• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : تحذير الله من المنافقين .

تحذير الله من المنافقين

لله حذر كثيرا من المنافقين ولو أخذنا تحذيره على محل الجد لما قلبنا الإسلام رأساً على عقب, وهم من قادنا إلى هذه المأساة من تحريف دين الإسلام. لا تظنوا أن تحذير الله من المنافقين كان عبثاً ولا أنه خاص بالعهد النبوي ولا أنه ضد ضعفاء لا أثر لهم كلا هذه أوهام أوجدها المنافقون أنفسهم! لماذا يكون المنافقون في الدرك الأسفل من النار؟! مع أن جريمتهم في الظاهر المذهبي أخف! فهم إنما يكتمون فقط ولم يقاتلوا النبي الخ هذا كله وهمْ, فالمنافقون هم الذين حرفوا دين الإسلام عن مساره هم من منعوا هدي القرآن وشوهوا النبوة وشرعنوا سفك الدماء وأسسوا للفرقة والتنازع والكراهية.
المنافقون لهم دور خطير في عمق الدين, وصل ضررهم إلى كل شئ ولذلك يستحقون أن يكونوا في الدرك الأسفل من النار ولا يعرف عدل الله من لا يعرفهم. المنافقون استطاعوا بمكرهم وخبثهم أن يخدعوا الأمة بهم فكان ضلالهم هدياً فضلت الأمة بضلالهم فكيف لا يستحقون الدرك الأسفل من النار؟! المنافقون بسببهم وفي أعناقهم كل دم لمسلم سفك حراماً من القرن الأول إلى اليوم فكيف لا يستحقون أن يكونوا في الدرك الأسفل من النار؟! المنافقون استطاعوا بمكرهم وشيطنتهم أن يخفوا أنفسهم عن أكثر الناس فلا يعرفهم إلا أحد اثنين من حصل على سرهم كحذيفة أو متدبر للقرآن!

المنافقون الذين حذر منهم القرآن وذكرهم في السور المكية والمدنية على حد سواء لابد أن يكونوا شديدي المكر وغاية في التخفي والتمظهر بالدين, والدليل أن الله ذكرهم في سورة المدثر وهي مكية ومع ذلك بقوا كل هذه المدة المكية والمدنية ولا يكاد يعرفهم أحد! ألا يدل هذا على غاية المكر؟

القرآن وصحيح السنة فيهما علامات المنافقين فهل درسناها لنعرف أفكارهم وشخصياتهم؟ هم منعونا من دراسة ذلك أو ألهَونا على الاقل.

حذيفة بن اليمان لا يعرف كل المنافقين لكنه يعرف رؤوسهم الذين حاولوا اغتيال النبي صلوات الله عليه وكانوا اربعة عشر او خمسة عشر,كان حذيفة يقول( لو حدثتكم بما أعلم لكذبني ثلاثة أثلاثكم) انظروا ترجمته في تهذيب الكمال للمزي ففيها عجائب, وعندما يتوقف حذيفة عن التصريح بأسماء رؤوس المنافقين ويخشى على نفسه القتل إن صرح بهم فماذا يعني هذا, ألا يعني أن الجمهور معهم؟!               

وهذا الجمهور صالح متدين لكن المنافقين خدعوهم فانخدعوا وهذا يدل على تغلغل فكر المنافقين في عقول الصالحين واستعداهم لتكذيب حذيفة, حذيفة بن اليمان صاحب السر الذي لا يعلمه غيره يجب دراسة احوال هذا الصحابي الجليل الذي كان عمر يسأله عن نفسه هل هو من المنافقين؟!               

حذيفة بن اليمان عنده أسرار رؤوس النفاق وآثارهم الفكرية والدينية والسياسية ولولا أنه كتمهم لكان حذيفة اليوم عندنا من الكذابين.     

كنا سنخسر كل شيء! فكانت الرموز التي يطلقها حذيفة أفضل من التصريحات ليهتدي من بحث بصدق ويبقى الأنعام على ضلالتهم هذا الفرز مهم, بعضهم نفاقه واضح  ويسهل الإعلان عنه كمعاوية وبعضهم يصعب التصريح به حتى في عهد حذيفة والنتيجة واحدة معي ومع حذيفة سيكذبوننا, نكشف المنافقين بقراءة القرآن أولاً وحديثه عن المنافقين وهل يعقل أن يكون هذا الحشد القرآني في ذمهم منتهي الصلاحية أم أن ثقافة النفاق ستستمر؟!     

النبي أمر حذيفة بكتمانهم وذكر صفاتهم فقط ليكونوا محل ابتلاء  ليتميز من يعبد الله ومن يعبد الناس وعلة بقائهم دون قتلهم هي نفسها علة بقاء إبليس ليمحص الله عباده بين مرتبط بالنص وعابد الناس بين مفعل لخسه وعقله وقلبه ومعطل لهم ,الله له أسرار يريد أن يأتي إليه عبده وقد تعب وأجهد نفسه, وغاية الله من هذا الفرز موجودة في القرآن( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)وكشف في آية أخرى أن من طبيعة الطيب القلة ومن طبيعة الخبيث الكثرة( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث)

كما ذكر الله بعض العلل في إخفاء المنافقين ورموز الخبث بقوله ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب) فهو لا يريد عباداً يأمرون الله!   

الله لا يريد منا أن نأمره قائلين:سم لنا المنافقين وإلا ترى سنكفر! ترانا قد ننحرف إذا ما صرحت لنا بأسمائهم... الله لا يقبل التهديد.       

الله يريد منك أن تبحث بنفسك, أن تكتشف بنفسك, أن تعبده وحده بعلمك وعملك. اعطاك إشارات وعلامات عامة وانت حر هو غني عنك هذه من سنة الله.             

من علامات المنافقين بغضهم للإمام علي لعلمهم بأنه أخص الناس برسول الله فأظهروا بغضه تعويضا وابن تيمية أراد أن يذم علياً فذمهم!

بغض المنافقين العلني للإمام علي هو فرع من بغضهم السري للنبي صلوات الله عليه وهذا معنى الحديث الصحيح ( من أبغض علياً فقد أبغضني)               

فالنبي صلوات الله عليه ما ذهب من هذه الدنيا حتى بين للناس ما نزل إليهم ومما نزل علامات المنافقين ومنها بغضهم النبي ومن اشبهه...

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=84
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16