• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : دور الشيطان حقيقة أم خرافة؟؟ .

دور الشيطان حقيقة أم خرافة؟؟

نعم هناك رسل للشيطان داخل النفس البشرية :

الهوى..العصبية.. الحسد.. الحقد.. الطمع.. الخ.

 

تغريدات فضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"  

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

دور الشيطان حقيقة أم خرافة؟؟

هناك إجابتان:

الماديون والملحدون يقولون: خرافة.

والمؤمنون: يقولون حقيقة - وفيهم من يتأوله على معانٍ أخرى .

وحقيقة أنا لا أستغرب من ملحد ولا مادي ولا ربوبي إذا أهمل ذكر الشيطان ودوره، إنما أستغرب من التيار المتدين الذي يهمل الشيطان كما يهمله هؤلاء،  واستغرب أكثر من الهزليين الذين يزعمون أنهم مسلمون ثم يسخرون من موضوع ( الشيطان)، وكأنه لم تذكره إلا كتب الخرافة، وهذا نوع من الكبر عن جهل.

من يزعم أنه يؤمن بما أنزل الله ثم يتخذ موضوع ( الشيطان) للهزلية والسخرية وكأنه موضوع تافه ... هؤلاء بين مغرور ومتكبر وجاهل وكافر..

الشيطان له حضوره الكبير الذي دونه القرآن الكريم ، من أيام آدم إلى أيام محمد صلوات الله عليهم، فمن زعم أن هذا خرافة أو سخر فقد كفر بالقرآن..

نعم من يتأوله صادقاً لا يكفر، ولكن التيار الديني (كالسلفية) لا ترى هذا التأويل البعيد، فلذلك يكون سخرية السلفي كفر، إلا إذا خرج من السلفية.

المسلمون جميعاً لم يتخذوا الشيطان عدواً كما أمر الله ، وهم متفاوتون في الاعتراف بدوره، ومعظمهم للأسف لا يعترف بما نقله القرآن عن دوره... لذلك إنكارهم عليّ طبيعي.

لأن سلفهم انفصلوا عن مراقبة الشيطان فشاركهم في عقائدهم وفقههم وسلوكهم .. فكان استغرابهم مني استغراباً طبيعياً.

السلفيون يثبتون دور عبد الله بن سبأ برواية زنديق اسمه سيف بن عمر أكثر مما يثبتون دور الشيطان بروايات الله عز وجل مباشرة وفي القرآن الكريم، لذلك تجد أن كتاباتاهم تقول أن البلاء كلب البلاء بسبب شخص يهودي اسمه عبد الله بن سبأ، هذا دور مزعوم موهوم بديل عن الدور الشيطاني الصحيح.

حتى الشيعة يجعلون السقيفة هي سبب البلاء، وبعضهم يقول بنو أمية هم البلاء، وغيرهم يقول أهل الكلام، وآخرون يقولون اليهود.. الخ

سؤال

أين الشيطان؟

القرآن الكريم يجعل كل بلاء فرع من فروع الشيطان، فهو قائد الضلال العام، هو قائد لكل أهل الظلم والهوى والعصبية والبدع والشرك والكفر.. الخ

ولذلك من الثقافة القرآنية أن تذكر الشيطان عند كل فساد، عند كل هزيمة، عند كل تخلف، عند كل تطرف، عند كل تسخيف لله ولأنبيائه، عند كل سخرية بلهاء!

الله ذكر دور الشيطان في العهد النبوي.. في هزيمة الصحابة يوم أحد، في نجواهم ، في ريائهم، وفي إرجافهم، وفي عدواتهم وبغضهم لبعضهم..الخ والمسلمون يرفضون تعليل الله هذا!

فيوم أحد مثلاً يقولون: أنما نزل المسلمون من أجل الغنائم، ويهملون دور الشيطان مع تصريح الله بذلك الدور..

صحيح أن من فروع الشيطان حب زهرة الدنيا، لكن لماذا لا نكون بهذا الشمول القرآني في تعليل الهزيمة يوم أحد؟

لماذا؟!

لأن الشيطان يعلمنا نسيانه!

اسمعوا حصر الله لعلة الهزيمة بأحد

(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا [آل عمران/155]

هذا الحصر الإلهي لا يصدقه المسلمون، بل يقولون : السبب أموال..وهم ظنوا أن الكفار انهزموا.. وهم وهم..الخ

فبالله عليكم كيف يدعي المسلمون أنهم مسلمون وهم لا يصدقون الله كما يصدقون ابن إسحاق والواقدي؟

لا يذكرون رواية الله ولا تعليله للهزيمة!!

المسلمون في قبضة الشيطان من زمان، يلعب بهم كما يشاء، لا يعتمدون القرآن مصدراً للمعرفة، لا في عقيدة ولا فقه ولا تاريخ ولا سيرة.. هو للبركة فقط.

فإذا كان المسلمون لا يصدقون الله كما يصدقون أهل المغازي والسير، ولا يعتمدون روايته للأحداث وكأنه أحد الضعفاء والمتروكين، فهل هم مسلمون؟

لذلك ليس بمستغرب أن يسخروا منا اليوم عندما نقول لهم الشيطان عدوكم الأول، هو عدو السنة والشيعة، هو عدو المسلمين واليهود والنصارى وكل البشرية.

فيأتي الحمقى ليقولوا: 

لالالا .. الشيطان سهل.. إنما أعداؤنا كذا وكذا ..

هذا كبر وثقة بلهاء بهذا التراكم الخبيث من ثقافة الشيطان في إهماله ونسيانه.. كل بني آدم الشيطان عدوهم، وكل داخل للنار يكون قد عبده عبادة

( ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان)؟

كل بني آدم .. أين هذه الثفافة؟

نعم اليهود أعداء، المشركون أعداء، لكنهم أعداء فرعيون، العدو الأول لنا ولهم هو الشيطان، هكذا يوحد الله البشرية في أهداف كبرى، والشيطان يشتتهم.

وأصبح السلفي والشيعي والمتدين عامة يستحي من ذكر (الشيطان)، كأنه شيء خرافي أو مبالغ فيه، كأن هذا المتدين قد تطور وعرف ما هو أدق مما ذكره الله!

إذا كان هذا حال المتدينين فماذا نقول للماديين؟

هذه الهزيمة النفسية الداخلية من الفكر المادي ظاهرة في المسلمين من قديم، من التفاسير والعقائد..

الإيمان هو الإيمان، والإيمان بالغيب هذا معناه، معناه أن تؤمن بما أخبرك الله به كما قال بلا تردد.. هذا هو الغيب، والشيطان غيب، شأنه شأن أي غيب آخر.

هل الماديون الذي تبعهم المتدينون يستطيعون الإحاطة بالذرة مثلاً؟

سيبقى الغيب في الذرة أكثر من المعلوم..

وهي تحت المجاهر من قرون.

فلماذ التكبر؟!

 

نعم هناك رسل للشيطان داخل النفس البشرية :

الهوى..العصبية.. الحسد.. الحقد.. الطمع.. الخ.

هو يستثمر كل هذا في مشروعه العام، نحن لا ننفي العلل الأخرى.

حتى آدم عليه السلام .. استثمر الشيطان أموراً داخل نفس آدم،  كحب الخلود والنسيان مثلاً، فالعلل موجودة وعليك تهذيبها داخل نفسك.

 

وأخيراً لي رجاء:


تخلوا عن الإجابات ( الاقتراحية)..

لا يجوز أن يأتي كل واحد ويقترح بأن الشيطان إنما هو كذا وكذا .. هذه اقتراحات وليس علماً.

الإجابات الاقتراحية دليل على كبر أو كسل  في البحث أو صدوف عن القرآن..

ابدأ من شيء ثابت ، ثم بعد ذلك اقترح ما شئت من امتدادات وتشعبات ذلك الشيء.

هذه الاقتراحات بلا بحث ولا هم معرفي صادق، دليل على فوضوية داخلية، أفئدة هواء.

تقول ما تشاء بلا ضابط .. سوالف فضائية.


ابدأ من شيء ثابث

 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=662
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28