• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : خنجر منصور .... وسيف العرعور! .

خنجر منصور .... وسيف العرعور!


                  خنجر منصور .... وسيف العرعور!

لمطالعة "الوليد بن يزيد؛ جرائم نوعية!" على هذا اللرابط «««

لم أكن أظن أن تغريدة عن خنجر منصور بن جمهور تثير هذا الجدل، وخاصة عند الدواعش، كانت تغريدة أشبه بالطرفة. وكنت قد كتبت أن (أخيراً امتلكت خنجراً قتل أحد فسقة بني أمية) وأتبعتها بابتسامة، فذهب الداوعش ليقولون: انظروا هذا داعشي يفتخر بخنجر قاتل! بينما لو تطرح لهؤلاء في مزاد علني (البندقية) التي قتلت القذافي مثلاً؛ لتسابقوا إلى اشترائه، وبكامل الجدية؛ بل؛ قد دفعوا في سيف العرعور الموعود.
أنا لم آسف على قتل الوليد بن يزيد؛ ليس لمجرد أنه أهان القرآن وسخر من النبوة وعزم أن يشرب الخمر فوق الكعبة فقط، وإنما لأنه قاتل مستبد أيضاً. والغلاة والدواعش وأنصار بني أمية هم آخر من يتكلم عن القلوب الرقيقة والإنسانية؛ وهم إلى اليوم يتمنون قتل كثير من الصالحين، فلا جواب لهؤلاء .
نعم؛ يبقى للمطردين من ليبراليين وغيرهم  أن يستنكروا - إذا كانوا مطردين - في استنكار قتل أمثال القذافي وصدام والأسد - لو حصل - وهؤلاء أخف من الوليد. فبعض الأخوة الليبراليين جرفهم الدواعش معهم وذهبوا إلى الاستنكار، مع عدم مراقبتهم أن التغريد في خنجر المنصور قد يحمل نصف الدعابة على الأقل.
بمعنى؛  قد أرتاح من هذا الخنجر أو هذا السيف أو ذاك الرمح لأنه اشترك في حدث مهم - ولم يكن معصية ولا إثماً – أي؛ يكون قد قتل مستحقاً للقتل؛ ممكن. وتبقى القلوب عند الله؛ هل تحب ذلك السيف لأنه قتل أبا جهل أو الوليد أو مسيلمة ..الخ لأن قلبك فاسد، أم لأن ذلك الشخص يستحق القنل شرعاً وقانوناً.. نعم؛ احترم اعتراضاً واحداً، أتى من بعض أعضاء الطائفة الأحمدية؛ لماذا؟ لأنهم سلميون مطلقاً؛ ويستنكرون بغض الظالم المجرم؛ وإنما يبغضون فعله فقط. أما أن يأتي الدواعش المفتخرون بكبار القتلة عبر التاريخ مستنكرين؛ ثم يتبعهم بعض الليبراليين؛ ولا يحتملون شيئاً من دعابة أو طرافة؛ فهذا غير مقبول.
والطائفيون المستتترون جعلوا الأمر طائفية؛ وقتل الوليد ليس فيه طائفية؛ نواصب قتلوا ناصبياً، إلا أنهم أعدل وأعقل.
كفى جهلاً وتوظيفاً؛ آلات الحرب - من سيوف وأرماح وسهام - التي لها  أو لأصحابها تاريخ؛ يحب الناس اقتناءها بشرط؛ ألا يكون هذا التاريخ  لهذه الآلة ظالماً أو معتدياً..
قد رأيت في متحف المدينة سهم سعد بن أبي وقاص؛ وتمنيت أنه عندي؛ وكذلك؛ لو رأيت سيف علي ونحوه؛ الأمر عادي جداً لولا انتهازية الغلاة ومن يجرونه معهم؛ بل؛ حتى لو ظفرت بسيف الزير سالم أو رمح الحارث بن عباد لفرحت به؛ كأثر من الآثار؛ رغم أن حرب البسوس أكثرها ظلم في ظلم..
طبيعة بشرية ليس حباُ للظلم؛ وهذه متاحف الدنيا؛ فيها سيوف العادلين والظالمين؛ والناس يتلمسونها ويدهشون لها، وهذا لا يعني أنهم مع سيوف الظالمين؛ يعزلون الفعل نفسياً؛ لكن افترض أن بعضهم السيف الذي قتل به أبو جهل وابتهج به؛ هل هذا يعني أنه دموي؟
كلا.
لأن المقتول ظالم قاتل ويستحق القتل.
لذلك؛ احذروا ثقافة الغلاة؛ فهم متلونون يسبقون إلى الكذب والتوظيف والتكثيف؛ ولهم دعاية هائلة ونشاط مجنون يجرفون بها معهم بعض السماعين لهم.
هؤلاء الغلاة؛ لو ظفروا بسيف خالد القسري الذي قتل به مظلوماً كالجعد بن درهم؛ لاحتفلوا به بلا  قصد دعابة ولا حب للآثار، فقد أنشدوا فيه الأشعار! أيضاً؛ القليل من الليبراليين الأرقاء، الذين انجرفوا مع الغلاة في الاستنكار؛ نحن نعرف أن بعضهم - على الأقل - مع القتل الجماعي في أماكن أخرى..
هو مجرد توظيف وغزل متبادل سخيف؛ نعم؛ نعذر الصادقين المطردين ونشكرهم؛ مع أنه لا قياس بين حب قطعة أثرية وما تفعله داعش وسائر الدمويين.


مواضيع أخرى:
لمطالعة "خلاصات أموية." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ايها الناصبي بالمخاصمه.. تعلّم." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تزيين الله وتزيين الشيطان ... ما الفرق؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تقزيم المعاني- السنة نموذجاً - الجزء الثاني."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الرد على فتوى البراك في موضوع الاختلاط!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "كيف نفهم تأثير السياسة في الحديث؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "قراءة في كتب العقائد - المذهب الحنبلي نموذجاً-بقلم: محب النبي"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1604
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29