• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألخامس. .

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألخامس.

#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي

 

نقدم لحضراتكم الجزء الخامس والأخير من سلسلة "أركان الإسلام من القرآن"..

هذه السلسله التي اجتهد بها فضيلة شيخنا ابا مالك -أعزّه الله وسرّع في فك أسرَه - لتبيان أركان الإسلام وفقا للقرآن وبعيدا عن التعريف المذهبي..

وهذه السلسله تبين التوجه الفكري والايماني لفضيلته..

الأعتماد على القرآن أولا..

هذا هو المالكي.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

التغريدات من شهر نوفمبر 2013.

تشرّف بجمعها ونشرها في الموقع "محمد كيال العكاوي"


 للعوده إلى ألأجزاء السابقه:

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألأوّل.

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألثاني.

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألثالث.

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألرابع.


أركان الإسلام القرآنية الثمانية ... يمكن أن يكونوا ثلاثة! وهي (الإقبال والتسليم والعمل الصالح)، فالعدد لا يهم، إنما المهم هو الشمول.

كنت قد استخرجت أركان الإسلام من القرآن، فكانت ثمانية، لكن يمكن ضم العدل والطاعة وغيرها تحت عنوان (العمل الصالح)، وهذا أسلوب قرآني ونبوي.. لذلك.. حتى تستقر هذه الأركان في الأذهان فيمكن أن نقول أن أركان الإسلام ثلاثة (الإقبال، والتسليم، والعمل الصالح)، وسأشرح هذا الآن مختصراً.

فالإقبال = ضد التولي ولإعراض.

والتسليم = ضد الكفر وقسوة القلوب.

وعمل الصالحات = ضد المعصية والجريمة.الخ

ولكن انتبهوا لاستخراج ذلك من القرآن.

بمعنى.. عندما تبحث عن (التولي) الذي هو ضد (الإقبال) انزر المواضع القرآنية التي يكون فيها (التولي ضد الإسلام) بالدرجة الأولى،

بمعنى.. لا تحشروا كل (تولي) هنا، وإنما اقتصروا في البداية على التولي المضاد للإسلام، كمجموعة أولى، ضدها الإقبال الأول، وهو الركن الأول. ثم في المجموعة الثانية، اجمعوا ( التوليات = جمع تولي) الأخرى, التي ليست صريحة بأنها مضادة للإسلام، وإنما لأمور أخرى، ثم اعرفوا العلاقة.

وكذلك إن ذكرت (عمل الصالحات) أنه من أركان الإسلام، فاقتصر على تلك الأعمال التي ذكر القرآن أنها من الإسلام، وليس كل عمل صالح، هذه أخرى. ثم يرقيك القرآن في معرفة العلاقة بين المجموعة الأولى من (عمل الصالحات) وبين (العمل الصالح)، وتتعلم وتتطور، وتعرف العلاقة بينهما، فهناك علاقات بين الإسلام والإيمان والكفروالمعصية والكفر والنفاق هكذا.. هذه العلاقات لا تعرفها بسهولة، فرتب أمورك بتدبر هاديء، خذ الأوضح، فعندما يكرر القرآن الكريم ما يفيد أن الإسلام ضد التولي - في عشر آيات - فهذا خذه بقوة.. واعرف ما يقابل (التولي)، وهو الإقبال. ثم انتقل للضد الثاني للإسلام، وليكن الكفر,, واعرف ما يقابله - وهو التسليم مثلاً - فهذا ركن ثاني، ثم انتقل للثالث.. وهكذا..

اهدأ وتدبر بصدق، يعلمك القرآن.

لا تبحث من أجل أن تفاخر بعلمك بين أصدقائك، ولا في النت، ابحث لنفسك، أنت قل يا رب أريد أن أعرف فعلمني.. وتعلم أنت ترك العجلة، فهي فرع من الكبر.. لأن المستعجل يريد معرفة كل شيء دفعة واحدة.. كلا كلا.. المعرفة لا تتناهى... ليس هناك نهاية للمعرفة، فاحرص على التعلم والتطور وليس الإحاطة,,

حب الإحاطة فيه شيء دقيق من عمل الشيطان.. لأن الشيطان يوهمك بأنه ممكن أن تحيط بالعلم كله، وتصبح لا مثيل لك.. اترك هذه الشعور الشيطاني.. أنت اربط قلبك بالله، وثق أنه لن يحاسبك بما لم تعلم، ولا يطلبك منك العلم كله، هو يعرف أننا لم نؤت من العلم إلا قليلاً، فلا تعجل...

تعلم بهدوء!

ولا تراقب الناس كثيراً ... وتقول أريد أن أنقل للناس هذا.. الناس يجهلون كذا وكذا .. الناس ... احذف كلمة (الناس) من قاموسك.. ليس عليك هداهم.

لا تستعجل إصلاح الناس بإفساد نفسك، الناس قائمة عليهم الحجة في القطيعات من الإيمانيات والواجبات والمحرمات، فلا تنشغل بالحرص على إفادة الناس،

قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.. هل تظن أن هذا يخفى على الناس؟

حتى العامة هو لا يخفى.. فدعهم يقتلون تحت الكذب على الله.. ليس عليك هداهم

نفسك أولاً علمها، وبعد ذلك انقل ما تعلمته إلى الناس، ولا تهتم من أخذ به ومن تركه.. العلم لله وليس لك.. انشر هذا شهادة لله ولا تطلب جزاءً.

بلغة أخرى سهلة :

(اترك لله فرصة).. اترك له فرصة ابتلائهم، فهو يريد تمييز الخبيث من الطيب.. لا تحرص على هداهم جميعاً، فالله لا يريد ذلك..اسمع ماذا يريد الله:

(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)) [سورة المائده]

هل فهمت؟؟؟

ماذا آتانا الله؟

سمعاً وبصراً وعقلاً وقلباً وصحة وأموالاً ... الخ..

ممتاز.. اترك لله فرصة أن يبتليهم فيما آتاهم، أنت انشر الحق وانس الموضوع.

مهمتك تتوقف عند مهمة الرسل (البلاغ المبين)..

هل تريد المزايدة على الرسل؟!

أنت مهمتك نتنهي هنا، اترك لله فرصة اختبارهم وتمييز الخبيث من الطيب.

اسمع أيضاً - وتدبر بهدوء - حتى تتجنب هذا الجهل بسنة الله:

(وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الجَاهِلِينَ (35)) [سورة الأنعام]

 فلا تكن من الجاهلين؟!

من أراد أن يهدي الناس جميعاً فقد سنة الله.. الله لا يريد ذلك..

فهمت؟

الله يعلمك أن مهمتك التعلم أولاً لنفسك، ثم البيان وترك الكتمان، وبعد ذلك خلاص...

انتهت مهتمك.. تبدأ هنا مهمة الله، فلا تحاول الاستيلاء عليها.

لذلك تعلم الهدوء وترك مراقبة الناس.. صحيح أنك قد تحزن على المساكين المغفلين.. لكن لا تجعل هذا الحزن ضاراً لك أنت.. علماً أو عملاً.

ولا تعرض نفسك بديلاً عن الله بأن هذا مسكين ما يستحق ولكن ضللوه.. القرآن مبين.. والقواطع فيه كالشمس.. ومن تمسك بها فقد فعّل ما آتاه الله.

هذه النعم (السمع والبصر والعقل والقلب) أمانات كبيرة جداً، وعليها يدور الدين كله (إما شاكراً وإما كفوراً)، فمن رسب في الاختبار فلا عليك منه، وثق في عدل الله (إنه لن يعذب إلا من يستحق) فالحجة لله على من يعذبهم، ولا حجة لهم، وسيشهدون على أنفسهم أنهم كانوا كافرين، هم يعرفون ذلك.

نعم.. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فالمتبلد المستحكم الغباء لا يكلفه الله فوق طاقته، بل قد لا يكلفه إلا بقدر ذلك العقل الممنوح له، فالله هو البصير بالعباد - لا أنت - دعهم لله .. أنت عليك أن تعلم نفسك ثم البلاغ المبين الواضح .. وفقط.. اترك عبادة الناس، خاصة أو عامة.

 

وأخيرا..

أركان الإسلام،... راقبوا المعنى لا العدد! ليس المهم أن تكون أركان الإسلام في القرآن أو الحديث خمسة أو ثمانية أو ركناً واحداً أو عشرات، إنما المهم - في أركان الإسلام - أن يكون المعنى معبراً عن معالم الإسلام - الموجودة في القرآن - هذا هو المهم، فلا يشغلكم الشيطان بالعدد.، بل حتى في الإسلامات المتعددة في الأحاديث، بعضها يكون ركناً أو ركنين، ولكنه أصح، مثل حديث (قل آمنت بالله ثم استقم)، هو أشمل من حديث ابن عمر.

حديث (قل آمنت بالله ثم استقم) ركنان للدين، ولكن معناه صحيح شامل، يشبه القرآن، وحديث عبادة بن الصامت (عشرة أركان)، ويشبه القرآن، فالمعنى هو المهم. ولكن حديث ابن عمر (بني الإسلام على خمس) ليس فيه شمول حديث (الركنين ولا العشرة)، ولا يشبه القرآن، ولذلك اشتهر بين المسلمين.

وكل الأحاديث الثلاثة في الصحيح، حديث (آمنت بالله ثم استقم) وحديث (الأركان الخمسة) وحديث عبادة بن الصامت (بيعة الإسلام)، فلماذا اخترنا الأضعف؟!

أقول هذا حتى لا يقال إنك تنكر الحديث، نحن نكرر:

لا ننكر الحديث، ولكن ننظر الحديث الأشبه بالقرآن الكريم..

والسؤال:

لماذا يتركون الأشبه بالقرآن؟

لا يشغلكم الشيطان بالصراع بين القرآن والسنة، كلا.. هما ليسا متصارعين، وإنما هناك أحاديث تشبه القرآن وأحاديث لا تشبهه، خذوا ما أشبه القرآن فقط.

الشيطان يشغلنا بالصراع، بالتفريق بين الله ورسوله، ليسلك بنا بين ذلك سبيلاً،

 

القرآن هو الأصل، والنبي متبع للقرآن لا يخالفه، تيقنوا من هذا.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=943
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29