• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : تاريخ بني مالك وما جاورها .

تاريخ بني مالك وما جاورها


14ديسمبر، 2009

تاريخ بني مالك
وما جاورها
حوادث وسنوات
(بني مالك أرضاً وشعباً)

خولان بن قحطان (قبل الميلاد)

ذكر الهمداني في الإكليل أنه قرأ في السجل القديم سجل الحميريين من أهل صعدة أن قحطان نفسه الذي ينتسب إليه كل القحطانيين كان من أبنائه الأربعة والعشرين خولان نفسه! وأن خولان القديم هذا أقدم من خولان قضاعة الذي تنتسب إليه خولان صعدة، وهو أقدم من حمير وكهلان وبلقيس وقضاعة فضلاً عن همدان وحاشد وبكيل ومذحج فليس فوقه من القحطانيين إلا قحطان نفسه فهو أخو العرب البائدة طسم وجديس ويمن (الذي سميت به اليمن) وأزال الذي بنى صنعاء وسميت به فكل هؤلاء من أخوة خولان الذي تنتسب إليه خولان القفاعة التي هي خولان القديمة التي بها أرض رازح وفيفاء وبني مالك وصحار ونحوها من قبائل خولان الغربية.

إذن فخولان بن قحطان هذه أيضاً تسمى خولان الأجدود وخولان الأولى وقد أكدت النقوش التي اكتشفت في القرون الأخيرة أن مواطن خولان القديمة كانت ناحية (دفا وصحار ورازح) ونواحيها وهذا يجعل بني مالك وفيفاء في القلب من هذا، فهي جنوب دفا وشمال رازح ووسط صحار القديمة ويدل على الكلام السابق ذلك عدة دلائل من أهمها:

1-أن التاريخ الجاهلي ضاع منه أغلبه بإجماع المؤرخين وأهل الآثار، وقد ذكر الهمداني أن العرب فاتها كثير من العلم بالأنساب والأيام (الحروب) بعد حادثة نبوخذ نصر وسقط كثير من الأسماء من الأنساب القديمة وعلى سبيل المثال فقد ذكر الهمداني سقوط نحو عشرة أسماء مابين قضاعة وحمير! –هذا على شهرة هذا النسب - وذكر الهمداني أن هذا أدى لدخول بعض القبائل في بعض، وأن بعض الناس دخلوا في نسب مالك بن حمير والهميسع بن حمير وغيرهم من العرب وليسوا منهم.
قلت: ومن ذلك دخول خولان القديمة في نسب حمير بل في خولان قضاعة – للأسباب التي أشار إليها الهمداني وذكر أنها من أسباب ضياع بعض الأنساب- إضافة لحروب وتخريبات الملك شمر يهرعش بن ياسر يهنعم وسفكه لدماء القبائل المتمردة عليه في شمال اليمن ومنها قبائل (دفا) و(الحرة) وذلك قبل الإسلام بثلاثمائة سنة؛ فأدت هذه الأمور وأمثالها لوجود تكتلات وتحالفات ودخول قبائل في قبائل واختلاط الأنساب بالأحلاف.

2- ومن الدلائل أيضاً أن خولان الأولى أو خولان القديمة مذكورة في السجل الحميري القديم بصعدة الذي ذكر الهمداني أنه متوارث عندهم من العصر الجاهلي، وما في السجل أقدم وأوثق مما كتبه الهمداني فضلاً عما كتبه ابن الكلبي وابن حزم وغيرهم من المتأخرين والبعيدين عن المنطقة وأحداثها، فالسجل قرأ فيه الهمداني نفسه أن خولان بن قحطان هي (خولان رداع التي في القفاعة) والقفاعة ناحية رازح كما سنثبت ذلك بالدلائل القاطعة.

3- ذكر الأكوع محقق الإكليل: أنه لا يعرف خولان رداع ولا القفاعة!!اهـ.
قلت: هذا يؤكد كلامنا فرداع هذه ليست رداع المشهورة باليمن ولو كانت كذلك لما جهلها الأكوع ويدل على ذلك اقتران رداع الشمالية بالقفاعة ورازح وغيرها من الأماكن الموجودة إلى اليوم في المنطقة وسياتي ذكرها.
أما القفاعة فأمرها أوضح فهي بناحية رازح جنوب فيفاء وبني مالك وكانت سوقاً قديمة للمعادن التي تجلب من الحرة (حرة بني مالك ناحية الوغرة) ولذلك نجد الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب (ص 116) عند وصفه لمخلاف صعدة يقول: (ومن المغرب معدن القفاعة من بلد الأجدود من خولان ثم لا مدينة بعدها من نجد اليمن وكان بها حروب قد ذكرناها في بعض كتبنا وذكرنا من كان بها من شعراء خولان…).
وعن الأجدود هذه يقول الهمداني في الإكليل(1/131): ( قال لي ابن أبي الجعد الجماعي عريف جماعة بن شرحبيل: دعوة الجديدة وهم الأجدود وبني جداد إلى رازح وهم أنف رازح بن خولان)! اهـ.
وقال الهمداني عن وادي خلب (صفة جزيرة العرب ص 135): ومآتيه من القفاعة والبار…اهـ.
ومما يدل على أن القفاعة هي في الحنوب من فيفاء وبني مالك قول الهمداني في صفة جزيرة العرب(ص129) – واصفاً سراة خولان-: ( جبل أبذر لبني عوير من آل الربيعة بن سعد فالدحض فالهلة وعدبوه فالمطرق جبل بني كليب فالأسلاف فغنم (كذا والمشهور عنم) فالخنفعر فالعر ومن وسطها وغورها أرض ساقين وحيدان وشعب وشعب حي وحرجب وأرض الشرو ومران والقفاعة والبار وخلب وجحفان وعرامي وغرابق وعراش ووسحة وغيلان ودفا وقيوان وبوصان وأرض الرسية وأرض بني حذيفة وأرض الأبقور فمنحدر إلى أنافية..)اهـ.
قلت: أنافية هو الاسم القديم لفيفاء أو هو تسمية للشيء بأشهر مافيه وهذا معروف مستعمل، - وقد ذكرت فيفاء باسمها الحالي، قبل الهمداني بنحو مئتي سنة (عام 200هـ) كما سيأتي في مبحث فيفاء – وقد كانت قرية أنافية مشهورة عامرة في أيام الهمداني، وأنافية قد زالت شهرتها بعدما ما سلط الله عليهم (الإسليل) فأبادهم، أما ديارهم فما تزال شاهدة في حقو فيفاء (جنوب غرب فيفاء)، وما زالت المكان معروف هناك باسم (نافية) إلى اليوم.
أما خنفعر المذكور في النص فهو جبل معروف بهذا الاسم إلى اليوم في جماعة، وقد ذكر الحجري والأكوع أنه جبل فوق مجز تابع لبني جماعة، وأما جبل بني عوير (أبذر) فمعروف أيضاً وبنو عوير من صحار وهم معروفون إلى اليوم بهذا الاسم، وغيلان برازح هو أشهر جبالها خاصة في نهاية العصر الجاهلي وبداية الإسلام، ومران جبل سمي باسم قبيلته وهو معروف إلى اليوم ناحية رازح ذكره الحجري، ووسحة جنوب رازح، ودفا وادي مشهور من أيام الجاهلية الأولى وهو شمال بني مالك ويتبع حالياً لقبائل حبس وآل علي من بني مالك ويشاركهم فيه قبائل أخرى كآل ثابت وآل تليد، وقد ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان.
وقيوان جبل يمني ممتد ناحية آل ثابت شرق بني مالك (يمكن رؤيته من حبس وطلان) وبوصان لبني جماعة شرق منبه وجنوب آل زيدان وقد ذكره ياقوت الحموي أيضاً …..الخ والعر جبل عظيم لقبيلة منبه اليمنية جنوب بني مالك وهو أشهر من أن يعرف وعنم معروف إلى اليوم وكذا أبذر (برازح) وساقين مشهور إلى اليوم وهو مركز خولان، وحرجب (جوار ساقين) وأرض الشرو(لبني بحر من خولان)، ومران، وخلب وادي معروف إلى اليوم ناحية تهامة ومآتيه من رازح و بقية خولان، والبار قرية كانت بها سوق عامرة غربي رازح وهي اليوم أطلال،وعراش جبل لبني بحر من أحلاف خولان بن عامر، أما الأبقور فهم من صحار، والغريب أن الهمداني ذكر أنهم كانوا في فيفاء أيام الهمداني مع صحار وكأن الأبقور قبيلة منفصلة عن صحار مع أن السيد علي الفضيل في كتابه الأغصان قد ذكرهم من صحار.
والقفاعة التي قرنوها بخولان قحطان معروفة إلى القرن السادس – ولعلها معروفة إلى اليوم-فقد ذكرها ياقوت الحموي وقال: ( هي من نواحي صعدة من أرض خولان يسكنها – أي في عهد الحموي- بنو معمر بن زرارة بن خولان ) وذكر ياقوت: أن بالقفاعة معدن الذهب!.
قلت: القفاعة كانت سوقاً للمعدن أما هذا المعدن فكان يأتي من الحرة كما ذكر الهمداني ولعل ياقوت نقل من الهمداني فهو كثير النقل عنه، والقفاعة هي أقصى حدود صعدة من الناحية الغربية.
والحرة: اسم رجل نسبة إلى حرة بن خولان بن إلحاف بن قضاعة – كذا قال الهمداني في الإكليل- ولا أظنه إلا وهماً لاختلاط أنساب خولان القديمة، فلعل خولان الذي تنتسب إليه الحرة هو حرة بن خولان القديمة بن قحطان نفسه فقدكانت معروفة بهذا الاسم من أيام مالك بن حمير بن سبأ الذي عاصر إبراهيم عليه السلام وكان يقال لها (حرة مالك) ومالك هذا نسبت له جرعاء أيضاً وهي شرق الحرة وتابعة لآل بطين قرب آل زيدان وقد ذكر ياقوت الحموي جرعاء هذه في معجمه وذكر شعراً يدل على قدمها من تلك الأيام أقصد من أيام مالك بن حمير بن سبأ وهو أبو قضاعة وقبل خولان قضاعة بزمن طويل، ويدل على ذلك أيضاً أن الملك السبئي شمر يرعش قد أخمد تمرداً لأهل الحرة قاموا به قبل الإسلام بأكثر من ثلاثمائة سنة بعد هجومه على صبيا وأهل العكوتين – هكذا جاء في النقوش السبئية القديمة-.
من كل ماسبق نخرج بنتائج في غاية الأهمية خلاصتها:
أن بلاد بني مالك وفيفاء كأرض – وخاصة السفوح والأودية- كانت معروفة من زمن سحيق وأنها في قدم السكنى توازي صنعاء وحضرموت وجرهم بل تساوي العرب البائدة كطسم وجديس علماً بأن هؤلاء جميعاً هم أخوة خولان القديمة، وأنه نظراً للفتن الداخلية والحروب ضعفت خولان القديمة حتى دخلت في خولان قضاعة مثلما نجد أن خولان العالية أصبحت أشهر من خولان الأصل خولان قضاعة، ومثلما نجد أن حاشد وبكيل أصبحتا أشهر من همدان مع أنهما فرعان عنها، وكذلك نجد الأوس والخزرج أصبحت أشهر من الأزد مع أنها فرع يسير منها، وكذلك غامد وزهران هما من فروع الأزد لكن شهرتهما في الأزمنة المتأخرة فاق شهرة الأزد، … وهكذا.
كما أن هناك أسماء تندثر وينساها الناس أو يسمونها باسماء حديثة وقد ذكر الجغرافيون أشياء كثيرة من هذا القبيل ولعل من أشهر ذلك يثرب (المدينة المنورة) وهجر (المنطقة الشرقية) ومخلاف عثر (بيش) وهجر (نجران) …الخ.
وبعضها يندثر ولا يتم معرفته بعد ذلك.
والقفاعة اسم متأخر عن خولان الأولى ولعله منسوب إلى القفاعة بن ردمان بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ – حسب ماذكره الهمداني في النسب الذي سرده له شيخه أبو نصر محمد بن أبان الخنفري-.


نحو عام( 280م)

قام الملك شمر يهرعش بمهاجمة القبائل المتمردة بين عسير واليمن بصبياء والعكوتين ووادي ضمد وصحار وعك والحرة، ويهمنا من هذا أن الملك شمر أرسل قوة لمهاجمة أهل الحرة أعلى وادي ضمد ، والحَرّة هذه جزء من بلاد بني مالك وهي أرض مستوية جنوب بني مالك ناحية العين الحارة وهذا يدل على وجود إمكانية تشكيل دولة مستقلة في هذه المناطق في ذلك الوقت، والتمرد غالباً يحمل في داخله مشروعاً، كيف والملك شمر يهرعش يعتبر من أقوى ملوك سبأ حتى أن الإخباريين زعموا أنه غزا فارس والصين وسمرقند( وأنها سميت بباسمه) فإذا صح بعض هذا فلن يكون التمرد عليه من مناطق ضعيفة، ويدعم ذلك أنها كانت مزدهرة تجارياً، وسيأتي التفصيل فيها في حملة الملك يرعش على قبائل سنحان وغيرها في وادي دفا.



بين (275-300) م

حدثت المعركة الكبرى بين المملكتين مملكة سبأ ومملكة الحيرة في وادي دفا شمال بني مالك – وما زال قسم من الوادي يتبع أهل حبس من بني مالك إلى اليوم-.
وكان الملك امرؤ القيس الأول (328م) ملك الحيرة وهو ابن عمرو بن عدي اللخمي ثاني ملول الحيرة قد قام بمهاجمة نجران التابعة لملك سبأ شمر يهرعش بن ياسر ينعم بن عمرو ذي الأعار، فانحدر بقواته ناحية خولان ، وكانت قوات شمر السبائي قد تجمعت في صعدة في خولان الشمالية ثم تقدمت نحو الشمال الغربي إلى حدود خولان القديمة والتقت مع قوات مملكة الحيرة في وادي دفا ثم تجاوزت إلى بيش وعتود وكان هذا المسير يمثل حدود اليمن القديم، وقد اشتركت في المعركة قبائل سنحان الساكنة في الغرب (ولا أدري أيقصدون غرب صعدة أم غرب دفا فإن كان غرب صعدة فالمراد قبائل سنحان قحطان فهي الأشهر، وإن كان يقصد غرب دفا فهي قبائل تسكن بفيفاء وبني مالك ولا زالت بيوت بهذا الاسم معروفة إلى اليوم بفيفاء – منهم شيخ فيفاء- ولعل من هؤلاء فرع صغير ببني مالك في قبيلة آل الزغلي معروفين بهذا الاسم إلى اليوم فقد تكون هذه كلها من بعضها وأن موطنها القديم كان بدفا)، ومن المعلوم عند علماء الإنساب أن بعض اليوت القديمة قد تصبح فرعاً يسيراً من بيوت حديثة لأسباب كثيرة ذكرناها في المقدمة).
وشمر يرعش ملك سبأ الذي كانت خولان تابعة له بما فيها بنو مالك وفيفا ونواحيهما هو شمر يرعش بن ياسر أنعم بن عمرو بن يعفر بن حمير بن المنتاب بن عمرو بن زيد بن  *** ك بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. (مع اختلاف يسير في طريقة نطق الأسماء الحميرية فهم ينطقون يرعش (يهرعش) وأنعم (يهنعم)، وياسر ينعم عندهم معناه ناشر النعم وهذا هو والد شمر صاحب دفا وياسر والد المذكور حكم اليمن بعد بلقيس صاحبة النبي سليمان وقصتهما في سورة سبأ معروفة.
وشمر يرعش صاحب دفا هو أول من تلقب باللقب الكبير ( ملك سبا وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابها في الجبال وفي التهايم) – المفصل (2/571)- وقد أمر هذا الملك بالهجوم مرة أخرى على أهل الحرة أعلى وادي ضمد بعد انتصاره على أهل حضرموت،وكان قد هاجمهم قبل احتلال حضرموت، وتكرار هجومه على أهل الحرة مرتين يدل على أهمية بالغة وقوة كبيرة لأهل الحرة يومئذ ولا أستبعد أن يكونوا قد شكلوا دولة شمالية صغيرة في أعالي وادي ضمد وما جاوره ، والحرة إلى اليوم جزء من أرض بني مالك ناحية الوغرة (العين الحارة) بل هي وسط بني مالك تماماً فهي غرب آل يحي وشرق آل خالد وجنوب آل سعيد وكل هذه القبائل تابعة لبني مالك الحالية.
راجع النص : جامي 658 jamme658) ) و مامب 182، 244، وماهارم ص163 و ،487،p 0 486 le museon 1964 3-4 ، كل هذا نقلاً عن : المفصل في تاربخ العرب للدكتور جواد علي (2/550،555،562).
ثم انظر: الأكليل للهمداني (1/ ) والأعلام للزركلي (2/12)، (3/176) واليمن عبر التاريخ لأحمد شرف الدين(ص97).



نحو400 ق.هـ

بعث الله نبياً إلى مناطق شمال اليمن ومنها خولان واسم ذلك النبي حنظلة بن صفوان وهو قحطاني من الأقيون أبناء قين بن الحارث بن قحطان على ماذكره الهمداني وعند ابن حزم (فهم بن الحارث)، وكان اسم المنطقة بلاد الرس وهي الرس المذكورة في القرآن الكريم، قال ابن حزم في الجمهرة : (الأقيون رهط حنظلة بن صفوان نبي الرس، والرس مابين نجران إلى اليمن ومن حضرموت إلى اليمامة) اهـ كلام ابن حزم.
قلت: بلاد خولان هي بين نجران واليمن الأسفل فهي داخلة في بلاد الرس لا محالة؛ والرس تشمل أيضاً نواحي نجران وشرورة وصعدة ونواحيها.
وقد قيل في الرس أقوال كثيرة متناقضة ولكن اقربها ما ذكره ابن حزم ويدل عليه عدة أمور من أهمها:
1- أن بعض المفسرين ذكروا أن أهل الرس هم قوم شعيب والمشهور أنه بعث بالأحقاف في المنطقة نفسها (بين نجران وحضرموت).
2- مارواه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي عن جعفر الصادق عندما سئل عن حكم غشيان المرأة المرأة هل في كتاب الله شيء عن حكم ذلك فقال: نعم هن اللواتي على عهد تبع وهن صواحب الرس.
3- قول ابن حزم السابق.
3- ترجيح ابن جرير أن أصحاب الرس هم أصحاب الأخدود.
4- ما ذكره الهمداني في الإكليل(1/120) عن الأقيون قال: وهم رهط حنظلة بن صفوان ووجد في قبره لوح مكتوب فيه: أنا حنظلة بن صفوان ، أنا رسول الله بعثني الله إلى حمير وهمدان والعريب من أهل اليمن فكذبوني وقتلوني ، فمن يقول بهذا الخبر يرى أنه بعث إلى سبأ بمأرب فلما كذبوه أرسل الله عليهم سيل العرم).اهـ
5- قول الهمداني أيضاً (1/121): والرس بناحية صيهد وهي بلدة منخرقة مابين بيحان ومأرب والجوف فنجران فالعقيق فالهناء راجعاً إلى حضرموت، …والرس البئر القليلة الماء ، ويقال :بل كان أهل الرس قبائل من سمينا من قحطان وهي أسلم ويامن أبو زرع ورعويل وقدمان فبعث الله إليهم حنظلة بن صفوان بن الأقيون – كذا رواه النساب مثل: الأملوك والأصنوع والأخضوض، وإنما هذا اسم كأنه جماع فبيلة – وكذبوه وقتلوه وطرحوه في بئر رسٍّ ماؤها فأهلكهم الله كما قال تعالى (وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً).
فقال رجل من قحطان يرثيهم:
بكت عيني لأهل الرســ ـس رعويل وقدمان
وأسلم وأبي زرع نفار الحي قحطان).اهـ .
6- وذكر الهمداني أيضاً ( الإكليل 8/212) قصة طويلة فيها خبر أحدهم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة طويلة رواها ذلك الرجل عن آخر اسمه أبو زبيرة بن القوسان عن أشياخه عن رجل اسمه مالك أنهم أصابتهم مجاعة فخرجوا يطلبون النبات فأشرفوا على نبات حمر ورأوا غيراناً كثيرة –جمع غار- تأوي إليها السباع وأنهم أووا إلى غار ثم خرجوا منه هاربين بعد أن رأوا فيه أشبالاً ودخلوا وهدة من وهاد الأرض ورأوا على ربوة حجراً مطبقاً فقلعوه ووجدوا رجلاً قاعداً عليه جبة صوف وفي يده خاتم مكتوب عليه: ( أنا حنظلة بن صفوان رسول الله )، وعند رأسه كتاب: بعثني الله إلى حمير والعرب من أهل اليمن فكذبوني وقتلوني ) فأعادوا الصخرة على ماكانت. اهـ
(((((((7)))))))- وذكر الزركلي في ترجمته في الأعلام (2/286) أن ابن حبيب صاحب المحبر ذكر أن الرس بئر في بلدة حضور اليمنية.
8- وقال ابن خلدون ( في تاريخه 1/37، 72 على ما ذكره الزركلي): حنظلة بن صفوان نبي الرس ، والرس مابين نجران إلى اليمن ومن حضرموت إلى اليمامة.
9- وذكره المسعودي (2/52): أن الرس كان نبيهم حنظلة بن صفوان العبسي فكأنه يرى أنه من عبس خولان، وذكر (1/65) أنه من ولد إسماعيل بن إبراهيم، وأن أصحاب الرس من ولد إسماعيل بن إبراهيم باليمن وأنهم قتلوه فأوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل من سبط يهوذا أن يأمر بخت نصر أن يسير إليهم فأهلكهم.

نحو 30 ق .م

حملة رومانية بأمر القيصر (أغسطس) لمهاجمة جنوب جزيرة العرب، للاستيلاء على ثرواتها العظيمة والنادرة من البخور واللبان والمر والذهب ونحوها، لكنه لم يقدر قوة العرب الجنوبيين وصعوبة بلادهم،ما أدى إلى فشل الحملة التي وصلت أقصى الجنوب مروراً بنجران وخولان كما سيأتي، وكانت الحملة بقيادة قائد اسمه (أوليوس غالوس) فوصل إلى ميناء النبط (لويكة كومة ) وهو قرب ينبع إن لم يكن ينبع نفسه، فنـزلوا على ملك (زعيم) بني الحارث بن كعب بنجران ورحب بهم ثم سار بهم في أرض قليلة الأشجار ومأهولة بالأعراب لمدة ثلاثين يوماً تسمى (عرارين)، قطعوها في خمسين يوماً حتى وصلوا إلى مدينة (نجران)، ثم مدينة التوابل ومدينة أسقه، والآبار السبع، وكالا، ومالوثا، وإقرا أو نقرا، (المفصل 2/43) إلى أن وصلوا البيضاء عاصمة المعينيين، مروراً بخولان وبعض البلدات في المنطقة من سراة جنب وغيرها مثل: عراعرين أو عراعران، والقرحاء (وفيها نهر حصلت فيه معركة فلعلها القرحان) ومجزع أو مجزأ (ولعلها مجز مركز جماعة) ومأرب (موضع آخر غير مأرب السبئيين المشهورة) والشرح (اسم سيد قبيلة لم يعرفها الباحثون ولعلها آل شراحيل لزيادة كلمة : إيل)، والحصبة ( 150 ميلاً غرب نجران) وهذه الراجح أنها حصبة أبراق ببيش، ومر أيضاً بخولان (علماً بأن خولان في ذلك الوقت لا يكاد ينصرف إلا على خولان القديمة)، ومر بمالوثا على وادي ضنكان، (موضعان غير معروفين)، وكهالة (موضع باليمن!)وسروم (وهذه بخولان شرق بني مالك يمكن رؤيته من جبل طلان) وشعب ورحبان أورحبة أو رحابة، ورغوان و ربان أو رعبان أو رابن … وبعض هذه كانت أسماء قبائل، ورحبان بقطابر شرق بني مالك ولا أستبعد أن يكون رحبان هذا هو رحبان المشهور بفيفاء خاصة وأنه قد ذكر بطليموس أن شعب رحبان موجود في الجبل المدرج! وكأنه يقصد فيفاء ، وقد يكون رحبان ذالك الجبل الموجود بشمال الداير بني مالك قرب بدوة ، وذكر بطليموس أن بجانبهم شعباً آخر هو شعب (مأذن ) يسكنون بجوار رحبان في أعالي النهر ( الذي رجحنا أنه بالقرحان) وقد تمكن الشرح ( الذي قد يعني ملك آل شراحيل) من التغلب على خصومه بعد رحيل الرومان، وقد مر القائد الروماني بوادي مذاب ثم وادي دماج شرق المنطقة (ناحية صعدة)، وقد اعترف جواد علي بتناقضات في معلومات هذه الحملة وعجزه عن معرفة الأماكن والقبائل إلا حدسا وتخميناً! وهذا ما يفسح لنا المجال لنخمن أيضاً.



نحو 300 بعد الميلاد

حروب الملك شمر يهرعش ضد أبناء اليمن أنفسهم وقد امتدت زمناً طويلاً وشملت كل اليمن ما أدى إلى (هجرة الناس إلى مناطق نائية، وإتلاف مزارع وتدمير قرى وخراب شامل من تحريق و قتل، ومن ذلك معركة في مدينة ثبير من بني يحر (لعل الصواب بني بحر) بين شمر ذي ريدان وأب أنس من قبيلة المعاهر وأمراء خولان وملك سبأ وملك حضرموت، ولم يتحفنا صاحب النقش بمزيد من المعلومات.
قلت : المعاهر ذكرهم الهمداني


الأستاذ/ حسن فرحان المالكي

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=44
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29