• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أسانيد الوصية! .

أسانيد الوصية!


                          أسانيد الوصية!


ومن نماذج ما بحثته موضوع (الوصية)، أي أحاديث الوصية، وهل أوصى النبي للإمام علي أم لا، وكنت أجزم في بداية الطلب جزماً قاطعاً ببطلانها، وأنها من مفتريات الشيعة، وأن أسانيدها لن تبلغ اثنين أو ثلاثة ... ولكن؛ يا للهول!


خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كثيرة جداً، ونوعية في الذروة، وقد أحسن الإمام النسائي صاحب السنن في تأليفه كتاب (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)؛ وكل الخصائص صحيحة، وقد حققه السلفيون وصححوا معظم تلك الخصائص، واضطروا اضطراراً للرد على ابن تيمية في عصبيته في رد بعض متواترها.
ومن خلال تجربتي الشخصية، وجدت عجباً في فضائل هذا الصحابي المعجزة (فهو معجزة النبي صلوات الله عليه وآله، كما قال الواقدي). والعجب؛ أنني ما بحثت فضيلة له كنت أراها ضعيفة أو موضوعة إلا استمسكت واعتضدت وجذبت شواهدها وتعاضدت قرائنها ودلت على حواضنها الصحيحة..
وما بحثت لمنافسيه من فضيلة كنت أراها صحيحة أو حتى متواترة؛ إلا تهافتت سنداً أومتناً.. وافتقرت للحواضن وتلاشت القرائن.. وتبين لي الخلل فيها. هذا في الغالب، والنادر لا حكم له.
ومن نماذج ما بحثته موضوع (الوصية)، أي أحاديث الوصية، وهل أوصى النبي للإمام علي أم لا، وكنت أجزم في بداية الطلب جزماً قاطعاً ببطلانها، وأنها من مفتريات الشيعة، وأن أسانيدها لن تبلغ اثنين أو ثلاثة ... ولكن؛ يا للهول!
كنت مع البحث، أرى الحديث تتعدد طرقه وتتقوى رجاله وتتراءى حضائنه وقرائنه، حتى رأيت أن تضعيفي له سيكون هوىً متبعاً، ونصباً خفياً، ومعاندة للشيعة الذين لم يلزمني الله بمعاندتهم ولا معاندة غيرهم، ومخالفة للقواعد النظرية التي قررها أهل الحديث.
وجدت أسانيدها السنية في الكثرة والقوة وتعدد المخارج والمناسبات؛ وفي المصادر السنية أقوى من كثير مما دخل في الصحيحين من فضائل آخرين، سواء من حيث الأسانيد أو المعاني المتنية أو الحواضن.
لن أطيل... ولن أذكر بحثي هنا.. فهو طويل جداً..فبحث الوصية عندي شبه كتاب كامل قادني إليه بحثي الآخر بعنوان: (المؤآخاة الكبرى، بين النبي صلوات الله عليه وعلي بن أبي طالب عليه السلام) - في مجلدين لم يطبعا بعد – وإنما؛ أريد هنا فقط الإشارة ، مجرد إشارة فقط؛ لأسماء الصحابة والتابعين الذين رووا الوصية ، وللشوكاني - رغم سلفيته ومناكفاته للزيدية - كتاب مفرد في إثبات وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، مطبوع.
الخلاصة:
وجدت الوصية مروية عن عشرات الصحابة والتابعين؛ ومن مصادر السنة، بالإضافة إلى مراسيل تابعين ونثر خطباء وأشعار شعراء ..الخ، وبعضها ضعيف إسناداً ، إلا أن فيها الصحيح والحسن وفيهما الكفاية، بالإضافة إلى تواتر هذا اللقب (الوصي) كثقافة عامة، حتى عند محاربيه كبني ضبة وعمرو بن العاص وأمثالهم، وفي وقت مبكر.
فمثلاً: هذه نماذج لاسماء الصحابة وبعض التابعين الذين رووا في الوصية أحاديث أو آثاراً متعددة المناسبات ، ولم استوفهم:
1. علي بن أبي طالب - مشهور- (من أكثر من إسناد، أفردناه في بحث).
2. سلمان الفارسي- صحابي مشهور- (أفردناه،عشر طرق، واحدة على شرط مسلم).
3. أنس بن مالك - مشهور- في بحث المؤاخاة.. (من نحو ثلاث طرق عنه، أفردناه).
4. أبو ذر الغفاري - صحابي معروف.
5. أبو أيوب الأنصاري - صحابي بدري مشهور.
6. جابر بن عبد الله الأنصاري - صحابي مشهور.
7. بريدة بن الحصيب الأسلمي - صحابي قديم مشهور.
8. ابن عمر - صحابي مشهور.
9. الحسن بن علي - من أهل الكساء.
10. الحسين بن علي - من أهل الكساء.
11. أبو سعيد الخدري - صحابي مشهور.
12. ذؤيب الأسلمي - له صحبة.
13. علي بن علي الهلالي - له صحبة.
14. خزيمة بن ثابت (ومنها في شعره يوم الجمل) - بدري مشهور.
15. حسان بن ثابت في شعره - صحابي مشهور.
16. حبشي بن جنادة (أفردناه في بحث) – صحابي.
17. ابن عباس .. صحابي مشهور.
18. الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب .. صحابي.
19. أبو الهيثم بن التيهان: .. صحابي بدري عقبي مشهور.
20. النعمان بن عجلان الزرقي : ..صحابي.
21. أثر سليمان بن صرد الخزاعي .. .. صحابي مشهور.
22. أثر عمرو بن الحمق الخزاعي .. صحابي مشهور.
23. أثر محمد بن أبي بكر – تابعي.
24. أثر كدير الضبي.. صحابي ضعفه النواصب لقوله ( ..السلام على الوصي).
25. حجر بن عدي: في شعره يوم الجمل وقصة مقتله .. صحابي مشهور.
26. جرير بن عبد الله.. .. له صحبة.
27. النجاشي .. .. تابعي.
28. النضر بن عجلان الأنصاري...... صحابي.
29. عبد الرحمن بن ذؤيب الأسلمي.. صحابي.
30. المغيرة بن الحارث بن المطلب: صحابي.
31. المنذر بن أبي حميصة (ابن حميضة) الوادعي.. تابعي.
32. أبو الأسود الدؤلي.. ديوانه... تابعي ..
33. سعيد بن قيس الأنصاري.. .. صحابي، ولعله قيس بن سعد.
34. رشيد الهجري .. .. صحابي.
35. جابر الجعفي/ تابعي .. ضعفوه لقوله بالوصاية (أثر سفيان بن عيينة).
36. أثر عمرو بن العاص .. له صحبة ونصب.
37. عمرو بن أحيحة في مدحه الحسن يوم الجمل..
38. عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث : في شعر ..
39. عبد الرحمن بن جعيل : في شعر ..
40. عمر بن حارثة الأنصاري - له صحبة.
41. أثر الأشتر النخعي .- تابعي كبير-. ( هذا وصي الأوصياء..) ..
هذا نموذج سريع جداً.. لجملة من الصحابة والتابعين الذين رووا من ألأحاديث والآثار والخطب في (الوصية) ..
وتفصيل هذا يحتاج لوقت.. فمثلاً :
طرق حديث سلمان الفارسي مروي عن ثمان طرق:
1) مطر عن أنس عن سلمان ( بعض الطرق عن أنس فقط).
2) مطير بن أبي خالد عن أنس عن سلمان (وبعضها لا يذكر سلمان).
3) أبو عصام عن انس عن سلمان.
4) جعفر بن زياد عن مطر عن أنس.
5) كعب بن سور عن سلمان.
6) سماك بن حرب عن أبي سعيد الخدري عن سلمان.
7) جرير بن عبد الحميد الكندي عن أشياخ من قومه عن سلمان.
8) قيس بن مينا عن سلمان.
وقد تعرضت هذه الأحاديث النوعية العظيمة؛ كحديث الوصية؛ لمحاربة أموية وعباسية شرسة، وتعرض الرواة لهجوم من السلطة والتيار العام التابع للسلطات، حتى أنهم ضعفوا بعض الصحابة؛ ككدير الضبي؛ لدعائه للإمام علي بقوله (السلام على الوصي).. فالسلطة شديدة جداً، لا ترحم من يتعدى خطوطها الحمر.. ولا غرابة في ذلك، فضعف الإيمان يفعل أكثر من هذا.
إنما استغرب جرأة أهل الحديث في متابعة السلطات وثقافتها في محاربة فضائل الإمام علي، عندما وجدوا أنها أحاديث خطيرة على منظومتهم العقائدية، حتى أنهم يتهمون بعض الصحابة بالضعف أو النفاق إن لزم الأمر، رغم أنهم هم الذين يدعون أن ((الصحابة كلهم عدول)) !! ولكن وجدناهم إذا تجرأ ذلك الصحابي وروى شيئاً من هذه الفضائل ((الخاصة جداً))، التي قد تفسد عليهم عقيدتهم في التفضيل! يضعفونهم مباشرة!!
شيء عجيب..
نعم؛ هم يتسامحون مع الأحاديث التي لا يفهمون منها هدماً لعقائدهم المذهبية التي استقرت.. لكنهم لا يرحمون ولا ينصفون في الأحاديث الصريحة التي يدركون خطورتها، مثل أحاديث الوصية؛ فلا يتسامحون فيها ولا يرحمون رواتها؛ حتى لو اضطروا لتضعيف صحابة!
فالله المستعان.
ما أضعف هذا الإنسان؛ وما أقرب ظلمه وكذبه وعصبيته وهواه عند الحاجة..
لا أظن أحداً يكشف الناس على حقيقتهم كما يفعل الإمام علي عليه السلام؛ لقد كشفهم حياً وميتاً.. وكشفهم أحياءً وأمواتاً.. وصدق رسول الله (لا يحبه إلا مؤمن ولا بغضه إلا منافق).
فاللهم جنبنا النفاق ولو كان عذباً مقارَباً؛ واهدنا لصدق الإيمان ولو كان صعباً محارباً..

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1422
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20