• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : فوضى الدعاء! .

فوضى الدعاء!

إن كنت ولابد داعياً فقل: اللهم إن كنت تعلم أننا على حق فثبتنا عليه وانصرنا، وإن كنت تعلم أننا على باطل فاهدنا وأوقف مظالمنا وهذبنا بالهزيمة.
لا تجعل نفسك أعلم من الله بالحق والباطل..
اخلص نفسك إليه..

عندما ترى جماهير ناديين رياضيين مثلاً ؛ كل جمهور يبتهل بالدعاء خاشعاً باكياً؛ يطلب من الله أن ينصر فريقه!
اليس هذا استهتار؟
الاستهتار بالدعاء وادخاله في الذاتيات والأهواء والهموم الصغيرة والمصالح الضيقة والخلافات المذهبية والسياسية أصبح ديدن كثير من الناس للأسف..
نزهوا الدعاء ولا تدخلوه في هذه الفوضى والاستهتار والاستخدام.. اجعلوا الدعاء في الأمور التي حث القرآن على الدعاء فيها؛ وما أكثرها في القرآن.
ادعوا الله أن يهديكم الصراط المستقيم..
أن يصلح قلوبكم واعمالكم..
أن يرحم والديكم.. الخ

نزهوا الله ودعاءه عن كرة القدم ولعبة البلوت والشطرنج.. الخ
اجعلوا دموعكم في الدعاء لأشياء كبيرة تستحق الدموع..
لا ترخصوا دموعكم وأحزانكم..
اجعلوها لأمور تستحق هذه الدموع.
نزهوا هذه الأدعية والابتهالات..
قصص الاستهتار بالدعاء لا تنتهي.
لا يجوز ابتذال الدعاء.

حتى السارق قد يدعو الله أن يوفقه في تحقيق هذه الجريمة!
تعلموا الدعاء ومواطنه، العامي يعرف بفطرته أنه لا يليق أن يدعو الله أن يوفقه في ظلم أو سرقة أو زنا أو غش.. الخ
وهناك اعتداءات أغمض لدعاء الله أن يحيي ميتاً ونحوه!
ثم هناك ادعية أغمض كأن تدعو أن ينقلك الله من بلد الى بلد في دقائق مثلا!
او ينجحك في الاختبار المدرسي وانت لم تذاكر ولا تذكر شيئا.. وهكذا.
ثم ينتهي الأمر في الأمور المشتبهة الرخيصة، كدعائك الله أن تنتصر في لعبة بلوت او كيرم أو باصرة أو كرة.. الخ.
كل هذه الأمور نزهوا الدعاء عنها.

الخلاصة:
أن الدعاء ليس فوضى، وكذلك الخشوع والإخبات.. الخ.
اجعلوا لهذه الأدعية المعاني في مكانها اللائق بها.
ادعو واخشعوا، ولكن في اللائق والواضح..
شجع من شئت من النوادي والمنتخبات..
العب الورقة والكيرم.. الخ، لكن لا تدع  الله أن يكون في صفك في مثل هذه الألعاب..
استح من الله أن تحشره هنا.
من يسمع المعلقين الرياضيين يجد العجب!
كثيراً ما تسمع بعضهم يقول: (الله معنا ومن كان الله معه فالنصر حليفه)!؟
ماهذا الحمق والجرأة وعلم الغيب؟
حتى فيما هو أعلى من ذلك.
دعاء أهل الأحزاب والمذاهب والتيارات لنصرة احزابهم ومذاهبهم؛ هذا اعتداء.
لا تجعل الله لك فقط..
هذا الاستحواذ كبر خفي..
إن كنت ولابد داعياً فقل: اللهم إن كنت تعلم أننا على حق فثبتنا عليه وانصرنا، وإن كنت تعلم أننا على باطل فاهدنا وأوقف مظالمنا وهذبنا بالهزيمة.
لا تجعل نفسك أعلم من الله بالحق والباطل..
اخلص نفسك إليه..
سلمه زمام نفسك وناصيتك..
اجعله هو من يختار لك النصر أو الهزيمة ويفيدك مما اختار لك.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=999
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19