• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المنافقات في العهد النبوي! .

المنافقات في العهد النبوي!

 

#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي

تناول فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي (أعزّه الله وفكّ أسرَه) في مجموعة تغريدات (في نوفمبر 2013) لموضوع لم يتطرق اليه اخرون (على حد علمنا)..

وهو موضوع المنافقات في العصر النبوي..

وقد تناوله فضيلة الشيخ من باب تدبر ايات القرآن.. 

ننقله لحضراتكم هنا مما يلقي بضوئه على فكر ونهج الشيخ ابا مالك في البحث والفكر..

هذا هو المالكي.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

التغريدات من شهر نوفمبر 2013.

تشرّف بجمعها ونشرها في الموقع "محمد كيال العكاوي".


تخلو كتب السيرة والتاريخ من التنبيه على (منافقة واحدة) من المنافقات في العهد النبوي، مع وجود ذلك في القرآن.. تدبروا هذه الآية - بعمق - لتعرفوا دور المنافقات الثقافي الكبير في العهد النبوي، واشتراكهن مع المنافقين في نشر هذه الثقافة.

 (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68)) [سورة التوبة]

 إذاً فأين هنّ؟

الآية تقرب لك (المنافقات) بأنهن من (المنافقين)، فقال (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض)، ولم يقل (بعضهم أولياء بعض) كما في وصف المؤمنين. قال الله (بعضهم أولياء بعض) في حق أناس لا تربطهم علاقة نسب، المؤمنين (بعضهم أولياء بعض)، واليهود والنصارى (بعضهم أولياء بعض)، والذين كفروا (بعضهم أولياء بعض)، والمؤمنون والمؤمنات (بعضهم أولياء بعض)، والظالمون (بعضهم أولياء بعض)، فهؤلاء لا تربطهم علاقة نسب، وإنما فكر أو مصلحة.

بينما الذين ذكر الله أن (بعضهم من بعض) هناك علاقة نسب، مثل :

(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)  ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)) [سورة آل عمران]

فهنا علاقة نسب واضحة..

وكذلك إذا تحدث القرآن عن النسب الآدمي (مثل قوله تعالى):

(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)) [سورة أل عمران]

فهنا القرآن يبين أنه لا فرق بين ذكر وأنثى، فكلهم من أدم ( كلهم بعضهم من بعض)، أما عندما يذكر الالتقاء في الدين فيقول (بعضهم أولياء بعض).

فأول فائدة نستفيدها في معرفة (المنافقات) أنهن (من المنافقين)، أي على صلة نسبية وثيقة بهم، كأن يكنّ أمهات لهم أو بنات ..الخ

الفائدة الثانية من الآية: أن عند المنافقين والمنافقين عمل ثقافي مضاد تماماً (يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف)، وتكثف في آخر عهد النبوة.. وإنما قلنا أن مشروعهم الثقافي تكثف في آخر عهد النبوة لأن الآيات موجودة في سورة التوبة، وهي من آخر ما نزل من القرآن الكريم (قبل المائدة). وهؤلاء هم المقصودون في لسورة الأخيرة (سورة المائدة) بأنهم (يسارعون في الكفر)، لأن الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف مسارعة في الكفر بلاشك.

قال تعالى في المائدة:

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)) [سورة المائده]

من هم؟                          

هل هم مسلمون أم كفار؟

اسمع إذا..ً

 (مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا)

إذاً فهناك حلف! واليهود موجودون إذاً.. إذاً مازال لليهود صولة وجولة في المدينة، ولم يتم تهجيرهم ونفيهم، إنما وقع النفي على المعتدين المحاربين فقط، أما من كانوا كالمنافقين فلا.

تذكروا أن هذه السورة (المائدة) هي آخر سورة نزلت من القرآن، يعني أيام حجة الوداع وبعدها، والحلف قائم بين المنافقين واليهود، ولهم عمل كبير..

ما هو هذا العمل؟

أمر بالمنكر ونهي عن المعروف سبق في ( التوبة)، وأما هنا فتحريف للكلم من بعد مواضعه ومبالغة في سماع الكذب وأكل السحت.. فاسمع:

 (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا)

إذاً فهم يختارون من الدين ما يناسبهم! ويحذرون مما يزعجهم..

ماذا أصاب هؤلاء؟

لقد أصابتهم الفتنة، فاسمع بقية الآية:

(وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)!

والفتنة نوع من الابتلاء، وهو غاية الله في خلقه، أن يفتنهم ولا يكتفي منهم بالإيمان..

(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)؟

يعني أن هؤلاء (الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) اختبرهم الله ففشلوا، وأخذوا ينتقون من الشرع ما يناسبهم، ويردون منه ما لا يناسبهم!

فلذلك.. سارعوا، فأمروا بالمنكر مباشرة!

ونهوا عن المعروف مباشرة!

وتحالفوا مع اليهود..

وسمعوا ألأكاذيب..

واعطوال منهجاً في الانتقاء من الشرع!

ولا ريب أن هذه (فتنة عظيمة) وقعوا فيها (بعد الإيمان)، ولم يصمدوا لاختبار الله لهم - بشرائع وأوامر - أزعجتهم وعاكست هواهم وعصبيتهم ومصالحهم!

والسؤال:

هل بقيت ثقافتهم تفتك في المسلمين إلى اليوم؟

هل هناك أمر بالمنكر ونهي عن المعروف إلى اليوم؟

 

هل هناك سماع للكذب وانتقاء إلى اليوم؟


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=949
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19