• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : معايير اهل الحديث القاصرة من اهم أسباب إنكار السنة! .

معايير اهل الحديث القاصرة من اهم أسباب إنكار السنة!



تعقيب على موضوع : { ما معنى (خير الناس قرني)؟!}
لمطالعة { ما معنى (خير الناس قرني)؟!}على الرابط التالي:
http://almaliky.org/news.php?action=view&id=1093
.



اليوم - بفضل الله وتعليمه - أزحت عنكم معنى خاطئاً لحديث صحيح،  طالما كان هذا المعنى - لا الحديث - محل إشكال في عقول الناس قديماً وحديثاً! الحديث يحتاج للتدبر كما القرآن، وذلك بجمع طرقه، وتحريرمعنى اللفظة، بالبحث عن اللفظ المطابق للمعنى القرآني، وترك الألفاظ الأخرى.. الخ.
لو تمت دراسة الحديث بهذا التدبر والجمع والتحرير ومعرفة ظروف النقل الشفهي لتمكنا من تصحيح كثير من الحديث بدلاً من العجلة في رده.
العجلة ضارة.
وللأسف أن المشتغلين بالحديث أنفسهم هم السبب في رد أكثر الحديث، لأنهم يصححون معاني للأحاديث تتعارض مع البدهيات، ويتركون المعاني الصحيحة مهملة. لذلك نكرر وكررنا ، لسنا من منكري السنة ولا الحديث - بغض النظر عن اللفظين - إنما نتأنى، فننظر للحديث ونجمع طرقه وننظر ألفاظه ونعرضه على القرآن؛ المشتغلون بالحديث للأسف لا يعرضون الحديث على القرآن ؛والقرآن هو النور الكاشف الذي يدلك على ما يشبهه. أهل الحديث يعرضون الحديث على الحديث فقط؛ الحديث مظلوم بين فريقين ؛فريق يرده كله؛ وفريق يدرسه منفصلاً عن النور الكاشف ( القرآن)؛ والقليل جداً من يتوسط بعلم وبحث، فالقرآن أولاً ثم الحديث.
المشتغلون بالحديث؛ أيضاً؛ لا يدرسون أثر السلطة والمذهب والرأي العام على الرواية، ولا طبيعة الرواية القديمة، ولا يدرسون الإنسان كإنسان. فأدى هذا كله إلى تقوقع أهل الحديث في السند والرجال والحماس لما صححوه بمعايير ناقصة ، مع عدم الالتفات لأي تناقض ولا لأي منهج نقدي علمي. هذه الخصومات في الحديث لا داعي لها كلها؛ فلو أن المشتغلين بالحديث تركوا التقليد وأحكموا الثقافة القرآنية، لوجدوا أكثر الحديث يسير في ضوئها؛ وأقصد بأكثر الحديث هنا أنك ستجد في الحديث ألفاظاً أخرى تدل على الصواب، فأكثر الحديث مروي بالمعنى، ولابد من تحرير اللفظ الصحيح وترك المتوهم.
طبعاً ليس كل الحديث الذي يصححه أهل الحديث صحيح، فبعضه باطل قطعاً ومخالف للقرآن، إلا أن كثيراً منه صحيح، ويتفق مع القرآن إذا تم تحريره بعلم.
المشتغلون بالحديث أكثرهم يجهل الحديث، لأن معاييرهم قاصرة جداً، - على أكثر من مستوى - فلذلك يصدمون الناس بمعاني لا تتفق مع قرآن ولا عقل.
المشتغل بالحديث لابد أن يمتلك الخطوط العامة من الثقافة القرآنية مع الوعي التاريخي ودراسة الآثار المؤثرة في التوثيق والتجريح والتصحيح.. الخ؛ ليس المسألة معرفة من صحح سماعه شعبة ولا من وثقه يحيى بن معين ولا من أعلّه علي بن المديني - هذا تفاصيل صغير جداً-  لابد من مقدمات قبل هذا؛ لو تمت قراءة هذه المقدمات، من الثقافة القرآنية وإزاحة الأثر السياسي والمذهبي وأثر الرأي العام، ودراسة مسيرة الرواية القديمة لاتفق الناس.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1094
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28