• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : اللاعنون لله ورسوله يعيشون بيننا! .

اللاعنون لله ورسوله يعيشون بيننا!



                    اللاعنون لله ورسوله يعيشون بيننا!




عندما يأتي أحد النواصب الحمقى ليقول: اللعنة على من طعن في صحابي! وينسى (إن جاءكم فاسق)! فهو بهذا يلعن الله من أجل الوليد بن عقبة!
استحوا.


نصيحة للغلاة والنواصب: احذروا أن تلعنوا الله ورسوله من أجل أحد الطلقاء؛ والله لن يفيدكم يوم القيامة!
عندما يأتي أحد النواصب الحمقى ليقول: اللعنة على من طعن في صحابي! وينسى (إن جاءكم فاسق)! فهو بهذا يلعن الله من أجل الوليد بن عقبة!
استحوا.
ويآتي آخر يلعن كل من طعن في أي صحابي! فهو بهذا يلعن رسول الله من حيث لا يدري؛ لأنه قال عن فلان : يموت على غير الملة؛ او فلان في النار الخ.
الخلاصة: أن اللاعنين لله ورسوله يكثرون مع الجهل والعصبية؛ ويجب على أهل العلم ان يعلمون هؤلاء الحمقى ألا يلعنوا الله ورسوله من حيث لا يعلمون! ولعل الذين يظهرون الآيات أو الأحاديث التي تذم بعض الأعراب والطلقاء والمنافقين أن يكتموها؛ لأن اتباع هؤلاء مستعدون أن يلعنوا الله ورسوله!
نحن في زمن فتنة وهيجان غير مسبوق؛ ولعل من الأفضل كتمان كثير من الأدلة إلا لأهلها؛ حدثوا الناس بما يعرفون؛ أتريدون أن يُلعن الله ورسوله؟!
قبل قليل أحدهم لعن الله ورسوله - باللازم وليس بالصريح -
لكن لازم القول ليس قولاً إلا إذا أقر باللازم؛ ولا أظنه يقول باللازم؛ فاسألوه وتحققوا منه.
اللهم اهد ضال المسلمين وعلمهم وألن قلوبهم للحق.
اللهم هؤلاء جهلة فلا تعذبنا بما فعلوا من لعنك ولعن رسولك.
اللهم هل بلغت؟
اللهم اشهد.
إذا أردتم أن تلعنونا فانتبهوا! لا تلعنوا بعبارات تشملون بها الله ورسوله؛ لتيار الغلاة والنواصب كثير من عبارات اللعن التي تشمل الله ورسوله؛ مرة يلعنون كل من يمدح العقل؛ ومرة يلعنون كل من طعن في صحابي؛ ومرة يلعنون كل من قال بحرية التدين؛ الخ.
كل هذه العبارات تشمل الله ورسوله للأسف!
اللاعنون لله ورسوله يكثرون أيام الفتن والعصبيات؛ فإياكم أن تغتروا بهم؛ تعلموا؛  وانصحوهم؛ وبينوا لهم أن يختاروا لعن خصومهم فقط؛ دون الله ورسوله.
من أراد أن يلعنني - مثلا - فليقل: اللهم العن حسن المالكي؛ فهذا اسمي واضح وصريح؛ ولكن لا يقول اللهم العن كل من طعن في صحابي؛ فهذا يشمل الله ورسوله.
إياك أن تلعن الله لأنه أنزل آية فسّق فيها أحد الصحابة - وهو الوليد بن عقبة بالإجماع - أو لأنه طعن في آخرين؛ الله أغلى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) [سورة الحجرات]
إياك أن تلعن رسول الله لأنه قال هذا الحديث أو ذاك؛ في ذم فلان أو فلان ممن تعدهم أنت أغلى وأعلى من رسول الله! انتبه لنفسك! لن ينفعك هؤلاء بشيء.
هذه الفتنة في لعن رسول الله قديمة؛ فقد أرسلت أم المؤمنين أم سلمة لأحدهم (إنكم لتلعنون رسول الله على منابركم)؛ فالمرض قديم؛ والنصيحة واجبة.
اعذروني في كتم اسم ذلك الشخص؛ لذلك قلت أحدهم؛ ولم أقل فلان؛ لأني أخشى أن يقوم ناصبي بلعن أم سلمة؛ بل ورسول الله من أجل ذلك الشخص الباغي الظالم؛ الجنون جنون.
هؤلاء اللاعنون في سكرتهم يعمهون؛ فخذوهم بالرفق وكشف الأدلة؛ لا يحول بينهم وبين لعن الله ورسوله أحد؛ فأنتم مسؤولون بحسن عرض الحجة.

الخلاصة:
إذا أردت لعن مذهب أو شخص؛ وكان لابد من اللعن لإراحة العصبية؛ فاحذر أن تلعن الفكرة ومن يقول بها؛ وإنما العن الجماعة أو الشخص.
أنت مثلاً؛ مبتلى بذم العقل؛ وتحب لعن العقلانيين؛ فلا تقل مثلا: اللعنة على من يحث على العقل؛ لأن هذا اللفظ سيشمل الله؛ لكن صغ اللعنة بصيغة ما.
أيضاً؛ إذا ابتلاك الشيطان بمحبة ظالم أو منافق؛ فلا تلعن من ذمه أو طعن فيه؛ لأن ذم الظالمين والمنافقين في القرآن؛ وقد يكون للنبي فيه نص خاص.
وإذا ابتلاك الشيطان ببغض المعتزلة مثلاً؛ فلا تلعن كل من يأمر بالعدل؛ فهذا لفظ عام سيشمل الله ورسوله.
خصص النظّام والعلاف؛ وواصل بن عطاء الخ
اللاعنون لله ورسوله لا يعلمون أنهم يلعنونهما؛ هم يظنون أنهم بعباراتهم يريدون لعن خصومهم فقط؛ لكن يوسعون اللفظ ويجهلون الشرع والواقع؛  وقد انتشر اللعن لله ورسوله مع وسائل التواصل الاجتماعي؛ فدخل في اللعن كل من هب ودب؛ يلعنون الفضيلة ومن يقول بها!
مشكلة ليس لها حل الآن.
لو أعدد الواجبات التي يلعن الغوغاء والحمقى الآمرين بها؛ لكان العدد مهولاً ومخيفاً؛ ولأصبح المسلمون أكثر اللاعنين لله ورسوله!
والله حرام وعيب.
ذم النفاق وأهله والظلم وأهله واجب؛ مدح العدل وأهله واجب؛ حب العقل والأمر به واجب؛ حرية التدين.. الخ
واجبات شرعية كثيرة يلعن الحمقى من يقول بها.
اللعن الأموي للإمام علي على المنابر؛ هو من فتح اللعن على مصراعيه؛ فصار دعاة النار والبغي يلعنون دعاة الجنة والعدل؛ والبعرة تدل على البعير!


لو تهزم مليون أحمق بالحجة؛ فلا تتفاءل؛ لأنه سيأتيك خمسة ملايين بعدهم يرددون أقوالهم؛ وإذا أقنعتهم سيأتيك عشرة ملايين؛ تسونامي الجهل يغمر الحجج!
تسونامي الجهل مصدره التعليم والقنوات والمواعظ وخطباء المنابر والمطابع والرأي العام الخ؛ فمن الصعب - بل المستحيل - أن نلحق بهم؛ لكن البلاغ واجب.

لمطالعة موضوع " تسونامي الجهل الزاحف!" على هذا اللرابط «««
الخلاصة:
اقرءوا القرآن وتدبروه؛ وسيعلمكم القرآن بماضيكم وحاضركم؛ ويربط الزمنين حتى ترى الذين يقولون مالا يفعلون أمامك؛ كما رآهم النبي ص؛ فالنفس الإنسانية واحدة؛ من بني اسرائيل إلى اشباههم إلى النتائج الزاهية التي ترون؛ الشيطان لم تنقطع طريقه؛  طريقه طريق سريع وواسع ومخدوم وبحدائق؛ من لا يعرف تعقيدات النفس الإنسانية لن يفهم لماذا قال بعض الناس: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء)!
ليس كل اللعن أو القنوت ممنوعاً؛ يجوز - بل يشرع - الدعاء على أهل البغي والباطل والعدوان والفساد؛ ويحرم لعن دعاة الجنة والعدل والحق؛ انتبهوا لهذا!
نعم؛ هناك منطقة ضبابية يجب التوقف فيها والتورع عن اللعن والدعاء؛ ولكن الغلاة يحبون اللعن بلا ضوابط؛ أو منعه مطلقاً؛ حتى تهجر لعن من لعنهم الله.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1232
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29