• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : التذكير بالتواصي بالحق؛ والتواصي بالصبر. .

التذكير بالتواصي بالحق؛ والتواصي بالصبر.


              التذكير بالتواصي بالحق؛ والتواصي بالصبر.


                                الغلو في زيارة الإمام الحسين!



الحوار بين السنة والشيعة؛ او بين الأشاعرة والسلفية؛ هو ذلك الحوار الذي يعتمد نقاط القوة والضعف عند الفرقاء؛ وأن يتم استبعاد خيار الضربة القاضية..

اطلعت على مقاطع لعدد لا بأس به من دعاة المنابر الشيعية تم ارسالها لي من بعض الأصدقاء؛ وذهلت لما فيها؛ ورغم أني قليل الاطلاع على القنوات الشيعية؛ كما لا اعرف وزن تلك الشخصيات ولا حتى أسماءهم؛ ولكن كثافة ووحدة ما وجدته في كلماتهم يوجب ايضاحاً.
لعل من أبرز ما أدهشني هو اجماعهم على أن زيارة الإمام الحسين يوم عرفة تعدل الف حجة والف عمرة في اقوال اخرى مشابهة؛ لا ادري كيف تم اعتقادها! ولأن بعض الناس قد يظنون أني أقر هذه الروايات المنكرة؛ والتي فيها تهوين واضح لشعائر الحج التي أمر بها الله؛ فإنني أبرأ إلى الله منها؛ ورغم تركيزي على نقد الذات - التراث السني والسلفي - إلا أن ترك البيان  وقت الحاجة قد يوحي بأنني أقرها؛ وهذا كنموذج فقط منا عند الاخوة الشيعة؛ ودعوتي لإخواني الشيعة هي دعوتي لإخواني السنة؛ احذروا تزيين الشيطان؛ فهو يزين لنا ولكم؛ وارفضوا هذا التضخم الروائي؛ وعودوا للقرآن الكريم؛ عظموا ما عظمه الله؛ وهونوا الروايات التي تضاد ما عظمه الله.
احذروا ثقافة الضرار الشيطانية؛ لا يزين لكم الخصومة حتى يجعلكم تهونون ما عظمه الله.
إخواني الشيعة المكرمين؛ راجعوا تراثكم الروائي وفق القرآن والسنة الجامعة - وهذا ما اطالب به بني قومي - لا تجعلوا ردة فعلكم في غلو مضاد؛ قولوا زيارة الحسين عليه السلام فيها فضل؛ انشروا فضائله وفضائل أهل البيت؛ لكن الشيطان احذروه؛ سيأتيكم من مأمنكم؛ ويوحي زخرف القول غرورا..
احذروا.
اشتغلت عقوداً في نقد غلو التيار السلفي؛ ويعلم الله؛ أني لا أحب لكم ولهم إلا الاعتصام بحبل الله جميعا؛ وحبل الله في القرآن الكريم كافٍ للهدى.
نحن نعرف أن غلاتنا يكفرونكم؛ ويفجرونكم؛ ويستحلون دماءكم وأعراضكم؛ كما يفعلون معنا أيضا؛ ولكن؛ هل تكون ردة الفعل والحل بغلو هائم؛ أم بحق قائم؟
إخواني؛ أنا أرقق الخطاب هنا حتى أتجنب النصائح المذهبية التي تضر ولا تنفع؛ فإذا أخذتموها جزاكم الله خيراٌ؛ وإن رفضتم فهذا شأنكم.
اللهم قد بلغت.
عندي كثير مما أقوله عن التراث الشيعي؛ لكني أتجنب كثيراً الرد على المذاهب الأخرى من شيعة وغيرهم؛ لأني أعول على قيام تقد ذاتي في كل مذهب؛ كما أني أجهل ما إذا كان ما نراه عند بعض الشيعة ممثلاً للسائد الشيعي؛ أم هي استثناءات؛ لكنا نخشى أن تتوسع هذه الاستثناءات حتى تقود الخاصة.
الخلاصة:
تتبعت الشيعة الأولى؛ كانوا أصحاب قرآن ومشتركات؛ ولم أجد عندهم هذا الكم الروائي الذي بدأ عند بعضهم يتخذ طريقاً مضاداً للقرآن الكريم؛ عودوا لوصايا الإمام علي - رأس الشيعة والسنة - عن القرآن والمشتركات..
إن أكبر صحابي له مادة ضخمة عن القرآن هو الإمام علي؛ ومنه تعلمت حب القرآن؛ تذكروا أن الشيطان حريص على إضلالكم أكثر من حرصه على إضلال غيركم؛ لأن معكم حب آل محمد؛ وهم مفتاح فهم النبوة وتدبر القرآن - فيما فهمته أنا.
تذكروا قول الإمام علي في الاعتدال؛ وهو: (والطريق الوسطى هي الجادة؛ عليها باقي الكتاب وآثار النبوة؛ ومنها منبع السنة وإليها مصير العاقبة).
تذكروا قول الإمام علي في النمرقة الوسطى التي (يلحق بها التالي ويرجع إليها الغالي).
نحن نلحق؛ فارجعوا.
لا حجة أبلغ من حق مستدام مصبور عليه؛ آن الأوان للمراجعة ونقد التراث الروائي وفق كتاب الله ليكون مهيمنا؛  وليس منه غيرة..
آن التذكير بالتواصي بالحق؛ والتواصي بالصبر.
وفقكم الله.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1486
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29