• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ما معنى دعاة الفتنة؟ .

ما معنى دعاة الفتنة؟


عندما يتم تصوير الباطل في صورة حق فهو فتنة! عندما يتم تصوير الجرائم على أنها جهاد فهو فتنة!

المفتون لا يعلم أنه مفتون مثلما أن المسحور لا يعلم أنه مسحور والمجنون لا يعلم أنه مجنون.. والسبب هو التشبع المذهبي والتقوقع المعرفي.

لذلك قد لا يعلم ( دعاة الفتنة) أنهم في فتنة كأولياء الشيطان تماماً الذين ( اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون)!

لذلك تهون عندهم كل الدماء/ كل الجرائم /كل الثكالى  كل هذا عندهم سهل لأن الشيطان يقول لهم : هذه أخطاء يسيرة في طريق العزة والكرامة!

وهذه (خطوات الشيطان ) في إيصالهم إلى هذه المرحلة: الخطوة الأولى:  المعلومات الكاذبة، عن هذا الآخر الذي يريدون قتاله، يحشيهم الشيطان بالكذب

قد يكون هذا الذي يريدون قتاله سيئاً، لكن الأكاذيب التي يتصورونها عنه تكون فوق الخيال سوءاً،  ولا استعداد للتبين فهم لا يسمعون إلا أنفسهم فهذه الخطوة الأولى ( خطوة الأكاذيب في ذم الآخر وتزكية الذات) ثم تأتي الخطوة الثانية للشيطان وهو أن يطرح عليهم سؤال: ما العمل؟ ما دورنا؟

وهنا في الخطوة الثانية يذكرهم الشيطان بآيات كريمة وأحاديث في نصرة المظلوم والجهاد في سبيل الله وأجر الشهادة ..الخ هنا الشيطان يكون صادقاً.

الخطوة الثانية للشيطان تكون كلها صادقة آيات وأحاديث ما فيها شك أبداً وإنما التلبيس يكون في الخطوة الأولى وقد أحكمها الشيطان بكثرة الكذب.

الشيطان يدفعهم للتسرع في معلومات الخطوة الأولى ثم التأني والتأكد والتوثيق في معلومات الخطوة الثانية  ويبقيهم فيها ولا يذكرهم بالأولى!

ثم يقول لهم:  أرأيتم؟ أنتم وحدكم لله، أنتم الصادقون والناس تخلوا عن كتاب الله .. ألستم تتلون آيات محكمات؟ هل يُعطل الجهاد وتمتهن الآيات؟

ثم يبقيهم الشيطان في هذه الخطوة( الثانية) وتدعيمها  ويمنعهم منعاً باتاً من العودة لمراجعة الخطوة الأولى ومعلوماتها وهنا يستطيعون التجييش!

الخطوة الثالثة: أنه يبيح لهم الجرائم والسبي والقتل على المذهب والانتقام بحقد ..الخ فهم يشعرون بالضعف فيريدون تعويض كل الإخفاقات التاريخية

لذلك يخرج مثل شافي العجمي فيعلن :  نحرنا فلاناً - ويصدع التكبير حوله- ثم يضيف: ونحرنا ابنه- ويزداد التكبير- هنا اكتملت خطوات الشيطان!

فهم إن ظفروا بضعيف صبوا فيه كل (مجد) بني أمية وكل (غلو) ابن تيمية! ويحسون بالراحة وشفاء الغليل لأنهم طبقوا كل شيء كانوا يقرؤونه ويتمنونه!

خطوات الشيطان انتبهوا لأولها وهي تلك ( المعلومات الكاذبة)  توثق ولو في ذم عدوك توثق لصالح نفسك أنت حتى لا يجرك الشيطان لخطوته الثانية.

إذا لم تتوثق في الخطوة الأولى - أي ولم تفعّل نعم الله عليك من سمع وبصر وعقل-  عاقبك الله بالخطوة الثانية للشيطان التي لن تخرج منها أبداً.

الشيطان لا يكذب عليك إلا في الخطوة الأولى هو يحرص على إخراجك من الطريق العام أولاً ثم يساعدك بصدق في التجول داخل الغابات وإصلاح البنشر!


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=487
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29