حسن بن فرحان المالكي / سيرة الإمام علي (ع)-- قصة رفع المصاحف في حرب صفين

حقائق التاريخ

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين. مشاهدينا الكرام السلام عليكم جميعا اينما كنتم ورحمة الله تعالى وبركاته، مرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم: حقائق التاريخ، معنا ان شاء الله من الرياض فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي، ومن دمشق فضيلة الدكتور سهيل زكار. مرحبا بكم مجددا مشاهدينا الكرام، لازلنا مع سيرة الإمام علي عليه السلام ونحن في مرحلة حرب صفين، في حرب صفين بعدما انتصر جيش الإمام علي عليه السلام وانكسر وانهزم جيش الشام ظهرت فجأة فكرة لم تكن تخطر على بال احد، رفع المصاحف، لجأ معاوية وعمرو بن العاص الى فكرة رفع المصاحف وقال عمرو بن العاص: من كان عنده مصحف فليرفعه. يعني على رأس الرمح ومن هنا بدأت الفتنة، لكن انا اوجه السؤال الاول الى فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي، فضيلة الشيخ قصة قميص عثمان مثلا لم يحاول ان يستفيد منها اي شخص فيما بعد ابدا، وكذلك الشأن بالنسبة الى قصة رفع المصاحف وقصص اخرى يعني من بينها ايضا قصة عمرو بن العاص الذي رمى نفسه بين جيشين وكشف نفسه على كل حال، لم يحاول احد فيما بعد ان يستفيد من هذه الحوادث، برأيكم فضيلة الشيخ لماذا يعني؟

فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي: بسم الله الرحمن الرحيم. على اية حال قبل ان اجيب على هذا السؤال تسمح لي بمداخلتين، قبل ان اجيب على السؤال عندي تعقيب من الحلقة الماضية تسمح لي اذكره ثم ادخل الى الاجابة عن السؤالين، مسألة الاخ الكريم الذي اتصل ونسب اليّ انني اقول وصلتنا احاديث متناقضة او نسب اليّ انني اقول ان الاحاديث متناقضة، ليس هناك احاديث متناقضة عن النبي عليه الصلاة والسلام وانما التناقض في نقلنا عن النبي عليه الصلاة والسلام يجب ان يفهم هذا فالذي يمشي على التصحيح والتضعيف الموجود في ما يسمى مصطلح الحديث وعلم الرجال هذا علم مذهبي ليس علم علمي، هذا علم ثقافي بمعنى الثقافة تسبق على الحكم، الثقافة التي تربى عليها الشخص تسبق على الحكم على الرجال والاحاديث، وفكرة الاخ كنا عليها قديما كنا نرى انه بحمد الله عندنا كل شيء الصحيح واضح والضعيف واضح هذا غير صحيح، ليس هناك صحيح واضح ولا ضعيف واضح، يحتاج الى علم بالقرآن اولا وعلم بقدرة العقل او مدى حكم العقل على الخبر وعلم بالتاريخ ووعي تاريخي وعلم بالنفس والاجتماع وتبدل الناس الى آخره، فكرة اخرى اذكر ايضا نصيحة للاخوة المشاهدين ان يتصوروا لانه في اخ من اليمن اتصل فقال كيف تقارنون عليا بمعاوية، نحن لا نقارن عليا بمعاوية ولكن الواقع للاسف الواقع التاريخي يجعلهما فرسي رهان وكأن الفرق قليل، فليتذكر الاخوة لو كان النبي عليه الصلاة والسلام موجودا ورأى معاوية يجعل جائزة لمن يأتي برأس عمار، ورأى عمار بن ياسر الذي قال فيه النبي وفي اهل بيته صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة، يرى رأسه معلقا عند معاوية ويستلم القاتل الجائزة كيف سيكون موقف النبي عليه الصلاة والسلام كيف سيكون، فيجب على الانسان ان لا يبادر الى اتخاذ موقف قبل ان يحاول ان يعرف ماذا سيكون موقف النبي نفسه عليه الصلاة والسلام وعلى آله، اما السؤالين طبعا قميص عثمان لم يتكرر ورفع المصاحف لم يتكرر لان الخدعة لا تأتي الا مرة واحدة، لا تصلح الخدعة ان تستخدم الا مرة واحدة فاذا استخدمت مرة اخرى فسدت لم تعد صالحة، والخدعتان هاتان اكتشفتا من تلك الايام الى ان اصبح مثلا يضرب الا عند فرقة قليلة متعصبة لبني امية الى اليوم تردد وهي ليست محسوبة على السنّة بالمناسبة، انا سني والدكتور سهيل زكار سني لكن هذا الصوت السني المعتدل لم يتح له عبر التاريخ ان يعبّر عن السنّة التي تحب النبي وآل البيت واتيح لفريق آخر خلف بني امية من ايام معاوية الى ايام قريبة فهذا هو السبب، وما في بأس اني اقول انها شجاعة من قناة الكوثر مشكورة ان تأتي بسنيين يحاوران في قضية حساسة تاريخية فيها خلاف بين متطرفي السنّة والشيعة وهناك متطرفون عند الشيعة ايضا يبالغون في الامور، هذا المنهج الوسطي وجود سنيين يناقشان سيرة الإمام علي يدل على ان عند السنّة بحمد الله احاديث كثيرة وخير كثير وحقائق عن اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ولكن هذه لا تصدق البعض لا يصدق لان الناس كما قال الإمام علي في نهج البلاغة: الصواب والرأي بالدول، يعني اذا الدول ارادت شيئا يظهر كأنه صواب، واذا ارادت الباطل تقلبه حقا يظهر من قديم من ايام معاوية كان الإمام علي في الشام لا يعدو ان يكون لصا صغيرا فلذلك نحمد الله انه وجدنا في زمن يستطيع الانسان ان يعبّر عن رأيه، تفضل اذا هناك سؤال آخر.

المقدم: نعم ولكن فضيلة الشيخ المؤرخون لم يذكروا كلمة الخدعة، لم يقولوا خدعة، لم يسموا قميص عثمان خدعة ولم يسموا على كل حال لعبة عمرو بن العاص سموها خدعة لكن في هاتين المسألتين لم يذكروا خدعة.

فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي: كل كتب التاريخ تذكر ان معاوية استخدم هذا خدعة يعني بمعنى تذكر عن اناس يعرفون الحقائق وهناك اناس ما يعرفوا الحقائق حتى هذه رفع المصاحف انخدع بها اناس من اصحاب العبّاد انخدعوا بها لكن لم تجد اجماعا على خدعة ما عبر التاريخ اصحاب الخدعة انفسهم يصرون انها ليست بخدعة ويتبعهم من يتبعهم اما الذين ينظرون للامور بموضوعية فيعرفون ان الامر فيه خدعة وان معاوية ليس حريصا على كتاب الله حرص المهاجرين والانصار واهل بدر الذين كانوا مع الإمام علي كما قلت كان هناك ثمانون بدريا تقريبا وثمنمئة من اصحاب بيعة الرضوان بينما اهل الشام بين طليق واعرابي ومن النصارى كلب وقضاعة، فالحريص على الحدود الشرعية والحريص على القرآن الكريم هم امثال الإمام علي وعمار وابو ايوب الانصاري وخزيمة بن ثابت وليس الضحاك بن قيس وبسر بن ابي ارطات والوليد بن عقبة وامثالهم، هذه يستطيع البسيط ان يرى فقط الوعي التاريخي ضروري ان يكون عند الانسان وعي تاريخي بحيث يعرف من هو الحريص على دين الاسلام، من هو الحريص على القرآن، أهو مثل علي وعمار وامثالهم من الكبار ام مثل معاوية وعمرو بن العاص والوليد بن عقبة وبسر ومسرف بن عقبة وامثالهم هذه بسيطة الا ان الهوى اذا اتى والخصومات المذهبية تجعل الناس تجرهم الى مناطق ليس فيها رضا الله ورسوله.

المقدم: فضيلة الشيخ ولكن هناك من يقول ان الحرب خدعة فمن حق معاوية ان يستعمل اي خدعة واشار عليه عمرو بن العاص بخدعة رفع المصاحف فلماذا يُلام هكذا يقولون فضيلة الشيخ، بماذا نجيبهم فضيلة الشيخ؟

فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي: الحرب خدعة المقصود النواحي العسكرية البحتة قد تخدعه، اما الخدعة بأوامر الله ونواهيه وبكتاب الله ان تخدع الناس بكتاب الله هذه سنّة معاوية والسلاطين الظلمة من ايام معاوية يخدعون الناس بكتاب الله اما نحن مع القرآن، هذا اشتراء بآيات الله ثمنا قليلا واشتراء بآيات الله سلطة زائلة واشتراء بآيات الله جمهرة غوغاء هذا هو ولذلك ما يجوز ان نبرر لمعاوية وهذه خدعة رفع المصاحف اذن فكل من اتى وادعى امرا وادعى انه احق بالامر وادعى انه قال الله وقال الرسول ويخدع، اليوم جميع المسلمين يستبشعون جميع المسلمين بلا استثناء يستبشعون من يقول في خلاف فعله من يزعم انه يريد ارضاء الله ويريد تطبيق القرآن ويريد تطبيق الشريعة بينما هو لا يفعل اذن لماذا اذن يستبشع اليوم بالاجماع ولا يستبشع من معاوية ورفعه المصاحف وهو من ابعد الناس عن تطبيق المصاحف يقتل ويأخذ الاموال، خلافه من قديم مع ابي ذر ونفيه من الشام مع عبادة بن الصامت وعندما يأتي له في تحريم الربا او شيء يرده برأيه فاذن نحن يجب ان نعي تاريخيا، المشكلة نحن يا سيدي المشكلة فينا في المسلمين انها اخذتهم الطوائف والمذاهب وتركوا الحقائق، يجب على المسلم كما نردد ان الحكمة ضالة المؤمن ولو كانت باقصى الصين، اذن من باب اولى اذا كانت الحكمة موجودة عند اخيك المسلم ان تأخذها فكيف اذا كانت هذه الحكمة هي الاساس في تراثك انت وفي انتاجك الفكري انت ومع ذلك تبقى مهملة لأن منهجا تعليميا لا يريد او وسائل اعلام لا تريد او لان طائفة معينة لا تريد ولذلك انا اركز على بعض الاخوة الذين التقي معهم نصرة الحق خاصة اهل البيت لنا للمسلمين جميعا، انا شخصيا كسني لا ارى العصمة وما ارى كثير من الامور ولا الرجعة ولا البداء ولا كثير من الامور التي يراها الاخوة الإمامية، لكن الإمام علي من حيث هو والحسين والحسن وغيرهم من حيث احقيتهم ومظلمتهم هذه قضية سنية هي اجماع، المهاجرون والانصار كانوا اجماعا مع علي باستثناء اربعة اعتزلوا، التابعون من بعدهم ولكن سوط الخلافة وسيف الخلافة التي فرضتهم في الحرة وفي صفين وفي الجمل وفي هدم الكعبة وفي ثورة ابن الاشعث وفي ثورة الإمام زيد ثورة النفس الزكية وبلال بن ابي بردة كل هذه ادت الى مقتل الكثير من العلماء وبقي اناس يتقربون من السلطة واستطاعت السلطة ان تأخذهم وحرفوا لها دينا الى ان اصبح الحاكم لا يحاسب على شيء والعامي يحاسب على كل شيء، العامي لا يستطيع ان يثق بانه اقرب الى الجنة حتى لو كان من اعبد الناس والحاكم لا يثق احد انه اقرب الى النار ولو كان من اظلم الناس اذن هذا الانتاج السلطوي من مهمة المسلمين الثقافية جميعا ان يدرسوا كيف اصبح ديننا كأنه دين يسوغون الظلم ويشرعنوا للظلم هذه مشكلة، هذه ليست مشكلة الدين هي مشكلة المسلمين انفسهم من علماء ومن قيادات فكرية وما اشبه ذلك.

المقدم: شكرا فضيلة الشيخ، انا اوجه السؤال الى فضيلة الدكتور سهيل زكار، فضيلة الدكتور يعني الإمام علي عليه السلام هو من اعرف الناس ان لم يكن اعرف الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله بحرمة القرآن الكريم فلماذا عبّر عن هذا بانها خدعة وانهم ليسوا اهل قرآن وانهم لا يعملون به وانما هي خدعة، لماذا اذا كان فعلا هناك صدق في الدعوة الى القرآن الكريم فلماذا الإمام علي من الاول اعلن موقفه انه ضد هذه الخدعة وانه لن ينخدع لهم فضيلة الدكتور.

فضيلة الدكتور سهيل زكار: ...

المقدم: على كل حال نرجع مرة اخرى الى فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي، فضيلة الشيخ.

فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي: يجب ان نعرف بأن عدد جيش الإمام علي في صفين كان حوالي تسعين الف، اذا كان الصالحون من الجيش الفان من البدريين والطلقاء والمهاجرين والانصار فالالفان الى تسعين الف سيبقون قلة فلذلك طبعا قبل رفع المصاحف خطط معاوية وكاتب الاشعث بن قيس رئيس كندة ورئيس اليمانية وكاتب خالد بن معمر السدوسي رئيس ربيعة ووعدهما ان رفعت المصاحف يعني ان يستجيبوا فضغطوا وكان عندهم حمقى من الصالحين الخوارج، مجموعة من الحمقى وقفوا متدينين تدينا فيه الجفاء والغباء هذا فأدى هذا الى ان معظم جيش الإمام علي بدأوا يقولون البقية البقية وهنا كتاب الله كيف نقاتل وكتاب الله مرفوع، وخشي الإمام علي بعد ان كان الاشتر في الميمنة كان يزحف وكان قد قطع خمسة صفوف من صفوف معاوية وكان على وشك النصر فطلب الاشتر من جماعته من الذين يعترضون ان يمهلوه قدر سواقة يعني مقدار ناقة الا انهم رفضوا وخشي الإمام علي الفتنة واخبروا الاشتر بانه الرسول الذي ارسله الإمام علي للاشتر قال اترجو النصر ويقتل امير المؤمنين مكانه؟ فقال معاذ الله، فعاد ولذلك هنا نقول هؤلاء الجيوش لم تترب هذه مسؤولية الخلافة، بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام بعثنا الناس للفتوح مباشرة ما علمناهم يعني ما هناك تربية قوية كان حذيفة بن اليمان معلم واحد في الكوفة وكانت الكوفة يتبعها من اذربيجان الى بلاد الجبال الى الري، الري الآن طهران تقريبا، وكان في البصرة عمران بن حصين يعمم الى سجستان، ليس معقولا في الشام عالم وهنا عالم لا، المفترض قبل ان نزحف على البلدان الخارجية المفترض ان نرسخ هذا الاسلام في قلوب الناس حتى يعلموه هو الرسالة هو الاشعاع، طيب وصلنا الى الاندلس وخسرنا، وصلنا الى كذا واتى المغول واجتاحوا اذن النواحي العسكرية هي في الحد الاخير لدفع الظلم او لنصرة مظلوم، في القرآن الكريم ليس هناك فتوح الا بهذين الامرين { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } وذكر في آية اخرى من اجل المستضعفين اما غيرها من اين اتتنا سنّة ان ننطلق الى هذا العالم وكأننا نريد هذه الفتوح، كأن الخلافة انحرجت من المعارضة الداخلية فدفعت الناس الى الفتوح مباشرة فلم يتعلم الناس رأينا النتيجة يوم صفين، يوم صفين بدأ الانكفاء ويجب ان نفهم سنّة من سنن الله، من سنن الله ان لا تنتصر فرقة على طول الخط حتى يبقى الابتلاء بمعنى رأيت انتصارات النبي عليه الصلاة والسلام انتصارات الخلافة من حادث رفع المصاحف بدأ الانكفاء اتاحت للدول ان تأتي لتبتلي الناس الذين يقولون هم مؤمنون وهم كذا وفي الاخير قتلوا الحسين وفي الاخير وافقوا على لعن الإمام علي على المنابر الا القلة طبعا وهكذا الدنيا فأما الانسان اذا ما ابتلاه ربه، الله يبتلينا بالخير والشر لا يبتلينا فقط بالخير او يبتلي بالشر { فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ } سنّة الابتلاء كثيفة في كتاب الله ضائعة في التراث الحديثي، التراث الحديثي لا تريد منا ان نعرف الابتلاء تريد منا ان نعرف ان المنتصر على حق والمنهزم على باطل هذه ليست صحيحة ولذلك كما ذكر الله يوم احد ويوم الاحزاب ابتلاهم، ابتلاهم يوم حنين وهذا الابتلاء هو سر الله في الخلق فيجب ان يُفهم.

المقدم: شكرا فضيلة الشيخ استفدنا، والآن ان شاء الله مع فضيلة الشيخ اليوسفي الغروي نبقى في قضية رفع المصاحف، فضيلة الشيخ حينما الإمام قال هذه خدعة احاط به يعني اليمانيون وقالوا اما ان تقبل واما ان نسلمك الى معاوية، اين فضيلة الشيخ موجودة في التاريخ جيش يهدد قائده بتسليمه الى العدو، اين موجودة هذه في التاريخ فضيلة الشيخ؟

فضيلة الشيخ اليوسفي الغروي: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والمجد والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين ثم السلام عليكم ايها الاخوة جميعا ورحمة الله وبركاته. اما عنوان الخدعة او الخديعة وكيف ان الجيش انقلب او المأمورين انقلبوا على اميرهم فهذه هي مصيبة التاريخ مصيبة الجهال أمام العالم الكبير، لا يتحملونه لضيق ظرفيتهم ولذلك اصبح امير المؤمنين عليه السلام كما يروى رمى بعمامته من على رأسه يعني نزع عمامته ورمى بها الى الارض وجلس على الارض وهو ينادي: بالامس كنت آمرا واليوم اصبحت مأمورا لا رأي لمن لا يطاع، اذن فأمير المؤمنين عليه السلام له رأيه في الموقف وله بصيرته واتفاقا حتى هذه اللفظة استعملها في بعض كلماته: انا على بصيرة من امري، ولكن القوم لم يكونوا على تلك البصيرة وعلى ذلك المستوى من امر امير المؤمنين عليه السلام يعني لم يكونوا كما قال في بعض خطبه: ووثقوا بالقائد فاتبعوه، هؤلاء لم يثقوا بهذا القائد ثم الروح القبلية العشائرية كانت حاكمة يعني لما كان سيف اشعث بن قيس الكندي متجها الى صوب معاوية كانت هذه السيوف ايضا باتجاه معاوية يعني بحسب الظاهر دفاعا عن امير المؤمنين عليه السلام لكنها في الواقع تبين انها ليست تابعة لامير المؤمنين الا من خلال شيوخ عشائرها الا من خلال الاشعث بن قيس الكندي وامثاله، واما لما شيم سيف اشعث بن قيس بل سل على رأس امير المؤمنين عليه السلام ان يبعث الى الاشتر فيرده والا يقتلونه كذلك قومه وعشيرته وحلفاؤهم والذين كتبوا بشأنه طبعا لا يخلو من مبالغات، لكن كتبوا بشأنه كان اشعث بن قيس اذا ركب ركب في كندة وحضرموت وحلفائها ركب في ثلاثين الف فارس، اقول لا يخلو هذا من مبالغة لكن يحكي عن واقع مؤلم قبلي عشائري يعني كانت التبعية لشيخ العشيرة اكثر من التبعية لامير المؤمنين بوصفه اميرا للمؤمنين.

المقدم: صحيح الى اليوم هذه موجودة في بعض العشائر شيخ العشيرة مقدم على الفقيه لكن فضيلة الشيخ يعني اين هذا من حديث ان تسمع وتطيع ولو امّر عليك عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، من اطاع اميري فقد اطاعني ومن اطاعني فقد اطاع الله ومن عصى اميري فقد عصاني اين هذا السلوك من عقيدة الطاعة، لا الشامية، الاسلامية؟

فضيلة الشيخ اليوسفي الغروي: تلك الطاعة استطاع اولئك الجماعة الذين افادوا غاية الافادة من النظام القبلي العشائري يعني جانب معاوية الذي قال عنه امير المؤمنين: ليس بأدهى مني ولكن لانه لا حريجة له في الدين لذلك يستفيد من مختلف الطرق ارهابا وترغيبا وترهيبا ومن خلال زعماء القوم والعشائر يستتبع ود اتباعهم اما امير المؤمنين عليه السلام فلم يكن يسلك هذه السبل، كان يريد ان يسلك سبيل المعرفة والعقيدة الدينية بلا استفادة من خلال مشاعر العشائر وزعمائها وحلفائها فلذلك تلك الطاعة التي صبغت بصبغة دينية اسمع واطع ولو سلط عليك عبد حبشي اسود وما شاكل هذا انما افاد منه اولئك الجماعة ولم يفد منه امير المؤمنين علي عليه السلام لانه لم يتطرق ولم يسلك سبيل زعماء العشائر.

المقدم: شكرا فضيلة الشيخ، اعود الى فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي، فضيلة الشيخ الآن اذا اردنا ان نعمل الاحاديث النبوية الشريفة وانا اذكّر اننا دائما نستند في الاحاديث الى كتب سنية محضة ما نأتي بأي كتاب شيعي، حديث علي مع القرآن والقرآن مع علي يدور معه حيث دار موجود هذا الحديث ويعني انتم ادرى ان شاء الله باسناده فضيلة الشيخ، اذا كان علي مع القرآن كيف يُدعى الى القرآن وهو معه! اللهم الا ان كانوا يدعونه الى الورق والمصحف لا الى المضمون! اذا كان علي مع القرآن فكيف يُدعى الى القرآن، حينما يكون علي مع القرآن الذي هو مقابل علي ليس مع القرآن فكيف يتصور عاقل ان يكون من ليس مع القرآن يدعو من هو مع القرآن الى القرآن فضيلة الشيخ؟

فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي: طبعا المسألة هنا ليست بهذا العلم عند الفريقين يعني يكفي ان حديث عمار المتواتر كان يعلمه خاصة القوم في الشام بمعنى عمرو بن العاص، عبد الله بن عمر، معاوية، خاصة رؤوس الشام يعرفونه، لما أتى هذا الحديث استطاعوا ان يزحزحونه بسهوله وخرج الناس وهم يقولون اهل العراق قتلوا الشام عندما قال قتلوا عمار، عندما قال انما قتله من جاء به هذا يدل على انهم افدام لا يفهمون وان الامير مقدس تفسيره مقدس رأيه مقدس، وهناك فرق بين العراقيين والشاميين ربما لم يشر شيخنا الشيخ الغروي، الشاميون ربّوا على الطاعة الشامية، العراقيون كانوا مختلفين البصريين اصلا كانوا عثمانية وكانوا في الجيش نفسه الازد وتميم معظمهم عثمانية الهوى، الكوفة منقسمة بنو اسد ايضا كانوا عثمانية، فقط مذحج وربيعة وهمدان هي كانت ابلغ القبائل المخلصة للإمام علي، ديار بكر ونواحيها والموصل وكذا ليس عندهم عالم ما في فقيه فأهل الحجاز كانوا هم النخوة المهاجرين والانصار مع مذحج والنخع وهي قبيلة ضمن مذحج ومع كذلك ربيعة، ربيعة تنصر بالحمية ما عندهم فقهاء وكذا همدان بالحمية يعني يصبرون عند اللقاء، بينما الشام من ارمينيا ومن بيروت الى السماوة كلها معلمة عند معاوية على طاعة معاوية كان الفقيه الشامي يقاتل ويقول اُقتل عند طاعتي، كانت الطاعة دينا في الشام، اتعرف ما معنى دين كانت دينا، ابو مسلم الخولاني زاهد اهل الشام يقاتل الإمام علي وعمار ويقول اقتل عند طاعتي فالطاعة هنا بالاضافة الى ما ذكره الدكتور سهيل زكار في حلقة سابقة بأن معاوية لم يتوسع في الفتوح كان ينشغل بالتدريبات في المعركة الداخلية فلذلك ذكرت انا ايضا في حلقة سابقة بان اهل البصرة وصلوا بلاد السند واهل الكوفة وصلوا خراسان واهل البصرة وصلوا الاندلس بينما اهل الشام ابدا بقيت بعض الثغور في لبنان ما فتحوها مع ان السمعة الآن في الوجدان الاسلامي العام ان اهل الشام اصحاب فتوح وابن تيمية كان يقول هم كانوا اصحاب فتوح واعلم الناس بالثغور والاوزاعي كان اعلم الناس بالثغور، الثغور اين هي؟ خمسين كيلو من دمشق الى بيروت فقط ليست تلك الثغور البعيدة اذن كان معاوية يشتغل على هذا على الطاعة وعلى التدريب العسكري وعلى الاعطيات بمعنى يعطي شيوخ القبائل اموال يستطيع شيخ القبيلة ان يضمنه، وكان يدفع ايضا في العراق برؤساء القبائل خاصة تلك الايام كاتب الاشعث بن قيس واعطاه اموالا وخالد بن معمر السدوسي وحجر بن يزيد وهو غير حجر بن عدي هذه المكونات ادت الى انتصار الدنيا، الدين المحمدي الاصيل ادى انتصار الدنيا ابتلاء ايضا لان الله عز وجل يعطينا الحكم ويترك لنا حرية الاختيار ان شئتم فلذلك ندموا بعد فترة صارت الثورات والندم وما اشبه ذلك، لكن القرآن مع علي وعلي مع قرآن ما يعرفوا اهل الشام اذا لم يكونوا يعرفون حديث عمار الا الخاصة منهم ولذلك فقط ذو الكلاع الحميري كان يعرف هذا الحديث وقتل قبل عمار وفرح معاوية وعمرو بن العاص قالوا والله لا نعرف بأيهما نفرح أبقتل عمار ام بقتل ذي الكلاع والذي ارجحه انا انه تم اغتياله اثناء المعركة لانه كان مطاعا في الشام وما اشبه ذلك من احداث.

المقدم: شكرا فضيلة الشيخ، فضلية الدكتور سهيل زكار يعني الآية القرآنية الشريفة تقول { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } ما قالت الآية هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يفتح بهم البلدان والثغور كذا لكن رأينا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله الاهتمام بالفتوحات مثل ما قال فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي واهمال التوعية تماما الى درجة ان الجيش يقول للخليفة الشرعي اما ان تسلّم واما ان نقتلك، كيف نفسر هذا الاهمال فضيلة الدكتور سهيل زكار للتوعية توعية الجيوش وتوعية المسلمين، هل هي غفلة او عدم معرفة قلة معرفة او قلة تجربة ام هو حرص على الفتوحات والغنائم فضيلة الدكتور؟

فضيلة الدكتور سهيل زكار: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة واتم التسليم على النبي المصطفى وعلى آله واصحابه الذين اخذوا بهداه الى يوم الدين. قضية الفتوحات وتتابعها واعداد الجيوش التي شاركت ونوعية الجيوش في كل مرحلة من المراحل تحتاج الى وقفة يعني الفتوحات الاولى ثم المراحل الاخرى في السماح للذين شاركوا بالردة بالانطلاق بالفتوحات وقضية مدى تمسك سكان شبه الجزيرة في البوادي وحتى في اليمن بالاسلام هذه كلها مسائل تحتاج الى وقفات متأنية هذا من جانب، ومن جانب آخر توالي الانتصارات وحدوث مشاكل تتعلق بالغنائم بمعالجة متابعة القوات المنهزمة، ادارة المناطق المفتوحة الى غير ذلك يضاف الى هذا ما هي الامكانات الادارية آنذاك التي توفرت في الامصار لا اقول في المدينة لان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يسمح للصحابة بمغادرة المدينة وبالتالي التوعية في الامصار المفتوحة لا يمكن الحديث عنها مطلقا وهذه حالة ليست منفردة بالنسبة للتاريخ الاسلامي وانما ايضا توفرت في تواريخ كثير من الامم التي قامت بحركات اجتياح وفتوحات كبرى واعمال استيلاء لكن كان من المتوجب ارسال دعاة لكن بدلا من ارسال الدعاة ارسلت مع الجيوش مجموعات من القصاص وهؤلاء القصاص في كثير من الاحيان اعتمدوا على الاسرائيليات وعلى الشعر الى ما غير ذلك وبتصوري انه لم تتوفر للجيوش مجالس للوعي وللهداية وللتمسك بالدين الاسلامي وللتعرف العميق على الدين الاسلامي، انما مشكلة الاميين تحتاج ايضا الى وقفة متأنية هل المقصود بالاميين غير اليهود والنصارى ام المقصود بالاميين الذين لا يحسنوا القراءة والكتابة وهذه قضية قد تكون فيها بعض الحساسية لبعض الناس الذين يؤثرون ان يقولوا المقصود بالاميين الذين لا يحسنون القراءة والكتابة واذا قبلنا بهذا المنطق معنى ذلك الذين قاموا بحركة الفتوحات كانوا مع ادارتهم جهله لا يحسنون القراءة والكتابة ولا يحسنون الدعوة الى دين الله وافهامه لا للقوى الفاتحة ولا للبلدان والشعوب المفتوحة وهذا يفتح مشكلة من المشاكل فيها نوع من انواع التشويش وخلط الامور ببعضها بعضا ولذلك يرجح ان المقصود بالاميين غير اليهود بالدرجة الاولى وغير المسيحيين وبالتالي كان هناك كوادر تحسن القراءة والكتابة لكن هذه الكوادر التي تحسن القراءة والكتابة ومعظمها من الطلقاء هل كان الطلقاء متفهمين للاسلام، هل كانوا مخلصين للاسلام ام ركبوا تيارا يمنحهم مرابح ومغانم اكثر من التيار الذي كان موجودا من قبل وهو التجارة وقيادة القوافل وهذا كله يحتاج مرة اخرى الى الوقوف والتدقيق لكن انا ارجح ان الذين تولوا الامصار كانوا غير مخلصين ولا يريدون التوعية ولاسيما في بلاد الشام.

المقدم: شكرا فضيلة الدكتور، استفدنا، مشاهدينا الكرام معنا ابو امجد من العراق.

المتصل الاخ ابو امجد من العراق: السلام عليكم.

المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل اخي الكريم.

المتصل الاخ ابو امجد من العراق: تحياتي لك استاذ ولضيوفك الكرام، هذا البرنامج يشاهدونه ملايين الناس وانتم كل اسبوع تعرضوه خمسين دقيقة، هذا اجحاف بحق المشاهد، بعض القنوات تعرض برامجها ساعة ونصف وساعتين، يعني انتم وبرنامج السيد كمال الحيدري ساعة او ساعة ونصف هذا اجحاف بحق المشاهد، عشرات الملايين يتابعوكم يا استاذ بارك الله فيك، سؤال ثاني قناة اهل البيت لماذا متوقفة؟

المقدم: الله اعلم اخي الكريم هذا سؤال توجهه ان شاء الله للاخوة في قناة اهل البيت عندهم موقع الكتروني ونحن ما ندري اخي الكريم هذه القنوات كل واحدة من القنوات تشتغل على حدا ما في ذاك التنسيق مثل ما تتصور تعرف العمل الاعلامي انما نحن لا ندري انا واحد من الناس الآن علمت الآن لما قلت انت علمت انه قناة اهل البيت متوقفة، الله اعلم، هذا السؤال لا يوجه لنا لا نحن في ادارة قناة اهل البيت ولا نحن عندنا حق نتكلم باسم قناة اهل البيت ولا اي شيء لكن ان شاء الله سوف يظهر فيما بعد. مشاهدينا الكرام اعود الى فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي، فضيلة الشيخ هذا تيار الخوارج الذي ظهر في حرب او معركة صفين لانه ظهر في المعركة وليس فقط في الحرب، فضيلة الشيخ هل هذا كان عمل منسق مع عمرو ومعاوية ومجموعة ابن الصمت وكذا ام انه كان شيء عفوي هكذا ظهرت الاحداث وترتب عنها هذا، هل هناك تنسيق بين الطرفين بحيث انه الجماعة ضحية وهم لا يشعرون ام انه لا يعني نتيجة ما حدث هذا الصدام رفع المصاحف فجأة ظهر هذا التيار الذي لازالت آثاره ماثلة أمام عيوننا الى اليوم، الى اليوم في خوارج والى اليوم في تيار تكفيري فضيلة الشيخ.

فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي: طبعا لم يكن منسقا مباشرة بين معاوية والخوارج وانما كان التنسيق ولا يعرفون بين الاشعث وبينهم بمعنى ان الاشعث بن قيس كان يجالسهم وكان مقربا منهم ويسمع منهم ويسمعون منه فاذا استطاع ان ينسق مع الاشعث فهو بطريقة غير مباشرة ينسق مع الخوارج لان كل قائد قبلي او سياسي يعرف ان هناك طائفة من الناس لهم لغة معينة وعندهم تفكير محدود يستطيع ان يستغلهم في اي وقت فالاشعث بن قيس كأنه قال لهم قُتل المسلمون وهذه المصاحف وهم ما يهمهم مسألة مقتل المسلمين انما المصاحف عندهم تعظيم عن جهل هم ما يعرفون هم مع من يعني هم معتدون بأنفسهم احدهم يقول للنبي اعدل يا محمد، معتدون بانفسهم، وهذه النماذج فيما بعد ظلم الخوارج ظلموا كثيرا وعممت هذه الظاهرة على جميع الخوارج وكانت هناك ثورات نسبت الى الخوارج هي ثورات حقوقية ولم يكن فيها استباحة للدماء ولم يكن فيها استهداف للمخالفين وانما استهداف فقط لعسكر السلطان كثورة بلال بن ابي بردة الذي قتل عام (58 هجرية) وكذلك ثورة النجدات نجدة بن عامر الحنفي لم يكن على هذا وكان يعذر بالجهل والتأويل وما اشبه ذلك الا ان الطرف السياسي الذي نشأت عليه كتب التاريخ فضلت ان تجعل كل من خالف السلطة من الخوارج حتى وجدنا ابو داوود صاحب السنن يعني ينقل عن بعضهم ان النفس الزكية من الخوارج يعني عمم هذا النموذج لكن لم يكن هناك تنسيق مباشر لان معاوية ما يعرفهم لكن الاشعث بن قيس كان يجالسهم ويسمع منهم ويصوب اراءهم حتى يوم عاد علي الى الكوفة عندما كان يخطب كان يصوب اراءهم وكانوا الخوارج هم من المتعصبين لابي بكر وعمر وخاصة عمر كان بعضهم ينادي الإمام علي واعمراه لا نريد الا سنّة عمر، الغريب ايضا في التيار السلفي المعاصر انه لا يقول مثلا لا يذكر هذه العلاقة بين شدة عمر رضي الله عنه والخوارج كان هناك تلاقي في الافكار وبقوا الى عصور متأخرة يرون ان فقط ابا بكر وعمر ثم يكفّرون البقية عثمان وعلي وبقية الصحابة.

المقدم: شكرا فضيلة الشيخ، معنا احمد من العراق.

المتصل الاخ احمد من العراق: السلام عليكم.

المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل اخي الكريم.

المتصل الاخ احمد من العراق: ...

المقدم: اخي الكريم ما واضح الكلام، نعود الى فضيلة الدكتور سهيل زكار، فضيلة الدكتور سهيل زكار يعني هذا سؤال حساس وبناء على بحوثكم التاريخية واقعا عندي سؤال حساس لكن اعتمد على البحوث التاريخية اكثر من اي شيء، يعني فضيلة الدكتور سهيل زكار هذا التيار الارهابي التكفيري الموجود اليوم الذي يفجر المساجد والحسينيات والمطارات والاسواق وكذا ما عنده علاقة بتيار الخوارج هذا مال صفين؟

فضيلة الدكتور سهيل زكار: له علاقة ليس بتيار الخوارج ككل وانما بتيار الازارقة من الخوارج الذين آمنوا بعمليات الاستعراض لجميع الناس وله علاقة بحركات متطرفة يعني انا لا يمكن بشكل من الاشكال ان اعفي الوهابية وما صنعته في التاريخ الحديث ولا يمكن ان اعفي حتى حركة الاخوان المسلمين وتبنيها للعنف وقتل الآخرين ولحسن الحظ انه الآن لدينا مواد وثائقية كثيرة تنشر للمرة الاولى حول تيار الوهابية وحول تيار الاخوان المسلمين والتمويل والتعاون، لا ينسى الانسان ايضا ان كثير من زعمار الاخوان المسلمين الذين اباحوا الدماء في سوريا وفي مصر لجأوا الى شبه الجزيرة والآن النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية يدفع الثمن مباشرة اكثر من غيره، وطبعا الخوارج كان فيهم تعصب لكن ليسوا جميعا، ونحن الحقيقة لما نتعامل مع ظهور حركة الخوارج او الشراة نحتاج الى وقف مطولة مع القرّاء لاسيما جماعة القرّاء في العراق والقضايا التي باتت تطرح في العراق بعد معركة الجمل والقضايا التي طرحت في صفين حيث حوّلت المواجهة في صفين من مواجهة بين الشام والعراق الى صراع بين قرشيين يعني استطاع معاوية وعمرو بن العاص يفهموا الناس ان ما يجري في ارض صفين صراع على السلطة بين اثنين من قريش وطبعا هذا امر مرفوض، واخترعت حكايات كثيرة تؤيد هذا المنحى ولاسيما الحكايات التي تحدثت بأن الإمام علي طلب مبارزة معاوية وهذا غير معقول او طلب مبارزة عمرو بن العاص وهذا ايضا مرفوض لان الإمام علي كرم الله وجهه كان إماما شرعيا يقود جيوشا صاحبة الشرعية ومن غير المعقول ان ننزل به من الإمام الشرعي الى منزلة المتمرد او الطامع في الولاية يعني سواء معاوية او عمرو بن العاص ولذلك القضية لا يتعجل الانسان وتحتاج قضية القرّاء وقرّاء العراق الى دراسة متأنية، صحيح ان دور الاشعث كان له دور في الاثارة وصحيح ما قيل ايضا لكن انا لا اقبل به قضية ابن سبأ والتحريض الى غير ذلك اختراعات لروايات كثيرة انما كلها استهدفت رفع شأن معاوية وجعله مساويا للإمام علي وليس متمردا.

المقدم: شكرا فضيلة الدكتور، معنا الاخ سجاد من العراق.

المتصل الاخ سجاد من العراق: السلام عليكم.

المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل اخي الكريم.

المتصل الاخ سجاد من العراق: عندي سؤال للشيخ حسن يعني عندي تتابع لمحاضرات الاخوان السنّة، يعني دائما هم يعتبرون الخلفاء الراشدين هم اربعة، وفي اي محاضرة ما يذكرون الإمام علي، لماذا يذكرون عمر وعثمان وابو بكر وما يذكرون الإمام علي نهائيا وهم يقولون الخلفاء الراشدين اربعة ويعتبروهم متساوين؟

المقدم: ان شاء الله يجاوبك الشيخ، فضيلة الشيخ المالكي يعني يقول ان اخواننا يقولون الخلفاء اربعة ولكن لا يذكرون الإمام علي ابدا لا في محاضراتهم ولا في دروسهم هم اربعة نظريا وهم ثلاثة فعليا لان الإمام علي غير موجود يقول ما هو السر؟

فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي: السر واضح السر هو التأثر بالمنهج الاموي خاصة التيار السلفي تأثر هذه قضية كبيرة ومهمة تزول الدول ولا تزول آثارها، معاوية اوجد بعده ارضية فكرية قتلة النسائي وضربة الحاكم عام (405 هجرية) وقتلة النسائي عام (303) اذن لا تزول آثار الدولة بزوالها، فلذلك البصرة مع الشام البصرة قطعة شامية نزلت في العراق وكان بنو اسد داخل الكوفة كانوا ايضا نواصب هذا النصب ادى الى التقليل ما امكن من قدر الإمام علي وفضائله والرفع ما امكن من الآخرين وان كانوا ذوي فضل وسابقة يعني بالنسبة للخلفاء الثلاثة الا ان قرب الإمام علي ونشأته بجوار النبي من ايام صباه وقبل اسلامه الى ان توفي وهو بجواره هذه المساواة وايضا انا فعلا اجد قلة للاسف في المتحدثين باسم السنّة اجد قلة في ذكر الإمام علي ونحن ان شاء الله نعوض انا والدكتور سهيل زكار نسد هذه الثغرة باذن الله.

المقدم: بحول الله شكرا فضيلة الشيخ، ومادام ذكرتم هذا الكلام في آخر الحصة فضيلة الشيخ قبل ان نختم انا عندي سؤال اطرحه بناء على كلام الاخ سجاد من العراق عندي سؤال اطرحه لكل المشاهدين ان شاء الله والذي عنده جواب يجاوب على الموقع او حتى يتصل بالقناة: لماذا باهل رسول الله بالإمام علي عليه السلام مادام هو في رتبة رابعة، يعني لماذا يباهل به لماذا يترك الافضل؟! يعني الآن دولة تريد ترسل سفير عندها سفير عنده شهادات وكذا وعندها سفير يعني شخص متوسط منتمي للحزب فقط، معقول تبعث ذاك المتوسط او ضعيف الحال وتدع ذاك الانسان الذي يحسن التمثيل، الله اعلم على كل حال، والسؤال واضح لماذا باهل رسول الله صلى الله عليه وآله بالإمام علي وذريته دون غيره وان شاء الله نحصل على الجواب. مشاهدينا الكرام لم يبق لنا الا ان نشكركم جميعا على متابعة البرنامج ونشكر الاخوة الذين اتصلوا بنا، ونواصل ان شاء الله الكلام حول سيرة الإمام علي لكن الآن نبدأ مع الخوارج، ان شاء الله الليلة يكون آخر شيء حول صفين وننتظر دائما تعليقاتكم حول البرنامج وحول النصوص وحول شخصية البرنامج على الموقع، مشاهدينا الكرام لم يبق لنا الا ان نشكركم جميعا ونشكر ضيوفنا ونشكر الاخوة الذين اتصلوا بنا الى حلقات قادمة دمتم بخير والسلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى وبركاتــه...