• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : القرآن يعرفك على الكاذبين! .

القرآن يعرفك على الكاذبين!

تغريدات الشيخ

من الصعب أن تعرف من هو الكاذب إذا الجميع يتقاذفون بالكذب
فهل في القرآن مخرج نعرف به الكاذب؟
الجواب نعم
فاسمع
وقبل أن نتدبر الآيات أضرب لك مثالاً
لو أنك وجدت في صحراء شخصين لا تعرفهما كل شخص يقول عن الآخر كذاب
فهل تستطيع من القرآن معرفة الكاذب؟
الجواب نعم
فاسمع الجواب من القرآن
لكن بشرط ألا تستعجل
هذا قرآن لا يستحقه المتكبرون والمستعجلون والغوغائيون
هو شفاء للذين آمنوا فقط!
اسمع
الآية الأولى آية 105 من النحل:
(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)!
هنا الله حصر الكذابين بالأدلة ( إنما) !
ولا يعرف صدق هذه الآية متكبر ولا مستعجل
هؤلاء سيقولون :
بلى يكذب كثيرون من هؤلاء وهؤلاء..!!

وهذا أول تكذيب منهم بهذه الآية الكريمة
فمن كذب هذه الآية فليريحنا من الآن وليخرج من النقاش
وسنبقى مع من يصدق الله فقط!
والمصدقون لله قليل

أول شرط في اكتشافك للكذابين أن تصدق الله فيما يقول
ومن ذلك هذه الآية
أما أن تشك في قول الله أو تكذبه فكيف تطمع أنه سيعرفك على الصدق وأهله؟

تعالوا نتدبر الآية بهدوء
فهي تعرفنا على الكذابين
بل تحصر هؤلاء بأنهم هم الذين ( لا يؤمنون بآيات الله).
فهل نصدقه في هذا الحصر؟
أنا أصدقه.

السؤال:
ما هي حجة الذين لا يصدقون الله في هذه الآية ؟
أليس غريباً أن تجد كثيراً من المسلمين لا يعترفون بحصر الكذب في هؤلاء؟
لكن ما حجتهم؟

حجتهم في ذلك
أن المسلمين فيهم كذابون وكلهم يؤمنون بآيات الله!
فالآية عند هؤلاء المستعجلين غلط
لكنهم لا يظهرون ذلك خشية من الله ومن الناس

أما خشيتهم من الله فلأنهم يظنون أنه يطالبهم بتصديق كل ما يقول حتى لو اعتقدوا بكذب بعض ما يقول تعالى الله
وأما خشيتهم من الناس فهي الأصل

لأنهم لو أظهروا ما يعتقدون فسيتمهمهم الجميع بالردة وقد يتم قتلهم
إذاً فكثير من المسلمين هم يكذّبون الله ولا يصدقونه في كثير
لكنهم يكتمون

وهذا النوع كان فيهم صحابة كما في الآية
( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم)!

فهؤلاء الذين يقولون ( آمنا) بأفواههم في عهد النبي
هم كأمثالهم اليوم الذين يقولون (آمنا) بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم
كالذين يخفون تكذيب الآية

إذاً فالذين يكذبون هذه الآية من المسلمين أتى تكذيبهم بها سراً في أنفسهم بسبب قلة تدبرهم للقرآن الكريم
وهو سر آخر سنحاول كشفه
وكلنا أسرار!

الشيطان أودع فينا أسراره
ولا خلاص منه إلا بتصديق صارم للقرآن الكريم
وعندها سيعلمك الله وتنكشف لك أسرار القرآن وهدايته
فالهداية تبدأ منك

وأول تصديق أن تصدق الله في هذه الآية
بأنه لا يفتري على الله الكذب إلا الذين لا يؤمنون بآيات الله
كما قال الله حرفياً
بلا زيادة ولا نقصان

بعد ذلك يجب أن تعرف ما معنى ( آيات الله) ومن القرآن الكريم فقط
لا تقل لي هي آيات القرآن فقط
كلا
ابحث في القرآن ستجد آيات الله أوسع بكثير

وهذا أول سر تكبر عن معرفته بعض المسلمين فحرمهم الله من تصديق الآية، فهم كافرون باطناً
هم ( من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم)!

فلو أن أؤلئك الكفار باطناً المسلمون ظاهراً آمنوا بقول الله  حرفياً كما هو
لعلموا أن (آيات الله) في القرآن تشمل آياته في الآفاق والأنفس!
كما في قوله تعالى ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم)
وذكر في كتابه عن كثير من المخلوقات أنها آيات من آيات الله
أليس هذا صحيحاً؟

ألم يذم الله بني أسرائيل بأنهم ( يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق)
ألسنا سنتبعهم حذو النعل بالنعل؟

إذاً فما وجه الغرابة؟

لو أن هؤلاء الذين سارعوا في الكفر واستعجلوا  لو أنهم تأنوا وبحثوا لفظة ( آيات الله) في القرآن لعلموا أنها تشمل كل آيات الله.

لكن كثيراً من المسلمين مستعجلون
فليس عندهم وقت ليعرفوا معنى ( آيات الله)  ولا معنى الإيمان
فلذلك يقعون في الكفر بكثير من كلام الله باطناً

والكفر بآيات الله في الآفاق وفي الأنفس ( وفي سائر المخلوقات) لا ينفع الإيمان بها لفظياً .. فالله لا يُخدع بالألفاظ.
يريد حقيقة الإيمان

ومن كفر ( غطى) على آيات الله في الآفاق وفي الأنفس وعلى آيات القرآن فلن يعرف الله
ومن لا يعرف الله فسيكذب تلقائياً لأن الله عنده مضمون!

ولذلك تجد المؤمن بآيات الله في القرآن وفي الآفاق وفي الأنفس
الذي يحترمها ويتأنى في تدبرها ولا يستعجل، تجده يخاف الله
وبهذا يتحرى الصدق.

وأما الذي يأتي على هذه الآيات بسرعة - كالذين لا يصدقون آية النجل- فهؤلاء مستعجلون كثيراً
فعندهم ما هو أهم من تصديق الله!
عندهم هموم أكبر!

الواقف عند آيات الله ( القرآنية والمخلوقاتية) تدبراً وخشوعاً سيعرف الله وعظمته وأنه محيط به وأنه لا يعجزه، وإنما يملي له ، فيخاف ولا يكذب

وأما الذي يأتي مستعجلاً وليس عنده وقت ليقف عند آيات الله ولا مرفتها عمقاً وشمولاً ولا معرفة الإيمان وحقيقته فهذا سيقع في لكذب تلقائياً

لأن الواقف عند آيات الله، المتدبر لها، سواء آيات القرآن أو الكون، يتعلم منها الدقة، ويكشتف القوانين الصارمة، فيتأثر بالصدق والدقة تلقائيا

وبهذا تعلمون صدق الآية
(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)
صدق الله

وبهذا تستطيع أن تعلم الصادق والكذاب من الرجلين الذين تجدهما في الصحراء عندما تعلم من منهما يؤمن بآيات الله أكثر
وتستطيع عمل اختبار لهما.

وإذن فهذه آية واحدة تعرفك على ( أهل الكذب)
وهم الذين لا يؤمنون بآيات الله
وكل الآيات في وصف أهل الكذب تترابط مع ههذ الاية وتبينها.

ولكنك من هذه الآية فقط - بهذا التدبر- تستطيع أن تعرف من من المسلمين أكثر أعراضاً عن آيات الله في القرآن وخارجه؟
فاحذرهم إذاً، فهم الكذبة!

( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)!


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=368
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19