• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : أزمة الفرد السعودي .

أزمة الفرد السعودي

الفرد السعودي يعاني من أزمة ثقافية وأزمة خطاب حادة.

ليس عندي دراسة ميدانية؛ لكن هذا ظاهر في خطابات ومشاركات السعوديين في القنوات الموالية لهم والمعادية على حج سواء، وفي الحوارات الانترنتية ومواقع التواصل الإجتماعي..

وهذه الأزمة عامة في الخطاب الشعبي والرسمي والموالي والمعارض؛ تقوم هذه الأزمة على أسس أهمها التوتر والخوف والشك في الآخر.
وهذا في ظني يعود للأزمة الثقافية والأزمة الثقافية سببها القراءة الأحادية التلقينية لمجموعة من الأفكار ثم التقوقع عليها.

مسؤولية التعليم:

وهذا التوتر في الفرد السعودي متعب للسلطة وللمؤسسات وللعقلاء وللمتوترين أنفسهم، والتعليم أحد روافد هذا التوتر بامتياز.

التعليم هو المسؤول الأول الذي جعل الفرد السعودي متوترا دائما؛ فهو خائف وقلق من أي شئ، متظاهر بالشجاعة والاطمئنان في كل شئ!
المنتظر في التعليم أن يعلم العلم

ومن أسس العلم أن يمتلك الشخص علما بالذات وعلما بالآخر،

ويتشبع بالنسبية في تقييم الأمور،

ويكون مطمئناً / ل،ه يبحث عن علم/ عن معرفة، ويفرح بإضافة أي معلومة إلى نفسه، فهو ليس خصماً إلا للجهل ..

ولكن التعليم يعلمنا المطلقات - أن نطلق إطلاقات غير دقيقة وغير صادقة-

ونطلق التعميمات

ونرى أخطاء الآخر أيا كان؛

وربما احتقاره؛

ولا يعلمنا بقصور النفس الإنسانية عامة ونحن عينات من هذه النفس البشرية.

ما أن أسمع متصلا سعوديا بقناة من القنوات حتى أقول (الله يستر)!

فهو غالبا في طرف حاد ولغة متشنجة ويشارك بشراسة وتعميم وربما يفسد برنامجا إعلاميا هادئا ومفيداً.
هذا الخطاب السعودي له أسبابه بلا شك

من أهمها سوء التعليم

وفقر المناهج عن علوم اساسية كالمنطق والفلسفة، فهي توسع الأفق وتمنح الفرد مساحات من التأمل،

والتأمل مقدمة لحسن الحكم على الأمور.

نعم المنطق والفلسفة يقللان الكراهية والقلق والخوف الكامن في مظاهر الفخر والعجلة!

المنطق والفلسفة يؤديان لاستثمار مساحات شاسعة من العقل السعودي؛ هذه المساحات قاحلة جرداء مع أن المياه الجوفية على بعد عشرة أمتار فقط!

من حق الفرد السعودي أن يتعلم العلم لا أن يتعلم الجهل،

أن يتعلم معرفة الآخر لا هجاء الآخر،

أن يخرج عن النمطية التقليدية في معرفة الأشياء.

كلامي هذا ليس عاما وإنما خاصا ببعض العلوم الشرعية خاصة،

أما العلوم الأخرى كالرياضيات والفيزياء، فلا أريدها..

إنما العلوم التي تجعلنا في صراع ابدي.
نعم هذه العلوم الشرعية التي اجبرناها على أن تعلمنا الكراهية والشك والاحقاد والتخاصم والتكفير والجهل بالذات وبالآخر هي المقصودة هنا. وهي في الواقع ليست علوما شرعية هذه تسمية خاطئة

فاشلرع ليس فيه هذه العيوب

إنما نحن أسميناها علوما شرعية

فمعاذ الله أن يحثنا شرع الله على هذا الجهل والتظالم هذا أكبر إساءة للشرع، إنما هي علوماً مذهبية، مذهبية فقط.. والمذهبية المتعصبة فرع من الشرك ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً)

ليتهم علمونا الكراهية والجهل من العلوم الطبيعية وليس من العلوم التي سموها شرعية فالإساءة لنيوتن وفيثاغورس أسهل من الإساءة لله ورسوله!

اختطاف التعليم:

التعليم مختطف ... مع أننا لا نطاالب بالمستحيل..

نطالب فقط بأن يفهم واضع المقرر الألفاظ والمواد التي يكتبها!

هذا فقط

فلو عرفها لما كتبها!

لا بد أن يعرف المعلم مادته الشرعية ويفهمها ويستطيع الدفاع عنها أما هذا التلقين من المذهب لواضع المقرر للمعلم للطالب فهذا عبث وضنك.

السعودي هو في ذمة هذا التعليم وهذه السياسات والخطط والتجهيل المستمر بالذات ومن جهل نفسه فلن يعرف غيره فاللهم علمنا ما ينفعنا.

انظروا هذه الشتائم والبذاءات التي تصدر من السعوديين والمنتشرة في مواقع النت والتواصل وغيرها هل هذه نتيجة علمانية؟!

كلا هي نتيجة تعليم سلفي مأزوم .
كيف عرفنا ؟!

لأننا نعرف التراث السلفي المذهبي فهو لا ينتصر على الخصوم إلا بأمرين 1- البذاءة

2- والسلطة!

ليس معه من مقومات البقاء غيرهما.

فالبذاءة تطرد عنه نقد العقلاء الجبناء

والسلطة تمكن له في الأرض!

فلذلك هو يعيش بين هاتين النعمتين العظيمتين!

نعمة البذاءة ونعمة السلطة!
ولذلك لو درس هؤلاء المنطق لكان خيرهم عاما على أنفسهم وعلى خصومهم وعلى السلطة والمجتمع لأنهم إن ظلموا فلا يظنوا أن المظلومين سيسكتون.

لذلك فلكل فعل ردة فعل

فما ترونه في حدتي عليهم مثلا هل تظنون لو أنني وجدت إنصاف وقراءة علمية هادئة هل تطنون أني سأحتد عليهم؟!

فهم من يجلبون التعاسة للجميع لهم ولغيرهم

ولا يمكن هذا إلا بإصلاح مناهج التعليم الدينية خاصة

(المذهبية على الاصح)

ولن يكون هذا إلا بمنطق وفلسفة.

المنطق والفلسفة ستجل السعودي يشرف وطنه في كل مشهد ثقافي (على سبيل التغليب) وتجعله يفهم ثقافته فيأخذ منها ويدع ويقل منسوب الكراهية.

لو كان هناك دراسات عن (منسوب الكراهية العشوائية) لتصدرنا- نحن السعوديين- القائمة بلا منازع!

لماذا؟ وبأي حق؟ بأي شرع؟ بأي عقل؟

والجاهل كالطفل لا يحب من يدله على عيوبه

وقد أسهم التعليم (المذهبي) في (تطفيل) أكبر قدر ممكن من المجتمع! أطفال بلحى طويلة وثياب قصيرة!
هذه مهزلة يجب أن تتوقف!

وهذه مسئولية الجميع

فالطفولة شئ جميل في السنوات الست الأولى هذا صحيح

أما إذا بقيت الطفولة لعمر الستين والسبعين فهذا مرض!
نعم أطفال في الستينات والسبعينات مازالوا يشتمون ويتباذؤون ويتآمرون ويشتغلون بالوشايات ضد بعضهم عند الوالد الخ،

هذا شغل أطفال يجب أن يتوقف.

حتى لو امتلك هؤلاء الأطفال الملايين وسكنوا القصور..

فهم ليسوا بأهل لحمايتها ولا حسن تصريفها

وإذا قال الله : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)...

فمن باب أولى : ألا تؤتوهم عقولكم وقلوبكم وضمائركم وأسماعكم وأبصاركم..

لذلك نحن نصرخ بتخليصنا من ثقافة الأطفال وشقاوتهم وضيق نفوسهم وعقولهم.

العاقل يتمنى أن يجد مجموعة من الأعداء العقلاء..

بدلاً من أن يعاديه طفل واحد.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=76
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18