• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : هل تحدث القرآن عن خلافات أصحاب الأنبياء بعد موتهم؟! .

هل تحدث القرآن عن خلافات أصحاب الأنبياء بعد موتهم؟!


      هل تحدث القرآن عن خلافات أصحاب الأنبياء بعد موتهم؟!           


الكفر نسبي لا يعني الخروج من الملة؛ ولكن الله وصف أصحابه بأنهم (هم الكافرون حقاً)! ولهذا علل، فهم يستخدمون الدين ويوظفونه لشرعنة الكفر والنفاق.. ولا يعلمون في الغالب؛ لأن (المنافقين لا يفقهون) و(لا يعلمون) و (لا يشعرون) ..!

هل تحدث القرآن عن خلافات أصحاب الأنبياء بعد موتهم؟!
كثير ما أسمع هذا السؤال؛ وإيماني نعم. ولكن؛ هناك إشكالات، أهمها؛ أننا لا نريد الرجم بالظن. والثاني - وهو الأصعب - أننا لا نستطيع اتباع ما في بيان القرآن لو علمناه؛ ولا القول به ولا الاهتداء به؛ ولو بنسبة ما، لأنه (قول ثقيل)؛ والحق ثقيل!
وللجواب على السؤال: هناك آية في كتاب الله كأنها سنة من سنن الله في أقوام الأنبياء؛ ولكنها خطيرة جداً على أفكارنا المسبقة، ونجبن عن قولها أو اعتقادها؛ وهي:
({تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)} [البقرة]
وأخطر ما في هذه الآية التي تتحدث عن (سنة إلهية) قوله: (فمنهم من آمن ومنهم من كفر) = كفر نسبي، وهو الأخطر.
ولها شواهد كثيرة؛ ولعل أهمها ما بعدها مباشرة؛ إذ فيها تفسير الكفر المراد في الآية:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)} [البقرة]
هذا النوع من الكفر (الظلم) هو من جملة أنواع استبعدتها ثقافة المسلمين لتبعيتها للثقافة النفاقية المتضمنة للكفر النسبي (إيمان ببعض وكفر ببعض)؛ وهذا الكفر لا أخطر منه ...
الكفر نسبي لا يعني الخروج من الملة؛ ولكن الله وصف أصحابه بأنهم (هم الكافرون حقاً)! ولهذا علل، فهم يستخدمون الدين ويوظفونه لشرعنة الكفر والنفاق.. ولا يعلمون في الغالب؛ لأن (المنافقين لا يفقهون) و(لا يعلمون) و (لا يشعرون) ..
ثم الخوارج مع خصومهم أسهموا في تقزيم الكفر إلى ما لا وجود له بعد النبوة (وهو عبادة الأصنام الحجرية)؛ وأهملوا أنواع الكفر النسبية التي عبثت بالأمة؛ كالظلم = كما هو واضح في الآية.
شاهد آخر:
ولعل هذا الكفر النسبي هو المراد في اختلاف قوم عيسى عليه السلام بعده:
({فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)} [آل عمران]
انظروا إلى الآية (فلما أحس عيسى منهم الكفر)! فهو كفر غامض ، غير واضح، مبطن، غير معلن، تحسه فقط ولا تراه ....
ولو كان هؤلاء لا يتظاهرون بالدين لما قال الله كذا، ولقال (فلما كفروا قال من أنصاري إلى الله).. ومعلوم أن الحواريين قلة من أصحاب عيسى عليه السلام؛ وما سواهم كفروا؛ وإن كان كفراً نسبياً.. لا يخرجهم من النصرانية..
صدق الإمام علي في قوله عن القرآن الكريم:
( فيه نباً ما قبلكم، وخبر ما بعدكم ..... ولا تكشف الظلمات إلا به)
اللهم بصرنا الدليل، وجنبنا صوارف الضلالة عن نهج السبيل.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1442
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29