• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : المسلمون يضيعون غايات الإسلام! .

المسلمون يضيعون غايات الإسلام!

جريدة الكويتية
الشيخ حسن فرحان المالكي


لم يتوسع المسلمون في تأمل غايات الإسلام وتحديدها وشرحها وتفصيلها وتعريف الناس بها، بل لا يشعرون بها أصلا ولا يدرون ما هي في الجملة، وإنما انشغلوا بالوسائل الموصلة إلى هذه الغايات مع غياب شبه تام للغايات، فجنوا التخلف والجهل والاختلاف المذموم والكراهية والتقاتل ..إلخ، بمعنى انشغلوا بالوسائل على أنها «غايات»، والغاية هي الهدف الكبير، أو الهدف النهائي.

وغايات الإسلام النهائية مبثوثة في القرآن الكريم كالشكر والتعقل والتفكر والتذكر والتقوى والهداية
والخشية ..إلخ.

وتتم معرفة الغايات من هذا القرآن المهجور بسهولة إذ إنها تأتي بعد قوله «لعلكم - أو لعلهم» غالبا، فهذه الغايات من أجلها شرع الله الوسائل كالصلاة والصوم والحج والزكاة.. إلخ، فعندما يقول عز وجل «وأقم الصلاة لذكري»، هل الصلاة هنا هي الغاية للذكر، أم الذكر هو غاية للصلاة؟!

لاريب أن صريح الآية يقول «الذكر هو غاية الصلاة وأن الصلاة وسيلة إلى تحقيقه»، لكن الذكر نفسه قد حرفه المسلمون وحصروه في أقل مصاديقه وهو الذكر اللفظي اللساني، أما الذكر بالمعنى القرآني فهو تذكر الله دائما، أي أن يكون الله في قلبك دائما، «فاذكروا الله كذكركم آباءكم»! هو التذكر ومن تذكر الله فلن يظلم ولن يغش ..إلخ.

والصلاة إذا لم تحقق هذه الغاية فليست تلك الصلاة التي ذكر الله عنها أنها «تنهى عن الفحشاء والمنكر»، لأن من كان الله في قلبه أي «يتذكر الله» فسينتهي عن الفحشاء والمنكر، فانظر إلى ترابط ثقافة القرآن مقابل تشتت الثقافات المذهبية التي تفصل الأمور عن بعضها وتقطع الدين أولاً، والدين حياة «استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم»، وتقطيع الحي أوصالا يجعله بلا فائدة بل يجعله ضاراً قد يكون دفنه أكثر صحة من بقائه مقطع الأوصال فوق رمال حارة وبيئة ناقلة، لذلك تجد أن المسلمين في الغالب يصلون لكن صلاتهم لم تنههم عن الفحشاء والمنكر، ولا تجعلهم يتذكرون الله عندما يقولون أو يتعاملون أو يخطبون أو يحرضون أو يفتون.. إلخ، وللأسف أن كل غايات الإسلام المرجوة في القرآن قد تم تحريفها - كما حرفوا الذكر هنا- وتم خلطها مع الوسائل وتقديم الوسائل عليها.

والسبب في هذا كله أن الشيطان لبس عليهم دينهم فاستجابوا له، واستخدم معهم سفراءه داخل النفس المسلمة من حسد وعصبية وفخر وجهل وظلم وعجلة، وأنتم ترون نتيجتها اليوم واضحة في المسلمين معرفة وسلوكا. 



  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=304
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 22