• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : السلفية تنشر حادثة الإفك .

السلفية تنشر حادثة الإفك

ليس هناك أحد أشاع الفاحشة في حق أم المؤمنين عائشة مثل السلفية المزورة. إنهم من أشاع الفاحشة أكثرمن غلاة الشيعة.

وتراهم في كل مجلس وقناة وكل منتدى واستراحة يرددون ويشيعون هذا الإفك، والله لو كان الكلام عن أمهاتهم ما رضوا ذلك.

أعني لو تم اتهام أحد محارمك ظلما فهل تفضل أن يسولف الناس ببراءتها في كل مكان، وأنهم اتهموها بكذا وكذا.. لكن القاضي برأها؟

هل يعجبك هذا؟ هل سترضى بهذا؟
إذن فأكبر الفرق التي أشاعت الفاحشة في حق عائشة همالنواصب وغلاة السلفية، لقد أوصلوا هذه التهمة آلى كل امرأة وطفل، لم يبق أحد يجهل أنها أتهمت بفاحشة الزنا، والسبب هؤلاء الحمقى.
من المؤلم أن تجد أسألتهم في كل مناسبة وكل وليمة :

ما رأيك في من يقولون أن عائشة زنت؟!

هكذا يطرحونها فقلة أدب وفجاجة وكأن الموضوع سؤال عن سعر البطيخ..

ولو سألنا أحدهم السؤال نفسه عن عرضه لغضب..

أعني لو قلنا: ويش رايك في من يقول أن زوجتك زانية؟!

هؤلاء لا حياء في وجوههم..
نعم إشاع النواصب الفاحشة في حق عائشة أكثر مما أشاعها الشيخ ياسر الحبيب!

وكل هذا ليس غيرة على عائشة وإنما حبا لمعاوية.
كانت عائشة تشبه معاوية بفرعون، فالنواصب يضربون عصفورين بحجر، واحد يشنعون على الشيعة وعلى عائشة معاً.

وقد ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام 2 / 126 أن أبا مسلم الخولاني كان ينهى أهل الشام عن سب عائشة، وهذا في عهد معاوية.

إذن فالنواصب من قديم لهم مصلحة في سب الاثنين علي وعائشة

وأسباب سبهم لعلي معروفة لأن منهجه في العدل وقربه من النبي وفتكه بمشركي قريش من أقارب معاوية مشهور، فهو قاتل أخيه حنظلة يوم بدر وآسر أخاه الآخر عمرو وقاتل خاله الوليد بن عتبة ( أخو هند) وجده عتبة بن ربيعة في قول، فسب معاوية لعلي معروف ( ثأر جاهلي مغلف بقميص عثمان).
وإما أسباب سب بني أمية وأهل الشام لعائشة فلعدة أمور:

1 - تشبيهها لمعاوية بفرعون

2- معارضتها لعثمان

3- لعنها لمروان

4- ردها على أبي هريرة واتهامها له.
وغيرذلك من الأسباب التي يمكن جمعها في بحث متوسط.

والنواصب يحبون ضرب أعدائهم بعضهم ببعض،

بل يضربون أهل البيت بعضهم ببعض،

ويضربون كتاب الله بعضه ببعض كذلك.
وذكاؤهم هنا مكتسب من الشيطان وليس ذكاء ً ذاتياً، فهم حمقى، ولكن الشيطان يوحي إلى أوليائه كما جاء في القرآن.

ليس هناك مجلس سلفي اليوم إلا وزادهم في السوالف زنا عائشة!

أجلس مع الشيعة ولن تسمع في هذا الموضوع حرفا

بينما لا تجلس مع سلفية إلا كان زادهم!

كان الكلام زمان أن منافقين زمان رموا عائشة زمان وأن المسلمين أجمعوا على براءتها بعد القرآن

أما اليوم فقد استطاعت السلفية أن تعيد الأمر جذعة!

فتراهم ينقلون المقاطع والروايات ويصورونها ملونة ومزينة وينشرونها بنشاط عجيب لتصل للمرأة والطفل والشيخ الكبير!

ثم يقولون لا يشيعون الفاحشة!

ثم الأدهى من ذلك أنهم زادوا فأضافوا كل منعارضهم من أهل السنة فأصبحوا يرمون كل من خالفهم بأنه يثبت زنا عائشة!

فأصبح هنا ك سنة وشيعة يرون ( زنا عائشة)!

قاتلهم الله ما أكذبهم وأفحشهم وأصفق وجوههم.
وهنا قد يتساءل الشاب لماذا؟

ثم يجد بعض الشيعة وبعض السنة يرجحون أن آية الإفك نزلت متأخرة وأن الأنسب أنها نزلت في مارية أم إبراهيم لا عائشة!
فيبدأ الناس من أهل الضجر بالسلفية بالشك ويتصلب لهذا غلاة الشيعة، وهم قلة نادرة، ويجدون عندهم مزيدا من الفحش.

فتكون السلفية قد أسهمت في زيادة القائلين بهذه الفاحشة وتثبيتها.

اتقواالله وتأدبوا ولا تشيعون هذا الإفك في كل مجلس وكل مناسبة فهذا لا يرضى عنه رسول الله ولا يرضى أحدكم هذا في عرضه.
وهم لا يريدون تبرئة عائشة؛ بقدر ما يريدون تكفير الشيعة!

وتكفيرهم الشيعة ليس لله أيضاً، وإنما يراد منه إطفاء ذكر أهل البيت!

ظلمات بعضها فوق بعض!

إذن فهم يدورون ويدورون ثم نجد الهدف الأساسي لهم؛هو تجفيف المنابع التي تذكر آل محمد وتشيد بفضلهم وتدرس سيرهم هذا هو الهدف النهائي, ولا تعرف هذا الهدف النهائي إلا بعد تعب شديد ومخالطة طويلة!

ولوأنهم يصارحوننا من أول الطريق أنهم لا يطيقون ذكر آل محمد بخير لأراحونا!

نحن نؤمن بحرية الاعتقاد وحرية التمذهب فليقولوا ماشاءوا

لكن لا يلفون ويدورون وليقولوها صريحة ولن نطالب باستتابتهم ولا قتلهم كما يفعلون!
لكن -  الله يوفقهم ويغفر لهم - نأمل منهم ألا يقولوا أن بغض آل محمد وهجر سيرهم وعلومهم من أصول العقيدة السليمة...

كلا هذه من آثار بني أمية وكفى!

وهذا كله لا يجعلنا نهمل أمرين:

فحش قلة من الشيعة صرحوا بالإفك - ولو متأخراً - وتفننوا في تلفيق ما لا يصدقه عقل ولا برهان ولا واقع تاريخي في اتهام أم المؤمنين عائشة بأنها تزوجت طلحة، وهذا باطل وزور ومنكر، والعلل مختفية، فإن مبناهم على ذلك أنها خرجت يوم الجمل وليس معها محرم فتزوجت طلحة وهذا كله باكل، فقد كان عندها من محارمها عبد الله بن الزبير ( ابن أختها أسماء) وهو الذي حرضها على الخروج وحرض أباه فهذه كذبة باردة لا تستحق التطويل.

كما أننا لا ننكر أن عائشة أم المؤمنين أخطأن في خروجها على الإمام علي وهذا موضوع آخر منفصل لا علاقة له بالقول بالفاحشة من غلاة الشيعة ولا إشاعتها من غلاة السلفية.
فليتق الله الفريقان، وليسكتوا عن الخوض في هذا الكلام، فمجرد الحوار فيه مؤذٍ لكل فطرة سليمة.

ولولا هوس غلاة السلفية بهذه المسألة وتكرارهم لذكرها في كل مجلس وكل منتدى لما كتبت هذا المقال، لكن ماذا نفعل بهؤلاء؟ فنحن إن لم نكتب سيتمكنون من جرف العقلاء معهم في هذه السوالف القبيحة.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=87
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16