تتفق مع من لا يفهمك؟ ألم تسمع المتنبي:
ومن البلية عَذْلُ من لا يرعوي .... عن جهله وخطابُ منْ لا يفهمُ.
صدق. من لا يفهم بلية البلايا؛ وأول الفهم تحرير المفاهيم.
س: تعني أنك تتهمني بعدم الفهم؟
ج: نعم؛ في أمور، ولا عيب في ذلك؛ وقل لي أنت "لم تفهم كذا" ولن أغضب؛ وسنتحاور؛ إما أن تكون محقاً أو لا. لننزل من السماء.
س: أنا أفهم  أن التشيع تشيعان؛ قديم معتدل؛ ومعاصر متطرف.
ج: أولاً؛ لم يكن كلامك السابق، كنت تعمم؛ ثم كلامك الأخير كلام العامة؛ وهو غير علمي.
س: بل كلامي كلام أهل العلم، قرأته في كتاب فلان وفلان.
ج: هؤلاء عامة.
س: علماء ودعاة يكونون عامة؟
ج: طبعاً؛ وهي أشد العامية وأضرها.
س: وما دليلك؟
ج: دليلي أن كلامهم الذي نقلته غير صحيح؛ فالتطرف موجود قديماً وحديثاً؛ في السنة والشيعة؛ ثم مفهومكم عن التشيع والسنة خطأ أيضاً.
س: أنت تريد بهذا الحوار تبرئة التشيع؛ فأنت تقول (أصله صحيح)؛ ومن صحح الأصل صحح الفرع.
ج: غير صحيح. فأنا أرى صحة الإسلام وأباطيل المسلمين؛ لا يلزم.
س: كيف أن تصحيح الأصل لا يلزم منه تصحيح الفرع؟
ج: نؤمن الإسلام وننقد المسلمين؛ نؤمن بسنة النبي وننقد أهل السنة؛ نؤمن بشرعية التشيع وننقد الشيعة؛ ثم؛ كيف تجزم أن هذا الفرع من ذلك الأصل؟ هذا وهم؛ ابحث الفروع؛ قد يكون الفرع دخيلاً مدسوساً؛ كل الأديان ووالمذاهب والتيارات دخل فيها ما ليس منها.
س: بصراحة معك حق؛ ألاحظ هذا في الإسلام نفسه، أدخل فيه بعض المسلمين ما ليس منه.
ج: إذاً؛ هل نتفق على أن التشيع؛ من حيث كونه محبة آل محمد؛ شرعي؟
س: ليس محبة أل محمد فقط، محبة آل محمد والصحابة والتابعين ..الخ.
ج: ولماذا لا تقولها بارتياح مفردة؛ لماذا ترى ضرورة شبكها بغيرها بهذه السرعة؟
س: حتى لا أُفهم خطاً بأنني شيعي.
ج: يا سلام! هل تحب أبا بكر وعمر؟
س: نعم.
ج: ولماذا لم تشبكهم بغيرهم بالسرعة نفسها؟
س: لأني..
ج: لأنك نتيجة رأي عام.
س: كيف؟
ج: الرأي العام للغلاة يسمحون لك لأن تقول: أنا أحب صديقي أو والدي أو اللاعب الفلاني بلا شبك مباشر مع غيره؛ إلا آل محمد، إنه نصب خفي.
س: لا تكن مهوساً بهذه الدقائق.
ج: هذه الدقائق مفيدة، فهي تكشف بقايا آثار النصب؛ ومنه جاء انحراف الرأي العام للغلاة عن آل محمد؛ لنكتشف أنفسنا.
س: لا تخرج من موضوع التشيع إلى النصب.
ج: هما متلازمان؛ لا تجد حساسية مبالغ فيها ضد تشيع إلا من نصب؛ ولا حساسية مبالغ فيها ضد نصب إلا من تشيع.
س: أنت أوقعت نفسك، فأنت حساس جداً من النصب، وهذا يعني أنك متشيع.
ج: أولاً: الحساسية غير صحيحة؛ قل أنا أحب معاوية ولن أتحسس ولن أحقق معك؛ أنت حر؛ ثانياً: اتفقنا على أن (أصل التشيع) و(أصل السنة) شرعي؛ ولا تناقض بين محبة النبي وسنته ومحبة أهل بيته ومشايعتهم؛ فلا أرى التشيع هنا عيباً؛ ثالثاً: قلت سابقاً، أن الإسلام عظيم؛ ولا يمكن ضغطه داخل مذهب؛ لذلك؛ قلت ليت عندي عقل معتزلي؛ وقلب شيعي؛ وعرفانية صوفية؛ وجلد سلفي؛ وحقوق ليبرالية..
س: يعني؛ تبغى تكون مع الجميع؟
ج: أريد أن أكون مع حق الجميع، وضد باطل الجميع؛ الحق ليس محصوراً في مذهب ولا الباطل؛ ابحث عن الحقيقة؛ لا عن الناس.
س: ولكن؛ أكثر الحق في مذهب وأكثر الباطل في مذهب.
ج: هذا رأيك؛ أنا لم أعد أنظر للمذهب أصلاً؛ أبحث بالقطاعي وأنتم بالجملة؛ أنتم تجار كبار؛ أنا على قدي.
س: تقصد أن نهمل الناس والمذاهب والأديان ..الخ.
ج: أنا كمسلم؛ أرى الاهتمام بالإسلام والإيمان به والتسمي به (مسلمين)؛ هو الاسم الذي اختاره الله لنا.
س: ولكن الإسلام عندك دوائر؛ بعضها أوسع من بعض؛ وقد تشمل عندك في دوائرها الواسعة اليهود والنصارى الخ..
ج: دعنا نحرر التشيع والبراءة من الشيعة أولاً.
س: ألم نتجاوزه؟
ج: كلا؛ تقولون هناك تشيع قديم معتدل وتشيع حديث متطرف؛ ولم تحددوا الحد الزمني بين التشيع القديم والحديث والإضافات الفكرية.. والخ.
س: البقاء في موضوع واحد ممل.
ج: وسلق الموضوعات بسرعة من أساليب الغلاة؛ والسلق لا يؤدي لزيادة في العقل والمعرفة والسلم؛ وإنما يبقي التطرف منتعشاً.
س: هم يقولون أن التشيع المعتدل في القرون الأولى حتى جاء الصفويون فتطرفوا؟
ج: ومتى جاء الصفويون؟
س: لا أدري.
ج: حسناً؛ أتوا بعد القرن التاسع الهجري.
س: وليكن ..
ج: لو كنت مكانك لاستحيت.
س: لماذا؟
ج: لأنك تبني كل هذا الحوار على تشيع قديم وتشيع صفوي ثم لا تعرف متى أتى الصفويون ولم تقارن ولم ولم..! ألا ترى في فعلك نوع من الكبر والتعالي والعبثية والتقليد؟
س: أنا ناقل.
ج: إذاً؛ فالذين تنقل عنهم كذلك؛ ليسوا أهلاً لمعرفة ولا حوار؛ هم غير جادين.
س: تكلم عني ودعهم.
ج: احترت معك؛ إذا نقدتك تقول "إنما أنا ناقل"؛ وإذا نقدت من تنقل عنهم تقول "تكلم عني"؛ ماذا تريد بالضبط؟
أقول لك: خلنا نتغدى!


مواضيع أخرى:

لمطالعة "(ما غزي قوم في عقر قرآنهم إلا ذلوا)!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "دعاوى جاهلة – لا تقل انك على سنة محمد." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لا تنسب إلى محمد إلا الشمس.." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى ( السنة)." على هذا اللرابط «««
لمطالعة " أبشركم ! وفق عقائد الغلاة ( ليس من خصال السنة) الصدق ولا العدل!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تعقيب فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي على تغريدات الاستاذ الفاضل إياد جمال الدين!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما ضرر استخدام الألقاب المذهبية؟ كأهل السنة مثلاً!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "متى ظهر اسم مذهبنا؛ اهل السنة والجماعة؟! وما شرعيته؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "السنة سنة محمد فقط" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "من هو السني ؟؟؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "التطرف تطرفان ... فكري وسلوكي ... أيهما أولى بالرد والمحاربة؟"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أين مكمن خطأ أهل السنة؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ويل للمكذبين؛ الذين يكذبون بالقطعيات ويحرصون على الظنيات والأوهام"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1650
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28