• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : حرص إبليس وأتباعه على الصد عن سبيل الله .

حرص إبليس وأتباعه على الصد عن سبيل الله

إبليس وأتباعه من شياطين الجن والإنس من القرن الأول إلى اليوم حريص على صرف المسلمين عن هذا الأصل إلى التحريش وهم من يجروننا إلى حلبتهم, قد يقال : ولماذا تطيعونهم في الانجرار إلى حلبتهم؟!والجواب: لا بد من الانجرار إلى حلبتهم بغير منهجهم؛ بالبيان ورفع الشبه وإلقاء الحجج, فالله عز وجل نصف كتابه في الحديث عن الظالمين وعن الشيطان؛ من هذا الباب لأن الشيطان معه أكثر أهل الأرض والباطل والله معه الأقلية والحجة, فأن أنت تركت الشيطان وأولياءه استطاعوا بالتشويش والأكاذيب والبذاءة أن يخوفوا الناس فيضطرون للسكوت او الخوف أو الانزواء هذه طريقة الشيطان.
والواجب على المؤمن إن أراد أن يرّد كيد الشيطان وأولياءه وألا يبالي بتكفير ولا تهديد ولا شتم فالله خلقنا لهذه الغاية ( غاية الابتلاء), أما إن فضّل المؤمن سلامة جاهه وسمعته على سلامة الدين وسمعته ؛ فقد رسب في الابتلاء ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)؟!



كيد الشيطان ضعيف فلا تخافوا, كيد الشيطان وأولياءه ضعيف ليس معه إلا التهويل على المسلم بالذم والتهديد والوعيد والتحقيرالخ هذه بضاعته فقط.



لذلك دعوتي لأهل البصائر من الباحثين والمخلصين للمعلومة إن اشتد عليهم أولياء الشيطان أن يعرفوا أنهم في مرحلة ابتلاء فليحرصوا على النجاح, والنجاح أن تقول لنفسك: لن يوقفني عن قول الحق شيء؛ حتى لو وصل للتهديد أو القذف ؛ كما قال حسان: ...وعرضي ...لعرض محمد منكم فداء!



ليتذكر المؤمن المحب لمحمد صلوات الله عليه؛ أن الذين كفروا وأشياعهم كانوا يفعلون مثل هؤلاء الحمقى تماما؛ تكفير وكذب وأذى وقذف وهجاء الخ... وليقل المؤمن لنفسه:لقد شاركت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلقيه أصناف الأذى؛ فلست أكرم عند الله منه؛ وسأقتدي به في الثبات وإهمال تشويش الشيطان وأوليائه



الفرج قريب والغلو يترنح وبغض محمد -وقل محمد- ينحصر يوما بعد يوم، وبشر الصابرين! إنما مراد الله اختباركم أتصبرون؟! أما هؤلاء فقد فرغ منهم!



مهمة إبليس ليست أن نترك الإسلام ونعبد الأصنام كلا؛ مهمته أن نحب أولياءه ونقتدي بهم تحت إسم الإسلام, ونبغض أولياء الله تحت مسمى الضلال.



مهمة أبليس بعد ظهور الإسلام أن ينقل أكبر قدر ممكن من راية علي وآل محمد إلى راية معاوية وبني أمية, هذا نجاح  كبير له وهو الدين البديل; هذا الدين البديل خال من كل هدى وفيه كل الجاهليات التي يريدها الشيطان كبر وجهل وهجاء وسب واختلال معايير وتهويش وتشويش وصد عن سبيل الله.



ماذا يريد إبليس أكثر من هذا؟ مسلمون إسمًا لكنهم معرضون عن كتاب الله وعن هدي النبي (ص)وعن العقل والتفكر والتدبر والعلمية في التعاطي.



لذلك بدأ الشيطان في هذه الأزمنة يحث أولياءه على المزيد من ذخائره التي يستبقيها للضرورة’ والتي هي ( مساوئ الأخلاق)يستخدمها لساعات الضعف.



لذلك إذا رأيتم قنوات الصد عن سبيل الله-وإشياعها من جنود إبليس وأشياعه البغاة- وتطرفها وكذبها وأحقادها فلا تخافوهم؛ إنما هم كيد شيطان!



وأكثر ما يخيف المؤمنين هذه الأيام من قول الحق هو التكفير والشتم والقذف؛ أو الضرر في مال أو منصب وهذا لب الابتلاء ليعلم الله أتعبده أم تعبد الله؛ والدليل قوله تعالى منبها للنبي ومن معه من كيد هؤلاء ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم.



(ومن الذين أشركوا أذى كثيرا؛ وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور), إذًا فالله ينبه المؤمنين أنهم سيسمعون (أذى كثيرا) فماذا يكون؟



لا ريب أن من ذلك الأذى المسموع كل ما يفعله الحمقى اليوم من تشويش وسب وقذف وهجاء الخ فما علته؟!الابتلاء كما في أول الآية فالحل؟ الصبر.



فلذلك فالله يختبرك أنت أيها العبد المؤمن هل ستترك الحق حماية لنفسك ومالك وسمعتك وعرضك وجاهك الخ أم أن الله أغلى عندك من ذلك كله؟!



أنت بالخيار, أنت حر,فالحق وأهله يتلقون الأذى والباطل وأهله مصدر الأذى انظر أنت وقارن ثم اختر أي الطريقين ,أنت حر.



فإن أنت قلت لنفسك:سأعبد الله على طريقتي؛ أصلي وأصوم وأترك البيان وقول الحق,فأنت راسب في الابتلاء, لماذا ؟

لأنك اخترت أن تعبد الله بطريقتك أنت لا طريقة الله!كأنك تقول لله:عندي طريقة إسهل وهي أن نعبدك بصمت! ( قل أتعلمون الله بدينكم)؟!



سيقول لك الله هذه طريقة إبليس قبلك وقد كان أعبد منك أراد أن يعبدني بطريقته الخاصة! لم يرتض السجود لآدم لانه يريد حماية سمعته ثملك!



سيقول لك الله أنت وإبليس تريدان مفاوضات معي للإتفاق على كيفية عبادتي, لقد ارتقيتما مرتقى صعبا أن تسوون أنفسكم برب العالمين.



فتريان أن لكما الحق في مشاركته في إدارة في تدبير شؤون خلقه! وفي اقتراح العبادات المناسبة السهلة غير المستفزة لأحد.



هل أنا عندكما بهذه البساطة والدونية حتى تقترحان على تعديل العبادة؟ حتى لا تستفز أحدًا! وهل تشكان في علمي بالأنسب؟ هل تدعيان معرفتي؟!



العبد المتذلل لله العارف بعظمته وحكمته وعلمه وإحاطته، لا يجتزيء من الدين ما يعجبه، ويقول: سأعبده هكذا ولن أعبده كما يفعل فلان!! كلا هذا كبر. نعم هذا كبر ككبر إبليس نفسه، فلو أمره الله أن يسجد له الف سجدة بدلا من السحود لآدم لفعل، لكن الله لعنه وطرده ليس لعدم سجوده وإنما للكبر. ولذلك قال: {إلا إبليس أبى واستكبر}فهو استكبر لأنه رأى أن السجود لآدم لا يناسبه! مثلما يستكبر اليوم أناس، ويرون أن القول بكذا لا يناسبني. هذه مسائل إيمانية دقيقة جدا رغم وضوحها في القرآن الكريم لكن أصحاب الاقتراحات على الله: (الشيطان وأولياءه) أنسونا إياها وهي ضرورية جدا



إذًا فلو كان الله يريد أن نعبده بلا ابتلاء ولا إعمال عقل ولا ضمير لخلقنا عابدين، بلا رسل ولا كتب ولا شياطين. هذا إيهام ابليس فاحذروا. الله اختار أن نعبده من حيث يريد هو لا من حيث نريد نحن، فإما أن نوافقه على العبادة المتعبة فنربح، أو نختار عبادة ميسرة على مزاجنا فنخسر.



لابد أن نقول لله سمعا وطاعة سنعبدك بأي طريقة تأمرنا بها حتى لو تبرأنا ممن كنا نحب من أعمال وأشخاص، وأحببنا من كنا نكره من أعمال وأشخاص. فأنت يارب أعلم منا بما يصلح لنا وأعلم منا بالمهتدين والضالين، وأعلم منا بمن يجب اتباعه ومن يحرم اتباعه فالأمر لك وحدك هنا، أنت عبد لله.أنا إذا أنت قلت يارب أنا أعرف طريقة ممتازة لعبادتك هي أفضل مما اقترحته علينا من البراءة من الظلم وأهله؛ فهذا صعب والناس حساسيات



سأقترح عليك يا ربنا أن نعبدك بصلاة وصوم وحج وزكاة ونكثر منها ونزيد التراويح اكن اعفنا من البراءة من دعاة النار, ومن قول الحق, الخ...



وسنترك العقل لأن بعض السلف ذمه! ولكن نعدك يا رب أن نعوض أوامرك التي تركناها بمزيد من العبادة والذكر والصدقة! هنا أنت كإبليس, لأنك تتهم الله بهذا الاقتراح بعدة اقتراحات : انه ليس حكيمًا , يقرر عبادات ليس لها لزوم, ونحن نريد ان نرتاح من الخلاف وأنه فرض امورًا فيها مفسدة الخ...



أنت بهذا تهدم معنى الإسلام كله لأن الاسلام من التسليم التام لأوامر الله ونواهيه وحكمته وعزته فكيف تقول (مسلم) ولا تسلم لله ؟!





ولذلك قلت لكم أكثر من مرة أن الأغلبية من المسلمين لا يعرفون معنى قرآنيا واحدا؛ لا الإسلام ولا الإيمان ولا الشرك ولا الكفر الخ. {فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا}

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=105
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28