• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : حضور الجيل الأول ما أسبابه؟! .

حضور الجيل الأول ما أسبابه؟!

يجب أن نعرف أن من غايات الله الكبرى ليست هداية الناس جميعاً، فلو شاء لهداهم أجمعين، إنما يريد الله ابتلاءهم جميعاً.. اختبارهم.. تمييزهم.. تمحيصهم.

تغريدات فضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"  

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

ألا تستغربون حضور ( الجيل الأول ) في العقول والضمائر، عند المذاهب، وخاصة السنة والشيعة، الحضور ذماً أو مدحاً؟!

لماذا هذا الحضور الكبير؟.. ما أسبابه؟

ألا نستطيع الانطلاق من القرآن والسنة والعقل والمصالح.. الخ ؟!

لماذا هذا الحضور؟

هل هو سلبي أم إيجابي؟

الناس في هذا مذاهب:

المذهب الأول:

لا فائدة من استحضار الجيل الأول، قدحاً أو مدحاً، فقد أفضوا إلى ربهم، وهو بهم أعلم، وعليه الحساب لا علينا.

المذهب الثاني:

لا يمكن إهمال الجيل الأول، .. وهؤلاء فريقان:

فريق يرى ذكر المحاسن للاقتداء بها،  وترك المساويء من باب السكوت عن غيبة المسلم.

وفريق يرى أهمية ذكر المحاسن والمساويء ، الصالحون والفاسدون، المسلمون والمجرمون، العادلون والظالمون.. لأن في كل هذا عبرة لمن اعتبر.

فأين الحق؟


يمكن بحثها عبر بعض الأسئلة:

س1: لماذا لا نترك الماضي كله، فتلك أمة قد خلت، ما لنا ولهم؟

ج1: القائل لا يستطيع أن يترك الماضي

اعطوني من تركه؟

كل الذين يقولون ( تلك أمة قد خلت) قد خاضوا ولهم مؤلفات في تلك الأمة التي قد خلت، فلماذا لا يلتزمون بذلك؟ بل هم من أكثر الناس خوضاً في الماضي

فانتهت المذاهب الثلاثة إلى مذهب واحد وهو

لا يمكن ترك الجيل الأول، ولابد أن يكون حاضراً.. هذا إجماع واقعي ( على الأرض)، أما  النظرية فتبقى نظرية.

بمعنى أن السنة بفرقهم والشيعة بفرقهم  والخوارج بفرقهم والمعتزلة  الخ ، كلهم لهم مؤلفات عن هذا الجيل الأول، ولم يعدوه (أمة قد خلت)!

فما السبب؟

السبب الأول: في هذا الحضور تقدير إلهي، إرادة إلهية، ابتلاء لمعرفة الصادق والكاذب، المنصف والظالم، الله يريد ابتلاءنا بالمواقف من ذلك الجيل، فالله له سننه في الكون والخلق، ومن غايات الله الكبرى الابتلاء، والتمحيص، والتمييز والفتنة.الخ..  ليميز الله الخبيث من الطيب والكاذب من الصادق.

لذلك أرى أنه لا يستطيع أحد تحييد ( الجيل الأول).. لابد أن يكون حاضراً، هو قدر الله الذي لا يرد، وما بقي عليك إلا الاستعداد للصدق وقول الحق.

لماذا لا يمكن ( ترك الجيل الأول)؟

لماذا لا نستطيع أن نعمل كالأوروبيين والصين واليابان وغيرهم.. عندهم تاريخ لكن لا يستحضرونه في كل مناسبة؟

الجواب:

قد لا أستطيع الجواب الكافي، لكن أرى أن جزءاً كبيراً من الجواب يتعلق بتخلف المسلمين وظلمهم وكذبهم.

المسلمون يشخصنون، لا مباديء لهم.

الأوربيون - مثلاً  - تجاوزوا الاسكندر وهتلر ورجال الكنيسة.. الخ

المسلمون لم يستطيعون تجاوز  الظالمين ولا الكاذبين، فقد بقي لهم حضور عاطفي كبير.

إذاً فجزء من هذا الحضور للجيل الأول هو جدل في الفراغ، جدل عاطفي ، بلا معايير.. وهذه العاطفة ليست مذمومة إلا إذا تم توظيفها في الدفع عن السيئات.

إذاً 

كأن الله له حكمة في ابتلائنا ، وفرز الصادق من الكاذب ، والجيل الأول مادة مناسبة لهذا الفرز، لاسيما وأنهم مؤثرون في الدين نفسه وفي الفكر.

يجب أن نعرف أن من غايات الله الكبرى ليست هداية الناس جميعاً، فلو شاء لهداهم أجمعين، إنما يريد الله ابتلاءهم جميعاً.. اختبارهم.. تمييزهم.. تمحيصهم.

لذلك أبقى الله لهم هذا الجيل فتنة واختباراً، وهذا التشابه، وهذا التضاد الظاهري في الحجج والبراهين، ليميز الله الخبيث من الطيب والصادق من الكاذب.

تأملوا سنة الله في هذه الآيات، فمعرفتها مريح للنفس

(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ  [العنكبوت/2، 3]

هذا هو.. سنة الله واحدة فينا وفي من قبلنا، فما هي؟

فتنة  وابتلاء وتمحيص لإنتاج ( الصادق والكاذب)..فاحفظوها جيداً.

فسترتاحون مما ترون.


 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=663
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28