• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : عقوباتهم.. بين حد الله وحد المذهب- الجزء الأوّل .

عقوباتهم.. بين حد الله وحد المذهب- الجزء الأوّل

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي" 

من تاريخ "مايو 2012"

كنت أستغرب أيام الشباب كيف يرفض كثير من المسلمين تطبيق الشريعة الإسلامية؛ ورفضهم شعار (الإسلام هو الحل) ثم عرفت أن الشريعة التي ينادون بتطبيقها ليست شريعة الله ودينه وكتابه إنما شريعة مذهبية كيدية انتهازية!


نعم لا لتطبيق الشريعة المذهبية..

لا للكيدية باسم الدين ..

لا للانتهازية باسم الاسلام لا للجهل الملصق بالاسلام..

لا... لتطبيق شريعتهم المذهبية..

لا.... لمزايداتهم على الله ورسوله..

ولا ... للقوانين المذهبية الوضعية نعم لفهم الشريعة أولاً.

عندما نقول هذا القول؛ ونوافق العلمانيين في الظاهر؛ فمنطلقنا يختلف؛ نحن نرى أنه لا يجوز لمن لا يفهم القانون أن يطبقه!

اسألوا هذه الجماهير: ماذا تريدون من تطبيق الشريعة؟! هل تريدون شريعة الله أم شريعة المذهب والسياسة؟! اسألوهم واسألوا فقهاءهم.. اسألوهم هل ما ورثوه من قوانين وضعية مذهبية هي من شرع الله؟! أم أن (من زاد على الله نقص) كما يقول المثل الجنوبي؟ اسألوهم ..

الشريعة ونتيجة للاستخدام السئ للإسلام من قبل السلطات الظالمة وفقهائها؛ من توسيعهم العقوبات وتفننهم في اختراعها فنحن بحاجة لوقفة.. نعم نحن بحاجة لوقفة نتساءل فيها: هل نحن عندما نقتل أو نسجن أو نجلد ...الخ متأكدون أننا نطبق شرع الله أم لا؟!

لا يظن أحد أن من السهل الإجابة على هذا السؤال، فقد تم توظيف الإسلام لخدمة السلطات الظالمة والمذاهب الغالبة عبر التاريخ، وكل العلماء الذين قتلوا أو سجنوا من جميع الطوائف كان ذلك تحت دعوئ ( تطبيق شرع الله ورضاه) كذبا وزورا على الله وشرعه.

الجعد بن درهم وغيلان الدمشقي والجهم بن صفوان وأحمد بن حنبل.. الخ، كل هؤلاء لم تعاقبهم الشريعة إنما عاقبهم المذهب والسياسة.

الفهم يسبق التطبيق عند غير المسلمين.. أمّا عند المسلمين فالتطبيق أولا ثم يأتي الفهم والبحث والتراجع بعد سقوط آلاف الضحايا!

المسلمون - لأنه تغلب عليهم الحماقة والعاطفة تبعا لغلبة الوعاظ - يخففون العقوبات بعد تجربتها عقودا أو قرونا؟!

هلا كان هذا قبل أولا؟!

 الشريعة أشمل من حصرها في العقوبات، والعقوبات في الاسلام على الجنايات فقط، لا عقوبة على رأي ولا معتقد، هذه شريعة المذهب

المسلمون لأنهم لم يستجيبوا لأوامر الله المتكررة (أفلا تعقلون) أوقعوا أنفسهم في وضع قوانين يضاهون بها شرع الله فوقعوا في غضب الله من حيث يريدون رضاه وفي القوانين الوضعية من حيث يريدون حصارها وفي الظلم من حيث يريدون تجنبه..

العلمانيون على حق في تخوفهم من هؤلاء المجانين الذين يستطيعون وضع أي قانون وينسبونه إلى الله لتصفية خصومهم!

المتحمسون للعقوبات لا يقبلون العودة لكتاب الله إذا لم يشبع نهمهم في الانتقام!  فيعودون للمذهب فيجدون فيه ما لذ وطاب!

تطبيق الشريعة أكذوبة! إنما يحصل تطبيق للمذهب، ولو عرف المتحمسون للعقوبات معنى (الشريعة) جيدا لعرفوا أن أعظم ذنب هو الافتراء على الله!.. تطبيق الشريعة من شأن العقلاء! فالأحمق يريد نصرة الدين فيخذله من كوة النصرة؛ فمادام أن الأحمق يرفض رفضاً قاطعاً (أفلا تعقلون)، فليس بأهل أن يفهم أسرار الكتاب.. مادام أنه يرفض قطعياته ويبغضها ويعاقب عليها!

الله لا يرضى أن يكون دينه ألعوبة بأيدي الحمقى والانتهازيين.

تصوروا لو أن طباخ أسماك أوكََلوا إليه تطبيق القانون الفرنسي على مدينة! هل هذا معقول؟!

إذن فالمسافة بين القرآن والحمقى أبعد وأبعد!

شرع الله يحتاج عقولا..  شرع الله عظيم، لا ينزل على العقول الصغيرة؛ التي تهدف لتصفية الخصومات بشرع الله، فهذا تلاعب.. فالطائرة تحتاج مطارا!

تصوروا لو أن طائرة جامبو طُلب منها أن تهبط على عمود أعلاه إبرة! فلم يتحقق ذلك! الخلل في الطائرة أم المطار؟!

لا يزايد علينا الحمقى..  نحن مع العمل بالكتاب وما في البيان (السنة الصحيحة المتفقة مع الكتاب)، ولكن قبل العمل يكون العلم، وللعلم فلسفته..

 مثال:  فمن العقوبات (قطع يد السارق) مثلا! لكن من السارق؟! ولماذا قال (والسارق والسارقة) ولم يقل (من سرق)؟!  وما الفرق بين الصيغتين؟!

فالحمقى والمستعجلون.. عقولهم أصغر من أن تتدبر آية وتفهم معناها وتنفذه على الجميع.. أما أن ينجو السارق الأكبر ويقطع الأصغر فهذا عبث بالشرع، غاية ما يفعله الحمقى أن يتفاخروا بما أهلك الأمم السابقة (إذا سرق فيهم الضعيف قطعوه وإذا سرق فيهم الشريف تركوه) هل هذا هو شرع الله؟!

إذن فقبل أن يزايد المزايدون ويتفاخروا بتطبيق المذهب ويسمونه (شريعة) عليهم أن يتواضعوا ويتعلموا ثم يطبقوا بعد ذلك اعلموا ثم طبقوا.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=581
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28