• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : حب السلف الصالح، مضاره ومنافعه.. .

حب السلف الصالح، مضاره ومنافعه..

جمعها "محمد كيال العكاوي"

لحب السلف الصالح محاسن، لكن لا يمكن معرفتها إلا بعد معرفة الحق من النص القطعي، وإلا سيكون الحق ملتبساً.


 

 

 

من أحب السلف قبل الله ظن الدين لهم.. ومن أحب الله قبل السلف بقي الدين له.
لذلك لا يمكن معرفة (الصالح) إلا بعد معرفة (الصلاح) من (النص الأول).. القضية تحتاج إلى ترتيب، أو إلى نزول طبيعي من الأعلى إلى الأسفل، كما تفعل سائر الخيرات، كالوحي أو المطر .
هل رأيت مطراً تصعد؟!
ابدؤوا من فوق.
هناك خطأ استراتيجي يقع فيه أتباع السلف أنهم يبدؤون من أسفل صاعدين.. فيأخذون عن علمائهم، عمن فوقهم، عن الأعلى فالأعلى إلى الله!
هذا خطأ.
الطريق الطبيعي والشرعي أن تبدأ من أعلى.. ابدأ من الله نازلاً حتى ترى من يشبه أوامره ومن يشابه نواهيه.. ابدأ من هذا الخلق وهذا النص القرآني.
( البداية من الله الأعلى) -والتعبير مجازي طبعاً - يبقى فيه من بركة هذا الأعلى.
معرفة الله قبل معرفة آحاد السلف
فكم كتاب بعنوان ( الله)؟!
شخصياً لا أعرف إلا كتاباً لمصطفى محمود بهذا العنوان..
لكن كم كتاب عن ابن تيمية مثلاً؟
المئات..

إذاً اعرفوا الله أولاً .. ثم اعرفوا خلقه، ولا يمكن أن تعرف الله إلا من الله  - معرفة نسبية فقط أما الكاملة فمستحيلة -  كما لا يمكن معرفة السلف إلا من الله أيضاً، فالله مصدر المعارف، ومن مضار حب السلف الصالح أن هذا الحب يحرمك من معرفة الله ..
تصبح لا تعرفه لماذا؟
لأن السلف قالوا...
أو لأن السلف رووا...
أو لأن السلف حذروا !
ومن مضار حب السلف بغلو أن يصبح سلوكهم ديناً.. وأفكارهم ديناً.. وخصوماتهم ديناً.. وسياساتهم ديناً.. 

تصبح ديناً لماذا؟
لأننا عرفناهم قبل معرفة الله!
إذاً فالضرر الأول من حب السلف الصالح هو الجهل بالله ، والجهل على عدة مستويات:
1- الجهل بذاته، فوقع كثير من المسلمين في عقائد مذمومة قبيحة.
2- الجهل بقدرته وحكمته ولطفه.. فيصوره كثير من المسلمين إلهاً عابثاً، يعذب الأبرياء وينعم الظالمين، وأنه عندهم   عبثي في التصرف وإن لم يقولوا.
3 - الجهل بمخلوقاته وآياته وبصائره في الآفاق والأنفس وسائر المخلوقات..لأن السلف لم يهتموا بذلك ولم يحثوا عليه وإنما حثوا على الفقه والجهاد!
4- الجهل بكتابه الكريم ( القرآن): لأن السلف اهتموا بالحديث والرواية والمذاهب، ولم يكن عندهم من الوقت ما يتدبرون به القرآن، فتم هجره وتحييده.
5- الجهل بالنبي صلوات الله وسلامه عليه: فلم يلاحظوا علل النبوات ولم يصححوا ما ألحقه الرواة بسيرته فلحق هذه السيرة كثير من التشويه والتسخيف.
6- الجهل بالتاريخ:   لأن السلف أحبوا منه جانب المدح ولو على المظالم وكرهوا منه كشف الحقائق.. ولم يسيروا على منهج القرآن في الكشف، فهو مهجور. ومضار حب السلف كثيرة جداً أكثر من فوائد حبهم للأسف.
هاهم الغرب والشرق، ليس معهم سلف يهتمون بهم، لا صالحاً ولا طالحاً، وهم أقرب لغايات القرآن، لأن الغرب والشرق ليس معهم سلف ينهى عن العقل ويعلم الجهل، أما المسلمون فمعهم سلف حرموهم من معارف جليلة؛ أهمها وأعظمها معرفة الله ورسوله ودينه.
الرمز الواحد من السلف باستطاعته أن يبطل كل القيم في داخلك.. كل قيم الحرية والعدل والتفكر والعقل والرحمة والإنسانية ..الخ
رمز واحد يهدم هذا كله!
بينما حب الرمز قد لا يضيف إليك إلا معرفة هشة لا تصمد أمام القرآن ولا المعرفة، وإنما تصلح للوجاهة في الولائم
القليل جداً من السلف من له نور.


الخلاصة:

أن معرفة السلف في الجملة ضارة لأنها تصدك عن ذكر الله وعن معرفته ومراقبته والشهادة له، معرفة السلف تقسي القلوب ومعرفة الله ترقق القلوب.
تلفتوا لأقسى الناس وأشدهم وحشية.. من في قلوبهم؟
في قلوبهم مجموعة من السلف.. ليس في قلوبهم الله ولا رسوله، وإن شئتم فاسألوه ماذا يعرف عن الله؟
ستجدون أن الله مشوه في عقولهم وقلوبهم، الله الذي في قلوبهم هو صورة ما ورثوه من سلف ما، زعموا صالح
ولم يأخذوا معرفة الله لا من كونه ولا كتابه.
نعم للسلف الصالح - بحق - معارف عليا وحسن سيرة وأخلاق كريمة..
لكن هؤلاء السلف الصالح بحق ضاعوا وسط السلف الأكثري الجاهل بالله وكتابه، ستبقى الأمة هكذا؛ 
حتى تكون معرفة الله أولى من معرفة السلف..
حتى يكون نبي الله أولى بالاتباع من علمائهم..
حتى يكون كتاب الله أولى من كتبهم.
لاحقاً سنذكر بعض النماذج 
نماذج من روايات وأحاديث السلف الطالح ( الذين جعلناهم صالحين بالغصب) 
وضرر تلك الأحاديث والروايات على الدين برمته.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=603
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29