• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : هل أنت تعبد الله؟! .

هل أنت تعبد الله؟!

  

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

مواضيع اخرى:

لماذا المسلمون أكذب أتباع الأديان! 


يظن كثير من المسلمين أنهم يعبدون الله وحده لا شريك له، ولو حاسبوا أنفسهم لربما عرفوا أنهم يعبدون مع الله غيره..

 كيف؟!

عبادة الله في القرآن الكريم - من حيث الإجمال - تعني أن تكون أنت خاضعاً ومستسلماً ومنفذاً لأوامر الله ومتجنباً نواهيه،  فهل حال المسلمون هكذا؟

هل تريد أن تعمل اختباراً لنفسك؟

حسناً.. اترك الاختبار بالوسائل وقدم الاختبار بالغايات وستعرف هل انت عبد لله  أو لمذهبك ونفسك وحزبك.. الخ.

بمعنى..  لا تختبر نفسك بالشعائر - كالصلاة - واختبر نفسك بالغايات - كالعدل -  لا تختبر نفسك بما يراه الناس فيك ويفعلونه، اختبر نفسك بما لا يفعلون..

فمثلا.. الله يأمر بالعدل، بالصدق، بترك تزكية النفس، بعدم بخس الناس أشياءهم، بالعقل، بالتفكر، بكف الأذى.. الخ،  جرب نفسك هنا في الغايات وستعرف!.. جرب خصلة واحدة من الغايات - كالعدل او الصدق - وستكتشف أنك لا تعبد الله، ستكتشف أنك تعبد (الجماعة)، تعدل فيما يعدلون فيه وتظلم فيما يظلمون!

جرب التفكر - مثلاً -  ستجد نفسك تفكر فيما يسمحون أن تفكر فيه، وتمتنمع عن التفكير فيما لا يفكرون فيه!

انت بهذا تعبد من؟

تعبد الله أم جماعتك؟

جرب نفسك في الصدق، ستجد نفسك تحب الصدق الذي يحبه جماعتك وتكره الصدق الذي يكرهون،  تمقت مايمقتون من الكذب وتحب ما يحبون منه، وتلك عبادتهم!

إذاً فأنت تعبد الله أم تعبد جماعتك؟!

نصيحة احذر! قد تخدع نفسك وتظن أنك تعبد الله ثم تكتشف أنك لا تعبده إنما تعبد الرضا العام من الناس، حتى الصلاة.. قد تكتشف أنك لا تصلي لله، فأنت تفعلها كما يحبون هم بفصلها عن غايتها، وهي الذكر وتعطيل وظيفتها = النهي عن الفحشاء والمنكر، عندما تكون من المصلين حسب ما يصفون هم  لا حسب ما وصف الله المصلين في سورة المعارج فأنت قد لا تكون من المصلين، فلا تخدع نفسك.. تفكر وابحث.

احذر من مخادعة الله بفعل بعض أوامره  الصغرى ذات الرضا العام الشعبي والتملص من أوامره الكبرى التي تصعب على جماعتك (كالصدق والعدل)، عندما تعدل انت في قرار ملكي أو وزاري أو قضائي فتنفذ أشياء وتطمس أشياء  وتختار منه وتترك وتضيف إليه وتمحو منه..  فهل يصبح قراره أم قرارك؟

المسلمون - إلا من رحم ربك - قد تصرفوا في أوامر الله،  فضخموا هذا واهملوا ذاك، وزادوا فيه ونقصوا منه وكيفوه على مذاهبهم..

فهل هذا دينه أم دينهم؟

عندما يتصرف العبد في دين ربه فيحرم ما لم يحرم الله ويحلل ما لم يحلل، ويضحم ما هونه ويهون ما عظمه، فمعنى هذا أن الدين أصبح دينه لا دين الله! مثلما لو أن هناك قرارا ملكيا فيقوم المنفذ بالتعديل فيه حذفاً وإضافة وتضخيماً لفرع أو تهويناً لأصل  فيصبح القرار قرار المنفذ لا قرار الملك، فإذا أتى وقت المحاسبة وقامت لجنة تحقيق علمية بالتحقيق, فهل يستطيع المنفذ أن يقول أنه كان يتبع قرار الملك أم يكتشف أنه كان يقرر قرار نفسه؟!

إذاً.. عندما تقلل من العدل والصدق والعقل والتفكر والتقوى والشكر.. الخ، أو لا تلتزم بها، أوتلتزم بما يناسبك، فلا تقول إنك تعبد الله، بل تعبد نفسك!

عندما تستهين بما عظمه الله من الذنوب - كالكبر والكذب والظلم والإجرام وقول الزور.. الخ - فأنت هنا تعبد نفسك ( هواك/ رغباتك/ حزبك/ مذهبك/..) فانتبه.

الخلاصة:

أن الدين كله لله، ليس من حقك أن تستنسخ لمذهبك وحزبك وتيارك إسلاماً يناسبه، فهذا الإسلام يصبح إسلامك أنت لا إسلام الله..

فهلا راجعت؟

حتى تعرف أن المسلمين - إلا من رحم ربك - قد استنسخوا إسلامات تناسبهم اختبر ذلك بمقارنة أوامر الله في القرآن مع أي فهرس لأي كتاب مذهبي! ولا يظن مذهب من المذاهب أنه لم يقع في هذا الفخ..

خذوا مثلا الحشد القرآني عن التفكر في خلق الله مع ما انتجه المسلمون في ذلك!

الفرق مذهل!

 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=849
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29