حسن بن فرحان المالكي / نقض فتوى ابن عثيمين

ابن عثيمين رحمه الله،وقع في عدة أوهام في استدلاله بالآية الكريمة ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) , فرد الاعتداء بمثله مطلق , وقتل النفس المعصومة كالطفل والمرأة تحريم خاص , والخاص مقدم على العام , ولذلك قال الشيخ لا يجوز أن نزني بنسائهم.

الأمر الثاني: عندما أقتل المرأة والطفل أنا لا أعتدي عليهم , أنا أعتدي على الشرع وعلى نفسي , لأن كل بريء هو لك قبل أن يكون لخصمك.

علما بأننا نقر للشيخ ابن عثيمين بفضله وفقهه وحسن تحريره للمسائل، إلا أن هذه الفتوى زلة كبيرة ما ظننت أن تصدر منه.فسامحه الله وغفر له.

الزنا بنسائهم محرم نوعاً , وقتل نسائهم محرم نوعاً , وقتل أطفالهم محرم نوعاً , ومن استدل بعموم الآية ولم يهتد لتحريم هذه الجرائم كلها فقد ضل.ثم بناء على تعليل الفتوى بأن هذا ( يكسرهم) , فقد يأتي بعضهم ليقول: سنعذب الأطفال حتى الموت ونصور ذلك لأنه يكسرهم أكثر! نعوذ بالله من هذا .

إخواني الكرام... لابد من أن نضبط غضبنا وفق الشرع , لا يجوز أن نشرع لغضبنا , فالإيمان تمام الإيمان هو الذي لا يدفعه غضبه للتشريع في دين الله. وإذا ضبط المسلم أعصابه لله فليثق أن الله أنه سيفتح بهذا ( الضبط للنفس) مصالح له لا يعرفها فالله بيده الأمر كله وحتى تستحق النصر سلم لله.

لماذا لا ينصر الله المسلمين؟ لأنه ليسوا مستسلمين لأومره ونواهيه , فيبتليهم بمن يملي لهم الله ليزدادوا إثماً مع إثمهم , الإسلام هو التسليم لله
فكيف تريد من الله أن ينصرك وأنت تعمل لك كل يوم إسلاماً يتوافق مع نفسيتك وغضبك وأحقادك؟ هذا ليس إسلاماً , الإسلام هو التسليم , سلم لله ينصرك.

إذا لم يتعلم المسلمون كيف يضبطون قلوبهم بالشرع فليسوا مسلمين إلا ظاهراً , فالله يريد منك هذا ( القلب) , إذا صلح لن تكذب ولن تظلم ولن تشرّع نعم قد ينتصر الظالم ليس لأن الله يحبهم , ولكن لأن الفئة المؤمنة تحتاج إلى التمحيص , تحتاج إلى ثقافة مجددة , تحتاج إلى تنقية معرفية وقلبية , ولذلك فهزيمة المسلمين اليوم أمام آلة الغرب رغم أنها شر ظاهر , إلا أنها تنطوي على خير باطن , من حيث تلمس المسلمين لأسباب هذا الضعف والتخلف.