• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المؤامرة الروائية ... على ثورة الحسين! – ألجزء ألأوّل .

المؤامرة الروائية ... على ثورة الحسين! – ألجزء ألأوّل

بمناسبة ذكرى استشهاد سيد الشهداء - الأمام الحسين عليه السلام - نعيد نشر هذه السلسله عن التغييب ومحاولة طمس سيرة سبط الرسول عليه وآله الصلاة والسلام وتغييبها في الوعي المذهبي..

 

هذا هو المالكي.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

التغريدات من شهر نوفمبر 2013.

تشرّف بجمعها ونشرها في الموقع "محمد كيال العكاوي".



هذا الموضوع غريب، ولم يتطرق إليه من قبل.. لا سني ولا شيعي (فيما أعلم)..

نعم هناك مؤامرة روائية، كيف؟
قبل أن نبين الأدلة ذلك، نفسرها بالقول: هناك مؤامرة على ثورة الإمام الحسين عن طريقين:
1- تشويه أهدافها.
2- إخفاؤها بتضعيف أسانيدها الصحيحة.

أما تشويه أهدافها.. وأنها للسلطة والحكم ، وأن الحسين كسائر الملوك والسلاطين.. فهذا قد تم إشباعه من قبل - ومن لم يقتنع فهذا شأنه، فلا إكراه -  ولكن الموضوع الثاني (التشويه الروائي) موضوع لم يتم طرقه من قبل بشكل علمي مبرهن، وله وجوه منها:
1
- تضعيف أسانيد ثورة الحسين(ما أمكن).
2
- وضع كمية لا بأس بها من الروايات المكذوبة التي تشوه الثورة وأهدافها، ثم قام النواصب بإشهارها وترك ما سواها (أو إهماله).
وهذا أيضاً مخدوم، فبقي أهم موضوع نتحدث عنه اليوم، هو موضوع (تضعيف روايات الثورة الحسينية) باتهام رواتها بالتشيع والرفض والكذب .. رغم أنهم أهل سنة وثقات.
وعلى سبيل المثال.. تضعيفهم لأبي مخنف لوط بن يحيى الغامدي (157هـ) ليتم بتضعيفه تحويل ثورة الحسين إلى موضوع صغير جداً، لا يحتاج أي اهتمام!
ومن هنا سأحاول كشف (المؤامرة الروائية الرجالية في الجرح والتعديل) التي تتعمد تضعيف أخبار أهل البيت ليتم إهمالهم ونسيان قصصهم وسيرهم .. ونتيجة لهذه المؤامرة القديمة خرجت مؤلفات معاصرة تصنف تاريخ الطبري إلى: (صحيح تاريخ الطبري، وضعيف تاريخ الطبري)..

لهذا الهدف وليس للعلم.
فذهب فيها مؤلف هذا العمل إلى توثيق الكذابين - كسيف بن عمر التميمي - ورد أحاديث الثقات - كأبي مخنف الغامدي - فالهدف رفع النصب ووضع التشيع.
ويجب أن نؤكد بداية أن التشيع بالمعنى العام - محبة آل محمد - يجب أن يكون عليه كل مسلم، أما التشيع الخاص - من اختيار مذهب ما - فهذا موضوع آخر.
النواصب - من أيام معاوية، ثم من اغتر بهم من غلاة السلفية بعد - يحرصون على تكذيب أخبار أهل البيت الصحيحة وتوثيق أخبار النواصب المكذوبة، لذلك فالموضوع يحتاج إلى معيارية علمية يتم التسليم بها من كل مسلم، ثم نحاكم تعصبات بعض أهل الجرح والتعديل وفق هذا المعيار..

فما المعيار هنا؟
التهويل الناصبي - ثم من تأثر بهم من غلاة السلفية - بأن كل محب لأهل البيت لابد أن يكون (كذاباً).. فهذا هو الكذب والفجور العلمي المذهبي. كما أن تهويل بعض غلاة الشيعة بأن أهل السنة لابد أن يكونوا (كاذبين) فهذا أيضاً فجور علمي ومذهبي..

نريد أن نفهم قواعد ثابتة بدهية كمقدمات.. وهي:
1
- أن في المسلمين صادقين وكاذبين، وما بينهما من وهم واشتباه .. الخ
2
- وأن في غير المسلمين صادقين وكاذبين، وما بينهما أيضاً.
3
- وفي السنة والشيعة صادقون وكاذبون، وما بينهما.

فالصدق لا يختص بأتباع دين ولا مذهب.. وكذلك الكذب.. هذه حقائق بدهية لا تحتاج إلا لصدق فقط! فالذي لا يعترف بوجود كاذبين من المنتسبين لدينه أو مذهبه فهو الكاذب، لأنه ينكر ما هو معلوم - بالضرورة - وعلى هذا فلا يصح تضعيف أهل دين أو مذهب، حتى الكفار وعبدة الأصنام واليهود والنصارى والبوذيين والوثنيين ..الخ، فيهم صادقون وكاذبون، مثلهم مثل المسلمين.. وإنما الكلام في النسبة.
هنا يأتي السؤال القائل: ولكن هل بعض أتباع المذاهب أصدق من بعض؟

هل بعض أتباع الأديان أصدق من بعض؟

يعني من حيث الجملة.. والجواب يأتي:
الجواب: أنك لا تستطيع أن تقول أن أتباع الدين الفلاني أو المذهب الفلاني يغلب عليهم الصدق أو الكذب إلا بأحد أمرين:

1- بحث أو دراسة.

2- نص لا تستطيع أن تقول إن المسلمين أصدق من النصارى - أو العكس - إلا ببحث أو نص، ولا تستطيع أن تقول إن السنة أصدق من الشيعة - أو العكس - إلا ببحث أو نص! أما موضوع البحث فيجب أن يكون بحثاً معرفياً صادقاً، لا بحثاً يضيف مزيداً من الكذب، فالأبحاث الكاذبة تغلب على المتعصب – غالباً - فهل هناك بحث؟
أعني.. هل هناك بحث – مثلاً - يثبت بأن أهل السنة أصدق من الشيعة، أو الشيعة أصدق من السنة؟!

لا أعلم إلا بحوثاً مذهبية، والتعصب منتج للزيادة في للكذب!
لو أن الغربيين - أو الشرقيين - يقومون بدراسة عن أتباع مذاهب المسلمين لربما كانت نتيجتهم أقرب إلى الصدق، لأنهم لا يتعصبون لهذا ولا ذاك.. أما المسلمون فقد جربنا كذب بعضهم على بعض - في الغالب، وإن كانت هناك نسبة - لكن نحن نتحدث الآن في العموم لتثبيت قاعدة نبني عليها ما سيأتي .
نعم من حقك أن تتحدث عن ظاهرة.. كأن تقول "المسلمون يكثر فيهم الكذب أكثر من النصارى"، وأنت هنا تتحدث عن ظاهرة (لا بحث)، ولكن شواهده كثيرة بلا بحث، فمثلاً نجد الإعلام الغربي - مثل قناة بي بي سي وسي إن إن - أكثر شفافية من الجزيرة والعربية، فكيف بالقنوات المذهبية؟

هنا لا مقارنة.. وهذه ظاهرة.
فإذا تجاوزنا البحث والظاهرة، فهل هناك نصوص شرعية من القرآن والسنة نستطيع بها أن نعرف - ولو إلى حد ما - من هو الأصدق.. أهم السنة أم الشيعة؟
وقبل ذكر النصوص أؤكد على قناعة، وهي: أن السني المتبع لسنة محمد - لا للسنة المذهبية - سيكون صادقاً، والشيعي المتبع لأهل البيت سيكون صادقاً.
ليست المشكلة في اتباع محمد، ولا حب آل محمد، فهم مع الصدق والحق، وإنما المشكلة في الانتسابات المتعصبة التي تتدين بحرب الآخر وبغضه.. الحرب أبلغ الخصومة، والخصومة من طبيعتها  أنها غير مؤتمنة على الآخر، فلذلك لا يقبل شهادة خصم في خصمه، لا في الإسلام ولا غيره من الأنظمة، فإذا كانت شهادة الخصم باطلة فكيف بشهادة المحارب الذي يتمنى قتلك في أي لحظة! فلذلك لا يؤتمن مذهب على آخر - في الجملة - والنادر لا حكم له.
إذا..ً فهل هناك نص يكشف لنا من هو ألأصدق.. أهم السنة أم الشيعة؟

الجواب: هناك نص قد يوحي لأول وهلة بتصديق الشيعة أكثر من السنة، ولكن لي فيه رأي، بل في الواقع هما نصان، لا نص واحد..  

الأول: في صحيح مسلم: (لا يحب علياً إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق).

والثاني في الصحيحين.. في علامات المنافق..

فيستطيع الشيعي المستعجل أن يقول: من هذين النصين يتبين أن الشيعة أصدق من السنة لثلاثة أسباب 
1
- حب علي إيمان.
2
- والؤمن لا يكذب.
3
- وبغضه نفاق، ومن علامات المنافق أنه (إذا حدث كذب)، فأنتم يا أهل السنة كذابون بالنص، ونحن صادقون بالنص! فلا نحتاج لبحث، ولكن فات الأخ الشيعي – المستعجل - أن السني الحق يحب أهل البيت، وأن الغلاة فقط من يكثر فيهم الكذب - لبغضهم أهل البيت وميلهم إلى قتلتهم ولاعنيهم - كما فاته أن من يحب أهل البيت يحب صدقهم وتقواهم.. فكل من جربنا عليه الكذب في الشيعة فحبه ليس حقيقاً، والإمام علي ليس للشيعة، بل هو للجميع.

السني الحر يتبع سنة محمد، ويحبه ويحب آل محمد، ويطرب لسماع فضائلهم وقصصهم وسيرهم، ويتعاطف مع مظلوميتهم، ويبغض أعداءهم ولاعنيهم ويبرأ منهم.
السني الحر يرفض أن يتم ضمه لأعداء أهل البيت ومبغضيهم - ممن تسموا بالسنة،  وسنة محمد منهم براء - فمن ادعى (السنة) ورفض متواتر السنة ليس سنياً.. السني الذي يرفض حديث المنزلة ويبغضه, أو يكتم حديث عمار ويبغضه, فهذا منافق وليس سنياً، حتى لو منحه العالم أجمع أفضل ألقاب السنة والاتباع.
من أبغض علياً لا بد أن ينكر السنة المتواترة، يبغض المتن نفسه ويتكلف في تغيير مراد النبي ليتفق مع رأيه، فهذا منافق وليس سنياً.. كما أن الشيعي المتمذهب المتعصب الذي يريد منك أن تتابعه على كل صغيرة وكبيرة بدون معرفة ولا دليل مقنع فهو متاجر بهذا النص وليس معرفياً، الدين معرفة، يحب أن تعرف أنت، وتترك التقليد.. والنبي كذلك، سنته هكذا، (لا أكره أحداً منكم على اتباعي)، فهو يريد إسلاماً معرفياً بقناعة.
والإمام علي معرفي أيضاً، لا يوجب عليك أن تقتنع هكذا - بلا برهان ولا دليل - ولذلك قال (حدثوا الناس بما يعرفون)، لأنه لا يطلب منك ما لا تعرف.. أما بعض الشيعة فإن لم توافقه على عصمة أو رجعة أو تحديد مهدي معين لم تصلك براهينه فأنت لابد أن تكون ناصبياً منافقاً ..

كلا.. هذا ليس شيعياً.

لذلك.. فإذا غلب الغلو السلفي في زمن حتى يصبح أغلبية فليس بالضرورة أن يكون هو السنة، ولو غلب الغلو الشيعي فكذلك، ليس بالضرورة أن يكون شيعياً، لكن يبقى النص (لا يحب علياً إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق) في صالح الشيعة من حيث الجملة، لا يستطيع الباحث أن ينفي حبهم للإمام علي..

والسؤال: فلماذا نجد عند الشيعة خرافات وروايات مكذوبة وأشياء لا تصدق ..الخ

الجواب: هذه التي نسميها خرافات وأكاذيب وغلو على نوعين: 
النوع الأول: خرافات وأكاذيب حقيقة لا مجال لتصديقها.. 
النوع الثاني: روايات وأحاديث وعقائد نظن أنها خرافات وأكاذيب، وقد تكون صحيحة.

أمثلة..
أما النوع الأول: وهو تلك الخرافات والأكاذيب الحقيقية  -التي قد يعتقدها ويقول بها بعض الشيعة الصادقين في محبة الإمام علي وأهل البيت - فهذه الخرافات والأكاذيب لم يضعها شيعة، وإنما وضعها أناس ينتسبون للشيعة كذباً، كالخطابية وبعض الفرق المغالية التي كانت تتاجر بحب أهل البيت، فأتى الجامعون الشيعة ولفلفوا كل هذه الروايات من فرق كاذبة (كالخطابية والمغيرية) وضمنوها تراثهم حتى صدقها بعض الشيعة الصادقين.. وعلى هذا فالذين افترى تلك الافتراءات ليسوا شيعة - عند التحقيق - وإنما متاجرون كذابون (كأبي الخطاب الذي كذبه أئمة أهل البيت وحذروا منه) .فالشيعي مؤمن بالنص، والمؤمن لا يكذب أبداً بالنص، ولكن المؤمن قد يصدّق كذباً يظنه صدقاً، وقد قال الله في الصحابة: (وفيكم سماعون لهم)! فالصحابي الصادق قد يغتر ويسمع من المنافقين ويصدقهم، فهل يكون بهذا التصديق للكذب كاذباً مختلقاً لما ينقله؟!

كلا.. هذه غفلة وليست كذباً.

إذاً.. فلابد من أبقاء النص النبوي صحيحاً كما قال النبي (لا يحب علياً إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق)، وأن (المؤمن لا يكذب)، ولكن قد يُستغفل. وهذا ما وجدته في بعض الشيعة، فالشيعي المحب صادق لا يكذب، لكنه قد يغتر ويصدّق بعض الأكاذيب، وهذا لا ينفي عنه صفة الإيمان ولا الصدق. وإذا وجدتم شيعياً يكذب بنفسه فاعلموا أن حبه للإمام علي وأهل البيت مزيف، وأن همه المتاجرة أو السياسة أوالتحزب أو لمصلحة.. الخ، فالمحب بصدق لا يكذب..

طبعاً هنا لا أقول بعصمة الشيعي الصادق من أي كذب، قد يبالغ، يتزيّد في أمور، في يسير من الأمور اليومية لتي ليس فيها ضرر على الآخر .. الخ
أما أن يكذب ويقول: وجدت كذا في كتاب كذا ثم يكذب، فالشيعي لا يفعل هذا.. إلا أن يكون واهماً، فإن تعمد فلا يحب علياً حقيقةً، يحب شيئاً آخر.
والسني الحر متشيع بطبعه.. يحب أهل البيت ويعرف فضلهم وسيرهم، ويحفظ فيهم وصية النبي صلوات الله عليه وسلامه .. إلا أنه درجة مختلفة في الثقافة الخلاصة: أن الشيعي الصادق في حب أهل البيت والسني الصادق في حب أهل البيت لا يكذبان.. إنما يكذب الكاذب في الحب.

فمن هو الكاذب في الحب؟
الكاذب في حب أهل البيت لابد أن يكذب.. يكذب في تزكية النفس، يكذب في ذم الآخرين بما ليس فيهم، يكذب في كل شيء، ويتحرى الكذب على الآخرين.. فإذا وجدتم من يكذب في تزكية نفسه أو يعمم الثناء على أتباع مذهبه أو يكره نصاً يعتقد صحته و يتكلف في إبطاله ويضرب المتواتر بالضعيف فهو مبغض، لذلك لا خوف من النفاق على شيعي صادق في محبة أهل البيت، ولا خوف من النفاق على سني صادق في محبة أهل البيت، إنما الخوف على الكذابين في الحب.
الكذابون في محبة أهل البيت هم النواصب وبعض غلاة السلفية (عن علم)، أعني أن بعض غلاة السلفية لا يعرفون أنهم غلاة، ويبغضون الكذب ويمقتونه. النواصب والغلاة هم من يدعي محبة أهل البيت، وهم كاذبون منافقون، لأنهم يبغضون النصوص في فضائلهم، مع اعتقادهم بثبوتها، ويتعمدون تنقصهم.. بمكر وخبث. هؤلاء النواصب (ومن تأثر بهم) مراتب، وأبلغهم وأشنعهم هم:

1- من لعن أهل البيت على المنابر.

2- من قتل أهل البيت واستباح مظالمهم.. فهؤلاء ذروة.. هؤلاء الذورة هم منافقون .. وهم أول من ينطبق عليهم (لا يبغض علياً إلا منافق)، من لعن علياً أو قتل الحسين أو سم الحسن فهؤلاء ذروة النواصب.

أعني.. أن ذم هؤلاء لا عذر فيه لسني ولا شيعي.. ذم هؤلاء القتلة واللاعنين هو أقل حق يجب أن تقدمه لمحمد بن عبد الله في عشية مقتل سبطه الحسين..

نعم.. قد يُعذر السني في أمور يصعب عليه فهمها، وتتصادم عنده فيها الأدلة والاحتمالات... أما القتلة واللاعنين فلا عذر فيهم لسني ولا شيعي.
لذلك.. نصيحتي للشيعة الصادقين والسنة الصادقين ألا يكثروا من الاختبار بالمشتبهات، وإنما الاختبار بهؤلاء القتلة والاعنين.. والنصوص فيهم، فمن دافع عن جرائم اللعن عن المنابر وقتل عمار وذبح الحسين وسم الحسن فهو ناصبي، شعر أم لم يشعر، إلا إذا كان متبلداً مجنوناً.. فهذا شيء آخر. والتركيز على كبار المجرمين هو من (توظيف المشتركات)، وأظن أنه من معاني قول الإمام علي (حدثوا الناس بما يعرفون)، والهدف الأول تحقق الابتلاء.
وعلى كل حال.. كانت هذه توطئة لنعرف كيف يستاء خصوم أهل البيت من أخبار أهل البيت، ويتمنون لو أن الله أراحهم منهم! ولم يخلقهم، فهم مقلقون لهم! الذي يتمنى لو أن الله لم يخلق أهل البيت ويتمنى لو أن النبي سكت ولم يقل في فضلهم شيئاً.. كيف يكون هذا مؤمناً؟!

أليس منافقاً؟!

هذا واضح.. ولذلك تجد هؤلاء يحاربون أهل البيت بكتم أخبارهم، أو التشويش على مظالمهم، أوالرفع من شأن أعدائهم، أوتكذيب من يروي لهم، والتعبد ببغض من يذكرهم، ولذلك.. تجد عند هؤلاء مؤلفات في فضائل أعدائهم، كتب في فضائل الحجاج، كتب في فضائل يزيد بن معاوية، كتب في فضائل معاوية..

هذه معاندة لله ورسوله.
وفي المقابل لا تجد لهؤلاء كتب ومؤلفات عن الإمام علي.. عن الزهراء.. عن الحسين.. عن الحسن، بل على العكس، يتضايقون مما كتبه أهل السنة المعتدلون، يتضايقون مما كتبه النسائي في خصائص الإمام علي، ومما أورده الحاكم في فضائلهم، ومما كتبه ابن عبد البر في تراجمهم، ويتهمون كل هؤلاء بالتشيع!

من هنا تعرف السني المعتدل - حتى لو بقي عنده قليل من الأخبار المشوهة عنهم - وتعرف الناصبي المندس (وهم كثر) الذي يريد حرمان المسلمين من ذكرهم!

هذه التوطئة لطلبة العلم، وهي توطئة مختصرة، لكنها مركزة، حاولت فيها فك بعض الاشتباه في موضوع (الصدق والكذب) - الذي يترامى به السنة والشيعة - وأن (الصدق والكذب) ليس له دين ولا مذهب.. أعني من حيث الأتباع، بل الصادق يكون صادقاً من اي دين أو مذهب، والكاذب كاذب.. من اي دين أو مذهب.

وعلى هذا.. فبعض غلاة أهل الجرح والتعديل - الذين يوثقون مذهبياً ويضعفون مذهبياً - ليسوا مؤتمنين على نقل حقيقة الصدق وذم حقيقة الكذب، فاحذروهم..

وللأسف أن هؤلاء كثروا بعد فترة الخليفة العباسي المتوكل (247 هـ)، وكان ناصبياً، بينما كان الأمر أخف عند أوائل أهل الجرح والتعديل - كشعبة مثلا - ومن أشهر أهل الجرح والتعديل الذين هم نواصب ويتعمدون إخفاء أحاديث وسير أهل البيت أبو يعقوب الجوزجاني في كتابه الشجرة وأحوال الرجال.
وكذلك لحق التعصب كثيراً من أهل الحديث ضد الشيعة، ولكن بدرجة أخف، كالبخاري والعقيلي.. بينما كان المتقدمون - كشعبة وأبي عوانة ومعمر - أفضل وأنصف.. وهذا موضوع طويل جداً.. وهدفي هو (المؤامرة على أخبار أهل البيت وفضائلهم) بتضعيف من ينقلها بدعوى التشيع، وتوثيق من يعارضها بدعوى السنة، ومن ذلك (قصة الإمام الحسين) وثورته وأهدافها، والمظالم التي ارتكبت في حق بيت رسول الله، فقد ضعفوا أكثر أخبارها من باب النصب = النفاق فحسب, ومن حق محمد رسول الله علينا أن نهتم بالمظلومين من قرابته كما نهتم بسجن الفقيه الفلاني أو جلد الفقيه الفلاني، فآل رسول الله أولى.. فأين هم؟!

دعوا الشيعة يغلون في أهل البيت كما شاءوا، هذا موضوع آخر، ولكنه لا يصلح للعذر.. لكن أنتم، أين هم أهل البيت في قلوبكم وعقولكم وكتبكم وثقافتكم؟

ماشي، الشيعة غلوا وكذبوا وشوهوا الإسلام وفعلوا وفعلوا.. تمام.. لكن.. أليس لآل محمد حقوق في الاهتمام بمظالمهم كما تهتمون بأحمد وابن تيمية؟

أنتم من تسهمون في قوة الشيعة بترك هؤلاء المؤمنين الصادقين الأتقياء للشيعة.. فالذنب ذنبكم إذاً.. الحل سهل.. اقصدوا المعرفة لا المذهب.
هل يكون سجن أحمد وضربه ثلاثين سوطاً مقطعة الثمار أولى بالذكر والإشادة والحزن من ذبح الحسين من الوريد إلى الوريد وقتل أطفاله وإهانة نسائه؟

لا يمكن لمحب لمحمد - ص وعلى آله - أن يهتم بهذا الفقيه البغدادي وذاك السفيه الدمشقي ويترك محمداً في قبره ينتظر منه كلمة حق وشهادة لله!

لا يمكن لسني صادق ألا تستوقفه مأساة كربلاء لخشيته من أن يوافق الشيعة في أحزانهم.. يا أخي.. وافق محمداً في أحزانه ودعك من الشيعة. إن مصاب آل محمد يجب أن نقدمه على مصابنا في أنفسنا وأهلنا وقراباتنا.. مصاب محمد أولاً، وبعده تسهل كل مصيبة، لا تنسوا محمداً ولا آل محمد.

اللهم يارب.. إننا نبرأ إليك ممن قتل الحسن وأهله وأتباعه وأهان نساءه وبناته، وممن أمر ورضي ونافح عن المجرمين، وعاند وركن إلى المجرمين ..

 

لمتابعة "المؤامرة الروائية على ثورة الحسين.. الجزء الثاني "«««


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=945
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28